الجيش السوداني يتحدث عن إحراز تقدم بالفاشر
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
قال الجيش السوداني إن القوات المسلحة والقوات المشتركة حققت نصرا كبيرا، ودحرت قوات الدعم السريع، وكبدتها خسائر كبيرة في مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور في غرب البلاد.
ونقل الإعلام العسكري للجيش عن قائد الفرقة السادسة أثناء تفقده -أمس- جرحى العمليات العسكرية قوله إن القوات المسلحة والقوات المشتركة على أهبة الاستعداد لحسم الموقف مع قوات الدعم السريع التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي).
واتهمت القوة المشتركة قوات الدعم السريع ببدء هجوم على الفاشر عن طريق قصف مدفعي خلف عشرات القتلى والجرحى وسط المدنيين، مما دفع القوة المشتركة للتحرك والتصدي لها.
وتتكون القوة المشتركة من حركات العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وتحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي، وتجمع قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر، والتحالف السوداني بقيادة خميس عبد الله أبكر، وحركة تحرير السودان-المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس.
وتشهد الفاشر اشتباكات من حين إلى آخر في الأحياء الشرقية والشمالية من المدينة، وتحديدا عند المدخل الشمالي القريب من بوابة مليط ومخيمي السلام وأبو شوك للنازحين.
وفي وقت سابق قالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح إن قواتها بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور أجبرت -يوم الجمعة- قوات الدعم السريع على الهروب من معركة استمرت 10 ساعات وكبدتها خسائر بالغة في العتاد والأرواح فضلا عن أسرى واستلام سيارات قتالية.
واتهمت القوة المشتركة قوات الدعم السريع ببدء هجوم على الفاشر عن طريق قصف مدفعي خلف عشرات القتلى والجرحى وسط المدنيين، مما دفع القوة المشتركة للتحرك والتصدي للدعم السريع.
هجوم "غادر"بالمقابل، قال المتحدث باسم قوات الدعم السريع، الفاتح قرشي، -في بيان- إن " قواتهم صدت أمس الجمعة هجوما وصفه بالغادر من الجيش السوداني وأعوانه من قوات الحركات على الفاشر".
واتهم قرشي، قوات الجيش والحركات بالتسلل إلى مواقع ارتكازات الدعم السريع ومهاجمتها عبر 3 محاور، مما أدى إلى وقوع إصابات وسط المدنيين في الأحياء السكنية ومخيمات النازحين وفرار الآلاف إلى خارج المدينة.
وأكد تمسك قوات الدعم السريع في الفاشر منذ بدء الحرب باتفاق وقف إطلاق النار مع الحركات المسلحة قبل انحياز بعضها إلى الجيش، كما أشار إلى استجابة قيادة الدعم السريع لنداءات الإدارة الأهلية وأعيان المنطقة والمنظمات المحلية والدولية، والتزامها بأقصى درجات ضبط النفس خلال الأيام الماضية حفاظا على أرواح المدنيين.
وأفاد قرشي بأن قوات الدعم السريع ستدافع عن نفسها وستصد أي هجوم من قبل الجيش والحركات، مشيرا إلى أنها التزمت منذ مارس/آذار الماضي بعدم التقدم نحو مقر قيادة الجيش وسط الفاشر، لكنها تتفاجأ كل يوم بهجوم من الطرف الآخر من دون مراعاة لوجود المدنيين ومخيمات النازحين حسب قوله.
وتحظى مدينة الفاشر بأهمية إستراتيجية، حيث تعد مركزا رئيسيا لأبرز قادة حركات الكفاح المسلح في المنطقة، وتتمتع بموقع جغرافي حيوي، إذ تحدها من الغرب تشاد ومن الشمال الغربي ليبيا، مما يعزز أهميتها كنقطة تلاق للمصالح والصراعات.
