يمانيون|

تفقد وفد علمائي برئاسة رئيس اللجنة المركزية العليا للتعبئة والحشد، الدكتور عبدالرحيم الحمران، اليوم السبت، الدورة الصيفية بالجامع الكبير بصنعاء.

واستمع الدكتور الحمران ومعه نائب رئيس اللجنة – وكيل وزارة الأوقاف وشؤون الحج والعمرة صالح الخولاني وكوكبة من علماء اليمن ودائرة العلماء والمتعلمين، من مسؤولي الشؤون التعليمية بالجامع الكبير إلى شرح سير العملية التعليمية والأنشطة الصيفية التي يتلقاها الطلاب البالغ عددهم أكثر من ألف طالب في الجامع الكبير في حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

 

واطلع الزائرون على نسبة إقبال الطلاب الملتحقين بالدورة الصيفية في الجامع الكبير من مختلف المراحل الدراسية ونماذج مما يتلقونه من العلوم الشرعية والفقهية وعلوم النحو والصرف، ومدى استفادة الطلاب منها بما يفيدهم وينفعهم في حياتهم العلمية والعملية.

 

وخلال الزيارة أكد رئيس اللجنة المركزية العليا للتعبئة والحشد، الدكتور عبدالرحيم الحمران، الحرص على زيارة الدورة الصيفية بالجامع الكبير لتشجيع الطلاب وتحفيزهم على إكتساب العلوم النافعة في تعلم القرآن الكريم والتزود من الثقافية القرآنية.

 

وأشار إلى مكانة النشء والشباب الذين يسلكون طلب العلم عند الله وملائكته من خلال قراءة وحفظ القرآن الكريم والاقتداء بهدي النبي وسيرته وأعلام الهدى وانتهاج طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

وحث الحمران والخولاني والعلماء، طلاب العلم على التأسي بأخلاق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والاستمرار في طلب العلم ليس في الإجازة الصيفية فحسب بل على مدار العام، بما يفيدهم في حياتهم العلمية والعملية.

 

وأوضحا أن من أفضل نعم الله على الإنسان أن الاهتداء بنور العلم والمعرفة والبصيرة وتطبيق منهج الله في واقعهم، والحث على طاعة الله والتحرك في ميدان الحياة بمسؤولية في إحياء قيم الحق ومبادئ العدل والمعروف والنهي عن المنكر.

 

وشدد العلماء على ضرورة تحصين الأجيال الصاعدة في هذه الدورات الصيفية الهادفة إلى ترسيخ الهوية الإيمانية وتنمية الوعي في أوساطهم بما يُحاك من حولهم ويستهدفهم من أفكار وثقافات مغلوطة، وعقائد باطلة.

 

وتطرقوا إلى ما يعيشه الطلاب والنشء في المناطق اليمنية المحتلة من تضييع لأوقات فراغهم خلال العطلة الصيفية في أعمال اللهو والترفيه وهو ما يسعى إليه الأعداء لإفساد المجتمع بالحرب الناعمة بما في ذلك النشء والطلاب.

 

وأكدوا أن زيارة وتفقد الدورات الصيفية، يترجم توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في الاهتمام بها ودعم أنشطتها وتحصينهم بالوعي لمواجهة أساليب ومخاطر الحرب الناعمة التي تنتهجها قوى الاستكبار وتستهدف الشباب وإفساد المجتمع.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: بالجامع الکبیر

إقرأ أيضاً:

المُعلِّم العُماني.. صانع الأجيال وركيزة النهضة

 

 

د. حامد بن عبدالله البلوشي

shinas2020@yahoo.com

 

منذ فجر التاريخ، كان المُعلِّم شُعلة مُتقدة تنير دروب الإنسانية، وحاملًا لمشاعل الحكمة والمعرفة في أروقة الحياة. لم يكن المُعلِّم مجرد ناقل للعلوم، أو شارحًا للدروس، بل كان بانيًا للعقول، وصانعًا للأجيال، ومرشدًا للإنسان في رحلة البحث عن الحقيقة.

