ترجمة - أحمد شافعي -

من المؤسف أن الرئيس بايدن رأى أن يعلن عن وقفه لبعض مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل خلال حملة سياسية له في ويسكونسن. وأقول «من المؤسف» لا لأنني لا أفهم لماذا فعل بايدن ذلك، لكن لأن هذه الخطوة مكَّنت بنيامين نتنياهو من صرف الأنظار عن حقيقة أن أخطر قائد يهدد إسرائيل اليوم ليس بايدن وإنما بيبي.

لم تنتج سياسات نتنياهو ولن تنتج نصرا دائما في غزة، ولا يمكن أن تؤمّن إسرائيل من أكبر تهديد وجودي لها ـ أي إيران ـ وهذه السياسات خطر على يهود العالم وهي تقوض الاحتياجات والأهداف الاستراتيجية لأمريكا في الشرق الأوسط.

وذلك هو مصدر التوتر الحقيقي بين أمريكا وإسرائيل اليوم. ليس تعليق بايدن المؤقت لإرسال إمدادات جديدة من القنابل التي تزن 2000 رطل وبعض الأسلحة الهجومية الأخرى إلى إسرائيل، بعد أن ظل بايدن يحذر إسرائيل منذ شهور بأنه سوف يفعل ذلك إذا حاولت إسرائيل سحق رفح مثلما فعلت في مدينتي غزة وخان يونس دونما إجلاء للمدنيين.

وإنه لعلامة على مستوى الاحتقار الذي تكنه حكومة نتنياهو لإدارة بايدن أن ينشر إيتمار بن جفير ـ وزير الأمن الوطني في حكومة بيبي ـ على موقع إكس فور قيام بايدن بخطوته أن «حماس بايدن». هكذا يتعامل فريق بيبي مع أكثر الرؤساء موالاة لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة، الرجل الذي سارع إلى إنقاذ إسرائيل من حماس في السابع من أكتوبر ومن إيران في الثالث عشر من أبريل. يا له من أمر مخجل.

لنجر فقط هذه التجربة الذهنية البسيطة، فنفترض أن بايدن منح إسرائيل قنابل الألفي رطل التي تريدها، وأن إسرائيل دمرت رفح التي يعتقد أن فيها قيادة حماس وأربع كتائب سليمة والعديد من الرهائن الإسرائيليين. لن يغير ذلك من حقيقة أن إسرائيل بلا شريك فلسطيني أو عربي لحكم غزة في اليوم التالي لضمان عدم قيام حماس جديدة من رفاتها.

لقد نجح نتنياهو في إقناع ومداهنة قيادة جيش إسرائيل وشعبها بخوض هذه الحرب في غزة لأكثر من سبعة أشهر دون خطة للخروج وتعزيز ما يتحقق من نصر عسكري. وهذه نتيجة مباشرة لحقيقة أن نتنياهو قد شكل في ديسمبر 2022 أشد الحكومات يمينية وتطرفا في تاريخ إسرائيل ليرجع إلى السلطة ويقي نفسه المحاكمة في اتهامات بالفساد. لن يسمح العنصريون اليهود في المجلس الوزاري لنتنياهو بتشكيل أي شراكة مع سلطنة فلسطينية غير حماسية تحكم الضفة الغربية خوفا من أن يؤدي ذلك إلى دولة فلسطينية فيها وفي غزة.

يعني ذلك أن الصباح التالي لأي نصر على حماس سيشهد إما رحيل إسرائيل عن غزة فيكون على حدودها صومال تحكمه العصابات ويرجح فيه كثيرا أن تعاود حماس الظهور بقيادة جديدة ـ مثلما حدث بعد أن اغتالت إسرائيل جيل قياداتها السابق ـ أو أن تجد إسرائيل نفسها محتلة دائمة لكل من غزة والضفة الغربية حيث تتولى المسؤولية بالفعل. فيسيطر قرابة سبعة ملايين يهودي إسرائيلي سيطرة دائمة على خمسة ملايين عربي في منطقتين محتلتين ويكون ذلك عبئا معنويا وعسكريا تبتهج له إيران، لأنه سوف يعجِّل بتحويل إسرائيل إلى دولة منبوذة في العالم.