كما تعد الفاشر واحدة من أقدم المدن في إقليم دارفور تاريخيا، وتحتضن معظم مقرات المنظمات والهيئات الدولية، كما تضم 5 مستشفيات رئيسية، 3 منها تعمل بنصف طاقتها الاستيعابية، حيث تشكّل هذه المستشفيات الركيزة الأساسية لتقديم الخدمات الصحية للسكان المحليين.
صد أشاوس الدعم السريع اليوم الجمعة، هجوماً غادراً من مليشيا البرهان وأعوانهم من مرتزقة الحركات على قواتنا في الفاشر بولاية شمال دارفور.
وتسللت قوات من مليشيا البرهان والمرتزقة إلى مواقع ارتكازات قواتنا وهاجمتها عبر ثلاثة محاور، ما أدى إلى وقوع إصابات وسط المدنيين في الأحياء… pic.twitter.com/mWB0zdiOiA
— Rapid Support Forces – قوات الدعم السريع (@RSFSudan) May 10, 2024
"مجزرة جديدة" بود مدنيوفي تطور آخر، قالت لجان مقاومة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في وسط السودان -في تعميم صحفي اليوم- إن قوات الدعم السريع ارتكبت ما سمته مجزرة جديدة بقرية الحرقة شرق مدينة ود مدني.
وحسب التعميم الصحفي فإن الحصر الأوّلي للضحايا بلغ 13 قتيلا مدنيا، في حين وصلت عدد من الإصابات إلى مستشفى القضارف شرقي البلاد.
وسيطرت قوات الدعم السريع في ديسمبر/كانون الأول الماضي على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة قبل أن تتمدد جنوبا حتى تخوم ولاية سنار.
ومدينة ود مدني، هي عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، ومن أقدم مدنه، ويرجع تاريخ إنشائها إلى القرن الـ16 الميلادي في عهد مملكة الفونج، تبعد نحو 180 كيلومترا جنوب الخرطوم، وتربط المدينة العاصمة الخرطوم بميناء بورتسودان شرقي السودان وعددا من مدن ولايات السودان عبر شبكة من الطرق البرية المعبدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات قوات الدعم السریع القوة المشترکة وسط المدنیین عاصمة ولایة ود مدنی
إقرأ أيضاً:
ترتيب أممي لمحادثات غير مباشرة بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في جنيف
كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن المبعوث الأممي إلى السودان، رمطان لعمامرة، بدأ الترتيب لتوجيه دعوات إلى طرفي النزاع السوداني، الجيش و«قوات الدعم السريع»، لاستئناف محادثات غير مباشرة بمدينة جنيف السويسرية خلال يناير (كانون الثاني) المقبل، تركز على ملف حماية المدنيين.
وانخرطت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان (ALPS)»، في الأيام الماضية، في مشاورات جديدة مع جهات فاعلة في المجتمع المدني السوداني تمثل النساء والشباب والمنظمات، لأخذ تصوراتها وملاحظاتها وعرضها ضمن أجندة المحادثات المرتقبة.
ونقلت المصادر لــ«الشرق الأوسط» عن المسؤول الأممي أن «(قوات الدعم السريع) وافقت على استئناف المحادثات، فيما أبدى الجيش موافقة شبه مبدئية على المشاركة، دون تأكيد رسمي من جانبه حتى الآن».
وقالت إن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، لعمامرة، «سيقود بنفسه المحادثات بين الطرفين للوصول إلى اتفاق ملزم بخصوص حماية المدنيين، ربما يفتح الباب لتفاهمات في قضايا أخرى بشأن الأعمال العدائية».
وخلال المفاوضات التي جرت بجنيف في أغسطس (آب) الماضي، أفلحت مجموعة «ALPS»، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر وسويسرا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، في الحصول على موافقة قوية من طرفي القتال على تأمين إعادة فتح وتوسيع طرق الوصول الإنساني دون عوائق بناء على أسس «إعلان جدة»، مهدت لاحقاً لوصول محدود للإغاثة إلى المدنيين بمناطق النزاعات في دارفور وكردفان.
