العيسوي: الأردن كان وسيبقى ثابت على مواقفه تجاه القضية الفلسطينية - صور
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا وممثلي جمعية وطني لدعم الطالب الفقير المتحدثون: الأردن بقيادته الهاشمية يشكل نموذجا رياديا في مسيرته التحديثية ومناصرته لقضايا أمته العادلة
قال رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي إن الأردن، بقيادته الهاشمية، كان ولا زال وسيبقى، ثابت على مواقفه تجاه القضية الفلسطينية، ويواصل جهوده لرفع الظلم عن الأشقاء الفلسطينيين، ومساندتهم لنيل حقوقهم المشروعة في الحرية وتقرير المصير، وقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
اقرأ أيضاً : العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في محافظتي مأدبا والعاصمة
وأضاف العيسوي، بحسب بيان وصل "رؤيا" السبت أن الأردن بقيادة جلالة الملك، ومنذ بدء العدوان على غزة، يوظف مكانته الدولية والإقليمية، والاحترام الذي يحظى به على الساحة العالمية، لوقف العدوان الغاشم على الأشقاء في قطاع غزة.
وأكد العيسوي، خلال لقاء في الديوان الملكي الهاشمي، بحضور مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر كنيعان عطا البلوي، وفدا شبابيا من مختلف محافظات المملكة، ووفدا من جمعية "وطني لدعم الطالب الفقير" بمنطقة جنوب عمان، حرص جلالة الملك، على وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية، للتحرك الجاد لردع إسرائيل عن مواصلتها إرتكاب جرائمها البشعة بحق الشعب الفلسطيني، وضرورة ضمان إمداد الأشقاء بالمساعدات الإغاثية والطبية، بشكل كاف ومستدام.
وأوضح أن الجهود الملكية الدولية والإقليمية المتواصلة أسهمت في توضيح حقيقة ما يقترفه الاحتلال في غزة من قـتـلٍ للمدنيين وهدم لكل المرافق الحيوية، وإبراز المعاناة الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين، والتأكيد على أهمية بلورة موقف دولي موحد لوقف للعدوان الهمجي، وضمان استدامة إيصال المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية الكافية.
وبين إن مباحثات ولقاءات واتصالات جلالة الملك، مع زعماء وقادة المجتمع الدولي، تؤكد على مواقف الأردن الصلبة لدعم الشعب الفلسطيني، ورفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، ووقف دوامة العنف والاعتداءات، التي يتعرض لها الأشقاء في الضفة الغربية.
وأوضح أن القضية الفلسطينية، باعتبارها، قضية الأردن المركزية، فإن حلها العادل والشامل يشكل مصلحة وطنية، وقال إن"الأردن، بقيادته الهاشمية، سيواصل تقديم الدعم الكامل لنصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، لنيل حقوقه العادلة والمشروعة وإقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأشار العيسوي إلى تأكيدات جلالة الملك بأن الأردن لن يقبل تحت أي ظرف بأي تسوية للقضية الفلسطينية على حسابه ولا يقبل بأي حل لا يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.
واستعرض العيسوي مواقف الأردن، والجهود الإنسانية لنصرة الاشقاء في غزة والضفة الغربية، مبينا أن الأردن المبادر في إغاثة ونجدة الأشقاء في غزة والضفة الغربية، وأول دولة تتخطى جميع الحواجز وتكسر الحصار على غزة، من خلال إرسال قوافل المساعدات، برا وجوا، إلى جانب إرسال المستشفيات الميدانية إلى القطاع والضفة الغربية.
وأشار إلى عمليات الإنزال الجوي لمساعدات طبية وعلاجية وإغاثية للأهل في غزة، موضحا أن مشاركة جلالة الملك في هذه العمليات، تجسد أروع معاني البطولة المستمدة من الإرث الهاشمي، وتقدم مثالا ناصعا لمواقف الأردن القومية والمساندة للشعب الفلسطيني.