مع استمرار مسؤولي بايدن في الضغط على نتنياهو في هذا الأمر، ظلت الإجابة التي يتلقونها هي المعادل الجيوسياسي لـ«اخرسوا أنتم»، أي واصلوا إرسال الأسلحة إلينا واستعمال مصداقيتكم في الدفاع عنا على المسرح العالمي، وبخاصة في الأمم المتحدة. ونحن سنفعل ما نشاء، وما يتوافق مع احتياجات نتنياهو السياسية. واللعنة على احتياجات بايدن السياسية واحتياجات أمريكا الجيوسياسية.

والتقليل من الخطر الراهن الذي تمثله حكومة نتنياهو على إسرائيل وعلاقتها بالولايات المتحدة والعالم خطأ فادح.

لقد نقل المراسل العسكري المخضرم لها آرتس عامون هاريل عن قائد عسكري إسرائيلي رفيع المستوى يوم الجمعة إيجازا للموقف لا أستطيع أن أقدم مثله، فقد قال «إن أفضل وسيلة للإضرار بحماس الآن هي طرح حكم بديل في غزة. وذلك لا يحدث لأن رئيس الوزراء لا يريده. في كل أسبوع يلتقي مسؤولو دفاع كبار مع دبلوماسيين وجنرالات أجانب فيكون السؤال المتكرر هو: ما الذي تحاولون تحقيقه الآن؟ وليست لدينا إجابة لهم»

وأضاف هاريل قائلا: انظروا في ما يجري بالفعل نتيجة لذلك، إذ قام الجيش الإسرائيلي بسحب الكثير للغاية من قواته من غزة، باستثناء الوحدات الجديدة التي تحيط برفح وتسيطر على الممر المركزي الذي يقسم غزة من الشمال إلى الجنوب حتى أن «حماس تستعيد الحكم في غزة بكل السبل. وتشمل جهود حماس لاسترداد الحكم أيضا استئناف النشاط من خلال المحاكم الشرعية وخدمات المحليات والإدارات الصحية التابعة للمحليات».

لو أن هذا هو النصر في المناطق التي «حررتها» إسرائيل فهل من عجب في أن بايدن يتخوف من تدمير إسرائيل لمدينة أخرى مثل غزة دونما خطة أو شريك للمستقبل؟

أما وقد قلت هذا، فقد رأيت أن بايدن أخطأ حينما تكلم علنا للمرة الأولى عن أخطر تغيير في السياسة الخارجية الأمريكية ـ أي إيقاف نقل نحو 3500 قنبلة إلى إسرائيل ـ في حوار غير رسمي مع إريان بورنيت من «سي إن إن» في إحدى محطات الحملة الانتخابية.

فقد ترك ذلك انطباعا بأن ذلك تم لإرضاء قاعدة الرئيس اليسارية التي تعارض الحرب فانقض عليه الجمهوريون وبعض زعماء اليهود الأمريكيين على الفور بسبب ذلك. ولو أن رئيس الولايات المتحدة سيناقش علينا للمرة الأولى شيئا في خطورة تعليق محدود لنقل الأسلحة إلى إسرائيل فعليه أن يفعل ذلك في خطاب محسوب جيدا يضع كل شيء في سياقه بالنسبة للأمريكيين في الوطن وبالنسبة للإسرائيليين وبالنسبة لأصدقاء إسرائيل وأعدائها.

ومن شأن خطاب كهذا أن يبدأ بإيضاح أنه إذا كان التحالف الأمريكي الإسرائيلي متوترا اليوم فذلك لأن إسرائيل أصبحت شريكا شديد الاضطراب في ظل حكم نتنياهو الذي جعل من انقلاب قضائي فاشل أولويته القصوى في سنة حكمه الأولى وليس التعامل مع إيران أو الفلسطينيين، فأدى ذلك إلى انقسام المجتمع الإسرائيلي وشتت انتباه الجيش ولعله أغرى حماس بالظن بأن الوقت مناسب للهجوم.

هذا الميل الجنوني إلى اليمين في إسرائيل، بجانب استراتيجية مستحيلة الفوز في غزة، بجانب حقيقة ذكرها هاريل إذ قال إنه «على مدى نحو عقد، عمد نتنياهو إلى إضعاف الخدمة المدنية ونقل مراكز السلطة من الحراس القضائيين ومؤسستي الخزانة والدفاع إلى جماعة صغيرة» من المقربين غير الأكفاء، وكل ذلك مجتمعا لا يضر فقط مصالح إسرائيل وإنما مصالح أمريكا أيضا.

