لقد وضح اليوم أن بقاء حماس وصمودها سيعنى بالقطع هزيمة لبنيامين نتنياهو. وانعكس هذا فى التباين بين موقف كل منهما، ففى الوقت الذى وافقت فيه حماس على مسودة اتفاق وقف إطلاق النار، قال نتنياهو إن هذا الاتفاق بعيد كل البعد عن تلبية مطالب إسرائيل.
إحدى النقاط الشائكة هى أن حماس تريد أن يكون وقف إطلاق النار دائماً وليس مؤقتاً، وأن يعقبه انسحاب إسرائيل من غزة.
لقد كان قبول حماس اقتراح وقف إطلاق النار بمثابة الصدمة لنتنياهو وحكومته حيث إنه كان على يقين بأن حماس لن تقبل باقتراح وقف إطلاق النار، وكان يعول على أن زعيم حماس «يحيى السنوار» لن يقبل بوقف إطلاق النار. وعلى أساس هذا التعويل عمد نتنياهو إلى اتخاذ قراره بشن عملية عسكرية فى رفح. وشرع فى ذلك عندما بادر بتحذير نحو مائة ألف فلسطينى وطالبهم بمغادرة منازلهم، وبادر وزير دفاعه «يوآف غالانت» فأكد لنظيره الأمريكى بأنه لا يوجد بديل سوى الهجوم على رفح.
يبدو أن «نتنياهو» فى أزمة اليوم بالفعل، فهو فى مأزق سياسى حيث اتسم أسلوبه فى الحكم على مدى أكثر من ستة عشر عاماً كزعيم لإسرائيل باللجوء إلى تأجيل الخيارات الصعبة. بيد أنه اليوم يتعرض لضغوط شديدة من كل جانب وعليه اتخاذ القرار لا سيما وأنه محاصر بضغوط يمارسها عليه إثنان من المتطرفين القوميين فى حكومته وهما وزير المالية «بتسلئيل سموتريش»، ووزير الأمن القومى «إيتمار بن خفير»، وكلاهما يحتاج نتنياهو إلى أصواتهما من أجل إبقاء ائتلافه فى السلطة. وهما يريدان أن تحتل إسرائيل رفح، بل وهددا بإسقاط الحكومة إذا لم يتم ذلك، كما رأى كل منهما أن وقف إطلاق النار سيعنى الاستسلام.
عامل الضغط الآخر الذى يجابه نتنياهو هو التظاهرات التى حركتها عائلات وأنصار الرهائن الإسرائيليين الذين مازالوا محتجزين لدى حماس. فلقد شرع المتظاهرون فى إغلاق الطرق الرئيسية، وطالبوا حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإبرام صفقة من أجل إعادة الرهائن إلى ديارهم. وهى المظاهرات التى حظيت بتأييد ودعم من «بينى غانتس»، و«غادى آيزنكوت» وهم زعماء المعارضة الذين انضموا إلى حكومة نتنياهو بعد هجمات السابع من أكتوبر الماضى.
أما الرئيس الأمريكى «جو بايدن» فطالب بضرورة التوصل إلى اتفاق. وجاء هذا على الرغم من دعمه الكامل للكيان الصهيونى إلى الحد الذى دفعه إلى إعلان هذا الدعم حتى بعد أن قتل الجيش الإسرائيلى أعداداً كبيرة من المدنيين الفلسطينيين فى الهجمات الأخيرة التى أسفرت عن خمسة وثلاثين ألف قتيل ونحو ثمانين ألف مصاب. هذا عوضا عن المفقودين. ويظل الاعتقاد السائد فى إسرائيل اليوم يرتكز على أن رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» يريد إطالة أمد الحرب ضد الفلسطينيين من أجل تأجيل لحظة محاسبته على دوره فى الأخطاء التى أعطت حماس الفرصة فى السابع من أكتوبر لمهاجمة إسرائيل مما أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلى واحتجاز 240 رهينة فى غزة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سناء السعيد حماس التباين مطالب إسرائيل النقاط الشائكة وقف إطلاق النار من أجل
إقرأ أيضاً:
تقارير عبرية عن بدء مفاوضات المرحلة الثانية.. نتنياهو يسعى لتحقيق هدفين
قالت القناة 12 العبرية، إن محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بدأت بالفعل بمشاركة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ومسؤولين مصريين.
ونقلت القناة عن مصادر إسرائيلية لم تسمها، الجمعة، قولها، إن نتنياهو يسعى إلى توسيع نطاق الصفقة، بالإضافة إلى إمكانية تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق عبر إضافة دفعات جديدة من الأسرى المفرج عنهم، لضمان إطلاق سراح مزيد من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء.
ولم يوضح المسؤولون تفاصيل أخرى عن المفاوضات المذكورة، التي يبدو أنها تجري بعيدا عن الإعلام.
تأتي هذه التطورات في ظل ضغوط داخلية ودولية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية لإتمام الصفقة، وسط انقسام سياسي بشأن استمرار العمليات العسكرية في غزة أو التوصل إلى تسوية طويلة الأمد مع حماس.
وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه هيئة البث الرسمية في وقت سابق الجمعة، أن معظم الإسرائيليين يؤيدون الاستمرار في المرحلة الثانية من الصفقة، حتى لو يعني ذلك بقاء حماس في الحكم، وإنهاء الحرب على قطاع غزة.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة حماس، أسماء 3 أسرى إسرائيليين تعتزم الإفراج عنهم غدا السبت ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل.
بدوره، قال مكتب إعلام الأسرى التابع لحماس، إن سلطات الاحتلال تعتزم غدا السبت الإفراج عن 369 أسيرا فلسطينيا، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
والخميس، أكدت حماس أنها مستمرة "في موقفها بتطبيق الاتفاق وفق ما تم التوقيع عليه بما في ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدد".
وقالت إن الوسطاء في مصر وقطر بذلوا جهودا لإزالة العقبات وسد الثغرات التي تسببت بها الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق، حيث وصفت أجواء المباحثات بـ"الإيجابية".
هذه الجهود بذلها الوسطاء بعدما أعلنت حماس، الاثنين، تجميد إطلاق سراح الأسرى لحين وقف انتهاكات إسرائيل، والتزامها بأثر رجعي بالبرتوكول الإنساني للاتفاق.
وشهد الاتفاق خروقات في 4 مسارات، وهي بحسب حماس، استهداف وقتل فلسطينيين، وتأخير عودة النازحين لشمال غزة، وإعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة ووقود وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث، وتأخير دخول الأدوية ومتطلبات لترميم المستشفيات والقطاع الصحي.
وفي 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، على أن يتم التفاوض في الأولى لبدء الثانية.
وتنص بنود المرحلة الأولى من الاتفاق على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.
ومنذ بدء الاتفاق، سلمت "القسام" 16 أسيرا إسرائيليا ضمن 5 دفعات خلال صفقة التبادل الحالية.