ضحية زوجة ابنها.. الوجه الآخر للحماة
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
هناك علاقة معقدة ومربكة بين الحماة وزوجة ابنها في كثير من الأحيان، ويرجع الأمر إلى التوقعات والتصورات المسبقة.
وتفننت السينما والدراما في إظهار صورة الحماة المتسلطة القاسية التي تحول حياة زوجة ابنها إلى جحيم، وقد يكون بعضها قصصا من الواقع. لكن هناك وجها آخر لوالدة الزوج، تكون فيه هي الضحية التي لا تسلم من "الكنة" زوجة ابنها.
هناك نمط من زوجات الأبناء يتعاملن مع الحماة بازدراء وكأنها شخص خارج العائلة، ويشعرن بالتهديد بقربهن. ويشتركن في سمات تبين بوضوح أنهن حاقدات، من تلك السمات:
السيطرة على كل التفاصيلتميل زوجة الابن تلك إلى السيطرة المفرطة، ولا تترك مجالا لبقية أفراد الأسرة لاتخاذ القرارات أو التعبير عن آرائهم. وتحاول التحكم حتى في أصغر التفاصيل في المنزل، ويمكنها أيضا التدخل في كل تفاصيل حماتها، إذا كانت تقيم معها، وكيفية إنفاق أموالها، أو علاقتها مع ابنها.
عدم الترحيبحين تشعر زوجة الابن أن حماتها ليست فردا من العائلة وغير مرحب بها، فإنها تحاول إبعادها وتجاهلها في مناسبات أحفادها أو إلقاء تعليقات سخيفة تشعرها بعدم الارتياح أو أن وجودها يزعجها.
تهتم فقط بنفسها وباحتياجاتها واهتماماتها الخاصة، وقد لا تهتم كثيرا بكيفية تأثير أفعالها، وتبحث دائما عن طرق لمضايقة حماتها.
لكن أحيانا عندما تحتاج إلى شيء من حماتها تكون لطيفة معها، وفي اللحظة التي تحصل فيها على ما تريد، تتحول وتعاملها بازدراء.
عدم الاحترامتتعمد زوجة الابن عدم احترام حماتها، والتقليل من آرائها ونصائحها، أمام أحفادها. وتدلي بملاحظات مهينة كلما أتيحت الفرصة.
الشكوى للزوجتحاول زوجة الابن التلاعب بزوجها، ولعب دور الضحية والشكوى الدائمة من حماتها. وتحاول إبعاده عن والدته بكل الطرق الممكنة.
إلقاء اللومتحاول زوجة الابن أن تظهر أخطاء الحماة أمام العائلة. وقد تلومها على إفساد أطفالها، وتدخلها في طريقة تربيتها بشكل غير سليم.
ترفض دائما النصائحلا تتقبل زوجة الابن النصائح من حماتها لمجرد أنها حماتها. وتتجاهل آراءها حتى لو كانت مفيدة.
لماذا تراهن الزوجات على المعارك الخاسرة؟تسلط الأخصائية الاجتماعية ديبورا ليفينسون الضوء على عدد من الأسباب التي تجعل زوجة الابن تتصرف بشكل سيئ مع حماتها.
وتقول -في مقال منشور على موقع "جاجاسيسترهوود"- إن جذور سلوك زوجة الابن السيئة ربما يعود إلى عائلتها، ويكون الأمر سلوكا متوارثا. وربما وجدت والدتها تتعامل بنفس الطريقة تجاه أم والدها.
السبب الثاني الذي ذكرته ديبورا أن زوجة الابن تلك لم تطور أبدا إحساسا جيدا بقيمة الذات، فهي تشعر بأنها غير آمنة، لدرجة أن أي شخص في محيط زوجها يمثل تهديدا لها فـ"إذا كانت لدى زوجها علاقة وثيقة مع والدته، فمن المؤكد أن ذلك قد يلعب دورا في مخاوفها".
