رفح «وكالات»: وسّع الجيش الإسرائيلي اليوم نطاق إخلاء المنطقة الواقعة في شرق رفح الذي بدأه في مطلع الأسبوع الحالي، دافعا سكان أحياء إضافية في المدينة إلى مغادرتها بشكل «فوري». وأعلن جيش الاحتلال اليوم أنّ «ما يناهز 300 ألف» شخص نزحوا من الأحياء الشرقية للمدينة المكتظة بالسكان في جنوب القطاع، منذ أن دخل هذه المنطقة في السادس من مايو بعد دعوات إلى السكان لإخلائها.

ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان على منصة إكس سكان «بعض الأحياء الأخرى في شرق رفح... (إلى) التوجه فوراً إلى المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي»، على بعد حوالي عشرة كيلومترات غربًا، على طول الشاطئ الواقع غرب المدينة.

وأوضح أن قوات الاحتلال ستتحرك قريبا بقوة في هذه الأحياء الإضافية، مشيرا إلى مخيميْ رفح والشابورة وأحياء الإداري والجنينة وخربة العدس. وتقع الأحياء المذكورة غرب الأحياء التي أُخليت منذ الاثنين.

وأرغم جيش الاحتلال في البيان «جميع السكان والنازحين الموجودين» في بعض مناطق شمال القطاع مثل جباليا وبيت لاهيا، التوجه إلى غرب مدينة غزة.

وبعد ساعات على إصدار إسرائيل الأمر الجديد بإخلاء أحياء إضافية في رفح أطلقت المقاومة الفلسطينية أربعة صواريخ من رفح في اتجاه معبر كرم أبو سالم، نقطة عبور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وزعم جيش الاحتلال أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية اعترضت أحد الصواريخ فيما سقطت الصواريخ الأخرى في مناطق غير مأهولة بدون وقوع إصابات.

وتواصلت الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة اليوم رغم انتقادات وجهتها واشنطن بشأن سير الحرب وتحذير الأمم المتحدة من وقوع «كارثة إنسانية هائلة» في مدينة رفح المكتظة بالسكان.

وقالت الأمم المتحدة إن نحو 30 ألف شخص يفرون «يوميا» من رفح إلى أماكن أخرى يسودها الدمار. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 37 فلسطينيا على الأقل، 24 منهم من مناطق وسط قطاع غزة، استشهدوا في غارات جوية خلال الليل في أماكن بأنحاء القطاع منها رفح. وقالت الفلسطينية ختام الخطيب «رموا منشورات علينا وقالوا من رفح لحد الزوايدة آمنة، الجأوا عندها هلأ لجأوا، وإيش صاروا؟ أشلاء. ولا مكان إحنا فيه آمن. ولا مكان في غزة آمن».

وأشارت إلى أنها فقدت ما لا يقل عن 10 من أقاربها في غارة جوية على منزل عائلتها في وقت سابق من اليوم السبت.

والزوايدة هي بلدة صغيرة في وسط قطاع غزة، مكتظة بآلاف النازحين من مختلف أنحاء القطاع. وقال جيش الاحتلال إن طائراته قصفت عشرات الأهداف في أنحاء القطاع خلال اليوم الماضي، مضيفا أن القوات البرية قضت على مقاتلين في الزيتون في الساعات القليلة الماضية. وأفاد مسعفون بأن غارة جوية إسرائيلية قتلت سبعة أشخاص على الأقل في منزل في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، جميعهم من عائلة واحدة.

وفي رفح قال سكان إن أوامر الإخلاء الجديدة التي أصدرها الجيش شملت مناطق في وسط المدينة مما لا يدع مجالا للشك في أن إسرائيل تخطط لتوسيع هجومها البري هناك.

وقال خالد (35 عاما)، وهو من سكان حي الشابورة الذي صدرت فيه أوامر جديدة للإخلاء «الوضع صعب جدا والناس كلها بتخلي بيوتها وهم في حالة رعب».

