قائد الثورة: المشروع القرآني للشهيد القائد متكامل يعالج مشاكل الأمة ويبنيها في كل المجالات
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
الوحدة نيوز/ أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن المشروع القرآني للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي مشروع متكامل يعالج مشاكل الأمة ويبنيها في كل المجالات.
وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له عصر اليوم بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين 1445هـ، أن الأمة اليوم ترى إيجابية المشروع القرآني المبارك في مساندة الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة بشكل مميز وموقف متكامل.
وأشار إلى أن المشروع الذي أطلقه الشهيد القائد يستند إلى رؤية قرآنية وضرورة واقعية للتصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية على المسلمين.. مؤكداً أن المؤامرة الغربية بذريعة “مكافحة الإرهاب” سعت لاحتلال البلدان الإسلامية والسيطرة على شعوبها ونهب ثرواتها واستهداف المسلمين في هويتهم الدينية وتجريدهم من كل عناصر القوة المعنوية.
ولفت إلى أن الشهيد القائد لم يبدأ مشروعه القرآني مستنداً إلى إمكانات وقوة عسكرية وحماية، بل انطلق في ظروف صعبة ومن نقطة الصفر.. مبيناً أن المشروع هو ضد الطغيان والاستكبار لما يشكله من خطورة على المجتمع البشري والمسلمين بشكل خاص.
وأكد قائد الثورة أن المشروع القرآني حاضر خلال المرحلة على المستويين الإقليمي والعالمي من خلال موقفه المتميز في نصرة الشعب الفلسطيني، وسيكون حضوره في المستقبل أعظم وأكبر.
وقال “لا نجاة للأمة إلا بالموقف القرآني باعتباره موقفاً فطرياً للتصدي لأعدائها الذين يستهدفونها أصلاً بهجماتهم ومخططاتهم وعدوانهم، بوعي وبصيرة وحكمة وقيم ومبادئ وأخلاق وبالارتباط بهدى الله”.
وأفاد بأن إيجابية المشروع القرآني تكمن في أنه يتجاوز تلك العوائق والحواجز.. مبيناً أن المتغيرات الدولية يظهر فيها الانحدار الأمريكي وبروز قوى دولية أخرى.
ولفت إلى أن شعار الصرخة يحصّن الساحة الداخلية لأنه يصنع بيئة ساخطة على العدو.. مؤكداً أنه بالرغم من محاربة المشروع القرآني، إلا أنه بقي وامتد وتعاظم وتجذر ووصل إلى مسامع الدنيا بكلها.
وأضاف “من مميزات الصرخة، كسر حاجز الخوف، واتخاذ موقف مميز وكسر الحالة التي كان الأمريكي يسعى من خلالها لتكميم الأفواه”.. مشيراً إلى أن السلطة آنذاك اتجهت لتكميم الأفواه لتبقى حالة الصمت والسكوت هي السائدة، وفتحت المجال للأمريكي التدخل في كل شيء.
وذكر السيد القائد أن من مميزات الصرخة أنها تمثل موقفاً متاحاً وميسراً ونقلة حكيمة من حالة اللا موقف ورفع الروح المعنوية وفضح الأمريكيين في عناوين الحرية والحقوق ومنها حق الرأي والتعبير.. مستعرضاً بهذا الصدد تحرك السفارة الأمريكية التي أصبحت آنذاك صاحبة النفوذ الأول في البلاد، وتدخل السفير الأمريكي كمندوب سامي في الشؤون الداخلية”.
وشدد على أن خيار التخاذل والاستسلام لا يشكل أي حماية للأمة، فيما خيار العمالة للأمريكي والإسرائيلي ليس فيه أي نجاة للأمة، وعاقبة الموالين لأمريكا وإسرائيل في التآمر على أمتهم وشعوبهم هو الخسران والندامة.
وتساءل قائد الثورة “ماذا بعد ما يجري في غزة اليوم، والدور الأمريكي الواضح والمساند لهذه الوحشية بتقديم قنابل للعدو الصهيوني لقتل الأطفال والنساء، ولا يعير أي اعتبار للدم الإنساني؟”.. مبيناً أن مؤامرات الأعداء وطغيانهم ضد الأمة واضح وما يجري اليوم في غزة دليل على ذلك.