وعلى مر العصور، تواترت الثقافات والحضارات على تعظيم شأن المُعلِّم؛ إذ أدركت الأمم المتعاقبة أن التقدُّم لا يبنى إلّا على أساس متين من العلم والمعرفة، وركائز راسخة من الثقافة والفكر، وأن المُعلِّم هو الأساس الذي تستند إليه دعائم التقدم والرقي.

في مختلف بقاع الأرض، وعلى مدار التاريخ، كان المُعلِّم موضع إجلال وتقدير، فاليونانيون القدماء رأوا فيه فيلسوفًا يُنير العقول، والصينيون وضعوه في مصاف الحكماء، أما العرب، فقد جعلوه حامل راية العلم، وسفير الفضيلة، ولا تزال الدول المُتقدِّمة تكرم المُعلِّم، وتقيم له أيامًا تُخلِّد فيها إنجازاته، وترفع مكانته بين أفراد المجتمع.

لقد أتى الإسلام مُعليًا شأن العلم، ومُجلًّا لمكانة المُعلِّم؛ إذ كان أول ما نزل من الوحي قول الله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ (العلق: 1)، إعلانًا صريحًا بأن المعرفة هي المدخل الأول لنور الهداية. وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ (المجادلة: 11). وقد كان الرسول ﷺ نفسه مُعلِّما للبشرية، هاديا ودليلا، يخرج الناس من الظلمات إلى النور؛ حيث قال ﷺ: "إن الله لم يبعثني معنتًا ولا متعنتًا ولكن بعثني مُعلِّما وميسرًا". وهو القائل: "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على مُعلِّم الناس الخير".

لقد حفلت صفحات التاريخ بأعلام كانوا منارات علم تهدي الحائرين، ومُعلِّمين صنعوا أجيالًا من العلماء، وأصحاب فكر بنوا عقولًا وشيدوا حضارات، ومن أمثال هؤلاء ابن سينا الذي مزج الطب بالحكمة، ولم يكتف بأن يكون طبيبًا حاذقًا، وعالمًا نابغًا، بل أضاف إلى ذلك كونه مُعلِّمًا رائدًا، ينقل علمه لطلابه ومريديه، ويترك بصمات خالدة ظلَّ أثرها على مدار التاريخ، والخليل بن أحمد الفراهيدي المولود في أرض عُمان المباركة، والذي وضع أُسس علم العَروض. كما وضع أسس التفكير المنهجي لطلابه الذين كان على رأسهم سِيبَوِيه إمام النحو، وباني أصوله، وأحد أعظم النُحاة المسلمين. كما لا ننسى العديد من الأئمة العُمانيين الذين حملوا لواء التعليم، وأثروا الحضارة الإسلامية بفكرهم النير، ونقلوا العلم إلى أجيال متتابعة، فكانوا مثالًا للمُعلِّم الذي يُسخِّر علمه لخدمة البشرية؛ كالإمام الفقيه جابر بن زيد، والإمام العلّامة والشاعر والمؤرخ الموسوعي نور الدين السالمي، والأصولي المحقق الإمام سعيد بن خلفان بن أحمد الخليلي، وغيرهم الكثير.

ولقد أدركت سلطنة عُمان، منذ انطلاقة نهضتها الحديثة، أن بناء الإنسان هو اللبنة الأساسية في بناء الوطن، وكان التعليم هو المحور الأول لهذا البناء، والمُعلِّم هو حجر الأساس. ولذا، لم تبخل السلطنة في دعم المُعلِّم، تأهيلا، وتدريبا، وتمكينا، ليكون على قدر المسؤولية في صناعة الأجيال الواعدة.

وكان السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- قائدًا مُستنيرًا، أدرك أن نهضة عُمان لن تتحقق إلا بالعِلم، فوجَّه جهوده لبناء منظومة تعليمية متكاملة، وأولى المُعلِّم اهتمامًا خاصًا. ومن أقواله التي خلدها التاريخ: "إننا نعيش عصر العلم ونشهد تقدمه المتلاحق في جميع المجالات، وإن ذلك ليزيدنا يقينا بأنَّ العلم والعمل الجادَ هما معا وسيلتنا لمواجهة تحديات هذا العصر وبناء نهضة قوية ومزدهرة على أساس من قيمنا الإسلامية والحضارية"، وهذا تأكيد على أن العلم هو أساس النهضة، والمُعلِّم هو الركن المتين لها.