ابتداء، بات الشريك العسكري الأكثر تقدما وأهمية للولايات المتحدة في المنطقة غائصا الآن في غزة، بلا مخرج باد، ويستنزف احتياطيات الأسلحة الأمريكية اللازمة أيضا في أوكرانيا. كما أن حربا لا نهاية لها في غزة يمكن أن تؤدي إلى اضطراب حلفاء أمريكيين آخرين وبخاصة الأردن ومصر.

فضلا عن ذلك، تحاول الولايات المتحدة صياغة تحالف أمني جديد مع السعودية من شأنه أن يمكن السعوديين من التركيز على أكثر ما يريدون التركيز عليه في الوقت الراهن، أي التنمية الاقتصادية، دونما خوف من التعرض لهجوم من إيران. وللمساعدة في ترويج الاتفاقية لدى الكونجرس الأمريكي، وافق السعوديون على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، في حال شروع إسرائيل في سلوك طريق إلى دولة فلسطينية مع سلطة فلسطينية في الضفة الغربية يجري إصلاحها. ولأن نتنياهو يرفض هذا الشرط فإن الاتفاقية كلها الآن معلقة في الهواء.

أخيرا، بقدر ما أحدثت حماس من ضرر لإسرائيل، فإن التهديد الوجودي الحقيقي لإسرائيل يأتي من إيران وشبكة حلفائها ـ حزب الله والحوثيين وحماس والميلشيات الشيعية في العراق. في الثالث عشر من أبريل، شكلت الولايات المتحدة تحالفا مع دول عربية معتدلة وبريطانيا وفرنسا لإسقاط جميع المسيرات والصواريخ الثلاثمائة تقريبا التي أطلقتها إيران على إسرائيل في تلك الليلة. وكلما ازدادت إسرائيل غرقا في غزة واستمرت وفيات المدنيين، سيصعب على الدول العربية المعتدلة وبخاصة الأردن أن تظهر بمظهر المدافعة عن إسرائيل ضد إيران.

لا شك في أن إسرائيل سوف تكون أفضل حالا، والفلسطينيون أفضل حالا، والشرق الأوسط أفضل حالا، في حال تلقي حماس هزيمة نكراء. ولو أن هذا يقتضي دخول إسرائيل في رفح، فليكن. حماس هي التي دعت إلى هذه الحرب. وبهزيمتها، سوف سيشعر الكثيرون والكثيرون من الفلسطينيين في غزة ـ وليس من الإسرائيليين فقط ـ بأنهم تحرروا. ولكن هذا لن يحدث إلا لو تشاركت إسرائيل مع الفلسطينيين غير الحماسيين لإقامة غزة أفضل ولتكوين فرصة لفجر جديد للفلسطينيين والإسرائيليين. إن لبايدن ما يبرر استعماله ورقة ضغط أمريكية للإصرار على أن تعمل إسرائيل واضعة هذا الهدف في الاعتبار، لأن رئيس وزراء إسرائيل لا يفعل ذلك.

توماس فريدمان كاتب عمود رأي في الشأن الخارجي في صحيفة نيويورك تايمز ومؤلف كتاب «من بيروت إلى القدس».

خدمة نيويورك تايمز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة إلى إسرائیل أن إسرائیل إسرائیل فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

مرشح الحزب الليبرتاري «التحرري»: يجب توقف المساعدات العسكرية الأمريكية لأي دولة في حالة حرب.. والرعاية الحكومية ليست الحل

قال تشيس أوليفر، مرشح الحزب الليبرتارى «التحررى» للانتخابات الرئاسية الأمريكية، إنه يجب توقف المساعدات العسكرية الأمريكية لأى دولة فى حالة حرب، مشيراً إلى أن «ترامب وهاريس» ليسا مؤهلين لتبنى المبادئ التحررية لأن ذلك يسمح للناس باتخاذ خياراتهم الخاصة وتقليص سلطة الحكومة.