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل العمليات ضد مقاتلي حماس في شرق رفح وعلى الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

وعلى الرغم من زيادة الضغوط الأمريكية والقلق الشديد الذي عبر عنه السكان ومنظمات الإغاثة، قالت إسرائيل إنها ستمضي قدما في اجتياحها لرفح التي لاذ بها ما يربو على مليون نازح خلال الحرب التي دخلت شهرها الثامن.

وسيطرت دبابات إسرائيلية على الطريق الرئيسي الذي يفصل بين الجانبين الشرقي والغربي لرفح أمس الجمعة وطوقت فعليا الجانب الشرقي في هجوم دفع واشنطن إلى إرجاء تسليم بعض المساعدات العسكرية لحليفتها. وتقول إسرائيل إنها لن تستطيع تحقيق النصر في هذه الحرب دون القضاء على الآلاف من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذين تعتقد أنهم موجودون في رفح.

وما زال المعبران الحيويان لإيصال المساعدات إلى غزة مغلقين اليوم السبت، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن معبر رفح مغلق لليوم الخامس، في حين أن معبر كرم أبو سالم مغلق منذ أسبوع تقريبا.

وفي دير البلح بوسط قطاع غزة، حيث يوجد مئات الآلاف من النازحين، نعى الفلسطينيون أقاربهم في جنازات اليوم السبت.

وجاءت أحدث أوامر للإخلاء بعد ساعات من تعثر محادثات وقف إطلاق النار بوساطة دولية على ما يبدو إذ قالت حماس إن رفض إسرائيل لمقترح الهدنة الذي قبلته أعاد الأمور إلى المربع الأول، وأشارت حماس أيضا إلى أنها تعيد النظر في سياستها التفاوضية، ولم توضح ما إذا كان ذلك يعني أنها ستشدد شروطها للتوصل إلى اتفاق، لكنها قالت إنها ستتشاور مع قيادات الفصائل الفلسطينية الأخرى المتحالفة معها.

وكان الجيش الإسرائيلي قد دعا الاثنين إلى إخلاء أحياء في شرق مدينة رفح المكتظة بنحو 1,4 مليون فلسطيني، وفق أرقام الأمم المتحدة، نزح معظمهم من مناطق أخرى منذ اندلاع الحرب، ويلوّح الجيش الإسرائيلي بشن هجوم بري على المدينة، على رغم تحذيرات دولية واسعة. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) «نشعر بقلق شديد لأن أوامر الإخلاء هذه تتعلق بكل من وسط رفح وجباليا»، وسبق للأمم المتحدة ومنظمات دولية أن حذّرت من أن منطقة المواصي الساحلية تعاني أصلا من الاكتظاظ وغير قادرة على استقبال أعداد إضافية من النازحين، ووجه مدير مستشفى الكويت التخصصي في رفح صهيب الهمص نداء لحماية المستشفى في ظل وضع يصبح «كارثيا أكثر فأكثر».

وقال في مقطع فيديو تمّ توزيعه على الصحافيين السبت «مستشفى الكويت التخصصي أصبح الآن ضمن المنطقة المهددة بالإخلاء للأسف»، وأضاف: «نحن اليوم من وسط القصف والدمار نطالب من مستشفى الكويت التخصصي بتوفير حماية دولية من الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية. هذا المستشفى هو المستشفى الوحيد، هو الملاذ الوحيد للمرضى والمصابين للجوء إليه، لا يوجد مكان آخر للجوء».

ومنذ أشهر، باتت رفح قرب الحدود مع مصر، الملاذ الأخير لأكثر من مليون فلسطيني غالبيتهم من النازحين.

وتوغلت الدبابات الإسرائيلية في بعض الأحياء الشرقية، كما سيطرت على المعبر مع مصر الذي يشكّل نقطة عبور أساسية للمساعدات الإنسانية وأغلقته.

وأفادت وزارة الصحة التابعة لحماس اليوم السبت أن حصيلة الحرب بين إسرائيل والحركة منذ السابع من أكتوبر ارتفعت إلى 34 ألفاً و971 شهيدا.