واعتبر الوحشية الأمريكية في غزة دون أي اعتبار للحياة الإنسانية، لا يمكن أن توفر الحماية لأي طرف.. مؤكداً أن مساعي البعض لعقد اتفاقيات حماية مع الأمريكي لن تنفع، بل ستفتح الباب للابتزاز الدائم.
وقال “الأمريكي لن يحمي أحداً، بل سينهب ثرواتهم ويعمل على مسخ شعوبهم وتمييع شبابهم ليصلوا إلى الحضيض، وسيتجه إلى السيطرة بسهولة على البلدان التي هيأت له الظروف لنهب ثرواتها ومسخ شعوبها”.
وأضاف “مع الانحدار الأمريكي يغيب المسلمون بل يتجه البعض إلى الالتحاق بقوة هنا أو هناك”، مشيراً إلى ما تمتلكه الأمة الإسلامية من مقومات معنوية ومادية وموقع جغرافي مميز يجعلها متحررة وحاضرة على المستوى العالمي.
وذكر السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن العالم يتضرر من الهجمة اليهودية الصهيونية على قيمه وأخلاقه وأمنه، ما يفرض على المسلمين أن يدركوا مسؤوليتهم في أن العدو الإسرائيلي هو عدو لهم ولو صادقوه، فهو لن يغير شيئاً في ثقافته أو سياساته.
وأوضح أنه لو اتجهت الأمة إلى معاداة عدوها الفعلي ستدرك أهمية الخطوات والمواقف والمشاريع الصحيحة لها.. مؤكداً أن الأمة بحاجة إلى التحرك في مشروع يعالج وضعيتها ويبنيها لتكون في مستوى مواجهة التحديات.
وأكد على مسؤولية الأمة بما تمتلكه من رسالة ودور تتحرك من خلاله ولابد أن يكون هناك من موقف إيماني، حتى لا تخسر الأمة دنياها وآخرتها، باعتبار ذلك ضرورة إيمانية يرتبط بها مصيرها يوم القيام لحاجتها الماسة للدفاع عن نفسها من القهر والاستعباد والهوان والطغيان.
واعتبر قائد الثورة الهجمة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م، أخطر هجمة على المسلمين وهي امتداد لما سبقها من مؤامرات، مؤكداً أن الأعداء يتحركون وفقاً لبرنامج طويل وكبير لاستهداف الأمة الإسلامية وعلى مراحل ويتوارثون هذا الدور العدواني.
وقال “بعد أحداث 11 سبتمبر شكل الأمريكي تحالفاً دولياً وقاد حملة ترهيب واسعة وهجمة إعلامية منظمة على أمتنا، ومن المؤسف أن الإعلام العربي والإسلامي تماهى آنذاك مع الهجمة الأمريكية في ترهيب شعوب الأمة”.
وأفاد بأن الإعلام العربي والإسلامي آنذاك عمل على ترسيخ الهزيمة النفسية التي تهيئ المجال لأمريكا للسيطرة التامة على البلدان العربية والإسلامية، وفي مقابل الهجمة الأمريكية، لم تتخذ الدول الإسلامية موقفاً واحدا لحماية بلدانها وظهرت في حالة من الشتات والضعف.
وأكد قائد الثورة أن أغلب الأنظمة الإسلامية تسابقت عقب 11 سبتمبر لاسترضاء الأمريكي حتى لو كان الثمن هو التضحية باستقلالها وحرية شعوبها، وسارعت إلى فتح المجال للنفوذ الأمريكي وكانت جاهزة لفتح قواعد عسكرية أمريكية.
وبين أن الأنظمة كانت جاهزة للخنوع للأمريكيين في التوجه لتغيير المناهج الدراسية ليتحكم بالتعليم والتثقيف والإعلام، ومستعدة لفتح المجال للسيطرة الأمريكية التامة عسكرياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً وفي كل المجالات.
وأضاف “عقب أحداث 11 سبتمبر تجند أغلب الزعماء العرب مع الأمريكي وخضعوا لتوجيهاته وسارعوا لتنفيذ ما يملي عليهم حتى بالحرب على أي طرف من أبناء شعوبهم وعملت الأنظمة على ترهيب شعوبها لتبرير موقفها المتخاذل والخاضع لأمريكا”.
وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن النخب في أمتنا اتجهت بعد أحداث 11 سبتمبر إلى الصمت بسبب حالة الخوف وانعدام المشروع، مؤكداً أن التحرك في الظروف الصعبة بعد 11 سبتمبر وكسر حاجز الخوف والترهيب وبمشروع راقِ جدا هو ما تميز به شهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي.
وتناول مميزات المشروع القرآني للشهيد القائد المتمثلة في تحقيق نقلة عظيمة بالشعوب من حالة الضياع واللا موقف إلى حالة الموقف.. مشيراً إلى أن الموقف الرسمي عقب أحداث 11 سبتمبر والهجمة الأمريكية الغربية لم يكن ليشكل أي حماية للشعوب.
وأردف قائلاً “هناك من الشعوب من هو متجه بنفس الاتجاه الذي عليه الأنظمة والحكومات في معظمها ومنهم من هو في حالة استسلام تام، والبعض من الشعوب ليس لديها لا وعي ولا بصيرة، اجتمعت لديها حالة الخوف واليأس فكانوا في حالة استسلام تام، ولا يتجهون لتبني أي موقف في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا”.
وأشار قائد الثورة إلى أن البعض تحدث أثناء العدوان الأمريكي على أفغانستان لمجرد الفضول، وليس في سياق اتخاذ موقف عملي مما يجري من عدوان على بلد إسلامي، مؤكداً أن المشروع القرآني جاء لإنقاذ الأمة من حالة اللا موقف وعدم التفاعل مع الأحداث.
وقال “في هذا الصراع مع الأعداء نتحدث بروحية من يفهم أنه طرف في هذا الصراع ومستهدف فيه، ما يتطلب التحرك بشكل تلقائي لمواجهة قوى الهيمنة والاستكبار، والتصدي لعدو يستهدفنا بكل خططه المعادية ومؤامراته وحربه الشرسة ضد الأمة، باعتبارنا جميعا كمسلمين بلا استثناء، مستهدفون من أعدائنا الأمريكي والإسرائيلي، ومن يدور في فلكهم”.
وجددّ التأكيد على “أن من يرتبط بالأمريكي والإسرائيلي هم أعداء لنا بكل ما تعنيه الكلمة، فخططهم، واستراتيجياتهم، ومؤامراتهم تجاهنا هي من منطلق عدائي”.. لافتاً إلى أن هناك مسؤولية دينية على الجميع في التحرك للتصدي للأعداء ولمؤامراتهم التي تستهدف الأمة.
وذكر أن اليهود الصهاينة ومن يرتبط بهم ويدور في فلكهم يعتمدون في عدائهم للأمة على أسلوب الخداع والتزييف، مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً من النشاط الذي نواجه الأعداء به، وجزءاً أساسياً في المشروع القرآني هو مواجهة زيفهم والتصدي لخداعهم وفضحهم.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن “المشروع القرآني كشف الحقائق لنا ولأمتنا، في الواقع الذي نعيشه وتعيشه الأمة الإسلامية كلها، التي هي بحاجة إلى تحرك عملي بروح مسؤولة لنخرج برؤية واحدة وبموقف ونظرة ووعي واحد، ولا نجاة لها إلا بذلك”.
وأضاف “يحاول البعض من أبناء أمتنا أن يقدّم لنا أعداءنا كأصدقاء نتحالف معهم ونحتمي بهم، والبعض من أبناء أمتنا أنظمة وحكومات يطلبون الحماية الأمريكية ويقدّمون لها كل شيء في مقابل أن توافق لتقوم بهذا الدور”.
وعبر عن الأسف لحالة الغفلة الطويلة في واقع المسلمين.. مضيفاً “العدو يتآمر عليهم منذ زمن طويل، والأمة غافلة عما يشكله العدو من تهديد وخطورة، بدءاً بالاحتلال لفلسطين ومقدساتها، وما يجري على الشعب الفلسطيني المظلوم منذ البداية”.
واستعرض قائد الثورة حالة الغفلة واللا اهتمام واللا وعي لدى الأمة التي تخدم الأعداء الذين يحرصون على ذلك وعملوا على أن تستحكم تلك الحالة لعدم الانتباه لمؤامراتهم ضدها.