ولفت إلى مساعي جلالة الملكة رانيا العبدالله، عبر لقاءاتها مع وسائل إعلام عالمية مؤثرة، في توضيح حقيقة الجرائم البشعة التي تقترفها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، والمعاناة الإنسانية التي يمر بها، للرأي العام العالمي، الذي بات ينحاز لصوت العدالة، ويدرك حجم الافتراءات والأكاذيب التي تحملها سردية الاحتلال.
ولفت العيسوي إلى جهود سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، المشرفة، لدعم ونصرة الأشقاء في غزة، ومشاركة سمو الأمير سلمى بنت عبدالله الثاني، في إحدى عمليات الإنزال الجوي لمساعدات طبية وعلاجية في غزة.
وأضاف أن الأردن، بقيادة جلالة الملك، مستمر في جهوده للحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم للأماكن المقدسة، الإسلامية والمسيحية، بالقدس الشريف وحمايتها ورعايتها والحفاظ على عروبتها، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.
كما أكد العيسوي ضرورة أن يكون جميع الأردنيين يداً واحدة، للتصدي لكل الإشاعات ومحاولات التشكيك الظالمة بمواقف الأردن التاريخية والراسخة، والوقوف خلف القيادة الهاشمية، التي تضع في سلم أولوياتها وقف دوامة الحرب في القطاع وإغاثة أهله، وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
وأضاف العيسوي أن قوة الأردن وتماسك جبهته الداخلية، ركيزتها ودعامتها قيادته الهاشمية ووعي شعبه، واحترافية نشامى قواته المسلحة- الجيش العربي، وأجهزته الأمنية، والتي تتجسد بمسيرته التحديثية والتطويرة المتواصلة، ومواقفه الشجاعة تجاه القضايا العادلة لأمته العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأكد أن الأردن القوي المتماسك، هو الأقدر على التصدي للدفاع عن قضايا أمته، ما يتطلب من الجميع أن يكونوا دوما بحجم المسؤولية، وأكبر من جميع التحديات.
وقال العيسوي إن التوجيه الملكي بإجراء الانتخابات النيابية، يؤكد قوة الأردن وأمنه واستقراره، وثباته على مواقفه الوطنية والقومية، والمضي قدما في مسيرته النهضوية، رغم التحديات، التي تعصف بالمنطقة.
وأشار إلى التوجيه الملكي بإجراء الانتخابات النيابية، بإعتبارها محطة مهمة في عملية التحديث السياسي، يتطلب من الجميع، خصوصا الشباب، المشاركة الفاعلة لإنجاحها، لتشكل محطة جديدة من محطات التحديث والتطوير ومراكمة الإنجاز.
وقال العيسوي إن الأردن قادر على مواجهة كل التحديات، التي تشهدها المنطقة والإقليم، وحماية أمنه واستقراره بحكمة قيادته وحرص ووعي الشعب الأردني، مشددا على أهمية تحصين الجبهة الداخلية والتصدي لكل الإشاعات والإفتراءات ومحاولات التشكيك بمواقف الأردن الثابتة.
من جانبهم، أعرب المتحدثون عن فخرهم واعتزازهم بمواقف جلالة الملك في دعم الأشقاء الفلسطينيين، وجهود جلالته المكثفة والمتواصلة لتحقيق الوقف الفوري والدائم للعدوان الغاشم على قطاع غزة.
وأكدوا وقوفهم خلف جلالة الملك ، ومساندتهم لجهود جلالته المتواصلة لوقف ما يشهد قطاع غزة من عدوان إسرائيلي سافر، وما تتعرض له مناطق الضفة الغربية من انتهاكات وإجراءات إسرائيلية تعسفية.
ولفتوا، خلال اللقاءين، إلى أن الأردنيين يسيرون بخطى واثقة وثابتة، خلف قيادتهم الهاشمية الفذة، في جميع مواقفها وجهودها لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وإنصافه، ووضع حد لمعاناته الإنسانية المأساوية التي يتعرض لها جراء الإحتلال.