حان الوقت للتوقف عن استخدام القوة العسكرية لضبط العالم والتركيز على الحرية والازدهار فى الداخل

وأضاف «أوليفر»، فى حوار لـ«الوطن»، أن الوقت قد حان للتوقف عن استخدام القوة العسكرية لضبط العالم والتركيز على الحرية والازدهار فى الداخل، ويجب إنهاء نشر الطائرات والأسلحة فى دول أخرى، ويجب أن يراجع الكونجرس التحالفات بانتظام وإخضاع السياسيين للمساءلة والتأكد من أن كل العلاقات تصب فى المصلحة الحقيقية للشعب الأمريكى. وأشار إلى أن حرب أمريكا على المخدرات فشلت فشلاً ذريعاً وأهدرت الموارد ودمرت الأرواح ويجب إلغاء جدولة القنب، ويمكنه أن يفعل ذلك بجرة قلم، موضحاً أن علاقات السوق الحرة الصادقة تعزز السلام، ويجب وقف إرسال المساعدات العسكرية الممولة من دافعى الضرائب للخارج لأنها تؤدى لتأجيج الصراعات.. وإلى نص الحوار:

هل من الممكن توضيح سبب رفضك تدخل الحكومة لتنظيم العلاقة بين الشركات وسوق العمل؟

- أنا أنادى بهذا دائماً، لكن دعنى أشرح لكم الأمر ووجهة نظرى التى تتمثل فى أنه عندما تتدخل الحكومة فى الجانب التنظيمى، فإن ذلك عادة ما يأتى بنتائج عكسية، فبدلاً من مساءلة الملوثين، تعمل القواعد التنظيمية الصارمة فى واقع الأمر على خنق الإبداع وحماية اللاعبين الراسخين من المنافسة لأن السوق الحرة لديها القدرة على التعامل مع التلوث والفساد بشكل أكثر فاعلية لأن المستهلكين يمكنهم المطالبة بمعايير أعلى، وسوف تبتكر الشركات التى تتنافس للوفاء بهذه المعايير وتجد طرقاً أنظف وأكثر كفاءة للعمل، ولا ينبغى للحكومة أن تختار الفائزين والخاسرين، بل دع السوق والأفراد هم من يقررون ذلك.

هل يمكنك التحدث عن منصة العدالة الجنائية التى تتصدر برنامجك الانتخابى؟

- إدارتى ستجعل إنهاء الحد الأدنى من الأحكام الفيدرالية الإلزامية أولوية، لقد سلبت هذه الولايات القضاة من سلطتهم التقديرية، وأجبرتهم على فرض أحكام قاسية حتى عندما يعلمون أنها غير عادلة. الحد الأدنى الإلزامى لا يجعل مجتمعاتنا أكثر أماناً، إنهم فقط يغذون مجمع السجون الذى صُنع عبر التاريخ، وينبغى السماح للقضاة وهيئات المحلفين بالبت فى القضايا بشكل فردى، وليس استناداً إلى بعض القواعد الشاملة التى يفرضها علينا المشرعون، وهناك قضية رئيسية أخرى هى الجرائم التى لا ضحايا لها، يجب على الحكومة أن تبقى بعيدة عن الاختيارات الشخصية للناس التى لا تضر أى شخص آخر، إذا لم يكن هناك ضحية، فلا ينبغى أن تكون هناك جريمة، يجب أن يركز تطبيق القانون على الجرائم الحقيقية: العنف، والسرقة، والاحتيال، والإكراه، وليس على تنظيم السلوك بالتراضى.

ما رأيك فى التصدى للجرائم المتعلقة بالمخدرات؟

- حرب الولايات المتحدة على المخدرات شهدت فشلاً ذريعاً، حيث أهدرت الموارد ودمرت الأرواح دون أن تجعلنا أكثر أماناً، سأنهى القوانين الفيدرالية وأتخلص من اللوائح الفيدرالية التى لا معنى لها والتى تعيق الأعمال المشروعة فى هذه الصناعة، ويجب إلغاء جدولة القنب على الفور، وهو أمر لا يتطلب حتى تشريعات جديدة، ويمكننى أن أفعل ذلك بجرة قلم.

