المئات يفرّون من منطقة خاركيف الأوكرانية بعد هجوم روسي مفاجئ
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
كييف أوكرانيا «وكالات»: تمّ إجلاء مئات الأشخاص من المناطق المحاذية للحدود الروسية في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا، حسبما أفاد الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف اليوم غداة بدء موسكو هجومًا بريًّا مفاجئًا.
وحقّقت القوات الروسية تقدّمًا محدودًا في المنطقة الحدودية التي استعادتها أوكرانيا قبل نحو عامين بعد سيطرة قوات موسكو على مساحات واسعة منها.
وقال سينيغوبوف على منصات التواصل الاجتماعي: «تمّ إجلاء ما مجموعه 1775 شخصًا»، مشيرًا إلى أن هجمات بالمدفعية وقذائف الهاون طالت 30 بلدة في المنطقة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس مجموعات من الأشخاص يصلون في شاحنات صغيرة وسيارات ويحملون حقائب عند نقطة وصول للإخلاء خارج مدينة خاركيف.
سجّل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، أسماءهم وحصلوا على مساعدات غذائية وطبية في خيام مؤقتة. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أنّ «معارك عنيفة» تجري على «طول خط الجبهة» في منطقة خاركيف التي تقع في معظمها تحت سيطرة قواته منذ سبتمبر 2022. وأكد اليوم أنّه «يجب علينا تعطيل العمليات الهجومية الروسية وإعادة زمام المبادرة إلى أوكرانيا».
ونقلت صحيفة «أوكراينسكا برافدا» عن مصادر عسكرية قولها إن الهجوم الروسي استؤنف اليوم السبت قرب قرية غليبوك في خاركيف، ولم يكن ممكنا التحقق بشكل مستقل من صحة المعلومات الواردة في التقرير.
وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن قواتها سيطرت على خمس قرى حدودية في منطقة خاركيف الأوكرانية والتي شنت عليها هجوما جديدا اليوم مستغلة تفوقها المتزايد في ساحات القتال بشرق أوكرانيا.
وذكرت وزارة الدفاع في تقريرها اليومي أن القوات الروسية سيطرت على قرى بليتينيفكا وأوهيرتسيف وبوريسيفكا وبيلنا وستريليتشنا، وكلها تقع مباشرة على الحدود مع منطقةبيلجورود الروسية.
وأضاف التقرير أن القوات الروسية سيطرت على قرية كيراميك في منطقة دونيتسك الشرقية حيث حققت موسكو تقدما بطيئا ولكن منتظما منذ سيطرتها على أفدييفكا في فبراير .
من جهته، قال مسؤول عسكري أوكراني كبير إنّ القوات الروسية تقدّمت كيلومترًا واحدًا داخل أوكرانيا حيث تحاول «إنشاء منطقة عازلة» في خاركيف وفي منطقة سومي المجاورة لمنع شنّ هجمات على الأراضي الروسية.
وكثّفت القوات الأوكرانية هجماتها داخل الأراضي الروسية والمناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، خصوصًا على البنية الأساسية للطاقة. وقالت السلطات المعيّنة من قبل موسكو في لوغانسك التي تحتلّها روسيا في شرق أوكرانيا اليوم، إنّ أربعة أشخاص قُتلوا في ضربة أوكرانية بصواريخ أميركية الصنع على مستودع للنفط.
وأشار الحاكم ليونيد باسيشنيك إلى أنّ الضربة أدّت إلى «اندلاع النيران في مستودع النفط كما ألحقت أضرارًا بالمنازل المحيطة».
وفي روسيا، أعلنت السلطات مقتل شخصَين بضربات أوكرانية في منطقتَي بيلغورود وكورسك.
وتحدث مسؤولون أوكرانيون كذلك عن مقتل ستة أشخاص في ضربات روسية على مناطق دونيتسك وخاركيف وخيرسون في الساعات الـ24 الأخيرة، وكان مسؤولون في كييف يحذرون منذ أسابيع من أنّ موسكو قد تحاول شنّ هجوم على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، مشيرين إلى تفوّقها في وقت تعاني أوكرانيا من تأخّر وصول المساعدات الغربية ونقص العديد.
وقال الجيش الأوكراني إنّه نشر المزيد من الجنود، بينما أشار زيلينسكي إلى أنّ قواته كانت تستخدم المدفعية والمسيّرات لمواجهة التقدّم الروسي. وأضاف أنّه «تمّ نشر وحدات الاحتياط لتعزيز الدفاع في هذه المنطقة الواقعة على الجبهة».