وقالوا إن الأردنيين يقفون صفا واحدا حول قيادتهم الحكيمة، في رسالة يبعثون بها إلى العالم أجمع، أن الأردن قوي بعزم قيادته الهاشمية ويقظة شعبه، وقادر على مواجهة التحديات التي تفرضها الظروف التي تمر بها المنطقة.
وأضافوا أن الموقف الأردني تجاه قضايا أمته، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، على الصعيدين السياسي والإنساني، لا يستطيع أحد المزاودة عليها أو التشكيك بها.
القضية الفلسطينية والقدسوبينوا أن مواقف وجهود جلالة الملك، نابعة من إيمان الهاشميين المطلق بعدالة القضية الفلسطينية، وهي امتداد للمسيرة وللسيرة المشرفة للأباء والأجداد من بني هاشم، الذين قدموا التضحيات الجسام دفاعا عن فلسطين وأهلها وعدالة قضيتهم.
وأشاروا إلى أن القضية الفلسطينية والقدس، حاضرتان دوما على أجندة جلالة الملك، وأنهما محور مواقف وحراك جلالته السياسي وجولاته المكوكية.
ولفتوا إلى أن الجهود الملكية أثرت بشكل قوي وفاعل على مواقف الدول والرأي العام العالمي، إزاء ما يجري من تدمير وإبادة للمدنيين الأبرياء، دون أدنى مراعاة واحترام للقوانين والمواثيق الدولية.
وأكدوا أن جلالة الملك، في مواقفه الشجاعة، حمل لواء الشرف والدفاع عن كرامة الأمة، بما يجسد رسالة الهاشميين، التي ناضلوا من أجلها عبر السنين، لتحقيق حرية الشعوب والحفاظ على كرامة الأمة، معربين عن فخرهم بمشاركة جلالة الملك في عمليات الإنزال الجوي للمساعدات، وحرص جلالته بأن يكون أبنائه في مقدمة الجنود لنصرة الأشقاء في غزة، مشيرين بهذا الصدد إلى جهود سمو الأمير الحسين بن عبدالله ومشاركة سمو الأميرة سلمى بنت عبدالله الثاني في إحدى عمليات الإنزال الجوي للمساعدات.
ازدواجية معايير المجتمع الدولي إزاء الأوضاع بفلسطينوثمنوا مساعي جلالة الملكة رانيا العبدالله، والتي ركزت، خلال مقابلاتها مع وسائل إعلام عالمية، على معاناة الشعب الفلسطيني وازدواجية معايير المجتمع الدولي في التعاطي مع ما يجري في فلسطين، وكشفت الإدعاءات الباطلة، أحدثت تأثيرا كبيرا لدى الرأي العام العالمي، الذي أصبح يعي ويدرك حقيقة الظلم الفادح الذي يتعرض له الفلسطينيون تحت الاحتلال.
وشددوا على أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، في حماية هذه المقدسات والحفاظ على عروبتها وهويتها، لافتين، بهذا الصدد، إلى الإعمار الهاشمي المستمر للمقدسات.
مسيرة وطنية تحديثيةوثمنوا جهود جلالة الملك التحديثية والتطويرية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحرص جلالته على المضي قدما نحو مستقبل أفضل، وهو ما يعبر عن قوة الدولة الأردنية، رغم ما يحيط بها من أزمات.
ولفتوا إلى أن جلالة الملك يقود مسيرة الوطن بكل حكمة وحنكة في إقليم ملتهب، تعصف به الأزمات من كل جانب، ليشكل نموذجا نوعيا في مسيرته الوطنية التحديثية، ومقداما في نصرة قضايا أمته العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
واعتبروا أن التوجيه الملكي بإجراء الانتخابات النيابية، يعد أحد مظاهر الاستقرار والأمن، ويعزز الثقة بأن الأردن سيبقى على الدوام قويا، وأكبر من التحديات والمؤامرات، مؤكدين حرصهم، على إنجاح هذه الممارسة الديمقراطية.