وسأصدر عفواً كاملاً عن مرتكبى جرائم المخدرات غير العنيفة، وأحث كل حاكم على أن يفعل الشىء نفسه، نحن بحاجة إلى إنهاء قانون المواد الخاضعة للرقابة، الذى غذى هذه الحرب المدمرة على المخدرات، ودعم قانون إصلاح سياسة المخدرات لإلغاء تجريم حيازة المخدرات فى جميع المجالات، يحتاج الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الإدمان إلى المساعدة، وليس الأصفاد، ويجب أن يكون العلاج والدعم متاحين لأولئك الذين يسعون إليه، ولكن لا ينبغى للحكومة أن تستخدم سياسة المخدرات للتدخل فى الحياة الخاصة.

ما رسالتك للناخبين الشباب؟

- الشباب هم مستقبل الحرية، ويتساءل جيل الألفية الثالثة عن الوضع الراهن ويرفضون المؤسسات التى عفى عليها الزمن والتى خذلتهم، ورسالتى إليهم بسيطة وسأقولها دائماً بشكل مباشر، وهى أنا لست هنا لتجميل أى شىء أو تقديم وعود فارغة، أنا هنا لاستعادة الحرية الفردية وتمكين كل شخص من السيطرة على حياته الخاصة.

هل تعتقد أن جيل الألفية لديه نظرة ساخرة للمؤسسات؟

- قطعاً، لقد سئم جيل الألفية من المؤسسات التى تبدو مهتمة بحماية أنفسها أكثر من مساعدة الناس، لقد رأوا أن هذه الأنظمة غالباً ما تخدم من هم فى السلطة، وليس الأشخاص العاديين، أعتقد أن هذه الشكوك يمكن أن تؤدى إلى تغيير حقيقى إذا تم توجيهها نحو الحلول التى تمنح الناس السيطرة على حياتهم الخاصة.

هل يمكنك التحدث عن وجهات نظرك فى السياسة الخارجية تجاه أوكرانيا وإسرائيل وفلسطين والصين؟

- طوال حياتى، كنا متورطين فى حروب فى الخارج أودت بحياة الكثير من الناس واستنزفت الموارد، وكل ذلك بينما أصبحت الحكومة أكثر قوة وأقل عرضة للمساءلة، لقد التقيت بمحاربين قدامى يعرفون بشكل مباشر تكلفة هذه الحروب التى لا نهاية لها، وهم على استعداد للسلام، لقد حان الوقت لأن نتوقف عن استخدام القوة العسكرية لضبط العالم والبدء فى التركيز على الحرية والازدهار هنا فى الداخل، ويجب أن ننهى ممارسة نشر الطائرات بدون طيار والأسلحة فى دول أخرى، ويجب أن تكون سياستنا الخارجية متجذرة فى عدم التدخل والتجارة الطوعية.

وإذا ركزنا على علاقات السوق الحرة الصادقة، فسوف نعزز السلام دون أن نملى الأمر على الدول الأخرى، ودعونا نتوقف عن إرسال المساعدات العسكرية الممولة من دافعى الضرائب والتى لا تؤدى إلا إلى تأجيج الصراعات.

هل ترى أى إمكانية لسياسيين مثل ترامب أو هاريس لتبنى المبادئ التحررية؟

- بصراحة، لن أعتمد على ذلك لأن المبادئ التحررية الحقيقية تعنى السماح للناس باتخاذ خياراتهم الخاصة وتقليص سلطة الحكومة، وهو أمر لا نراه من أى منهما.

 يجب التخلُّص التدريجى من الضمان الاجتماعى حتى يتمكن الناس من الاستثمار والاستعداد للتقاعد

كيف تؤثر آراؤك على برامج مثل الضمان الاجتماعى والرعاية الطبية؟

- برامج الرعاية الحكومية ليست الحل، إنهم يركزون السلطة، ويحدون من الاختيار، ويضعون السيطرة على أموالنا فى أيدى البيروقراطيين، يجب التخلُّص التدريجى من الضمان الاجتماعى حتى يتمكن الناس من الاستثمار والاستعداد للتقاعد بالطريقة التى تناسبهم، وليس بالطريقة التى تمليها الحكومة.