ورغم ذلك، فإن المتحدث الرسمي باسم وفد «الدعم السريع» المفاوض، محمد المختار النور، قال في تصريح مقتضب لــ«الشرق الأوسط»: «لم تصل إلينا دعوة رسمية بعد من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، بخصوص المحادثات المزمعة. وفي حال تمت دعوتنا، فسنرد عليها بعد دراستها».
قائد «قوات الدعم السريع» السودانية محمد دقلو يصافح المبعوث الأممي رمطان لعمامرة في أوغندا (أرشيفية - إكس)
وحدّ غياب وفد الجيش السوداني عن المشاركة في تلك المحادثات من الوصول إلى اتفاق حول الآليات المقترحة من قبل الشركاء في المجموعة الدولية بشأن حماية المدنيين، المتمثلة في تلقي الشكاوى ومعالجة المشكلات الناشئة بشأن تنفيذ الالتزامات المتعلقة بذلك الملف بموجب الاتفاقيات القائمة.
وتعثرت اجتماعات تشاورية رفيعة المستوى جرت بين قادة «مجلس السيادة السوداني» ومسؤولين أميركيين ضمن اجتماعين منفصلين في جدة والقاهرة خلال الأشهر الماضية، ولم تتوصل إلى تفاهمات بشأن مشاركتهم في مفاوضات جنيف السابقة، فقد أصر هؤلاء على المشاركة بوفد يمثل الحكومة السودانية، لكن الجانب الأميركي تحفظ على ذلك.
ووفقاً للمصادر، فإن جولة المحادثات المرتقبة في يناير المقبل «ستركز على إحراز اختراق كبير يقود إلى حمل الطرفين المتقاتلين على حماية المدنيين من خلال الاتفاق على إجراءات وقف العدائيات على المستوى الوطني بوصفها مدخلاً لوقف إطلاق النار».
وقالت إن لعمامرة تحدث عن زيارة مرتقبة إلى مدينة بورتسودان؛ العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، خلال الأيام القليلة المقبلة، ومن المقرر أن يلتقي خلالها قادة «مجلس السيادة» وكبار المسؤولين في الحكومة السودانية.
وأضافت أن المبعوث الأممي سيوجه، خلال زيارته إلى بورتسودان، الدعوة مباشرة للحكومة السودانية للمشاركة في المحادثات، وأنه لم يستبعد أن تتمسك بشروطها السابقة، «لكنه أكد أن محادثات جنيف تستند في الأساس على ما تم التوصل إليه في (إعلان مبادئ منبر جدة)، وهو اتفاق لا خلاف عليه بين الطرفين».
وكانت «الدعم السريع» شاركت بوفد رفيع المستوى في محادثات جنيف السابقة، مؤكدة التزامها بتحسين حماية المدنيين، وضمان الامتثال لـ«إعلان جدة» وأي اتفاقيات مستقبلية أخرى، كما تعهدت لشركاء جنيف بإصدار توجيهات صارمة لقادتها وقواتها في الميدان للامتناع عن ارتكاب انتهاكات أو التعرض للعمليات الإنسانية التي جرى الاتفاق عليها.
ولا يزال المجتمع الدولي يرى أن المساعدات الإنسانية التي جرى تسييرها خلال الفترة القصيرة التي أعقبت محادثات جنيف «غير كافية»، داعياً إلى تحسين الظروف التي تمكّن من رفع نسبة الإغاثات والمعونات، وتتيح الوصول الإنساني إلى الملايين من المدنيين المتضررين من استمرار الحرب.
واندلعت الحرب بالسودان في منتصف أبريل (نيسان) 2023 بين رئيس «مجلس السيادة» قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، و«الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، واتسع نطاقها لتطول مناطق واسعة من البلاد، وتتسبب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقاً لتقارير من وكالات ومنظمات الأمم المتحدة.