وأكدوا ضرورة تمتين الجبهة الداخلية، والحفاظ على تماسكها في وجه التحديات التي تعصف بالمنطقة، مشيرين إلى أن الأردن القوي بوحدته ومنعته، هو الأقدر على دعم القضايا العادلة لأمتيه العربية والإسلامية.
وأكدوا أن الأردنيين سيبقون دوما الجند الأوفياء لوطنهم وقيادته، يدافعون عن حياضه ومنجزاته، وسيكونون بالمرصاد لكل من يحاول المساس بأمنه واستقراره والعبث بنسيجه الوطني، والتشكيك بمواقفه العروبية تجاه قضايا أمته، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وثمنوا جهود نشامى القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي والأجهزة الأمنية، حماة الوطن والعين الساهرة، للحفاظ على أمنه واستقراره وصون حدوده ومقدراته وإنجازاته.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: العيسوي الأردن فلسطين عملیات الإنزال الجوی القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی المجتمع الدولی مواقف الأردن جلالة الملک والحفاظ على الأشقاء فی على مواقف أن الأردن إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما أبرز الإنجازات والمكتسبات التي حققها طوفان الأقصى للقضية الفلسطينية؟
رغم تسبب حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة بأكثر من 158 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وهي إحصائية مرشحة للزيادة بشكل يومي، إلا أن طوفان الأقصى الذي انطلق في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حقق العديد الإنجازات التي ربما لم يتم تحقيقها عبر عقود سابقة من السياسات المختلفة.
وجذبت غزة خلال الشهور الـ15 الماضية حالة غير مسبوقة من التضامن الدولي مع فلسطين، وعملت على تسليط الضوء على مكاسب استراتيجية والفشل الأمني الإسرائيلي، وكشفت حقيقة محاولات تجميل وجه الاحتلال الذي استغل مختلف المجلات لـ"تبييض" جرائمه، إضافة إلى الإجازات التي تم تحقيقها من خلال الاعتراف بفلسطين دوليا وجهود المقاطعة الكبيرة.
محاولات "الغسيل"
يمارس الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات طويلة مختلف أنواع "الغسيل" من أجل تحسين صورته أمام العالم وتقديم "إسرائيل" سياسيا على أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، واقتصاديا أنها "أمة الشركات الناشئة - Start-up Nation"، ورياضيا من خلال مشاريع مختلفة، وحتى أنها تحافظ على "حقوق الحيوان" وأنها تضمن أكبر عدد من "الجنود النباتيين" حول العالم.
ومصطلح "الغسيل" بشكل عام يتم استخدامه لوصف مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات التسويقية والسياسية التي تهدف إلى ترويج المنتجات أو سياسات البلدان أو الأشخاص أو الكيانات من خلال إظهار مساندة بعض القيم والقضايا بهدف تسويق صورة تقدمية وحداثية متسامحة تعترف بحقوق الأقليات المضطهدة.
خلال الأولمبياد التي أقيمت في باريس في منتصف العام الماضي، ومن بين الرياضيين الإسرائيليين الثمانية والثمانين المشاركين، أيد ما لا يقل عن ثلاثين منهم علنا الحرب وجيش الاحتلال، وقد عمل بعضهم كدعاة ومتحدثين باسم الجيش، الأمر الذي أكد على مكانتهم كـ"رموز للقوة الصارمة التي تتمتع بها إسرائيل على الساحة العالمية".
ويذكر أن كل إسرائيلي يخدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والرياضيون المتميزون، رغم أنهم في بعض الأحيان قادرون على تأجيل الخدمة، إلا أنهم ليسوا معفيين منها، وفقا لتقرير نشرته مجلة "ذي نيشين" الأمريكية.
