الوطن والمواطن.. وجهان لعملة واحدة
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
راشد بن حميد الراشدي
الوطن هو الأم الرحوم الرؤم على أبنائها الباذلة حياتها وشبابها من أجل رفعة شأنهم وعلو قدرهم وصلاح غدهم ومستقبلهم، والمواطن هو الابن البار الحاني على وطنه، المُضحِّي بكل غالي ونفيس من أجله الباذل شبابه وحياته من أجل أمنه وأمانه الرافع راية وطنه خفاقة بين الأمم.
هذه هي العلاقة الابدية الخالصة بين الوطن والمواطن عبر جميع العصور والحقب وفي جميع البلدان فحمية وعصبة الأوطان، لا تحدها قوانين ولا قواعد ولا سنن سوى محبة الوطن وصلاحه.
وما نشاهده اليوم من تداعيات الحياة واختلاط المجتمعات مع بعضها البعض عبر كثير من الاطر كالعمل والسياحة والزيارات المتبادلة، أنتج الكثير من الازمات والتي أتت بقوانين جديدة تنظم تلك العلاقة لكل تلك الأطر التي استحدثها اسلوب الحياة الجديد.
ومع النهضة التنموية الشاملة التي يشهدها العالم وخاصة دول الخليج العربي وسلطنة عمان، كان لزامًا الاستعانة بخبرات الاشقاء والاصدقاء في بناء دولة عصرية للعمل في كثير من المهن والاعمال وحسب المجالات التي تحتاج اليها الدولة من بناء وتعليم وصحة وغيرها من مناحي الحياة، والتي سارت على نهج وقوانين محددة لتلك العلاقة طوال السنوات الماضية من عمر النهضة العمانية الحديثة.
واليوم ومع تطور انماط الحياة ووجود مسوغات جديدة؛ كالاستثمار وعقود العمل مع وجود الكثير من مخرجات التعليم لابناء هذا الوطن من المؤهلين علميًا وعمليًا ومن اصحاب الخبرات من أبناء عُمان وفي مختلف المجالات والمؤسسات، ووجود أعداد كبيرة تتضاعف سنويًا من الباحثين عن عمل، ومع بعض الاحداث الفردية المؤسفة في استغلال العمالة الوافدة لوجودها في سلطنة عُمان لممارسة طرق التحايل والاختلاسات المالية والهروب بها خارج السلطنة، اضافة الى استغلال برامج الاستثمار- التي تقدمها الحكومة- في اوجه غير صحيحة، نافست المواطن في موطنه، ومن خلال الانظمة والقوانين، يستطيع الوافد أن يحصل على جميع حقوقه بالقانون، بينما قد لا يحصل المواطن على حقوقه من الوافد عند هروبه من الوطن، فهناك من ضاعت حقوقهم بين ملزم بها وبين غير ملزم بها، والامثلة كثيرة من حولنا، أضف الى ضعف التعيين في الوظائف، والتي باتت معدومة لأبناء الوطن، بينما يتوافد آلاف الوافدين يوميًا على العمل في مختلف الفرص الوظيفية بعد الحصول عليها بسهولة ويسر عبر مختلف الشركات.
أتساءل اليوم عن حق المواطن في العمل، في ظل ما نراه من تكدس أعداد كبيرة من الباحثين عن عمل، والتي تجاوزت 100 ألف باحث عن عمل، إلى جانب عدد ليس بالقليل من المُسرَّحين عن عمل، في وطن يعمل فيه مليون وسبعمائة ألف وافد.
أين حقوق المواطنة الصالحة التي يجب أن تكون هي نصب عين كل مسؤول في هذا الوطن، وان توضع لها الخطط والرؤى التي تساهم في اعتمادها على ابناء الوطن في شَغْل تلك الوظائف؛ فالوطن والمواطن وجهان لعملة واحدة، في صلاحهما تُبنى الامجاد ويصلُح حال الامة، وتتطور نحو الازدهار والرقي.
