السلام قيمة إنسانية سامية وممارسة راقية، تقع فى القلب من منظومة القيم الإيجابية التى تتحلى بها المجتمعات الحديثة والناهضة إذ لا غنى عن السلام عند العمل على نهضة المجتمع وتطوره، فإذا كانت التنمية والتقدم يتلازمان دائما، فإنهما لا يتحققان إلا من خلال ترسيخ السلام، فهو الذى يمنع اندلاع الحروب النزاعات والصراعات.
من خلال السلام، يمكن للناس التعلم، ونشر الثقافة، وبناء المجتمعات والنهوض اقتصاديا واجتماعيا، فالحروب تدمر ولا تبنى، البناء لا يكون إلا فى أوقات السلم يجعل الناس واعين ومدركين لعبة الدخول فى الحروب التى ستكلفهم حياتهم مقابل هذه الغطرسة البشرية.
لا وجود للبشرية من دون سلام، ولا وجود للدول من دون سلام، ولا وجود لنهضة من دون سلام.
السلام وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة وبها ترتقى المجتمعات، فلا وجود للنهضة والتنمية فى دولة تعانى من الحروب والصراعات فلا مستقبل مشرقاً لدولة تعانى من النزاعات والحروب الخارجية.
إفشاء السلام، ليس مجرد شعار، إنما هو قيمة إنسانية راقية، حرص الدين الإسلامى على ترسيخها من الحكم التى قيلت فى السلام: أنه الأم المرضعة لكل بلد وعندما تجد السلام داخل نفسك، تصبح شخصا من النوع الذى يمكن أن يعيش فى سلام مع الآخرين.
والسلام الدائم ليس إنجازا واحدا، ولكنه بيئة والتزام، وعندما تتغلب قوة الحب على حب القوة سيشهد العالم السلام، وإذا أردت السلام فاستعد للحرب، والمحافظة على السلام أصعب من صنعه.
وتأتى كلمة السلام بمعنى التحية، فهى تحية الإسلام وتحية أهل الجنة، كأن يقال: السلام عليكم، عند لقاء الناس أو وداعهم، وكأن المسلم يقول لأخيه: «لك منى السلامة، فلا تخشَ شيئا»، فيرد عليه الآخر بالمثل، ويقال عند الخروج من الصلاة أيضا: السلام عليكم.
مظاهر تجعل الأشخاص يعيشون فى وئام وانسجام، ويتجنبون العنف، وينعمون بالهدوء لا ينخرط المجتمع فى ظل السلام فى أعمال عنف ضد المجموعات الأخرى. لا يكون لديهم أى حروب أهلية أو عنف جماعى داخلى.
يعد السلام من أهم الأمور فى الحياة للبشر عامة وللأجيال القادمة، حيث أن المكان الذى يحل به السلام يكون فيه أمان وبالتالى يتم تفادى وجود العنف والإرهاب أو تصاعدهما. من خلال السلام ممكن للناس التعلم، ونشر الثقافة، وبناء المجتمعات، والنهوض اقتصاديا واجتماعيا، فالحروب تدمر ولا تبنى.
يقوم بناء السلام بشكل أساسى على التعامل مع الأسباب الكامنة وراء اقتتال الناس فيما بينهم فى المقام الأول إلى جانب دعم المجتمعات لإدارة خلافاتها ونزاعاتها دون اللجوء إلى العنف.
باختصار أن السلام هو الصلح والمهادنة، وهو مضاد للحرب والدمار والفوضى والتدمير والفساد الذى يلحق بالفرد والمجتمع، ولابد أن يطمح العالم كله إلى السلام الذى يلبى آمال الشعوب وتطلعاتهم ويجعلهم يعيشون حياة هادئة وكريمة.
فمن خلال السلام يمكن للناس التعلم، ونشر الثقافة وبناء المجتمعات، والنهوض اقتصاديا واجتماعيا، الحروب تخرج أسوأ ما فى الإنسان والسلام يخرج أحسن وأفضل ما فيه. أدام الله السلام على أوطاننا وجنبنا الحروب وويلاتها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود غلاب قيمة السلام حكاية وطن السلام القيم الإيجابية ونشر الثقافة لا وجود من خلال
إقرأ أيضاً:
40 مليار درهم قيمة التداولات العقارية بالشارقة خلال 2024 بنمو 48%
الشارقة (الاتحاد)
حقق القطاع العقاري في إمارة الشارقة خلال عام 2024، نمواً استثنائياً غير مسبوق بحجم تداولات بلغ 40 مليار درهم، بنسبة نمو وصلت إلى 48% مقارنة بعام 2023.
