سواليف:
2025-03-10@12:38:52 GMT

نتنياهو يئد الصفقة ويجهض التهدئة

تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT

في ظلال طوفان الأقصى “65”

#نتنياهو يئد #الصفقة ويجهض #التهدئة

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

لم تتوقف على مدى أكثر من سبعة أشهرٍ متواصلة، محاولات التوصل إلى صفقةٍ لتبادل الأسرى والمعتقلين بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الكيان الصهيوني، رغم أن الأخيرة غير جادة في مسعاها، وغير صادقة في نواياها، ولا يبدو أنها ورئيسها بنيامين نتنياهو يريدون حقاً التوصل إلى صفقةٍ تفضي إلى استعادتهم أسراهم وعودة جنودهم وضباطهم أحياءً إلى عائلاتهم وأسرهم، إلا أن الوسطاء لم ييأسوا من المحاولة، ولم يتوقفوا عن السعي، لقناعتهم أن المقاومة الفلسطينية جادة في سعيها، وصادقة في نواياها، وعادلة في مطالبها، وهي تتطلع إلى صيغةٍ مقدرة تحقق أهدافها، وترضي شعبها، وتحرر بها أسراها.

مقالات ذات صلة مبتدأ وخبر 2024/05/11

ولعل ذوو الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية يعلمون يقيناً أن حكومتهم ورئيسها لا يريدون تحرير أبنائهم، ولا يبذلون جهوداً حقيقيةً لتحقيق هذا الهدف، الذي ترفعه الحكومة كاذبة، ويتشدق به وزراؤها وقادتها العسكريون والأمنيون، ويدعون كذباً وخداعاً أنهم يعملون لأجله، ويضغطون عسكرياً لتحقيقه، إلا أن الحقيقة التي بات المستوطنون الإسرائيليون يعلمونها جيداً، أن الجيش والحكومة لا يحرصون على استعادة جنودهم، ولا يريدون استبدالهم، ولا يشعرون بمعاناتهم، ولا بطول المدة التي قضوها في الأسر في ظل أجواء القصف والغارات العنيفة، وليس مستبعداً أنهم يتمنون قتلهم، ويريدون التخلص منهم، لئلا يضطروا إلى دفع أثمانٍ باهظة مقابل حريتهم.

وهم يدركون أن حكومتهم ورئيسها قد تورطوا فعلياً في قتل الأسرى، وذلك من خلال عمليات القصف الهمجية التي يقوم بها جيشهم في المناطق الفلسطينية التي يحتمل أن يكون فيها بعض الأسرى الإسرائيليين، وقد أعلن أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، عن مقتل العديد من جنود العدو ومجنداته وضباطه الأسرى، وأثبتت المقاومة صدقيتها في الإعلان الصريح والواضح عن أسماء القتلى، ونشرت صوراً لهم عندما كانوا في الأسر، حيث كانوا يتمتعون بصحةٍ جيدة، رغم حالة الحصار العامة التي يفرضها العدو على كل قطاع غزة، وتدميره للمستشفيات والمراكز الصحية، ومنعه إدخال الأدوية والمعدات الطبية الضرورية لأهل غزة، إلا أن المقاومة كانت حريصة على حياة الأسرى الإسرائيليين، عسكريين ومدنيين، رجالاً ونساءً، وكانت تجري لهم فحوصاتٍ طبية دورية، وتوفر لهم رغم صعوبة الظروف وشدة الحصار الأدوية اللازمة، وتجري لهم العمليات الضرورية المستعجلة.

ما زالت المحاولات قائمة والمساعي جارية، وما زال الوسطاء الإقليميون والدوليون يبذلون جهوداً كبيرة بين الطرفين لمحاولة التوصل إلى صيغة اتفاقٍ مرضية، أو صفقة شاملة تحقق أهداف الطرفين، رغم يقين المقاومة أن العدو يكذب ويراوغ، ويمكر ويخدع، وقد انقلب على الورقة الأخيرة التي كان جزءً منها، ووافق عليها، وأشرفت على إعدادها الإدارة الأمريكية، شريكته في العدوان، وحليفته التي تمده بالذخائر والقذائف والقنابل والصواريخ ومختلف أنواع السلاح، ورغم أن نتنياهو قد انقلب عليها وعصى أمرها وخالف تعليماتها، ولعله صفعها وأحرجها وأهانها، إلا أنها ما زالت تؤيده وتسانده، وتتفهم مخاوفه وتعذره في سياسته، وتبرر عدوانه وتدافع عن حقه ومظلوميته.