لذا.. إنني أُناشد اليوم كل من يهمه أمر هذا الوطن وشبابه، بأهمية تعزيز المواطنة الصالحة لابناء عُمان الاوفياء، من خلال توفير ما يحتاجونه من أوجه الحياة السعيدة، وخاصة الوظيفة، وذلك من خلال خطط ورؤى ناجحة وفاعلة، والبُعد عن الاتكال على الغير، وتدريب وتشجيع الشباب المؤهل للانخراط في جميع مجالات العمل، عبر الفرص الوظيفية المعروضة، والمجالات التي يمكن إحلالها؛ فاليوم لا يوجد بيت إلّا وفيه باحث واحد عن عمل على الأقل، إن لم يكن أكثر.
الوطن والمواطن سيجد كل منهما حاجته إذا تُرجِمَت كل الحقوق إلى واقع ملموس نعيشه ونشهد عليه، وكفانا تواكلًا على الاخر؛ فلقد وصلنا إلى الحد الذي لا بُد ان نعتمد فيه على انفسنا، مع الاستفادة من العمالة الوافدة في كل ما نحتاجه منها من الخبرات والمجالات التي تنقصنا، أما ما عداه؛ فأتمنى- ويجب- أن تكون الأولوية للمواطن، وكم من قصص ناجحة أسعدتنا من ابناء الوطن وكم من قصص أخرى بكينا عليها أسفًا بعدما هرب الوافد بالأموال وخسر المواطن.
إن وجود اكثر من مليون وافد مع عدد كبير من الباحثين عن عمل، أمر يجب أن تُشحذ له الهِمم وأن نرى معالجات حكومية توفر فرص العمل للمواطنين.
إنني اناشد جميع المسؤولين ببذل المزيد من الجهد لخدمة الباحثين والمُسرَّحين وتسخير كافة الطاقات والموارد ليرى المواطن أثر اهتمام وطنه به ويحيا حياة كريمة.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم الخير في وطن يرفل بالامن والامان والاستقرار.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محافظ المنوفية فى حوار لـ "الوفد" مواجهة الفساد ورضاء المواطنين أبرز أولوياتى
في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها محافظة المنوفية، نلتقي اليوم بمحافظها، الذي يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة في دفع عجلة التنمية وتحسين حياة المواطنين بالمحافظة، في هذا الحوار سنتطرق إلى أبرز الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية، والتحديات المستقبلية التي تواجه المحافظة، وآليات التعامل معها.
بدأ الحوار مع اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، بسؤال يهم شريحة كبيرة من المواطنين.
ملفات التصالح إلى أين وصل العمل فيها وكيف يمكن تسريع وتيرة الإنجاز ؟
ملف التصالح يعتبر من الملفات ذات الأهمية القصوى، ويأتي في مقدمة أولوياتنا ، حيث تتخذ الدولة يوميًا إجراءات جديدة لتيسير الأمور على المواطنين وتسريع وتيرة العمل في هذا الملف من خلال إزالة كافة المعوقات التي قد تظهر أثناء التنفيذ.
ومحافظة المنوفية تحظى بوجود مراكز تكنولوجية، وموارد بشرية تم إعدادها وتدريبها للعمل في هذا الملف، والجهود مستمرة في المراكز والمدن والقرى، علما بأن عدد الطلبات المقدمة من المواطنين في هذا الملف كثيرة وهذا يدل على أن هناك تفاعل متزايد من المواطنين بشأن التصالح، خاصة مع التيسيرات الأخيرة، ونعمل على مراجعة خريطة المتغيرات المكانية يوميًا مع المستندات على أرض الواقع بهدف إغلاق هذا الملف نهائيًا في أسرع وقت ممكن.
