قال البروفيسور سلام بن سالم الكندي استشاري أمراض دم وراثية بمستشفى جامعة السلطان قابوس إن نجاح زراعة الخلايا الجذعية في سلطنة عمان بلغ 90% ، ولكن لقلة عدد الأسرة تعمل الحكومة على تأمين إجراء بعض العمليات في الخارج.

وأوضح متحدثون في جلسة حوارية نظمتها شركة فايزر الخليج بفندق جي دبليو ماريوت بمسقط، لمناقشة التطورات في علاج فقر الدم المنجلي انه ورغم التطورات الحديثة، هناك حاجة لتوافر علاجات فعالة للعوامل الرئيسية المسببة للمرض والمضاعفات المرتبطة، وقدم خبراء بمجال فقر الدم المنجلي، رؤى قيمة ووجهات نظر هامة حول تجارب المرضى، والمعوقات البدنية لهذا المرض، وأهمية إدارته بشكل استباقي.

نسب نجاح

واستعرضت الجلسة أحدث البيانات الصادرة عن استطلاع الوعي الصحي بمرض فقر الدم المنجلي ووجهات النظر والتجارب، ، بهدف تكوين فهم أعمق حول التحديات التي يواجهها المصابون بهذا المرض، حيث يعتبر فقر الدم المنجلي مرضاً وراثياً يتقدم تدريجياً ويصيب الدم، ويتسم بأعراض تضم فقر الدم الانحلالي، ونوبات الألم الحاد، وتلف الأعضاء المتعددة.

وحول اهم العلاجات الواعدة إلى جانب زراعة النخاع قال البروفسور سلام الكندي : لا يوجد علاج يقضي على المرض وانما علاجات تساعد على تحسين جودة الحياة لدى المريض ومنها علاج هيدروكسي يوريا وهو علاج جيد وله نتائج مبشرة، كما يوجد علاج عن طريق تغير الدم وله عواقب عدة، كما يوجد ايضا العلاج الجيني، مؤكدا أن العلاج الوحيد للقضاء على المرض هو زراعة الخلايا الجذعية للمريض

وأضاف الكندي أن التطورات الراهنة في البحوث المتعلقة بفقر الدم المنجلي والممارسات السريرية التي تشمل المنهجيات العلاجية المبتكرة والمبادرات المستمرة، تهدف إلى تحسين المخرجات العلاجية للمرضى وجودة حياتهم، وتؤكد التزام الدولة بمعالجة مرض فقر الدم المنجلي، موضحا أن المؤتمر الذي تعقده فايزر بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للثلاسيميا الذي يوافق 8 مايو من كل عام، يهدف إلى تبادل الأفكار والمعلومات حول تجارب المرضى، والأعباء النفسية والاجتماعية لهذا المرض والتوعية المستمرة بأهمية تجنب هذه الأمراض من خلال الإقبال الطوعي للفحص المبكر قبل الزواج، موضحا أنه لا يوجد حل رئيسي لهذا المرض، وإنما توجد أدوية تخفف من الازمات، حيث بدأ العلاج بظهور دواء واحد ومع مرور الوقت ظهرت عدة أدوية جديدة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بفقر الدم وتحسن تدفق الدم إلى جميع أنحاء الجسم.

واضاف: يوجد في سلطنة عمان قرابة 8 آلاف مريض بفقر الدم المنجلي منهم 3 آلاف مريض يتلقوم علاجهم في مستشفى جامعة السلطان قابوس، موضحا أن الاحصائيات المتوفرة تبين وفاة 120 مريضا بهذا المرض خلال ال20 عاما الماضية وهي احصائية غطت مستشفيات الجامعة وصحار ونزوى، ورغم قلة الوفيات إلا أننا نتأسف لذلك.

تحديات وأعباء

من جهته، قال زكريا الكاظم، مؤسس ورئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر: أن فقر الدم المنجلي من الأمراض الوراثية التي تتسبب بتداعيات سلبية على الصحة الجسدية والعاطفية للمرضى ومقدمي الرعاية الصحية، وفي مراجعة منهجية للمرض، تبين أن مرض فقر الدم المنجلي يشكل مصدر قلق كبير على الصحة العامة في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تتراوح معدلات انتشاره في المنطقة بين 0.24% و5.8%.