وأكد المقال أن وجود "إسرائيل" هو مثال رئيسي على "غسيل الرياضة"، وهو عندما تستخدم الكيانات السياسية الرياضة والمسابقات الرياضية الدولية مثل الألعاب الأولمبية للتغطية على الجرائم، وهذا يساعد في إضفاء الشرعية على انتهاكات حقوق الإنسان، بل وحتى تمجيدها.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، عمل الاحتلال على الإضرار بمحاولاته لـ"الغسيل الرياضي" بنفسه بعدما اعتدى مشجعون لفريق "مكابي تل أبيب" الإسرائيلي لكرة القدم، على رمزية العلم الفلسطيني في قلب شوارع العاصمة الهولندية أمستردام، وترديد هتافات مُعادية للعرب والمسلمين، وهو أثار موجة من الغضب والاستياء، ووثّّقته جُملة من المقاطع التي جابت مُختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
فضيحة إعلاميه كبيره لقناة Skynews
.
" قامت بنشر فيديو يصف بدقه ما حدث في امستردام
ويصف العنف الذي قام به مشجعوا فريق مكابي وعنصريتهم البشعه
.
" لكن ما حدث هو أن القناه قامت بعد فتره قصيره من نشر الفيديو بحذفه فورا
.
" ويبدوا أن الحقائق التي اظهرها هذا الفيديو غير ملائمه
للروايه… pic.twitter.com/TGdutpGwld — Dr.mehmet canbekli (@Mehmetcanbekli1) November 10, 2024
وعقب مباراة جرت في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر، جمعت بين فريقي "مكابي تل أبيب" الإسرائيلي، و"أياكس أمستردام" الهولندي، انتهت بنتيجة 5-0 لصالح الأخير، حصلت توتّرات فجّرتها هتافات عنصرية ونابية صدرت عن مشجعي الفريق الإسرائيلي ضد فلسطين والعرب، بالإضافة إلى الاعتداء على العلم الفلسطيني وتمزيقه.
ولم تكن أحداث أمستردام سوى جزء صغير من فشل الغسيل الرياضي بعدما تسببت الحرب ضد قطاع غزة، باستشهاد أكثر من 715 شهيدا من الرياضيين، بينهم 95 طفلا، بالإضافة إلى تدمير 273 منشأة رياضية في القطاع، وهي أعداد ليست نهائية في ظل كثرة المفقودين، وقلّة مصادر المعلومات.
وعن فكرة "أمة الشركات الناشئة"، صدرت حركة المقاطعة ضمن متابعتها تحوّل أمّة "الشركات الناشئة"، كما شاع وصف "إسرائيل"، إلى أمّة "الشركات المُغلقة"، سلسلة جديدة من #ShutDownNation، وهذه المرّة تحت عنوان: إسرائيل على وشك الدخول في "دوامة الانهيار".
ضمن متابعتها لتحوّل أمّة "الشركات الناشئة"، كما شاع وصف إسرائيل، إلى أمّة "الشركات المُغلقة"، تصدر حركة المقاطعة (BDS) سلسلة جديدة من #ShutDownNation، وهذه المرّة تحت عنوان: إسرائيل على وشك الدخول في "دوامة الانهيار". pic.twitter.com/L72tcy7Pfr — حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) (@BDS_Arabic) December 4, 2024
وقالت الحركة إنه "إلى جانب التصاعد الحاد في هروب رأس المال وجفاف الاستثمارات الأجنبية في التكنولوجيا المتقدّمة الإسرائيلية، أرسل 130 من أبرز الاقتصاديين الإسرائيليين في أيار/ مايو 2024 إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي "تحذيرًا واضحًا وحاسمًا من الاحتمال الكبير لسقوط الاقتصاد والمجتمع الإسرائيلي في دوامة الانهيار".
وتستخدم أيضا "إسرائيل" الغسيل النباتي أو الخضري لتحسين صورة جنودها وجيشها أمام العالم، باعتبار أنه الأكثر إنسانية، وفي عام 2018، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن جيش الاحتلال هو "أكثر جيش خضري في العالم"، وقامت بتسليط الضوء على خضرية جنود الاحتلال وحرصهم على احترام النبات والحيوان، لم تقم بالإشارة إلى الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطيني وأرضه.