وقالت الوزارة في بيان إنه تم إحصاء 28 شهيدا على الأقل خلال 24 ساعة حتى اليوم السبت، لافتة إلى أن عدد الجرحى الإجمالي بلغ 78 ألفا و641 منذ بدء المعارك قبل أكثر من سبعة أشهر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی جیش الاحتلال الیوم السبت قطاع غزة شرق رفح فی رفح فی شرق

إقرأ أيضاً:

حكاية أسير فلسطيني رفض الخروج من سجون إسرائيل بصفقة التبادل.. «تمسك بالوطن»

داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، يقبع العديد من الأسرى الفلسطينيين يعانون من ظلم جنود الاحتلال، لا سيما بعد أن أحداث السابع من أكتوبر 2023، وباتوا ينتظرون صفقة تبادل حتى يمكنهم التحرر، إلا أن أحد هؤلاء الأسرى يدعى معاذ أبو رموز من مدينة الخليل «44 عاما» أعلن بشكل قاطع وتقدم بطلب لإلغاء اسمه من الصفقة.

أسير فلسطيني يرفض الخروج في صفقة تبادل

سببان هما من دفعا الأسير الفلسطيني أبو رموز لرفض إدراج اسمه ضمن صفقة التبادل، الأول هو حتى لا يتم إبعاده عن فلسطين، والثاني لأن محكوميته لم يتبقى عليها سوى أسابيع قليلة.

الأسير معاذ أبو رموز الذي يقبع في سجون الاحتلال منذ أكثر من 17 عاما، رفض أن يتم إدراج اسمه ضمن قائمة التبادل رفضًا للإبعاد عن فلسطين، في موقف يعكس الصمود والتمسك بالوطن، وذلك بعدما اشترط الاحتلال إبعاده خارج فلسطين مقابل حريته، وفق ما نشرت هيئة شئون الأسرى.

رجال بمعنی الکلمه....#صفقه_فاشله #تومبوي pic.twitter.com/KiP75hKYWl

— احرار (@Ahrar5960) February 9, 2025

أما تفاصيل السبب الثاني لرفض الخروج، وهو أن أبو رموز المحكوم عليه بـ18 عاما، قضى منهم نحو 17 عاما و10 أشهر، أي أنه لم يتبق له سوى شهرين ونصف على موعد الإفراج عنه.

وبناء على رغبة أبو رموز، تقدمت عائلته بطلب رفضت إدراجه ضمن الصفقة، مؤكدة أنها لن تقبل إبعاده عن أرضه، بناءً على ذلك، وافقت المحكمة الإسرائيلية على طلب اعتراض العائلة، مما أدى إلى استثنائه رسميًا من الصفقة.

بديل أبو رموز في قائمة الأسرى

وبعد إلغاء قرار إدراج أبو رموز في صفقة تبادل الأسري، تم استبداله بمعتقلين فلسطينيين آخرين إلى قائمة المفرج عنهم، وهما أحمد رائد زيد فروح، وأحمد محمد نايف الحوامدة.

مقالات مشابهة

  • وزير فلسطيني سابق يكشف سبب إعلان حماس تأجيل الإفراج عن أسرى إسرائيل
  • مسؤول فلسطيني: الملك محمد السادس يقوم بمجهود متواصل لحل أزمة الأموال المحتجزة لدى إسرائيل
  • حكاية أسير فلسطيني رفض الخروج من سجون إسرائيل بصفقة التبادل.. «تمسك بالوطن»
  • السعودية.. لا علاقات مع إسرائيل قبل دولة فلسطينيَّة مستقلَّة عاصمتها القدس الشرقيَّة
  • إسرائيل تهجر أكثر من 20 ألف فلسطيني قسراً من مخيم جنين
  • استنكار فلسطيني لـ ازدواجية التعامل الدولي مع الأسرى
  • هآرتس: جيش الاحتلال يستكمل انسحابه من محور نتساريم صباح اليوم
  • نازح فلسطيني عائد إلى غزة: «لا إسرائيل ولا أمريكا تقدر تطلعنا من بلادنا»
  • ماذا حملت لافتة لـ"القسام" في موقع تسليم أسرى إسرائيل وسط قطاع غزة؟
  • إسرائيل تداهم منازل عائلات أسرى مرتقب الإفراج عنهم اليوم بالضفة والقدس