يظن نتنياهو وحكومته، ومجلسه الحربي الذي نكص على عقبيه وانقلب على الاتفاق، أن المقاومة التي أعلنت موافقتها على الورقة الأخيرة، وحرصت على الإعلان رسمياً عن موقفها، وأبلغت عدداً من قادة دول العالم موافقتها، حرصاً منها على مصالح شعبها، وإيماناً منها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها، أنها وافقت عن ضعف، وقبلت نتيجة ضغط، وأنها عاجزة عن الصمود أكثر، والثبات في مواجهة الضغوط والتحديات الإسرائيلية، وأنه يستطيع ببعض الضغط الإضافي والجهد العسكري دفعها إلى التراجع عن مواقفها، والتنازل عن شروطها، والقبول بالتعديلات الإسرائيلية، التي تعني الاحتلال واستمرار القتال، ومواصلة الحرب والقصف والعدوان.

أخطأ نتنياهو ويخطئ أكثر إذا ظن أنه يستطيع باجتياح معبر رفح، والتهديد باجتياح المدينة، أن يرغم الشعب والمقاومة على تقديم تنازلاتٍ، ولعله ذاق في الأيام القليلة الماضية، التي تلت انقلابه على الورقة، مرارة الفقد وألم الخسارة، إذ بادرته المقاومة وباغتته في كرم أبو سالم ومنطقة نتساريم، وأدخلت جنوده وضباطه في حقولٍ ملغمةٍ، كانت قد أعدتها لهم شراكاً وفخاخاً، فوقعوا فيها وقتل وأصيب عددٌ كبيرٌ منهم، فضلاً عن عمليات القنص الدقيقة، التي طالت قناصيه وجنوده، والصواريخ التي انطلقت نحو مستوطناته وبلدات الغلاف، من مدينة رفح المحاصرة التي تتعرض للقصف المستمر والمتواصل، ومن الشمال الذي ادعى جيش العدو أنه قد قضى على المقاومة فيها، وفكك بنيتها وقتل رجالها، ولم تعد تشكل خطراً عليه.

لم يعلم هذا الغبي نتنياهو وحكومته، أن حركة حماس هي التي دفعت إليه بالسلم لينزل من على الشجرة وينجو بنفسه وجيشه، وأن إعلانها الموافقة على الصفقة كان طود نجاته، إلا أن غباءه قد أوقعه في شر أعماله، وقد كان بإمكانه أن يستفيد من الورقة التي شارك في صياغتها، فهو بدونها سيبقى عالقاً مكانه، وستسوخ أقدامه في رمال غزة أكثر، وستتناثر أشلاء جنوده بين ركام بيوتها المدمرة، ولن يتمكن مهما حاول تكرار ما قام به، وتجريب ما أقدم عليه، من تحقيق نصرٍ زائفٍ لا يصدقه أحد، أو استسلام مستحيلٍ يحلم به ويتمناه، ولعله سيدرك بعد فوات الأوان أنه خسر الصفقة وضيع الفرصة ووأد الحلم وأجهض الأمل، واقترب أكثر من هوة السقوط وحافة الهاوية التي ظن بكذبه ونفاقه، وحيله وأحابيله، أنه سينجو وكيانه منها.

بيروت في 11/5/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الصفقة التهدئة إلا أن

إقرأ أيضاً:

أيام مفصلية.. غزة تترقب نتائج "المفاوضات المكوكية"

 

 

 

◄ رسميًا.. "حماس" توافق على تشكيل لجنة من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة القطاع

◄ وفد "حماس" يلتقي رئيس المخابرات المصرية

◄ نتنياهو يقرر إرسال وفد إلى الدوحة لاستكمال المفاوضات

◄ المبعوث الأمريكي يتوسط لاتفاق جديد بين "حماس" وإسرائيل

مباحثات مباشرة غير مسبوقة بين أمريكا و"حماس" لإطلاق سراح أسير أمريكي

استياء إسرائيلي من المفاوضات المباشرة بين واشنطن و"حماس"

تصاعد وتيرة الاحتجاجات الإسرائيلية لإجبار نتنياهو على استكمال "صفقة غزة"

◄ والدة أسير إسرائيلي: استئناف الحرب لن يُعيد الرهائن بل سيقتلهم

 

 

الرؤية- غرفة الأخبار

عاد الحديث حول المفاوضات بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل إلى الواجهة مرة أخرى، وذلك بعد حالة من الجمود بسبب التعنت الإسرائيلي والتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار وعدم الانخراط في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.

ولقد أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن وفد الحركة التقى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، لبحث مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في مراحله المختلفة.

وأشارت إلى أنَّ الوفد شدد على ضرورة الالتزام بكل بنود الاتفاق والذهاب الفوري لبدء مفاوضات المرحلة الثانية وفتح المعابر وإعادة دخول المواد الإغاثية للقطاع دون قيد أو شرط، مؤكدا موافقة الحركة على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة قطاع غزة إلى حين استكمال ترتيب البيت الفلسطيني وإجراء الانتخابات العامة في كل مستوياتها الوطنية والرئاسية والتشريعية.