“The IDF is also issuing leather-free combat boots and wool-free berets to soldiers who register as vegan, so they can march into battle knowing that no living creature has been harmed in their provisioning.”https://t.co/ZmW6hYctQq pic.twitter.com/vcfTsfdEyV — Jehad Abusalim جهاد أبو سليم (@JehadAbusalim) December 11, 2024
وخلال شهور الحرب انشرت العديد من الانتقادات الدولية لجرائم الاحتلال الموثقة من قبل كبرى منظمات حقوق الإنسان، ومن أبرزها منظمة العفو الدولية، التي أكدت أن "إسرائيل" ترتكب جرمية إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
حالة المقاطعة
ولعل من أبرز نتائج طوفان الأقصى هو خلق فكرة الوعي بالمقاطعة وتأثيرها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والجهات الداعمة له اقتصاديا، من خلال مقاطعة المنتجات والشركات وبعض الخدمات التي تدعم "إسرائيل" والإبادة الجماعية بشكل أو بآخر.
ونجحت المقاطعة الشعبية للمنتجات والشركات الداعمة لـ"إسرائيل" على نطاق واسع في الإضرار بهذه العلامات التجارية، ويظهر ذلك في التراجع الكبير لتلك العلامات التجارية خلال شهور الحرب، وهو ما أظهرته النتائج المالية المختلفة لها خلال السنة الماضية.
وانطلقت حملات شعبية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وانتقلت إلى أرض الواقع لمقاطعة المنتجات والشركات التي يُعتقد أنها تدعم "إسرائيل" في حربها ضد قطاع غزة.
ونجحت جهود المقاطعة مثلا في إغلاق العديد من المتاجر والمقاهي الأمريكية، مثلما حدث مع عشرات فروع شركة ستاربكس حول العالم وخاصة في ماليزيا، وإزالة اسم "كارفور" بشكل نهائي وتوقف عملها في الأردن بعد حملة مقاطعة واسعة.
ومنذ إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أطلقت العديد من الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل النشطاء حملات واسعة تدعو لاستمرارية مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال، بعدما أصبحت المقاطعة وسيلة فعالة لدى العديد من للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين، وتحولت إلى جزء أساسي من أساليب محاربة الاحتلال الإسرائيلي وداعميه.
????????????????
4️⃣6️⃣8️⃣????
المقاطعة شعار دائم لن يتوقف بتوقف الحرب ..
إستمرار المقاطعة ..
واجب وأمر مفروغ منه …
إياكم العودة عن قرار المقاطعة …
حتى لا يلتقطوا أنفاسهم وتعويض خسائرهم … ومن ثم دعم العدو …
الآن العدو بحاجة لكل دولار فلا تبخلوا عليه بالمقاطعة ..
فاستمروا يحفظكم الله pic.twitter.com/qhYIzc5Shj — د.أيسر Ayser (@aysardm) January 16, 2025
وبهذا تجاوزت فكرة المقاطعة كونها مجرد رد فعل وموقف عاطفي مما يحدث يحدث في قطاع غزة، لتصبح لدى الكثير من المواطنين العرب فكرة مستمرة ترفض العودة لدعم الاحتلال بعد توقف الحرب على غزة.
الاعتراف بفلسطين
دفعت حرب الإبادة غير المسبوقة ضد قطاع غزة دول أيرلندا وإسبانيا والنرويج رسميا الاعتراف بدولة فلسطين، في حين أبدت دول أخرى مثل سلوفينيا ومالطا اعتزامهما اتخاذ خطوة مماثلة، وهو ما اعتبر ثغرة في جدار الصد الأوروبي للحقوق الفلسطينية ولو بحدها الأدنى.
ورغم استخدام الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن الدولي في نيسان، أبريل 2024 لمنع صدور قرار يفتح الباب أمام منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة فإن الجمعية اعتمدت في 10 أيار/ مايو قرارا بأحقية فلسطين لهذه العضوية في الأمم المتحدة صوتت لصالحه 143 دولة وامتنعت 25 عن التصويت.