وتابع “عندما تحرك السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه في تلك المرحلة الخطيرة جداً، كانت قد أثرت على الكثير من أبناء هذه الأمة حالة الترهيب الأمريكية، وأصبح الخوف من أمريكا حالة تسيطر على الحكام والحكومات والمسؤولين والكثير من أبناء الأمة”.
وأوضح أن المشكلة بالنسبة للأنظمة ليست فقط في حالة الخوف من أمريكا، بل لأنها لم تكن مستعدة لتتحمل المسؤولية، وتتبنى أي موقف جاد ضد السياسات الأمريكية.
وتساءل السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي “أمام ما يجري الآن في غزة من جرائم صهيونية، ما الذي يحول بين كثير من شعوب العالم العربي ابتداء من أن يخرجوا للتظاهر والاحتجاج؟”، لافتاً إلى أنه في كثير من البلدان العربية لو خرجت تظاهرة مناصرة للشعب الفلسطيني لقُمعت واستُهدفت ولربما بالقتل وليس فقط بالاعتقال.
وأعرب عن الأسف لعدم تحرك أمة الملياري مسلم لمنع الإجرام الصهيوني في غزة والتي تعكس حالة الضعف.. مشيراً إلى أن الصرخة التي أطلقها الشهيد القائد كانت في صدارة مشروع قرآني عملي متكامل وعظيم.
ونبه مما تقدّمه وسائل الإعلام في العالم العربي وبقية الدول الإسلامية من مشاهد إنسانية مأساوية ومؤلمة إزاء ما يحصل للمسلمين من هنا وهناك، كما يحصل اليوم في فلسطين.. متسائلاً “لماذا تنقل وسائل الإعلام تلك الأحداث والمشاهد؟”.
وجدّد التأكيد على أن العدو كبل الأمة ومعظم أبناءها في الحالة الرسمية والشعبية عن اتخاذ أي موقف، والشعوب مكبلة بمواقف الأنظمة، مبيناً أن استهداف الأنظمة لشعوبهم المناصرة لفلسطين تقدّم حقيقة مدى ارتباط تلك الأنظمة بالأمريكي وعدم اهتمامهم بقضايا أمتهم.
ولفت قائد الثورة إلى أن الأعداء يحرصون على حالة التدجين للأمة باعتبارها استراتيجية لديهم تجعل الأمة في حالة ضعف وبيئة مفتوحة أمام الأعداء لا تتحرك ولا يكون لديها أي ردة فعل إزاء أي قضية من القضايا.
وأفاد بأن الأعداء يعتمدون على استراتيجية في السعي لمنع أي تحرك واع من أبناء الأمة للتصدي لمؤامراتهم ومخططاتهم ومسح حالة السخط وتدجين الأمة لتقبل مشاريع قوى الهيمنة والاستكبار وألا تتحرك في مواجهتها.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي السید عبدالملک بدر الدین الحوثی الهجمة الأمریکیة المشروع القرآنی أحداث 11 سبتمبر قائد الثورة أن المشروع من أبناء ما یجری فی حالة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
سماحة السيد كان أباً لهذه الأمة وتيتمت بفقده
الثورة / متابعات
لم يكن الشهيد السيد حسن نصر الله قائداً عادياً فحسب، بل كان أيضاً الأب الذي احتضن الأمة بكل حب، وتقول زينب نصر الله: “سماحة السيد كان أباً حقيقياً لهذه الأمة، وليس قائداً فقط، وتيتمت هذه الأمة بعد فقده”.
السيد والعائلة
وفي حوار أجرته قناة الميادين مع ابنة سيد شهداء الأمة باشرت كريمة السيد كلامها بالافتخار بأنّها ابنته، قائلةً: “فخر لي أن أكون ابنة سماحة السيد حسن نصر الله”.
وتشير زينب إلى أنّها لم تحظَ في طفولتها بالعيش كما سائر الناس: “حُرمت عيش حياة الابنة مع الوالد نظراً إلى وضعه”، مضيفةً أنّه “كان للوالدة الفضل الكبير في تربيتنا، وكانت متفقة على أسس التربية مع سماحته، نظراً إلى كثرة غيابه”.
