صحيفة أثير:
2025-01-25@00:29:08 GMT

بدر بن عبدالمحسن حصة الجمال المصفّى

تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT

بدر بن عبدالمحسن حصة الجمال المصفّى

أثير – عبدالله العريمي

كلما رحل شاعر حقيقي شعرت أن الأرض تآكلت من أطرافها، وأن قطيع ذئاب تحوم حول الجمال المتبقي في هذه الحياة، فالدفاع عن حق الحياة في الجمال هو اختصاص الشعراء المجرّب، وها هو البدر مسافر تواكب موته النجوم بعد أن فسخ الموتُ العقد المبرم بينه والجمال الذي كان يخلقه شعرا من كل شيء.

ففي هذا الفضاء المفتوح – أعني الحب بأوجه العديدة – لا أحد يمكنه أن يكون أكثر إقناعا من الشعر فهو أداة كونية في الإقناع، تتعدد أساليبه وروافده، وبهذا الرحيل الفادح للأمير ⁧‫بدر بن عبدالمحسن‬⁩ الذي حرس الحب من افتراس ذئب الحياة، يتوقف أحد أهم جداول الحب والشعر، وتتحجر مفاصل الكثير من البناء التعبيري الذي يمكن أن يسع الثنائيات داخل إطار جمالي واحد، فقد جرى البدر كنهر أزرق في الكلمات، وتداخل في تكوين ميلاد الحب.

كان لقائي الأول به في دبي عام ٢٠٠٩م ورأيته جسدا نحيلا كحبة قمح قادرة على أن تضم إنسانا كونيا في تواضعه الجم، وروحا عاصفة إن حاول أحد المساس بخيط من كرامته الإنسانية، هنا يكمن الفارق بين الممتلئين بالغرور الفارغ والواثقين العارفين بمقدار الألفة المنقذ للحياة، لا أدعي معرفة كبيرة به ولكن الدقائق القليلة في حضرة رجل مثله تعطي لحقل الصفات فضاء أوسع وتنجيك من فخ التأويل والتوقع.

الأمير بدر عبد المحسن كان إثباتا ودليلا حيا على أن الشاعر الكبير إنسان أكبر ، رحل بعد أن أصبح منقوشا على هيئة عصفور في رئة الحب، وممتدا كسرب فراشات ملونة من أول الحب حتى آخر الشعر، رحل البدر ولكنه سيظل حصة جمال مصفّاة لأجيال كثيرة.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

مؤمن الجندي يكتب: أزرار السوشيالجية

في مسرح الحياة، يقف بعض الأشخاص تحت أضواء الحب الجماعي، ملايين القلوب تتسابق لتقديم محبتها وإعجابها، وتُغرقهم بفيض من المشاعر التي تجعلهم في مقام القداسة البشرية.. ولكن فجأة، وكأن عاصفة غاضبة اجتاحت الميدان، يتبدل الحب والإعجاب إلى نقد لاذع، والقلوب التي كانت تنبض باسمهم، تخفت وتنسحب دون تفسير واضح! فما الذي يدفعهم لإظهار العكس؟ وكيف يمكن لذلك الشخص المستهدف استعادة ذلك الحب الذي بدا يومًا وكأنه لن ينتهي؟

مؤمن الجندي يكتب: كيف يُروى الغياب بعد الرحيل؟ مؤمن الجندي يكتب: قصة عمر بين الشوك والضوء مؤمن الجندي يكتب: ما الذي لا يستطيع المال شراؤه؟ مؤمن الجندي يكتب: قلوب بلا أقنعة

حين يتعلق الملايين بشخص، يكون ذلك في العادة بسبب قيم أو مهارات أو مواقف ألهمتهم، وربما لملامح كاريزمية جعلت هذا الشخص رمزًا لهم.. لكن، الحب الطاغي يسحب دائمًا الوعي وينبض من القلب، وقد يطلق في كثير من الأحيان موجة شعورية.. وهذا النوع من الحب هش بطبيعته؛ لأنه يقوم على التوقعات المثالية، وحين يخطئ هذا الشخص – كبشر طبيعي – تتحول التوقعات إلى خيبة أمل، وخيبة الأمل إلى غضب جماعي.

محمود الخطيب، رمز الأهلي التاريخي، كان دائمًا محط حب الجماهير بفضل نجاحاته لاعبًا ورئيسًا للنادي وقبلهما كقدوة حسنة في الأخلاق.. ومع ذلك، شهدت الفترة الأخيرة تحول بعض الجماهير لمهاجمته بسبب التأخر في إبرام صفقات جديدة وقرارات أخرى لم ترقَ لتطلعاتهم.. هذا التحول يعكس هشاشة الحب الجماعي الذي سرعان ما ينقلب تحت ضغط التوقعات العالية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي تُضخم الخلافات.

هذا الانقلاب "السوشيالي" على الخطيب من وجهة نظري يرتبط بغياب الوعي الجماعي، حيث تنجرف بعض الجماهير خلف موجات النقد دون إدراك لحجم التحديات التي يواجهها، أو حتى لطريقة النقد نفسها كيف تكون؟ استعادة الثقة تتطلب شفافية وقرارات قوية من الخطيب، وأيضًا وعيًا من الجماهير بأن الرموز العظيمة تخطئ أحيانًا، لكنها دائمًا تملك القدرة على التصحيح.

السوشيالجية.. ومشهد التدمير الجماعي

نحن اليوم نعيش عصرًا جديدًا، حيث تلعب فئة "السوشيالجية" – أولئك الذين يعيشون على مواقع التواصل الاجتماعي – دورًا محوريًا في صياغة الرأي العام.. لكن المعضلة تكمن في أن الوعي لديهم كثيرًا ما يغيب أمام إغراء التصدر والجدل! فبدلًا من أن يُقيموا المواقف بعقلانية، ينجرون خلف التيار، ويصبحون وقودًا للتوجهات الجماعية، سواء كانت في اتجاه الحب أو الكراهية.

أرى أن الحل لهذه الظاهرة يتطلب إعادة بناء الوعي الجماعي، وتعليم الشباب أن الحب والكراهية ليسا مجرد أزرار يمكن الضغط عليها بسهولة.. علينا أن ندرك أن البشر خطاءون بطبعهم، وأن الشخصيات العامة ليست رموزًا مثالية، بل هي مرآة لعواطفنا وتوقعاتنا.

في النهاية، الحب الجماعي ليس دائمًا دليلًا على القيمة، والكراهية الجماعية ليست حكمًا مطلقًا.. وما بين الحب والكراهية، يقف الوعي كحكم عادل، قد ينقذنا من الظلم ويُعيدنا إلى جوهر الإنسانية.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

مقالات مشابهة

  • طرح فيلم أنا لحبيبي على هذه المنصة بالتزامن مع عيد الحب
  • مصر يا جنة الدنيا
  • مواقف ومؤشرات تدل على الحب في العلاقة الزوجية
  • أحمد مالك يحقق 715 ألف جنيه من خلال فيلم "6 أيام"
  • تحمل اسمًا آخر.. لين برنجكجي تفاجئ متابعيها بالكشف عنه
  • أسعار تذاكر حفل تامر حسني في عيد الحب
  • أجمل دعاء للحبيب
  • تعرف على إيرادات فيلم "6 أيام" أمس
  • بين هسهسة القبح وهمسات الجمال
  • مؤمن الجندي يكتب: أزرار السوشيالجية