وجاءت خطوة إعادة وضع موضوع الدولة على الطاولة بعد أن رفعت عملية طوفان الأقصى شأن القضية التي كادت أن تذوب في ظل مسار التطبيع والتعاون الأمني بين الاحتلال والدول العربية ومع استمرار الاستيطان وقضم الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس.
ويعد اعتراف 3 دول أوروبية بالدولة الفلسطينية مؤشرا على بداية تفكك الموقف الأوروبي الداعم لـ"إسرائيل"، وهو الذي تمثل أيضا بمطالبة عدد من هذه الدول بوقف الحرب على غزة، على عكس الموقف الذي تشكل إثر 7 تشرين الأول/ أكتوبر وأن عدد الدول التي ستعترف بفلسطين مرشح للارتفاع.
#تغطية | في بيان له صدر منذ قليل قال وزير خارجية الاحتـلال قال أنه وجه خطابا شديد اللهجة لسفراء دول #إسبانيا، و #أيرلندا، و #النرويج في إسرائيل بعد القرار الذي اتخذته حكوماتهم بمنح ميدالية ذهبية لإرهابيي حمــ ـاس الذين اختطفوا بناتنا وأحرقوا الأطفال الرضع.
قال كاتس" سيشاهد… pic.twitter.com/B5KW9fsTH5 — عربي21 (@Arabi21News) May 22, 2024
وكانت السويد الدولة الأوروبية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي اعترفت بفلسطين عام 2014، فضلا عن اعتراف 8 دول أخرى قبل انضمامها إلى الاتحاد، وهي بلغاريا وقبرص وجمهورية التشيك والمجر وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا ومالطا، في حين اعترفت آيسلندا والفاتيكان أيضا، وهما من خارج إطار الاتحاد.
وهذا يعني أنه خلال فترة قصيرة ستكون 13 دولة أوروبية قد اعترفت بالدولة الفلسطينية من أصل 27 دولة يضمها الاتحاد الأوروبي، وهذا بحد ذاته يعد مكسبا مهما لفلسطين وللقضية الفلسطينية، حيث يبلغ الآن العدد الإجمالي للدول التي تعترف بفلسطين 146 دولة من أصل 193 دولة عضوة في الأمم المتحدة.
التضامن الدولي وتصدير القضية
بدءا بحراك الجامعات الواسع في مختلف أنحاء العالم وخاصة في الولايات المتحدة الذي انطلق في نيسان/ أبريل 2024، حصلت حالة من التضخم الهائل في الضغوط العالمية تركت الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في عزلة شديدة، وحالة دعم غير مسبوقة لحقوق الفلسطينيين.
وخلال شهور الحرب الأولى من عام 2024، واجهت "إسرائيل" قطيعة نادرة مع واشنطن، وعممت إدارة بايدن حينها، مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يحذر جيش الاحتلال من شن هجوم بري في رفح، بالقرب من مصر، حيث نزح أكثر من مليون فلسطيني".
ورغم أن هذا المشروع لم ينجح وربما لم يكن ضغطا حقيقيا، إلا أنه مشكلة كبيرة للحكومة الإسرائيلية لأنها كانت قادرة في السابق على الاختباء خلف حماية الولايات المتحدة، لكن نتنياهو بعدها لم يعد قادرا على اعتبار هذه الحماية أمرا مفروغا منه، بحسب ما جاء في مقال لمدير مكتب صحيفة "نيويورك تايمز " في لندن مارك لاندلر.
وقال إنديك في ذلك المقال حينها: "هناك سياق أوسع من الإدانة من قبل الرأي العام الدولي، وهو أمر غير مسبوق من حيث الاتساع والعمق، الذي امتد إلى الولايات المتحدة. لقد أصبحت الدوائر الانتخابية التقدمية والشبابية والعرب الأمريكيين في الحزب الديمقراطي، غاضبة وتنتقد بشدة بايدن لدعمه لإسرائيل".