من جهته، قال معهد دراسة الحرب الجمعة إنّ روسيا حقّقت «مكاسب كبيرة من الناحية التكتيكية».
وأضاف المعهد الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرًّا، أنّ الهدف الرئيسي للعملية هو «استدراج القوة البشرية الأوكرانية والعتاد من قطاعات مهمة على الجبهة في شرق أوكرانيا»، مشيرًا إلى أنّها لا تبدو «هجومًا واسع النطاق لتطويق خاركيف والاستيلاء عليها».
وأعلنت واشنطن حزمة مساعدات عسكرية بـ400 مليون دولار لكييف بعد ساعات على بدء الهجوم، معربة عن ثقتها بأنّ أوكرانيا قادرة على صدّ أيّ حملة روسية جديدة.
وتحاول واشنطن تعويض عرقلة المساعدات الأمريكية لكييف على مدى أشهر في ظل الخلاف بشأنها داخل الكونجرس بين الجمهوريين والديمقراطيين، ما أدى إلى توقف تدفّق الأسلحة والذخائر من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، وهو وضع استغلته روسيا للتقدم ميدانيا. وهاجمت القوات الروسية منطقة خاركيف لأول مرة في فبراير 2022 لكن تم طردها من معظم أنحاء المنطقة في هجوم مضاد أوكراني خاطف في سبتمبر أيلول من ذلك العام.
وتتعرض منطقة بيلجورود الروسية المجاورة منذ ذلك الحين لضربات أوكرانية منتظمة بالطائرات المسيرة والمدفعية.
وعندما سُئل في مارس عما إذا كانت القوات الروسية قد تحتاج إلى السيطرة على خاركيف، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن السبيل الوحيد لتأمين الأراضي الروسية من الضربات الأوكرانية هو إنشاء منطقة عازلة تجعل أراضي موسكو بعيدة عن مرمى نيران قوات كييف.
وتسيطر القوات الروسية الآن على نحو 18 بالمائة من الأراضي بشرق وجنوب أوكرانيا وتواصل تقدمها منذ فشل الهجوم المضاد العام الماضي في تحقيق أي تقدم حقيقي في مواجهتها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القوات الروسیة منطقة خارکیف فی منطقة إلى أن هجوم ا
إقرأ أيضاً:
تصعيد مفاجئ.. ترامب يأمر بوقف الدعم عن أوكرانيا
واشنطن-رويترز
قال مسؤول بالبيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوقف جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا في أعقاب سجاله مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي، في تعميق لخلاف نشب بين الحليفين السابقين.
تأتي هذه الخطوة بعد أن قلب ترامب السياسة الأمريكية بشأن أوكرانيا وروسيا رأسا على عقب لدى توليه منصبه في يناير كانون الثاني، واعتمد موقفا أكثر تصالحية تجاه موسكو.
كما تأتي بعد مواجهة متفجرة مع زيلينسكي في البيت الأبيض يوم الجمعة حيث انتقده ترامب لعدم امتنانه الكافي لدعم واشنطن في الحرب مع روسيا.
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أمس الاثنين "لقد أوضح الرئيس أنه يركز على السلام. نحن بحاجة إلى التزام شركائنا بهذا الهدف أيضا. أوقفنا مساعداتنا وسنراجعها للتأكد من أنها تساهم في الحل".
ولم يعلق البيت الأبيض بعد على نطاق المساعدات المتأثرة وحجمها أو المدة التي سيستغرقها التوقف. ولم تقدم وزارة الدفاع (البنتاجون) مزيدا من التفاصيل.
ولم يرد مكتب زيلينسكي بعد على طلب رويترز للتعليق، كما لم ترد السفارة الأوكرانية في واشنطن.
وقال ترامب أمس الاثنين مرة أخرى إن زيلينسكي يجب أن يكون أكثر تقديرا للدعم الأمريكي بعد أن رد في وقت سابق بغضب على تقرير لوكالة أسوشيتد برس نقل عن زيلينسكي قوله إن نهاية الحرب "بعيدة للغاية".
وكتب ترامب على موقع تروث سوشيال "هذا أسوأ بيان يمكن أن يصدره زيلينسكي، ولن تتحمله أمريكا لفترة أطول!".
* ترامب: اتفاقية المعادن لم تمت
تفيد بيانات لجنة الميزانية الاتحادية المسؤولة، وهي لجنة غير حزبية، بأن الكونجرس أقر تقديم 175 مليار دولار مساعدات إجمالية لأوكرانيا منذ غزو روسيا قبل نحو ثلاث سنوات. وكان الكونجرس وافق على تقديم أسلحة قيمتها 3.85 مليار دولار لأوكرانيا من المخزونات الأمريكية، لكن نظرا للخلاف المتزايد بين واشنطن وكييف، فمن غير المرجح بالفعل استخدام هذا الدعم.
