#المناهج في محاكمة !!
الدكتور: #محمود_المساد
الحمد لله، الحمد لله الذي لا يحمَد على مكروه سواه.
تُرفع القبّعات، ويرتدي الاحترام عباءته عندما نرى في هذه الأيام فسحة أمل، يقف فيها رجال صامدون كالطود الشامخ، يدافعون عن #الحق و #العدل، وقضاة متفهمون، برّوا بقسمهم في ترجمة الحق والعدل فكرًا وسلوكا، وكأنني بهم جميعا يقولون: أقسمنا على أن نقيم الحق والعدل فيما نعمل، ونُصبُ أعيننا أن هذه الغايات مشتقة من أسماء الله الحسنى.
لم تكن القضية قضية شخصية، بل هي #قضية_وطن ومستقبل جيل، استهترت مجموعة، وأغرت أحدهم بأنني قدحت به وقصدت شخصه بالتحقير، وأنا التربوي المخضرم، صاحب كتاب الاحترام، من أقبل إليه الناس وأطروا كثيرا معشره، ومن لم يقل حقا وصدقا إلا ” هذه المجموعة – وسمّيتها – تحول بقوة دون إدماج المفاهيم الحداثية والمستقبلية والدينية والوطنية، وجهود الأردن في فلسطين في الكتب المدرسية “. لم يسمعني أحد، ولم ينصف طردي من العمل إلا هذا النشاط: قُضاته ومُحاموه وشهود جريئون؛
أسماء شامخة صدقوا ما عاهدوا الحق عليه: ( الأستاذ المحامي لؤي عبيدات، والأستاذ المحامي طلال العمري )، لا أُضيف إليهما شيئا بقولي الصادق عنهما، بما فيهما، ولكن لا بدّ من إعادة الفضل لهما بإجلاء الحقيقة، وكشف الزيف، والانتصار للحق والعدل والوطن. بذلت أنا والسادة المحامون والشهود جهودا كبيرة في شرح الحقيقة بالوثائق وتقارير الخبراء في أثناء العمل، لكن التخوف كان من ذوي النفوذ الذين شهدوا ضدي وهم في مواقعهم التي لها سيف ورمح، إلا أن سيف الحق والعدل كان أقوى. وما النصر إلا من عند الله جلّ وعلا …. وبه المستعان.
محاكمة أدركت ما لم يدركه “عمال المناهج” من أصحاب شراء الخدمات النفعية! شكرًا لكل قاض…شكرًا لمن شهد بالحق من خبراء التربية! أسفًا، بل بؤسًا لشهود الزور!! أليس من المؤسف أن تنتصر المحاكمة للمناهج، انتصرت المناهج “المشتكى عليها”، وانتصر الوطن “المشتكى عليه”، وانتصر الطلبة!!.
قد أنشر في يوم قريب قرار المحاكمة ليقرأ الناس مأسسة الظلم، والعبث بالمخلصين الجادين بعملهم من أجل الله والوطن، وكيف ينحاز بعضهم طمعا في منصب، وشاغل له – إلا من رحم ربي – للجور والعبث الذي أتقن مهاراته، ومارس أفعاله حقيقة في ذات ميدان الوطن ومجتمعه، ومستقبل أجياله، رافعا شعار “يوم الله بعين الله”!!.
حمى الله وطننا الأردن، وأبقاه صخرة منيعة على كل المتربصين من الخارج والداخل!!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: المناهج الحق العدل قضية وطن
إقرأ أيضاً:
ثمن التخاذل
إن اللحظات التاريخية الفارقة تضع الأمم والشعوب أمام اختبار حقيقي لقيمها ومبادئها. وفي خضم الأحداث المتسارعة التي تشهدها منطقتنا، وتحديدًا في ظل العدوان الغاشم على أهلنا في فلسطين، يبرز سؤال وجودي يفرض نفسه بقوة: ما هو الثمن الحقيقي الذي سندفعه جراء صمتنا وتخاذلنا؟
إن القول بأن تبعات التقاعس عن نصرة المظلومين ستكون باهظة هو قول موجز لحقيقة دامغة ، فالأمر لا يتعلق بخسائر مادية أو تداعيات سياسية عابرة، بل يمتد ليشمل جوهر وجودنا الإنساني والأخلاقي، ويترتب عليه مصيرنا في الدنيا والآخرة.
إن اليمن، رغم ما يعانيه من أوجاع وتحديات، يقدم اليوم نموذجًا فريدًا في التضحية ونصرة الحق. إنه يدرك تمام الإدراك أن الدفاع عن المستضعفين في فلسطين ليس مجرد واجب ديني أو قومي، بل هو صمام أمان لقيم العدل والإنسانية التي بدونها تفقد الحياة معناها. إن الضريبة التي يدفعها اليمنيون اليوم، من تضحيات في الأرواح والموارد، هي ثمن غالٍ لكنه يبقى أقل وطأة وأكثر شرفًا من الخزي والعار الذي سيلاحقنا إن اخترنا طريق التخاذل.
لنتخيل للحظة حجم العار الذي سيلحق بأجيالنا القادمة حين تتذكر كيف وقفنا صامتين أمام صور القتل والدمار، وكيف آثرنا مصالحنا الضيقة على نصرة إخواننا الذين يستغيثون. إن وصمة التخاذل ستلتصق بنا كظل لا يزول، تحرمنا من أي مكانة أخلاقية أو احترام دولي. سنصبح في نظر التاريخ مجرد أرقام هامشية، أمة فقدت بوصلتها وضيعت فرصتها في الوقوف بجانب الحق.
أما على الصعيد الديني والأخروي، فإن الأمر أشد وأخطر. لقد حذرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم من مغبة التولي عن نصرة الحق والمظلومين. قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء: 75]. إن هذا النداء القرآني الصريح يحمل في طياته مسؤولية عظيمة تقع على عاتق كل مسلم قادر على نصرة الحق.
إن التخاذل ليس مجرد تقاعس عن الفعل، بل هو تواطؤ ضمني مع الظالم، وهو اختيار للراحة والسلامة الشخصية على حساب أرواح ودماء الأبرياء. وهذا الاختيار يحمل في طياته بذور الهوان والذل في الدنيا، ويستحق أشد العذاب في الآخرة. فكيف لنا أن نلقى الله ونحن نشهد على الظلم الصارخ ولم نحرك ساكنًا؟ كيف لنا أن نتوقع رحمته ونحن لم نرحم إخواننا المستضعفين؟
إن اليمن اليوم، بوقوفه الشجاع والمبدئي، يذكرنا بواجبنا ويحثنا على مراجعة حساباتنا، إنه يجسد المعنى الحقيقي للتضحية والفداء، ويثبت أن هناك من لا يزال يؤمن بقوة الحق وضرورة نصرته مهما كانت التحديات. إن تضحياتهم ليست مجرد أرقام في سجل الأحداث، بل هي مشاعل نور تضيء لنا الطريق نحو العزة والكرامة في الدنيا، والنجاة والفوز في الآخرة.
فلنتعظ من التاريخ، ولنستلهم من مواقف الشرف، ولنتذكر دائمًا أن ثمن التخاذل والخنوع سيكون دائمًا أضعافًا مضاعفة من ثمن التضحية والوقوف مع الحق. إنها دعوة إلى صحوة الضمير، وإلى تحمل المسؤولية، وإلى اختيار الطريق الذي يقودنا إلى العزة في الدنيا ورضا الله في الآخرة. فالخيار لنا، والتاريخ سيسجل مواقفنا.