وبشأن تربيته، “كان السيد صارماً في الخطوط الحمر، التي تربّينا عليها”، وفق ما قالته زينب، مشيرةً إلى أنّه “كان فعلاً نموذج الزوج المثالي، والذي يتخلّق بأخلاق أهل البيت، عليهم السلام”.
وأضافت أنّ “سماحة السيد كان إنساناً شفافاً جداً، وإنساناً عاطفياً وحنوناً، ولم يكن يفرض علينا شيئاً. دائماً نتّبع توجيهاته لأننا نقتنع بالكلام الذي يقوله”.
وبشأن شقيقها، الشهيد هادي، قالت إنّ “السيد لم يفرض موضوع الجهاد عليه”، مشيرةً إلى أنّ “شهادة هادي أعطتنا دافعاً أكبر وثقة أكبر بين الناس لمواساة عوائل الشهداء”.
وعلى صعيد اجتماعات العائلة، قالت زينب إنّ “الأحفاد كانوا ينتظرون شهر رمضان، لأنّه كان يخصص لنا في شهر رمضان إفطاراً لكل عائلة، حتى يعطينا حقّنا”، كاشفةً أنّ القيود الأمنية لم تكن في خلال حياته فقط، بل “حتى بعد شهادته، إذ حُرمنا زيارة ضريحه، حيث دُفن وديعةً، بسبب الوضع الأمني”.
وأتت السيدة زينب نصر الله على ذكر زوجها الشهيد حسن قصير، والذي استُشهدَ في أثناء قيامه بواجبه في الحرب، بحيث أشارت إلى أنّ “زوج مجاهد منذ نعومة أظفاره، ختم حياته بالشهادة، وكان دائماً في الخطوط الأمامية”.
وأضافت أنّه “شارك في اقتحام كثير من المواقع، التي جرى اقتحامها أو فتحها، ولاسيما العملية الشهيرة لاقتحام موقع بيت ياحون، عام 1999م”.
وبشأن علاقته بالسيد الشهيد، قالت زينب إنّ “زوجي كان محبّاً لسماحة السيد إلى درجة كبيرة جداً، لا لأنه والد زوجته، وإنما كونه قائداً يقتدي به، وكونه إنساناً لمس أخلاقه وصدقه وإيمانه”.
وذكرت كريمة السيد أنّ “ألم فراق السيد كبيراً جداً، ويمكن أن نلمس ألم الناس عليه، فكيف ألم فراقنا له كعائلة”؟
السيد والناس
وبشأن علاقته بالناس، استفاضت زينب في الحديث، نسبةً إلى ما كانت تراه في عينَي والدها، بحيث “كان ينظر إلى الناس على أنهم أولاده، ومسؤولون منه”.
ولفتت السيدة زينب نصر الله إلى أنّه “في آخر اتصال بيني وبينه، والذي كان قبل مناسبة عاشوراء، شدّد السيد على مسألة كيف نُعيد تقريب الناس إلى الله”، مضيفةً أنّه، إلى جانب سعيه لمعيشة أفضل للناس، اجتماعياً واقتصادياً، كان أيضاً “يحرص على إيمانهم”.
واستذكرت كريمته وصية أستاذه، الأمين العام الأسبق لحزب الله، الشهيد السيد عباس الموسوي، “سنخدمكم بأشفار عيوننا”، مشيرةً إلى أنّها “كانت تشغل بال سماحة السيد حسن، فهو كان لديه هاجس الاهتمام بأمور الناس عبر تأمين حوائجهم” ورعايتهم.
وأضافت أنّ “كلامه في المحاضرات كان دائماً يُوجّهه إلى الصغار والكبار، فخطاباته كانت لكل الفئات والثقافات والعقول”.
ورأت زينب نصر الله أنّ “سماحة السيد كان أباً حقيقياً لهذه الأمة، وليس قائداً فقط، وتيتمت هذه الأمة بعد فقده”، مستدلّةً على أنّ “تبادل الحب بين سماحة السيد والناس وصل إلى درجة أن فقدهم للسيد ربّما خفّف كثيراً وطأة فقدهم أولادهم وأزواجهم وأحباءَهم”.