وتتجاوز خطوة أمس الاثنين موقف عدم تقديم مساعدات جديدة الذي اتخذه ترامب منذ توليه منصبه، وتوقف فيما يبدو عمليات تسليم العتاد العسكري التي وافق عليها الرئيس السابق جو بايدن، والتي تشمل الذخائر والصواريخ وغيرها من الأنظمة.
لكن ترامب ألمح أيضا أمس الاثنين إلى أنه لا يزال من الممكن الاتفاق على صفقة لفتح قطاع المعادن الأوكراني أمام الاستثمار الأمريكي على الرغم من إحباطه من كييف، فيما طرح الزعماء الأوروبيون مقترحات لهدنة في حرب روسيا مع جارتها.
وتنظر إدارة ترامب إلى صفقة المعادن باعتبارها سبيلا لاستعادة واشنطن بعض عشرات المليارات من الدولارات التي قدمتها لأوكرانيا في صورة مساعدات مالية وعسكرية منذ غزو روسيا قبل ثلاث سنوات.
وعندما سُئل أمس عما إذا كانت الصفقة قد انتهت، قال ترامب في البيت الأبيض "لا، لا أعتقد ذلك".
ووصفها ترامب بأنها "صفقة عظيمة بالنسبة لنا"، وقال إنه سيقدم تحديثا عن الوضع مساء اليوم الثلاثاء عندما يتحدث في جلسة مشتركة للكونجرس.
* ضمانات أمنية
وفي مقابلة مع فوكس نيوز، دعا جيه.دي فانس نائب الرئيس الأمريكي زيلينسكي إلى قبول صفقة المعادن.
وقال فانس "إذا كنت تريد ضمانات أمنية حقيقية، وإذا كنت تريد التأكد فعليا من أن فلاديمير بوتين لن يغزو أوكرانيا مرة أخرى، فإن أفضل ضمان أمني هو منح الأمريكيين ميزة اقتصادية في مستقبل أوكرانيا".
وأوضح زيلينسكي أن وقف إطلاق النار يجب أن يحمل ضمانات أمنية صريحة من الغرب لضمان عدم قيام روسيا، التي تسيطر على نحو 20 بالمئة من أراضيها، بشن هجوم مرة أخرى. ورفض ترامب تقديم أي ضمانات من هذا القبيل.
وخلافا للشق العسكري، تشمل المساعدات الأمريكية لأوكرانيا دعما للميزانية، والتي تُسلم إلى حد بعيد من خلال صندوق ائتماني للبنك الدولي، وأموالا أخرى تُسلم من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والتي ضيق البيت الأبيض الخناق عليها في عهد ترامب.
وترك القرار الأمريكي العديد من الأسئلة دون إجابة، منها ما إذا كان من الممكن حاليا توريد الذخائر لأنظمة الأسلحة المسلّمة بالفعل، أو ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستمر في تبادل معلومات المخابرات مع أوكرانيا بشأن تحديد الأهداف وإطلاق الصواريخ.
وقال مصدر مطلع لرويترز إن أعضاء رئيسيين في لجان الرقابة بالكونجرس لم يُخطروا بالقرار، بما في ذلك أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ.
وأدانت منظمة "رازوم من أجل أوكرانيا"، وهي جماعة مناصرة لأوكرانيا، قرار البيت الأبيض بشأن المساعدات. وقالت الجماعة في بيان "بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا على نحو مفاجئ، يترك الرئيس ترامب الأوكرانيين في مأزق ويعطي روسيا الضوء الأخضر لمواصلة الزحف غربا".
* أوروبا تسعى إلى خطة سلام
وقبل قرار البيت الأبيض بوقف مساعداته، كانت الدول الأوروبية تلتف حول زيلينسكي تضامنا وتحاول وضع خطة سلام.
ويشعر المسؤولون في السر، وأحيانا في العلن، بالغضب إزاء ما يرونه خيانة لأوكرانيا، التي كانت تتمتع بدعم قوي من واشنطن منذ الغزو الروسي.
وعرضت فرنسا وبريطانيا ودول أوروبية أخرى محتملة إرسال قوات إلى أوكرانيا في حالة وقف إطلاق النار، وهو ما رفضته موسكو بالفعل، لكن هذه الدول قالت إنها تريد دعما من الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "من الواضح أن هناك عددا من الخيارات على الطاولة".