وفى مجال الرعاية الصحية، ينبغى لنا أن نفتح النظام أمام المنافسة الحقيقية، اسمح للناس بشراء التأمين عبر حدود الولاية، واستيراد الأدوية من دول أخرى لخفض الأسعار، تخلص من التفويضات التى تجبر الناس على شراء التغطية التى لا يحتاجون إليها، وجعل جميع نفقات الرعاية الصحية معفاة من الضرائب بالكامل حتى يتمكن الناس، وليس أصحاب العمل أو الحكومة، من السيطرة على رعايتهم، وبالنسبة لمقدمى الخدمات، نحتاج إلى شفافية كاملة فى الأسعار حتى يعرف الأشخاص بالضبط ما يدفعون مقابله.

قلت إنك ضد المساعدات العسكرية الأجنبية ودعم إعادة القوات الأمريكية إلى الوطن.. كيف ستتعامل مع هذا كرئيس؟

- كرئيس، سأجعل الأولوية القصوى إغلاق القواعد الأمريكية فى الخارج وإعادة قواتنا إلى الوطن، يمكن استخدام المدخرات الناتجة عن القيام بذلك فى سداد فوائد القروض الطلابية فى خطوة لمرة واحدة تُستخدم مواردنا بشكل جيد، هنا فى أمريكا.

يجب أن تنتهى المساعدات العسكرية لأى دولة فى حالة حرب حالياً، إذا أراد الأفراد دعم الحلفاء فى الخارج، فيجب أن يكونوا أحراراً فى القيام بذلك، لكن ليس من صلاحيات الحكومة إرسال أموال أو أسلحة لدافعى الضرائب، وإذا طُلب منى ذلك، فسأساعد بكل سرور فى التوسط فى محادثات السلام دون فرض القيم الأمريكية على أى شخص، ولا بد أن يكون الدور الذى تلعبه الولايات المتحدة فى العالم متجذراً فى التجارة والدبلوماسية واحترام سيادة الدول الأخرى، إن أى عمل عسكرى يجب أن يكون للدفاع عن المواطنين الأمريكيين، ولا يتم إلا بالترخيص المناسب.

ويجب أن يقوم الكونجرس بمراجعة تحالفاتنا بانتظام، وإخضاع السياسيين للمساءلة والتأكد من أن هذه العلاقات تصب فى المصلحة الحقيقية للشعب الأمريكى، وليس مصالح المجمع الصناعى العسكرى، دعونا نواصل تركيزنا على الحرية، سواء فى الداخل أو فى الخارج.

ترك الحزب الديمقراطى

لقد بدأت كناشط مناهض للحرب، ومعارض للصراعات التى لا نهاية لها التى كنا ندخل فيها، وعندما جاء أوباما، تمنيت أن يكون مختلفاً، لكنه واصل الحروب، وخاب أملى.

ولقد عثرت بالصدفة على جناح Libertarian فى مهرجان عام 2012، وسألونى عن أهم مشكلة لدىّ. فقلت: «أنا ضد الحرب»، فأجابونى: «مرحباً بك فى بيتك»، هذا هو بالضبط ما شعرت به، لقد وجدت مكاناً تكون فيه الحرية والسلام أمراً مهماً حقاً.

مقالات مشابهة

  • تقرير إسرائيلي يكشف السبب الحقيقي وراء إقالة نتنياهو لجالانت
  • بين الفوضى والحكومة العسكرية.. خيارات إسرائيل بعد حظر الأونروا بغزة
  • إدارة بايدن: إسرائيل "فاشلة" في تحسين الوضع الإنساني في غزة
  • إيران تواصل استعراضاتها العسكرية مع ترقب لردها المتوقع على الاحتلال الإسرائيلي
  • إسرائيل تعلن إحباط عملية دبرتها إيران لاغتيال قائد قاعدة "نيفاتيم" العسكرية
  • أسباب رفض نتنياهو زيارة الرئيس الأوكراني لإسرائيل.. المسلماني يوضح
  • إسرائيل تكشف اسم المتورط في تسريب وثائق مكتب نتنياهو عن قصف إيران
  • مرشح الحزب الليبرتاري «التحرري»: يجب توقف المساعدات العسكرية الأمريكية لأي دولة في حالة حرب.. والرعاية الحكومية ليست الحل
  • إسرائيل تنتقد مسار بايدن مع إيران على طريقة أوباما
  • التهديد الأكبر لإسرائيل.. الطائرات دون طيار لأذرع إيران