وأضاف في احدث دراسة استطلاعية للمرضى المصابين بمرض فقر الدم المنجلي ومقدمي الرعاية الصحية التي شملت 10 دول، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي أسهمت في تقديم أدلة واقعية حول الأعباء الكبيرة الناتجة عن المرض، وأهمية تحسين وصول المرضى إلى خدمات الرعاية الصحية، وتعزيز العلاقة بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية، باعتبارها مسؤولية مشتركة بين المرضى وأولئك الذين يمتلكون القدرة للتأثير وإحداث تغيير، كما أشارت النتائج الرئيسية للاستطلاع على أن الإرهاق وآلام العظام ونوبات الألم الناتجة عن انسداد الأوعية الدموية هي من الأعراض الأكثر شيوعاً التي تؤثر سلباً على نوعية حياة المرضى ومقدمي الرعاية الصحية، وتطرقت الدراسة إلى التأثير الكبير لمرض فقر الدم المنجلي على الأنشطة اليومية، حيث أفاد المرضى ومقدمي الرعاية الصحية بأن متوسط التغيب عن المدرسة أو العمل وصل إلى 3.9 أيام شهرياً، موكدا أن نتائج استطلاع الوعي الصحي بمرض فقر الدم المنجلي ووجهات النظر والتجارب في منطقة الخليج تقدم معلومات ورؤى قيمة حول تجارب المرضى الذين يعانون من هذا المرض ومقدمي الرعاية الصحية، ومن خلال إيصال صوت مرضى فقر الدم المنجلي، فإننا نعمل على رفع مستويات الوعي بالمرض واتخاذ خطوات جادة للتعامل مع الظروف والتحديات غير المتكافئة التي يواجهها مرضى فقر الدم المنجلي.

وأشار زكريا إبراهيم الكاظم إلى أن التحدي الكبير هو القصور في الفهم سواء من المجتمع أو المريض لذلك التحدي الكبير هو خلق ثقافة الثقة في الأطباء، كما يجب على الطبيب مراعاة مشاعر المريض والتخفيف من آثار المرض النفسية، مؤكدا أن التجربة العمانية والبحريني تعتبر خارطة طريق في فهم هذا المرض سواء بالنسبة للمريض والمجتمع والتي بدورها تسهم في تحسين الجوانب النفسية للمريض.

وقال الدكتور جعفر آل طوق، استشاري أمراض الدم الوراثية بمركز أمراض الدم الوراثية بوزارة الصحة البحرينية : "إن إدراك أهمية الدور المحوري لأمراض الدم الوراثية في تشخيص وإدارة فقر الدم المنجلي يمكننا من معالجة التحديات وتقليل الفوارق وتعزيز وصول المرضى لخدمات الرعاية الصحية في البحرين. ونتمكن من خلال التعاون مع أبرز قادة مجموعات الدفاع عن المرضى من رفع الوعي وتحسين جودة الرعاية، وتقديم الدعم للمصابين بمرض فقر الدم المنجلي.

وأضاف أن فقر الدم المنجلي مرض وراثي ينتقل من الآباء للأبناء ويتم التشخيص عن طريق عينة الدم، موضحا أن هناك أكثر من نوع المنجلي وكل واحد له تعقيداته، موضحا أن أفضل دواء لهذا المرض هو الوقاية منه بالتشخيص المبكر وتحديد العائلات الأكثر عرضة للمرض لمنع الزواج، مشيرا إلى أن مملكة البحرين بدأت عمليات الفحص قبل الزواج الاختياري منذ عام 2006 واصبح الآن إجباريا مما أسهم ذلك في التقليل من نسبة الإصابات بأمراض الدم الوراثية ومنه فقر الدم المنجلي.

واضاف بالقول: إن التوعية عن المرض، وطرق الوقاية منه مهمة جدا في المجتمعات، وتدخل في أهميتها توعية المريض في تفهم خيارات العلاج للتخفيف من الآثار النفسية للمريض، لذلك من المهم أن تعلم الأسرة التي يوجد بها مريض فقر الدم المنجلي أن الإصابة بأمراض ليس خطأ الأسرة وانما هي بسبب الجينات، كما يجب توعية صانعي السياسات باستحداث قوانين لمنع حدوث المرض أو التقليل من الاصابات من خلال إقرار إلزامية الفحص قبل الزواج، واستحداث قوانين لمرضى المنجلي تساعدهم على التعايش مع المرض وتقبله ، موضحا أن جامعة البحرين أقرت ضمن حزم القوانين السماح لمرضى المنجلي من البقاء في الدراسة الجامعية من 4 أعوام إلى 8 أعوام وبالتالي تجنب عملية الفصل في حالات الانقطاع نتيجة المرض.

تعزيز الابتكار

من جانبها قال الدكتورة نادين طرشا المدير الطبي لشركة فايزر في منطقة الخليج: " يستحق المصابين بأمراض نادرة مثل فقر الدم المنجلي، والعدد الكبير من الأسر ومقدمي الرعاية الصحية الذين يقومون على خدمة ورعاية هؤلاء المرضى، منا تقديم المزيد من الدعم لهم ، ونحن نعمل منذ أكثر من 30 عاماً مع مجتمعات الأمراض النادرة حول العالم لبلورة خارطة طريق لتعزيز الابتكارات التي من شأنها إحداث تغييرات إيجابية في حياة البشر، ونواصل العمل في شركة فايزر الخليج وبالتعاون مع مجموعة من الشركاء الرئيسيين لتأسيس مجتمع من الوعي والخبرة والموارد المشتركة للمساعدة في تلبية احتياجات مرضى فقر الدم المنجلي طوال رحلة علاجهم."

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لهذا المرض موضحا أن من خلال

إقرأ أيضاً:

زراعةُ القات في اليمن..  صمودٌ في مواجهة الشتاء بين المخاطر الصحية والتحديات الاقتصادية (تقرير)

في ظل تقلبات فصل الشتاء وما يحمله من برودة قاسية، يبرز القات في اليمن كرمز للصمود والتحدي حيث يُزرع القات في ظروف صعبة، إذ تواجه شجيراته الرياح والبرد القارس، ويُستخدم في زراعته مواد كيميائية مسرطنة لضمان استمرار الإنتاج رغم الارتفاع الجنوني للأسعار.

 

ويجسد القات في اليمن صراع البقاء بين المزارعين ومحاصيلهم، حيث لا يُعد مجرد سلعة استهلاكية، بل جزءًا من التراث والتاريخ الذي يمتد لعدة قرون، إلا أن ثمن هذا الصمود باهظ، يتمثل في التأثيرات الصحية والاقتصادية الناجمة عن زراعته واستهلاكه.

 

القات.. تاريخ يمتد إلى القرن الخامس عشر

 

ويعود تاريخ دخول القات اليمن إلى القرن الخامس عشر الميلادي، إذ أدخله التجار المتصوفون من مناطق مختلفة في إفريقيا، بهدف استخدامه في زيادة النشاط والتحفيز وممارسة الطقوس الدينية والروحانية، وبعدها انتشر القات على نطاق واسع في القرن السابع عشر، ولا يزال في توسع حتى يومنا هذا.

 

الشتاء وتحدياته

 

تُعد أشهر الشتاء الموسم الفعلي لزراعة شجرة القات، حيث تُنقل الجذور من مناطق مثل صنعاء وعمران وذمار والضالع إلى مناطق أخرى في اليمن، ومع ذلك، فإن البرودة الشديدة خلال هذا الفصل تؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار القات، بسبب تأثير البرد على الأشجار.

 

مبيدات مسرطنة وسيطرة على الأراضي الخصبة

 

وفي محاولة لمواجهة تأثير البرد وتسريع عملية الإنتاج، يلجأ مزارعو القات إلى استخدام المبيدات والكيماويات بشكل مفرط خلال أشهر الشتاء، مما يشكل خطرًا كبيرًا على صحة المستهلكين.

 

بهذا الشأن يقول صابر محمد" أحد مزارعي القات في ريف تعز إن" القات يسيطر على الأراضي الأكثر خصوبة في الوديان، ويستهلك كميات كبيرة من المياه مقارنة بالمحاصيل الأخرى".

 

في حديث لـ "الموقع بوست" يضيف صابر" زراعة القات تُعد أكثر صعوبة من زراعة المحاصيل الأخرى، إذ تتطلب جهدًا مستمرًا منذ بدء الزراعة وحتى مرحلة الحصاد، وهي بحاجة كبيرة إلى الاهتمام المتواصل من قبل المزارعين".

 

يوضح صابر أن" القات لا يُعد مصدر دخل آمنًا، حيث تنخفض أسعاره في بعض الأشهر إلى أدنى مستوياتها الأمر الذي يجعل المزارع يشعر بالاحباط ويبحث عن مصدر داخل اخر إلى جانب القات".

 

في السياق ذاته يقول، أحمد طه، إن" زراعة القات، رغم سلبياتها، تُعد مصدر دخل للعديد من اليمنيين، بمن فيهم الحاصلون على مؤهلات علمية عالية فهناك الكثير ممن يعتمدون على القات كمصدر دخل أساسي، سواء عبر زراعته، أو بالتجارة فيه، أو العمل في أنشطة أخرى مرتبطة به".

 

الدولة مطالبة بإيجاد البدائل

 

ويرى طه أن مسؤولية الحد من انتشار القات تقع على عاتق الدولة، من خلال توفير بدائل للمزارعين وتشجيعهم على استبداله بمحاصيل أخرى أكثر فائدة" مؤكدًا أن" الدولة وحدها قادرة على تعويض المزارعين في حال التحول إلى زراعات بديلة وما عدى ذلك فكل المحاولات والخطابات والنصائح التي تهدف إلى الحد من زراعة القات لن تجدي أي نفع".

 

وحول مساحة الأراضي المزروعة بالقات تشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) إلى أن حوالي 160 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في اليمن مخصصة لزراعة القات، ما يمثل حوالي 12% من إجمالي الأراضي الزراعية في البلاد.

 

كما أن نسبة السكان الذين يمضغون القات، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، من اليمنيين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و50 عامًا ويمضغون القات، على الأقل في بعض الأحيان، ، تُقدَّر بنسبة بـ 70-80%.

 

يُعد القات من أهم المحاصيل النقدية في اليمن؛ إذ يساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني، لكنه في المقابل يستنزف كميات هائلة من المياه، ويؤثر سلبًا على إنتاج المحاصيل الأخرى.

 

تحديات معقدة وحلول ممكنة

 

تبقى قضية القات في اليمن تحديًا معقدًا تتداخل فيه العوامل الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وعلى الرغم من كونه مصدر دخل رئيسيٍّ للعديد من اليمنيين، فإن الاستخدام المفرط للمبيدات المسرطنة وارتفاع الأسعار يتركان أثرًا سلبيًا عميقًا.

 

 لذا؛ فإن التحول نحو زراعات أكثر استدامة وتوفير بدائل عملية قد يساهم في تحسين الأوضاع الصحية والاقتصادية في البلاد وبينما يمثل القات رمزًا للمثابرة والصمود أمام قسوة الشتاء، يبقى التحدي الأكبر في إيجاد حلول تضمن سلامة ورفاهية المواطن اليمني.

 

 


مقالات مشابهة

  • مؤتمر دبي الثالث للخلايا الجذعية ينطلق غداً
  • انطلاق فعالية "رواء ظفار" لتسليط الضوء على التنمية المستدامة في عمان
  • ما عدد ساعات الصيام خلال شهر رمضان 2025 في سلطنة عمان؟
  • تلفزيون سلطنة عُمان يكشف عن الدورة البرامجية لرمضان المقبل
  • علاج يستهدف مرض الضغط خلال 20 دقيقة
  • زراعةُ القات في اليمن..  صمودٌ في مواجهة الشتاء بين المخاطر الصحية والتحديات الاقتصادية (تقرير)
  • بتقنية المرسال.. لقاح واعد مضاد لسرطان البنكرياس
  • إعلاميون ومختصون: عُمان نموذج للوئام والتعايش واحترام التنوع الثقافي
  • سلطنة عمان تشارك في الاجتماع الـ 38 لوزراء الشباب والرياضة بدول مجلس التعاون
  • ملتقى نسائي يناقش دور المرأة في العمل الخيري بلوى