تأثّره واستمرار المسيرة
في معرض حديثها عن الأعلام، الذين كان يتّبعهم سماحة السيد، قالت زينب إنّ والدها الشهيد “تأثر بشكل عميق بالسيد موسى الصدر، الذي كان بمنزلة القدوة له، في مختلف جوانب الحياة، وكان هذا التأثر مصدر إلهام للسيد، الذي أصبح نموذجاً عن القائد والمرشد، إيمانياً وإنسانياً واجتماعياً”.
ولم يترك السيد نصر الله العلم حتى قبل شهادته، بحيث “كان يتابع دروس البحث الخارجي عند سماحة السيّد القائد علي خامنئي، في الحوزة، وهي أعلى درجات الصفوف العلمية”.
وعبّرت كريمة السيد للميادين عن أسفها لعدم وجود سماحة السيد في أثناء فترة ما بعد وقف إطلاق النار، مشيرةً إلى “أننا شعرنا بأن هذا الانتصار كان يتيماً من دون سماحته، وحتى الناس شعروا بذلك، وما زالوا في انتظاره، ليخرج ويبشرهم ويهنئهم بالنصر”.
وبشأن مستقبل حزب الله، قالت زينب نصر الله إنّ “القيادة الجديدة في حزب الله هي استكمال لقيادة سماحة السيد”، مشيرةً إلى أنّ “الموجودين في القيادة الحالية هم إخوة سماحة السيد ورفاقه، الذين كانوا موجودين معه في القيادة السابقة، والذين نهضوا بالحزب، وأوصلوه إلى ما وصل إليه من عزة وكرامة”.
واختتمت زينب بدعوة “أشرف الناس وأحب الناس إلى قلب السيد”، إلى الإيمان بهذه القيادة، وأن يكونوا هم أيضاً داعمين لها، من أجل “حفظ دماء سماحة السيد”.
نصرالله في قلوب اليمنيين ..
زخم ورسائل وفاء تسبق مراسم تشييعه
/ جميل القشم
في لحظة مفصلية وفارقة من تاريخ الأمة، وفيما يستعّد أحرار العالم لتشييع سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، يفيض وجدان اليمنيين بمشاعر العرفان والوفاء لقائد صدح بالحق بلا هوادة، وظل سيفه مشرعًا في مواجهة الظلم والطغيان.
من مواقع التواصل إلى المنصات الإعلامية، تعج الساحة اليمنية برسائل التقدير والوفاء، في مشهد يعكس حجم الارتباط العاطفي والفكري الذي جمع بين اليمنيين وبين قائد لم يتوان يومًا عن مساندة قضاياهم والتعبير عن موقفه الصلب تجاه عدوان وحصار التحالف الأمريكي، السعودي والإماراتي على اليمن.
لم يكن السيد نصرالله مجرد زعيم سياسي في نظر اليمنيين فحسب، وإنما كان رمزًا لمقاومة لا تعرف الخنوع، وصوتًا للمظلومين في زمن اشتد فيه الجور، طوال السنوات الماضية، اسمه حضر في وجدان اليمنيين، إذ خاطبهم في خطاباته، واستنهض فيهم العزيمة، وأثبت أن المقاومة ليست مجرد فكرة، بل عقيدة تمارس على الأرض.
ومع شيوع نبأ موعد تشييعه، تدافعت الكلمات على الألسنة والأنامل، لترسم لوحة من الحزن العميق، لكنها في الوقت ذاته تبقى لوحة زاخرة بالفخر والإجلال لشخصية سكنت القلوب قبل أن تسكن ذاكرة التاريخ.
كتب الناشطون عبارات تمزج بين الرثاء والوفاء، تصف السيد نصرالله بأنه “القائد الذي لم يساوم والصوت الذي لم يخفت يوما أمام الاستكبار”، فيما عبر آخرون عن خسارتهم لرجل لم يكن لبنانيًا فقط، بل كان عربيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقائدًا تاريخيًا، حمل هم المستضعفين في كل بقاع الأرض.
وصفه البعض بقامة سامقة في ميادين العزة، وصوت صادح بالحق يوم أُسدل ستار الخذلان، وحين اجتمعت سيوف الغدر على اليمن، كان هو الرمح الذي لم ينكسر، والموقف الذي لم ينحنِ، بقي نبراسًا للأوفياء، ورمزًا خالدًا في سفر المواقف العظيمة.