وأضاف أنه بينما تتعرض "إسرائيل" لضغوط شديدة منذ الأيام الأولى لهجومها على غزة، فإن جوقة الأصوات من العواصم الأجنبية أصبحت مدوية في الأيام الأخيرة، وذلك في دول أوروبية عديدة على سبيل المثال.
ولعل العرض الأكثر إثارة للانتباه لعزلة "إسرائيل"، هو ما حدث بعد ذلك في الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية في لاهاي، متمثلا بقرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب على غزة فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
وبعد ذلك في 20 أيار/ مايو 2024 طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" ارتكبها جيش الاحتلال بغزة.
وتحقق ذلك في تشرين الثاني/ نوفمبر من نفس العام بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تتعلق بـ"ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، وهو ما فتح الباب حاليا إلى ملاحقة الجنود الإسرائيليين من محتلف دول العالم.
مكاسب استراتيجية
أظهرت عملية طوفان عزما وتصميما وتخطيطا وتنفيذا فاق كل التوقعات من جانب المقاومة الفلسطينية، وأنها كانت في حالة إعداد منذ مدة طويلة، وقد استطاعت الأخيرة تحقيق منجزات أثرت على الحكومة الإسرائيلية الحالية، وستؤثر كما يبدو على أي حكومة مقبلة مضطرة للتعامل مع تبعاتها ونتائج التحقيق في الفشل الأمني الواسع.
ورأى الكاتب والباحث الفلسطيني سعيد الحاج أن عملية طوفان الأقصى عملت على "كسر هيبة دولة الاحتلال ومؤسساتها العسكرية والأمنية بشكل غير مسبوق وكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر والجندي المدجج بالسلاح المتفوق على الآخرين.. ومباغتة كتائب القسام وتفوقها الملحوظ وإنجازاتها البادية ولا سيما العدد الكبير من القتلى والأسرى الإسرائيليين ومشاهد المواجهات المباشرة بين المقاومين والجنود قد أنتجت صورة من الصعب ترميمها بالنسبة لدولة الاحتلال في السنوات القليلة القادمة".
وأضاف الحاج في مقال له أن هذه الصورة المتضعضعة لقوات الاحتلال سيكون لها أثرها الكبير على معنويات كل من المقاومة الفلسطينية وجمهورها من جهة وجيش الاحتلال وجبهته الداخلية من جهة ثانية بشكلين متعاكسين بطبيعة الحال. فضلا عن أن كسر صورة "إسرائيل" كقوة عسكرية وأمنية كبيرة في المنطقة قد يكون له أثره السلبي على مسار تطبيع علاقاتها مع عدد من الدول العربية والإسلامية.
وفيما يتعلق بملف الأسرى، أكد الحاج أن المقاومة الفلسطينية عرضت مرارا عقد صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال عبر وسطاء دون أن تجد تجاوبا، والآن وفي يد المقاومة الفلسطينية عشرات الأسرى لم يعد ممكناُ لأي حكومة إسرائيلية تجنب عقد الصفقة وبما يرضي المقاومة الفلسطينية وتنازلات صعبة على الاحتلال، إذ إنه لن يكون بمقدورها تجنب الضغوط الداخلية عليها لاسترداد هذا العدد الكبير من الأسرى.
ويحدث هذا حاليا مع دخول صفقة التبادل ووقف إطلاق النار حيز التنفيذ من المرحلة الأولى والإفراج عن ثلاث أسيرات إسرائيليات حتى الأن مقال 90 من الأسرى الفلسطينيين، وهو أول عملية تبادل من عمليات عديدة مرتقبة خلال مراحل الاتفاق المرتقبة.
وسلمت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الأسيرات الإسرائيليات المفرج عنهن ضمن صفقة التبادل شهادات تتضمن قرارات بالإفراج، وهو ما يعكس الموقف الذي أكدته كتائب القسام طوال شهور الإبادة بأن أسرى الاحتلال لن يفرج عنهم تحت النار وأن ذلك لن يتم سوى بقرار منها.