وعلى خطى السلطان قابوس -رحمه الله- جاء حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- ليؤكد أن التعليم سيظل الركيزة الأولى للنهوض بالوطن. وقد أولى جلالته -أبقاه الله- التعليم اهتمامًا كبيرًا، إيمانًا منه بأن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الحقيقي. ومن أقواله: "وإن الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلم أولوياتنا الوطنية، وسنمده بكافة أسباب التمكين باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن أبناؤنا من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة".

إنَّ المُعلِّم ليس مجرد ناقل للمعرفة؛ بل هو مهندس العقول، ومؤسس القيم، وصانع الحضارات. فبكلماته تتفتح الأذهان، وبحكمته تتغير المسارات، وبصبره يبني جيلا قادرا على النهوض بالمجتمع، وهو الذي يزرع بذور الطموح في نفوس طلابه، ويرويها بحب العلم، ويصقلها بالتجربة، حتى تثمر علماء ومفكرين يرفعون راية أوطانهم عاليا.

وأقل ما يمكن أن نقدمه للمُعلِّم هو الاحترام والتقدير، وأن نُوَفِّر له بيئة تمكنه من أداء رسالته السامية. ومن الواجب علينا أن نكرم المُعلِّم معنويا وماديّا، وأن نمنحه المكانة التي يستحقها في المجتمع، حتى يؤدي رسالته النبيلة بكل حب وإخلاص.

وعلى الرغم من مكانته الرفيعة، إلّا أن المُعلِّم يواجه العديد من التحديات، منها التطور السريع في أساليب التعليم، وضغوط العمل، ومتطلبات العصر الرقمي. والتي تحاول وزارة التربية والتعليم جاهدة وفق إمكانياتها المتاحة، وعبر مؤسساتها التعليمية، إلى دعمه بالتدريب والتطوير المستمر، واللحاق بركب التقدم، وتوفير بيئة تعليمية تحفّزه على الإبداع، وتضمن له حياة كريمة.

إنَّ المُعلِّم هو النبراس الذي يُضيء لنا دروب المعرفة، وهو الباني الذي يُشيّد صروح الأمل، وهو الجسر الذي نعبُر عليه إلى المستقبل.

وفي يوم المُعلِّم العُماني، نقف جميعًا إجلالًا وتقديرًا له، شاكرين جهوده، سائلين الله -عز وجل- له التوفيق والسداد ليواصل رسالته السامية في بناء الأجيال والمساهمة في بناء نهضة عُمان المتجددة نحو غدٍ أكثر إشراقًا.

** مدير عام شبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية المجتمعية

مقالات مشابهة

  • آحاد الصوم الكبير.. تبدأ غدا وتستمر 55 يوما
  • المُعلِّم العُماني.. صانع الأجيال وركيزة النهضة
  • أمين “البحوث الإسلامية” يتفقد الدورة التدريبية للمبتعثين إلى خارج مصر
  • اختتام دورة لإعداد فريق الحماية الاجتماعية بصنعاء
  • رئيس «الغرف السياحية» سابقا: المتحف المصري الكبير أمل لمستقبل السياحة بمصر
  • رئيس الوزراء: استراتيجية النيابة العامة للتدريب تهدف لإعلاء قيمة العلم
  • رئيس الوزراء: الاستراتيجية تهدف بالأساس لإعلاء قيمة العلم والتدريب والتطوير
  • رئيس الوزراء: استراتيجية النيابة العامة تهدف لإعلاء قيمة العلم والتدريب والتطوير
  • أمانة العاصمة.. لقاء في مديرية الصافية للتهيئة للبرنامج الرمضاني والدورات الصيفية
  • لقاء موسع في مديرية الصافية بأمانة العاصمة للتهيئة للبرنامج الرمضاني والدورات الصيفية