لم تكن كلمات الرثاء مجرد عبارات بروتوكولية، بل خرجت من قلوب أناس رأوا فيه نصيرًا لهم، رجلًا لم يكن صامتًا حين تخلى العالم عنهم، تداولوا خطاباته، واستعادوا مقولاته التي نقشت في ذاكرتهم، وأعادوا نشر صوره التي باتت رمزية للموقف والمبدأ.
رأى كثيرون أن السيد نصرالله لم يكن مجرد شخصية سياسية، وإنما كان مشروعًا متكاملًا من المقاومة والكرامة، عاش مدافعًا عن وطنه وعن الأمة، ومات شامخًا كما عاش، وكان أيقونة للصمود والإرادة، ورمزًا لموقف لا يلين أمام الظلم والاستبداد، ما جعله حاضرًا بقوة في وجدان اليمنيين الذين رأوا فيه حليفًا لقضيتهم وناطقًا باسم المظلومين في كل مكان.
تحولت وسائل ومنصات الإعلام إلى طوفان من الرسائل، ليس للتأبين والحزن بل لشحذ الهمم، ومناسبة لترسيخ القيم التي عاش لأجلها السيد نصرالله، وكأن الأثر الذي تركه لا يزول، بل يمتد ليلهب الحناجر ويملأ القلوب بالثبات، كيف لا؟ وهو القائد الذي نطق بالحق حين صمت الجميع، وفي أشد لحظاته، حين خذله القريب قبل البعيد.
ومع حلول موعد مراسم تشييعه، تتدفق رسائل العرفان والوفاء للسيد حسن نصرالله، بتدوينات تعكس حجم التأثر برحيل رجل لم يعرف التراجع، رجل كان صوته كالسيف، وحديثه يقينًا في زمن التردد، صوت الحق الذي دوى حين خفتت الأصوات، وراية العز التي خفقت يوم سقطت المواقف.
من كلمات الرثاء إلى مقاطع الفيديو والصور، ومن الأبيات الشعرية للخطابات المليئة بالعرفان، بدى اليمنيون كأنهم في حالة إجماع على تكريم رجل منحهم الإلهام وأمدهم بالعزم، كان السند الذي لم يتخل، والموقف الذي لم يساوم في زمن الخذلان.
دلالات استمرار الزخم الإعلامي ليس لاستذكار شخصية رحلت، بل بمثابة تجديد للعهد مع مبادئ المقاومة والوفاء لمن وقف إلى جانب الشعوب في أصعب اللحظات، فحين تكسّرت المواقف على صخرة المساومات، بقي نصرالله جبلًا لا تهزه الرياح، فارس المبدأ، وصرخة الأحرار، ونبض القضية الذي لا يخفت.
نخب واسعة من إعلاميين وسياسيين وأكاديميين، عبروا بمشاعر مفعمة بالعزة والإيمان عن مواقف سيد شهداء المقاومة الذي تفرد بثباته يوم تهاوت المواقف، واعتلى صهوة الحق حين ارتمى غيره في وحل الخنوع، فكان مثالًا للقائد الملهم، والمجاهد الاستثنائي على طريق القدس، وسيفًا مسلولا يشق غياهب الخذلان.
وفي خضم المشاعر العميقة، كان واضحًا أن اليمنيين لم يكتبوا فقط عن قائد فقدوه، بل عن رمز تتردد أصداؤه في أروقة التاريخ، ورثوا منه دروس العزة والكرامة، لأن العظماء وإن رحلوا، تخلّد مآثرهم في سفوح المجد، وسيرتهم تتحول إلى شعلة تنير درب الأحرار في كل زمان ومكان.
التفاعل الواسع، يمثل شهادة حيّة على العلاقة العميقة التي ربطت القائد نصر الله بشعب رأى فيه أنموذجًا للصمود والإباء، وكما خلّد التاريخ أسماء العظماء الذين دافعوا عن قضايا الأمة بصدق، يكتب اليمنيون اليوم بمداد الوفاء اسمه الذي سيظل محفورًا في قلوبهم، وحاضرًا في وجدانهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها.