سواليف:
2025-02-02@00:39:59 GMT

نتنياهو يئد الصفقة ويجهض التهدئة

تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT

في ظلال طوفان الأقصى “65”

#نتنياهو يئد #الصفقة ويجهض #التهدئة

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

لم تتوقف على مدى أكثر من سبعة أشهرٍ متواصلة، محاولات التوصل إلى صفقةٍ لتبادل الأسرى والمعتقلين بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الكيان الصهيوني، رغم أن الأخيرة غير جادة في مسعاها، وغير صادقة في نواياها، ولا يبدو أنها ورئيسها بنيامين نتنياهو يريدون حقاً التوصل إلى صفقةٍ تفضي إلى استعادتهم أسراهم وعودة جنودهم وضباطهم أحياءً إلى عائلاتهم وأسرهم، إلا أن الوسطاء لم ييأسوا من المحاولة، ولم يتوقفوا عن السعي، لقناعتهم أن المقاومة الفلسطينية جادة في سعيها، وصادقة في نواياها، وعادلة في مطالبها، وهي تتطلع إلى صيغةٍ مقدرة تحقق أهدافها، وترضي شعبها، وتحرر بها أسراها.

مقالات ذات صلة مبتدأ وخبر 2024/05/11

ولعل ذوو الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية يعلمون يقيناً أن حكومتهم ورئيسها لا يريدون تحرير أبنائهم، ولا يبذلون جهوداً حقيقيةً لتحقيق هذا الهدف، الذي ترفعه الحكومة كاذبة، ويتشدق به وزراؤها وقادتها العسكريون والأمنيون، ويدعون كذباً وخداعاً أنهم يعملون لأجله، ويضغطون عسكرياً لتحقيقه، إلا أن الحقيقة التي بات المستوطنون الإسرائيليون يعلمونها جيداً، أن الجيش والحكومة لا يحرصون على استعادة جنودهم، ولا يريدون استبدالهم، ولا يشعرون بمعاناتهم، ولا بطول المدة التي قضوها في الأسر في ظل أجواء القصف والغارات العنيفة، وليس مستبعداً أنهم يتمنون قتلهم، ويريدون التخلص منهم، لئلا يضطروا إلى دفع أثمانٍ باهظة مقابل حريتهم.

وهم يدركون أن حكومتهم ورئيسها قد تورطوا فعلياً في قتل الأسرى، وذلك من خلال عمليات القصف الهمجية التي يقوم بها جيشهم في المناطق الفلسطينية التي يحتمل أن يكون فيها بعض الأسرى الإسرائيليين، وقد أعلن أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، عن مقتل العديد من جنود العدو ومجنداته وضباطه الأسرى، وأثبتت المقاومة صدقيتها في الإعلان الصريح والواضح عن أسماء القتلى، ونشرت صوراً لهم عندما كانوا في الأسر، حيث كانوا يتمتعون بصحةٍ جيدة، رغم حالة الحصار العامة التي يفرضها العدو على كل قطاع غزة، وتدميره للمستشفيات والمراكز الصحية، ومنعه إدخال الأدوية والمعدات الطبية الضرورية لأهل غزة، إلا أن المقاومة كانت حريصة على حياة الأسرى الإسرائيليين، عسكريين ومدنيين، رجالاً ونساءً، وكانت تجري لهم فحوصاتٍ طبية دورية، وتوفر لهم رغم صعوبة الظروف وشدة الحصار الأدوية اللازمة، وتجري لهم العمليات الضرورية المستعجلة.

ما زالت المحاولات قائمة والمساعي جارية، وما زال الوسطاء الإقليميون والدوليون يبذلون جهوداً كبيرة بين الطرفين لمحاولة التوصل إلى صيغة اتفاقٍ مرضية، أو صفقة شاملة تحقق أهداف الطرفين، رغم يقين المقاومة أن العدو يكذب ويراوغ، ويمكر ويخدع، وقد انقلب على الورقة الأخيرة التي كان جزءً منها، ووافق عليها، وأشرفت على إعدادها الإدارة الأمريكية، شريكته في العدوان، وحليفته التي تمده بالذخائر والقذائف والقنابل والصواريخ ومختلف أنواع السلاح، ورغم أن نتنياهو قد انقلب عليها وعصى أمرها وخالف تعليماتها، ولعله صفعها وأحرجها وأهانها، إلا أنها ما زالت تؤيده وتسانده، وتتفهم مخاوفه وتعذره في سياسته، وتبرر عدوانه وتدافع عن حقه ومظلوميته.

يظن نتنياهو وحكومته، ومجلسه الحربي الذي نكص على عقبيه وانقلب على الاتفاق، أن المقاومة التي أعلنت موافقتها على الورقة الأخيرة، وحرصت على الإعلان رسمياً عن موقفها، وأبلغت عدداً من قادة دول العالم موافقتها، حرصاً منها على مصالح شعبها، وإيماناً منها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها، أنها وافقت عن ضعف، وقبلت نتيجة ضغط، وأنها عاجزة عن الصمود أكثر، والثبات في مواجهة الضغوط والتحديات الإسرائيلية، وأنه يستطيع ببعض الضغط الإضافي والجهد العسكري دفعها إلى التراجع عن مواقفها، والتنازل عن شروطها، والقبول بالتعديلات الإسرائيلية، التي تعني الاحتلال واستمرار القتال، ومواصلة الحرب والقصف والعدوان.

أخطأ نتنياهو ويخطئ أكثر إذا ظن أنه يستطيع باجتياح معبر رفح، والتهديد باجتياح المدينة، أن يرغم الشعب والمقاومة على تقديم تنازلاتٍ، ولعله ذاق في الأيام القليلة الماضية، التي تلت انقلابه على الورقة، مرارة الفقد وألم الخسارة، إذ بادرته المقاومة وباغتته في كرم أبو سالم ومنطقة نتساريم، وأدخلت جنوده وضباطه في حقولٍ ملغمةٍ، كانت قد أعدتها لهم شراكاً وفخاخاً، فوقعوا فيها وقتل وأصيب عددٌ كبيرٌ منهم، فضلاً عن عمليات القنص الدقيقة، التي طالت قناصيه وجنوده، والصواريخ التي انطلقت نحو مستوطناته وبلدات الغلاف، من مدينة رفح المحاصرة التي تتعرض للقصف المستمر والمتواصل، ومن الشمال الذي ادعى جيش العدو أنه قد قضى على المقاومة فيها، وفكك بنيتها وقتل رجالها، ولم تعد تشكل خطراً عليه.

لم يعلم هذا الغبي نتنياهو وحكومته، أن حركة حماس هي التي دفعت إليه بالسلم لينزل من على الشجرة وينجو بنفسه وجيشه، وأن إعلانها الموافقة على الصفقة كان طود نجاته، إلا أن غباءه قد أوقعه في شر أعماله، وقد كان بإمكانه أن يستفيد من الورقة التي شارك في صياغتها، فهو بدونها سيبقى عالقاً مكانه، وستسوخ أقدامه في رمال غزة أكثر، وستتناثر أشلاء جنوده بين ركام بيوتها المدمرة، ولن يتمكن مهما حاول تكرار ما قام به، وتجريب ما أقدم عليه، من تحقيق نصرٍ زائفٍ لا يصدقه أحد، أو استسلام مستحيلٍ يحلم به ويتمناه، ولعله سيدرك بعد فوات الأوان أنه خسر الصفقة وضيع الفرصة ووأد الحلم وأجهض الأمل، واقترب أكثر من هوة السقوط وحافة الهاوية التي ظن بكذبه ونفاقه، وحيله وأحابيله، أنه سينجو وكيانه منها.

بيروت في 11/5/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الصفقة التهدئة إلا أن

إقرأ أيضاً:

يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب

من المتوقع أن يغادر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد المقبل في زيارة سياسية إلى الولايات المتحدة، حيث ستكون النقطة الأهم فيها هي لقاء شخصي مع الرئيس دونالد ترامب.

وجاء في تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أعده مراسلها السيسي إيتمار آيخنر، أنه وفي هذا اللقاء المرتقب "سيحاول الزعيمان وضع سياسة مشتركة بشأن العديد من المواضيع، بما في ذلك إيران ومستقبل قطاع غزة".

وذكر التقرير أنه "في إسرائيل يُعطى هذا الاجتماع أهمية كبيرة ويُنظر إليه كفرصة لصياغة سياسة تجاه المنطقة، حيث أن ترامب على الرغم من أن له غريزته الخاصة ويتحدث عن الشرق الأوسط قبل توليه المنصب وبعده، إلا أن العديد من القرارات لم تُتخذ بعد في إدارته، لذلك، يأمل نتنياهو أن يتمكن من التأثير على صياغة سياسة ترامب خلال الاجتماع".

وأوضح أن "الموضوع الأول من حيث الأهمية بالنسبة لإسرائيل هو التهديد الوجودي من إيران، بينما بالنسبة لترامب، فإن القضية الإيرانية تُدرج ضمن الهيكلية الإقليمية، وفي الوقت نفسه، تعتبر وضعية طهران وأوضاعها مهمة أيضًا بالنسبة لدول أخرى في الشرق الأوسط، مثل السعودية والإمارات والبحرين، ولدى الولايات المتحدة التزامات بشأن هذه القضية لا تتعلق فقط بإسرائيل".


ويذكر أن "إسرائيل" ترغب في رؤية عقوبات أمريكية قاسية ضد إيران، مع وجود خيار عسكري موثوق.
خلال ولايته السابقة، فرض ترامب عقوبات صارمة على إيران، ولكن لم يُقِم تهديدا عسكريا موازيا، في الوقت نفسه، الرسالة التي أرسلها ترامب هي أن طهران لن تحصل على قنبلة نووية، والنقاش يدور حول كيفية ضمان تحقيق هذا الهدف. 

وأكد التقرير إنه "من غير المتوقع أن يبدأ ترامب في القيام بعمل عسكري ضد إيران، لأنه في رؤيته لا يريد فتح حروب وإيران ليست حربه، لكنه بالتأكيد يمكنه مساعدتهم في حروب الآخرين، وبذلك يحرر ترامب نفسه من التناقض بين الرغبة في أن يكون صانع سلام وقدرته على مساعدة إسرائيل في الفوز في حروبها".

وأضاف أنه "في إسرائيل، يتوقعون سماع خطط ترامب بشأن القضية الإيرانية، وهل ينوي الدخول في حوار دبلوماسي معهم في محاولة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، والقضية الإيرانية مرتبطة أيضًا بخطط ترامب بشأن السعودية، وفقًا لرغبة الأمريكيين في توسيع اتفاقات أبراهام، ومندوب ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، زار السعودية هذا الأسبوع، بعد أسبوع من تنصيبه".

وأشار التقرير إلى أن "الموضوع المركزي الآخر الذي سيُطرح هو الأسرى ومستقبل قطاع غزة، إذ يُعتبرون قضية ملحة، مقارنة برؤية عامة حول غزة، لأنه من الواضح للجميع أن قضية القطاع لن تُحل في غضون 19 يومًا، وهي الفترة المخصصة للمفاوضات حول المرحلة الثانية من صفقة الأسرى، من اليوم الـ16 حتى اليوم الـ35 من قرار وقف إطلاق النار، وحتى ويتكوف لم يحدد موقفه بعد بشأن الموضوع، ويكرر الأمريكيون موقفهم بأنه يجب التأكد من أن غزة لن تكون ملاذًا آمنًا للإرهابيين، في ظل الحاجة الملحة لإنقاذ جميع الأسرى".

 من المتوقع أن يحاول ترامب ونتنياهو التوصل إلى تفاهم حول التوتر بين الموضوعين خلال اجتماعهما.

ويذكر أن الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، والرئيس الجديد ترامب تعهدا أمام نتنياهو (شفهيًا وكتابيًا) أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن استمرار صفقة الأسرى، فلن تُعتبر العودة إلى القتال انتهاكًا للاتفاق. 

ومع ذلك، من الواضح لجميع الأطراف أن الموضوع أكثر تعقيدًا: الأمريكيون منشغلون ببناء أعمدة السياسة الاستراتيجية، حيث أن كل قضية تتداخل مع الأخرى، ويريد ترامب التحدث مع نتنياهو بشأن الأمور لتشكيل السياسة العامة، ومن المحتمل جدا أن يطلب منه عدم العودة إلى القتال، على الأقل لفترة زمنية معينة.


وأكد التقرير "في إسرائيل تفاجأوا جدًا من تصريحات ترامب حول إمكانية نقل نصف سكان غزة إلى الأردن أو مصر لإعادة إعمار القطاع، ولم تتم مناقشة هذا السيناريو بجدية في إسرائيل، وليس من الواضح مدى إيمان ترامب بأن هذه الخيار واقعي، وربما هو يطلق بالون اختبار ليرى ردود الفعل على الفكرة، والتي قوبلت في العالم العربي والإسلامي ببرود شديد حتى الآن، بينما يعتزم ترامب مناقشة موضوع ما بعد القتال مع نتنياهو، ومن المتوقع أن يسأله بشكل صريح: "ما هي خططك؟".

وأضاف التقرير "أوضح السعوديون لإسرائيل أنهم لن يتمكنوا من المضي قدمًا في التطبيع دون وقف إطلاق النار، والآن بعد أن تم التوصل إلى وقف إطلاق نار هش، سيكون السعوديون في موقف صعب إذا عادت إسرائيل إلى القتال، وسط توقعات إسرائيلية من ترامب تحرك وفريقه حول وضع الموضوع السعودي بالتحديد، بينما يعتقد كبار المسؤولين في إسرائيل أنه قد يكون من الصعب إغلاق التطبيع قبل إتمام المرحلة الأولى من الصفقة".

ومن المتوقع أن يناقش ترامب ونتنياهو أيضًا أوامر الاعتقال الصادرة ضده وضد وزير الحرب السابق، يوآف غالانت، من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وكذلك فرض العقوبات على المدعي العام، كريم خان، وأعضاء فريقه. 

وسيناقش الطرفان أيضا استمرار نقل الأسلحة من الولايات المتحدة إلى "إسرائيل"، ووقف إطلاق النار في لبنان، وكذلك الحكومة الجديدة في سوريا.

مقالات مشابهة

  • ترامب ملتزم بتحرير كل المحتجزين واتهام نتنياهو بمحاولة إفساد الصفقة
  • باحث: حماس و إسرائيل تمتلكان مصلحة مشتركة في استكمال اتفاق التهدئة (فيديو)
  • هدد بإسقاط حكومة نتنياهو.. سموتريتش يتوقع عودة الحرب على حماس
  • باحث: إسرائيل وحماس تمتلكان مصلحة مشتركة في استكمال اتفاق التهدئة
  • حماس ستفرج عن ثلاثة رهائن إسرائيليين في صفقة تبادل التهدئة المقبلة  
  • يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب
  • إعلام العدو: لا بديل في غزة.. وحماس هي المسيطرة
  • العدو الصهيوني يُفرج عن 110 أسرى فلسطينيين
  • هذه هي الرسائل التي بعثت بها الولايات المتحدة لنتنياهو بشأن مراحل اتفاق غزة
  • بدء إطلاق سراح الأسرى المحررين ضمن الدفعة الثالثة من الصفقة (شاهد)