كييف أوكرانيا «وكالات»: تمّ إجلاء مئات الأشخاص من المناطق المحاذية للحدود الروسية في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا، حسبما أفاد الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف اليوم غداة بدء موسكو هجومًا بريًّا مفاجئًا.

وحقّقت القوات الروسية تقدّمًا محدودًا في المنطقة الحدودية التي استعادتها أوكرانيا قبل نحو عامين بعد سيطرة قوات موسكو على مساحات واسعة منها.

وقال سينيغوبوف على منصات التواصل الاجتماعي: «تمّ إجلاء ما مجموعه 1775 شخصًا»، مشيرًا إلى أن هجمات بالمدفعية وقذائف الهاون طالت 30 بلدة في المنطقة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس مجموعات من الأشخاص يصلون في شاحنات صغيرة وسيارات ويحملون حقائب عند نقطة وصول للإخلاء خارج مدينة خاركيف.

سجّل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، أسماءهم وحصلوا على مساعدات غذائية وطبية في خيام مؤقتة. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أنّ «معارك عنيفة» تجري على «طول خط الجبهة» في منطقة خاركيف التي تقع في معظمها تحت سيطرة قواته منذ سبتمبر 2022. وأكد اليوم أنّه «يجب علينا تعطيل العمليات الهجومية الروسية وإعادة زمام المبادرة إلى أوكرانيا».

ونقلت صحيفة «أوكراينسكا برافدا» عن مصادر عسكرية قولها إن الهجوم الروسي استؤنف اليوم السبت قرب قرية غليبوك في خاركيف، ولم يكن ممكنا التحقق بشكل مستقل من صحة المعلومات الواردة في التقرير.

وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن قواتها سيطرت على خمس قرى حدودية في منطقة خاركيف الأوكرانية والتي شنت عليها هجوما جديدا اليوم مستغلة تفوقها المتزايد في ساحات القتال بشرق أوكرانيا.

وذكرت وزارة الدفاع في تقريرها اليومي أن القوات الروسية سيطرت على قرى بليتينيفكا وأوهيرتسيف وبوريسيفكا وبيلنا وستريليتشنا، وكلها تقع مباشرة على الحدود مع منطقةبيلجورود الروسية.

وأضاف التقرير أن القوات الروسية سيطرت على قرية كيراميك في منطقة دونيتسك الشرقية حيث حققت موسكو تقدما بطيئا ولكن منتظما منذ سيطرتها على أفدييفكا في فبراير .

من جهته، قال مسؤول عسكري أوكراني كبير إنّ القوات الروسية تقدّمت كيلومترًا واحدًا داخل أوكرانيا حيث تحاول «إنشاء منطقة عازلة» في خاركيف وفي منطقة سومي المجاورة لمنع شنّ هجمات على الأراضي الروسية.

وكثّفت القوات الأوكرانية هجماتها داخل الأراضي الروسية والمناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، خصوصًا على البنية الأساسية للطاقة. وقالت السلطات المعيّنة من قبل موسكو في لوغانسك التي تحتلّها روسيا في شرق أوكرانيا اليوم، إنّ أربعة أشخاص قُتلوا في ضربة أوكرانية بصواريخ أميركية الصنع على مستودع للنفط.

وأشار الحاكم ليونيد باسيشنيك إلى أنّ الضربة أدّت إلى «اندلاع النيران في مستودع النفط كما ألحقت أضرارًا بالمنازل المحيطة».

وفي روسيا، أعلنت السلطات مقتل شخصَين بضربات أوكرانية في منطقتَي بيلغورود وكورسك.

وتحدث مسؤولون أوكرانيون كذلك عن مقتل ستة أشخاص في ضربات روسية على مناطق دونيتسك وخاركيف وخيرسون في الساعات الـ24 الأخيرة، وكان مسؤولون في كييف يحذرون منذ أسابيع من أنّ موسكو قد تحاول شنّ هجوم على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، مشيرين إلى تفوّقها في وقت تعاني أوكرانيا من تأخّر وصول المساعدات الغربية ونقص العديد.

وقال الجيش الأوكراني إنّه نشر المزيد من الجنود، بينما أشار زيلينسكي إلى أنّ قواته كانت تستخدم المدفعية والمسيّرات لمواجهة التقدّم الروسي. وأضاف أنّه «تمّ نشر وحدات الاحتياط لتعزيز الدفاع في هذه المنطقة الواقعة على الجبهة».

من جهته، قال معهد دراسة الحرب الجمعة إنّ روسيا حقّقت «مكاسب كبيرة من الناحية التكتيكية».

وأضاف المعهد الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرًّا، أنّ الهدف الرئيسي للعملية هو «استدراج القوة البشرية الأوكرانية والعتاد من قطاعات مهمة على الجبهة في شرق أوكرانيا»، مشيرًا إلى أنّها لا تبدو «هجومًا واسع النطاق لتطويق خاركيف والاستيلاء عليها».

وأعلنت واشنطن حزمة مساعدات عسكرية بـ400 مليون دولار لكييف بعد ساعات على بدء الهجوم، معربة عن ثقتها بأنّ أوكرانيا قادرة على صدّ أيّ حملة روسية جديدة.

وتحاول واشنطن تعويض عرقلة المساعدات الأمريكية لكييف على مدى أشهر في ظل الخلاف بشأنها داخل الكونجرس بين الجمهوريين والديمقراطيين، ما أدى إلى توقف تدفّق الأسلحة والذخائر من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، وهو وضع استغلته روسيا للتقدم ميدانيا. وهاجمت القوات الروسية منطقة خاركيف لأول مرة في فبراير 2022 لكن تم طردها من معظم أنحاء المنطقة في هجوم مضاد أوكراني خاطف في سبتمبر أيلول من ذلك العام.

وتتعرض منطقة بيلجورود الروسية المجاورة منذ ذلك الحين لضربات أوكرانية منتظمة بالطائرات المسيرة والمدفعية.

وعندما سُئل في مارس عما إذا كانت القوات الروسية قد تحتاج إلى السيطرة على خاركيف، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن السبيل الوحيد لتأمين الأراضي الروسية من الضربات الأوكرانية هو إنشاء منطقة عازلة تجعل أراضي موسكو بعيدة عن مرمى نيران قوات كييف.

وتسيطر القوات الروسية الآن على نحو 18 بالمائة من الأراضي بشرق وجنوب أوكرانيا وتواصل تقدمها منذ فشل الهجوم المضاد العام الماضي في تحقيق أي تقدم حقيقي في مواجهتها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القوات الروسیة منطقة خارکیف فی منطقة إلى أن هجوم ا

إقرأ أيضاً:

سول: 1100 جندي كوري شمالي قتلوا أو جرحوا في حرب أوكرانيا

سقط أكثر من 1100 جندي كوري شمالي بين قتيل وجريح في الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وفق ما أفادت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية اليوم الإثنين.

وجاء في بيان للهيئة، نقلته وكالة فرانس برس "نقدر أن نحو 1100 من الجنود الكوريين الشماليين الذين شاركوا مؤخرا في قتال مع القوات الأوكرانية سقطوا بين قتيل وجريح".

في وقت سابق، قال نائب في برلمان كوريا الجنوبية إنَّ ما لا يقل عن 100 من الجنود الكوريين الشماليين الذين جرى نشرهم في روسيا قد قتلوا وأصيب 1000 آخرون في قتال ضد القوات الأوكرانية بمنطقة كورسك.

بوتين يعلن استعداد روسيا لمواصلة تزويد الغرب بالغازترامب: انتظر حل النزاع بين أوكرانيا وروسيا في لقاء مع بوتينبعد هجوم بمسيرات.. بوتين يتوعد أوكرانيا بمزيد من الدماربوتين لا يستبعد تحسن العلاقات مع أمريكا بعد قدوم ترامب


وأشار النائب لي سيونج كويون للصحفيين إلى أنَّ الخسائر ترجع إلى افتقار القوات الكورية الشمالية إلى الخبرة في حرب الطائرات المسيرة وعدم إلمامها بمعارك التضاريس المفتوحة.

بوتين يتوعد

ويوم الأحد، توعّد الرئيس الروسي فلاديمير بإلحاق مزيد من «الدمار» بأوكرانيا عقب هجوم بطائرات مسيّرة طال برجا سكنيا في مدينة قازان.

واتهمت موسكو كييف بالوقوف خلف هجوم السبت الذي أصاب مبنى شاهقا في المدينة الواقعة على نحو ألف كيلومتر من الحدود الروسية الأوكرانية. وأظهرت لقطات فيديو انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، مسيّرة واحدة على الأقل ترتطم بالمبنى الزجاجي الفخم، ما تسبب باندلاع كرة لهب ضخمة. ولم تعلن السلطات سقوط ضحايا.

وقال بوتين في كلمة متلفزة «أيا كان ومهما حاولوا التدمير، سيواجهون دمارا مضاعفا، وسيندمون على ما يحاولون القيام في بلادنا». وكان بوتين يتوجه بالكلام الى رئيس جمهورية تتارستان حيث تقع قازان، وذلك عبر تقنية الاتصال بالفيديو خلال حفل تدشين طريق.

وكانت الضربة على قازان الأحدث في سلسلة من الهجمات الجوية المتصاعدة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي تقترب من إتمام عامها الثالث. ولم تعلّق كييف على هجوم السبت.

مقالات مشابهة

  • ضربات لا تتوقف.. هجوم روسي ليلي على أوكرانيا بأسراب المسيرات
  • سول: 1100 جندي كوري شمالي قتلوا أو جرحوا في حرب أوكرانيا
  • أوكرانيا: هجوم أسراب من المسيرات الروسية من جهات مختلفة
  • الدفاع الروسية تكشف حجم خسائر أوكرانيا خلال 24 ساعة
  • إغلاق مطار روسي بعد هجوم متبادل بمئات الطائرات المسيرة مع أوكرانيا
  • إغلاق مطار روسي بعد هجوم متبادل مع بمئات الطائرات المسيرة مع أوكرانيا
  • أوكرانيا: تسجيل 211 اشتباكا قتاليا مع القوات الروسية خلال 24 ساعة
  • موسكو: 6 قتلى و10 جرحى جراء استهداف القوات الأوكرانية لمقاطعة "كورسك"
  • هجوم إلكتروني روسي على أوكرانيا.. «الأكبر من نوعه»
  • روسيا: القوات الأوكرانية تواصل هجومها على مدينة ريلسك في كورسك الروسية