وقال عبدالعزيز أحمد الشامسي مدير عام دائرة التسجيل العقاري، إن هذا هو أعلى حجم تداول يحققه القطاع العقاري في الإمارة منذ عام 2008، ويعكس هذا النمو الكبير الإقبال المتزايد من المستثمرين من شتى الجنسيات على شراء العقارات بمختلف أنواعها، مستفيدين من البيئة الاستثمارية الجاذبة والمناخ الاقتصادي المستقر الذي تتمتع به الإمارة، إذ نجح القطاع العقاري في استقطاب مستثمرين من 120 جنسية من مختلف دول العالم.
ولفت الشامسي إلى العديد من التطورات والإجراءات التي تدعم تطوير القطاع العقاري وتعزز نتائجه مبيناً أن التصاعد المتواصل للتداولات العقارية يعكس ثقة المستثمرين بالسوق العقاري بالإمارة وعزم المستثمرين على التملك والاستثمار في الشارقة.
وشهدت إمارة الشارقة زيادة ملحوظة في عدد الجنسيات المستثمرة، مما يعكس الإقبال المتزايد على الاستثمار والتملك في الإمارة، وبلغ عدد الجنسيات المتداولة 120 جنسية خلال 2024، مقارنة بعدد 103 جنسيات متداولة في العام 2023 وهو تصاعد إيجابي يشهده السوق العقاري في الإمارة منذ عدة أعوام.
كما ارتفع عدد العقارات التي تداول عليها المستثمرون من مختلف الجنسيات في العام الماضي لتصل إلى 45,676 عقاراً مقارنة بـ 31,229 عقاراً في 2023. ويعود ذلك لعوامل متعددة أبرزها متانة البنية التحتية، تنوع المنتج العقاري المتاح، وقرار تملك غير المواطنين والخليجيين للعقارات في إمارة الشارقة.
وأما من حيث حجم التداول بحسب الجنسية، شكّلت استثمارات مواطني دولة الإمارات من إجمالي التداول النقدي حوالي 19.2 مليار درهم وبما يمثل 48% من الإجمالي، وأما الخليجيين من دون الإماراتيين فقد جاءت استثماراتهم بقيمة 2.3 مليار درهم وبنسبة تمثل 5.7%، بينما ارتفعت استثمارات المواطنين العرب إلى 7 مليارات درهم وبما يعادل 17.5%، وبالمثل حققت استثمارات مواطني الدول الأخرى ارتفاعاً قياسياً، والتي بلغ إجماليها نحو 11.5 مليار درهم وهي تشكل 28.8% من إجمالي قيمة الاستثمارات.
وأما بحسب عدد العقارات المتداولة، تصدر المستثمرون الإماراتيون القائمة بـ 30,638 عقاراً، جاء بعدهم المستثمرون من الهند بـ 2,698 عقاراً، ثم المستثمرون السوريون بـ1,761 عقاراً. تلاهم المستثمرون من العراق بـ1,012 عقاراً، ومصر ب957 عقاراً، وأخيراً، باكستان ب865 عقاراً.
وبلغت قيمة الرهونات العقارية 10 مليارات درهم، تمت من خلال 2,558 معاملة رهن من خلال 32 جهة تمويل.
وبالنسبة لمعاملات بيع المنفعة فقد توزعت على 11 منطقة خلال عام 2024 وذلك من خلال 652 معاملة بقيمة إجمالية بلغت 1 مليار درهم.
وبالنسبة لمعاملات بيع العقود المبدئية حسب المناطق في إمارة الشارقة لعام 2024، فقد بلغ عددها 10,084 عقداً، وبقيمة وصلت إلى 12 مليار درهم.
وبالاطلاع على إحصائيات المشاريع العقارية، فقد تم تسجيل 14 مشروعاً جديداً في الشارقة خلال 2024 ذات الاستخدامات السكنية والتجارية والصناعية، منها 9 من فئة المجمعات و5 من فئة الأبراج كما تم التداول على 20,197 عقاراً في مشاريع التطوير العقاري في الإمارة خلال عام 2024.
وبهدف تلبية الطلب المتزايد على الوحدات العقارية في الإمارة الباسمة، ارتفع عدد المشاريع التي رخصتها لجنة اعتماد مشاريع التطوير العقاري في الإمارة لتملك جميع الجنسيات إلى 25 مشروعاً عقارياً منذ صدور القرار، منها 8 مشاريع حصلت على الموافقة خلال عام 2024، وتنوعت بين مجمعات وأبراج باستخدامات مختلفة سكنية وتجارية وصناعية، وذلك بالاستفادة من قرار المجلس التنفيذي رقم (30) لسنة 2022 بشأن تملك غير المواطنين والخليجيين للعقارات في إمارة الشارقة، والذي أسهم بدور مهم في دعم واستدامة القطاع العقاري طوال الأشهر الـ12 الماضية، واستمرار نشاطه المتصاعد خلال العام 2025.