ولفتت الأخصائية الاجتماعية إلى سبب آخر وهو رغبة زوجة الابن في الشعور بالقوة والأهمية و"قد تتنمر زوجة الابن لأنها تريد أن يعرف الجميع، وخاصة حماتها، أهمية مكانتها في الأسرة".
وهناك تفسير آخر-حسب ديبورا- وهو طبيعة نشأة زوجة الابن. فربما نشأت وسط عائلة لم تكن حنونة، وإذا كانت عائلة زوجها أكثر إظهارا للحب، فقد تشعر بعدم الارتياح تجاه علاقتهم.
والسبب الآخر الأكثر شيوعا هو التوقعات والصورة المثالية التي تشكل ضغطا على كثير من الأمهات. ومع التوقع بأن تعمل زوجة الابن، وتدير الأسرة، وأن تكون أما مثالية لأطفالها، وبالتالي تكون مرهقة تماما، ومع حدوث أي تدخل خاطئ أو نقد لأطفالها أو بيتها من قبل حماتها فيجعلها ذلك تثور وتستشيط غضبا.
والسبب الأخير هو اعتقاد الحماة بأن زوجة ابنها معدومة الخبرة. ويدفعها ذلك للتدخل طوال الوقت في تفاصيل حياتها وإدارة بيتها وعلاقتها بزوجها وتربية أطفالها. وربما يكون دافعها جيدا، لكن التدخل المستمر وإعطاء النصائح دون طلب قد يشعر زوجة الابن أنها محاصرة وليس لها حرية تصرف في حياتها مما يدفعها إلى العداء مع الحماة.
كيف تحسنين العلاقة مع زوجة ابنك؟هناك بعض الخطوات والاعتبارات التي يجب أن تراعيها والدة الزوج لتحسين علاقتها مع زوجة ابنها، ودفعها للتعامل معها بحب واحترام، منها:
الاعتراف بدورها الجديد في العائلةمع زواج الابن وتكوين أسرة جديدة، تكون الزوجة هي المسؤول الأول عن إدارة بيتها وحياتها وشؤون أسرتها. ويتنحى دور الأم جزئيا، وعلى الحماة إدراك ذلك، لأن التعدي على سلطة زوجة الابن سوف يأتي بنتائج عكسية بسرعة ويؤذي الجميع. وعلى الحماة تقبل زوجة ابنها وتجربتها في بناء أسرة منفصلة.
تجنب المقارناتمن الضروري تجنب المقارنات بين زوجة الابن مع زوجات الأبناء الأخريات أو أي بنت أخرى في العائلة، فهي تبذل قصارى جهدها لبناء أسرة بخبرة بسيطة.
حل الخلافات بسرعةمن الطبيعي أن تحدث بعض الخلافات البسيطة بين الحماة وزوجة ابنها في البداية. وعلى الحماة استخدام خبرتها والعمل على إصلاح المشاكل في أسرع وقت ممكن، وأن تبادر بإظهار الحب والتقدير لزوجة الابن وستجد مقابل ذلك أضعافا.
قوة دعمالتعامل مع زوجة الابن وكأنها ابنة أمر يزيد من الترابط والعلاقة الودية. وعرض المساعدة والدعم -دون فرض- يزيد من فرص التقارب. وحتى إذا لجأت إلى والدة زوجها في الخلافات مع الزوج، فعليها أن تشعر بدعم حماتها لها ووقوفها بجانبها.
التغاضي عن أي عيوب وأوجه قصورحتى مع التقصير في إدارتها البيت أو تربية الأطفال، يكون التغاضي مهما. ويمكن مساعدتها من حين لآخر كإحضار طعام مصنوع في البيت، أو مراعاة الأطفال أو إعطائها بعض النصائح المفيدة مع التأكيد على الحب والاحترام.
وضع حدودإذا أصرت زوجة الابن على التعامل بفظاظة لا بد من وضع حدود. والتواصل الحازم يكون لبقا وواضحا ومباشرا. فهو يتيح لها معرفة أن هناك حدودا ويوضح ماهية تلك الحدود وعدم السماح بتجاوزها.
تجنب أي تلميح بالنقدليس من الجيد أبدا الإدلاء بأي تعليق سلبي حول أسلوب حياة زوجة الابن أو تربية أبنائها. ومن الضروري العمل على تقوية العلاقة معها إلى حد يسمح بتقبل النصائح دون شعور بالنقد أو الحرج.
التواصل المستمرالتواصل مع زوجة الابن باستمرار والاتصال خصيصا بها والاهتمام الحقيقي يخلف نوعا جيدا من الارتباط. وفي ذلك الوقت تشعر زوجة الابن بأهميتها لدى حماتها، وأنها ليست شخصا هامشيا تسأل عنه فقط عند التحدث مع ابنها. وتقديم الهدايا لها من حين لآخر يقوي العلاقة ويؤدي إلى حالة من الود والحب المتبادل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات زوجة ابنها مع زوجة
إقرأ أيضاً:
إضاءة مبنى أثري في بريطانيا لتكريم ضحية السرطان
تخليداً لذكرى امرأة بريطانية، توفيت بعد 18 يوماً من اكتشاف إصابتها بالسرطان، تم إضاءة مبنى "رويال ليفر" في لندن باللون الأرجواني، أمس الخميس.
وتهدف المبادرة إلى زيادة الوعي حول خطورة السرطان، الذي غالباً ما يُكتشف في مراحل متقدمة، مما يجعل العلاج صعباً، ويؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة المفاجئة، وفقاً لصحيفة "ذا صن" البريطانية.
عانت سيان أشكروفت (35 عاماً) من أعراض ظنّ الأطباء في البداية أنها ناتجة عن تسمم غذائي. لكن بعد أشهر من المعاناة، اكتشف أنها كانت مصابة بـ "سرطان القنوات الصفراوية"، أحد أكثر أنواع السرطان فتكاً في بريطانيا.
وبحسب بيانات "بحوث السرطان في المملكة المتحدة"، يتسبّب هذا المرض بمقتل نحو 6 آلاف شخص سنوياً في البلاد، ويصل معدل الوفاة في هؤلاء المرضى إلى 70% خلال 12 شهراً فقط من التشخيص.
رحلة العذاب
تعود تفاصيل قصتها إلى ربيع 2023، حيث لاحظت سيان، الأم لثلاثة أبناء، مشكلة صحية بعد محاولة التبرع بالدم، فتم تشخيصها بفقر الدم، وبعد أسابيع قليلة، تفاقم الألم وامتد إلى بطنها، فاعتقدت أنه تسمم غذائي، لكن الفحوصات الطبية أظهرت أنها مصابة بحصوات في المرارة، ثم أدخلت إلى المستشفى، حيث تبيّن وجود ورم في كبدها.
في نهاية العام الماضي، شُخّصت إصابتها بالسرطان الخطير، ثم توفيت بعد 18 يوماً فقط.
كانت قوية لآخر اللحظةقالت سو داولينغ، والدة سيان، إن تشخيص ابنتها بالسرطان كان بمثابة صدمة كبيرة للجميع، حيث تدهورت حالتها بسرعة، خاصةً بعد أن جاء التشخيص متأخراً جداً لإنقاذها.
وأشارت الأم إلى أن سيان كانت تحاول دائماً إظهار الإيجابية، ولم تفقد حس الفكاهة، بل أظهرت شجاعة استثنائية، ومع ذلك، لم تتوقف عن التفكير في عائلتها حتى اللحظات الأخيرة.
حملة تبرعات
أطلقت لورين داولينغ، شقيقة سيان، وابنها آرثر، حملة جمع تبرعات عبر منصة "جست غيفنغ" لصالح مؤسسة خيرية تكريماً لذكراها.
وللمساهمة في دعم الحملة، سيشاركان في تحدي السباحة في المياه الباردة على شاطئ "تراث بايكان" في أنغليسي، وهو المكان الذي كانت سيان تستمتع بزيارته مع عائلتها.