وفي المقابل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيرسل وفدا إلى الدوحة الإثنين في محاولة لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة. وعقد نتنياهو ليل السبت اجتماعا جرى خلاله تقييم الوضع بشأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما عقد الأحد اجتماعا للمجلس الأمني المصغر (الكابينت).

ونقلت صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية عن مصدر سياسي، قوله إن من المتوقع أن يبقى أعضاء الوفد الإسرائيلي في قطر ليومين تقريبا.

وتوقع المصدر أن تبدي إسرائيل مرونة إذا تطورت المحادثات بشكل إيجابي، على حد قوله، مضيفا أن خطة ويتكوف التي وافقت عليها إسرائيل ستكون نقطة البداية للمحادثات.

كما نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه من المتوقع توجه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف إلى الدوحة الثلاثاء، للتوسط في اتفاق جديد بين حركة حماس وإسرائيل.

وأكد الموقع أنه لم يتضح بعد إذا كان ويتكوف سيلتقي مسؤولين من حماس أم مفاوضين إسرائيليين ووسطاء فقط، مشيرا إلى أن المبعوث الأميركي يريد جمع كل الأطراف في مكان واحد لأيام عدة من المفاوضات المكثفة للتوصل إلى اتفاق.

ولقد كشف طاهر النونو القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، الأحد، عن اجتماعات جرت بين قيادات من الحركة والمبعوث الأمريكي الخاص بشؤون الرهائن آدم بولر في الأيام القليلة الماضية ركزت على إطلاق سراح أمريكي إسرائيلي ما زال محتجزا في غزة.

وأكد النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس المحادثات المباشرة غير المسبوقة مع واشنطن قائلا إن المناقشات جرت في الدوحة خلال الأسبوع الماضي.

وقال: "عدة لقاءت تمت بالفعل بالدوحة تركزت حول إطلاق سراح أحد الأسرى مزدوجي الجنسية وتعاملنا بإيجابية ومرونة كبيرة بما يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني".

وأضاف أن الجانبين ناقشا أيضا كيفية تنفيذ الاتفاق المرحلي الذي يهدف إلى إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس. وقال "أبلغنا الوفد الأمريكي عدم ممانعتنا الإفراج عن الأسير في إطار هذه المحادثات وضرورة إلزام الاحتلال بما وقع عليه في الاتفاق والدخول المباشر للمرحلة الثانية من الاتفاق وتطبيق كافة الاستحقاقات التي عليه لا سيما أن أمريكا أحد الضامنين للاتفاق".

ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن منسق شؤون الأسرى السابق بالشاباك، قوله إن هناك استياء إسرائيلي واضح من المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحماس.

وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات الإسرائيلية من قبل عائلات الأسرى وعدد من الناشطين للضغط على الحكومة لاستكمال المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بهدف استعادة جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وشهدت مدينة تل أبيب إقامة عشرات الخيام بالقرب من مقر وزارة الدفاع، مع تعهد المعتصمين بالبقاء في الموقع لأيام، ورفضهم مغادرة المكان حتى يتم تحقيق مطالبهم.

ووفقا لما بثته القناة 13 الإسرائيلية، فإن الاحتجاجات تأتي بينما لا يزال هناك 59 أسيرا إسرائيليا في غزة.

وفي بيان صادر عن عائلات الأسرى، جاء فيه: "الوقت ينفد، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة، فهذا يعد حكما بالإعدام على الأسرى".

وقالت عيناف تسينغاوكر، والدة أسير إسرائيلي محتجز بقطاع غزة إن استئناف الحرب لن يعيد المختطفين بل سيقتلهم، وإنه يتعارض مع المصلحة الإسرائيلية ويخدم مصلحة نتنياهو.

ودعت في مؤتمر صحفي لأهالي الأسرى الإسرائيليين في تل أبيب الجمهور إلى الانضمام إليهم في الشوارع لمنع استئناف الحرب والتضحية بالمختطفين.

وأكدت أن العائلات ستواصل الاحتجاج حتى تلبي الحكومة مطلب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

 

مقالات مشابهة

  • حماس: نتنياهو يعرقل تنفيذ الاتفاق
  • أيام مفصلية.. غزة تترقب نتائج "المفاوضات المكوكية"
  • نتنياهو يقيّم مفاوضات الصفقة ومبادرة أميركية لإطلاق 10 أسرى من غزة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو مستعد لدفن المتجزين للهروب من المحاكمة
  • نتنياهو والعودة إلى الحرب
  • حماس: نتنياهو يتحمل مسؤولية الحصار والتجويع
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • كتائب القسام تنشر فيديو لجندي صهيوني يناشد باستكمال الصفقة والانتقال للمرحلة الثانية
  • القسام تنشر فيديو لجندي “إسرائيلي” يناشد باستكمال الصفقة والانتقال للمرحلة الثانية
  • تعطيل الاحتلال الإسرائيلي لصفقة التهدئة وقرع طبول الحرب