نحن لا ندخر جهدا في تقديم كافة أوجه التسهيلات اللازمة لتنمية وتطوير القطاع الزراعي والثروة الحيوانية ودعم صغار المزارعين والمربين ، وفيما يخص توزيع مستلزمات الإنتاج الزراعي من الأسمدة فقد تم الإنتهاء من توزيع 22 ألف و510 طن نترات ويوريا (إئتمان) بنطاق المحافظة اعتبارا من بداية الصرف للموسم الشتوي في الأول من أكتوبر 2024 وحتى 7 يناير 2025 ، وننتهز الفرصة ونطمئن المواطن علي توافر أرصدة بالجمعيات الزراعية والتي تبلغ ما يزيد عن 13 ألف طن يوريا ونترات وجاري توزيع الأسمدة علي المزارعين وفق ضوابط وقواعد صرف الأسمدة لضمان وصولها للمزارعين المستحقين
بما ان نهضة الامم تقاس بمدى اهتمامها بالتعليم والصحة ما الجهود المبذولة من في هذا الشأن؟قطاع التعليم يعد واحداً من أهم القطاعات الحيوية ويقع على رأس أولويات منظومة العمل تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بالنهوض والارتقاء بالمنظومة التعليمية والتركيز على ما يهم المواطنين وتلبية مطالبهم واحتياجاتهم بشتى القطاعات وفقاً لأهداف ومحاور الجمهورية الجديدة لبناء الإنسان وتماشياً مع أهداف التنمية المستدامة ، من أجل ذلك تم طرح 55 مدرسة بمختلف المراحل التعليمية بنطاق مراكز ومدن وقرى المحافظة لرفع كفاءتها وتطويرها باستثمارات بلغت 244 مليون جنيه، وذلك ضمن مشروعات خطة الهيئة العامة للأبنية التعليمية 2024/2025.
ما الإجراءات التي تم اتخاذها لتحسين كفاءة المنظومة الصحية بالمحافظة؟شهد القطاع الصحي بالمحافظة طفرة تنموية ونقلة نوعية كبيرة، من خلال التوسع في دعم خطط التنمية ورفع كفاءة البنية التحتية للمنظومة الصحية، لتواكب التطور في أداء الخدمة الطبية، ولقد بدأنا فعلياً في إنشاء 6 كيانات طبية عملاقة على أرض المحافظة، باستثمارات تخطت الـ 5 مليارات جنيه، وهم مشروع إنشاء مستشفي الشهداء وأشمون والسادات الجديدة، وإنشاء مركز متكامل لعلاج الاورام بمدينة منوف ، ومستشفي جديدة بمدينة شبين الكوم، وجاري البدء في تخصيص قطعة أرض لإنشاء مستشفي قويسنا الجديدة
هل سيتم إعادة تقييم رؤساء المدن والمراكز والاجهزة التنفيذية ؟يتم تقيمهم من حيث تواجدهم المباشر مع المواطنين وسرعة انجاز المشروعات ومتابعة مشروعات الخطة الاستثمارية والانتهاء منها طبقا للجداول الزمنية وبالجودة المعتمدة بالاضافة الى قدرة روؤساء المدن والمراكز على تطوير الخدمات والتفاعل مع احتياجات ومشاكل المواطنين وسرعة ايجاد الحلول المناسبة لها بالاضافة الى متابعة الاسواق وتوافر السلع التموينية فضلا عن متابعة منظومة النظافة حيث انها من اولى الاهتمامات .
كيف تعاملتم فى ملف الفساد بالمحافظة ؟بداية يجب أن أؤكد توجهات الدولة وجديتها فى مكافحة الفساد واقتلاعه من جذوره لأن تفشى الفساد يترتب عليه ضعف هيبة الدولة وغياب المسئولية وترهل اداء العاملين بالجهاز الادارى ، وعند ملاحظة أى تدنى او إهمال فى العمل من العاملين بالجهاز الادارى يتم احالتهم فورا لجهات التحقيق ايمانا بتطبيق مبدا الثواب والعقاب ، كما تم تفعيل دور لجان المتابعة الميدانية للمرور على الادارات التابعة للجهاز الادارى لضبط الاداء وتحقيق الانضباط فى العمل، ورصد وكشف المخالفات واحالتها فورا للنيابة .
ما هي رؤيتك لدور الإعلام والصحافة؟
أرى أن الإعلام والصحافة هما حلقة الوصل بين المواطن والمسئول وان الصحفيين والإعلاميين هما صوت المواطن وعين المسؤول لأنهم يقومون برصد حالة الشارع لنقل الصورة بكل حيادية وشفافية مما يساهم فى تعزيز دور الجهاز التنفيذى لحل المشكلات ومواجهة التحديات وتلبية الاحتياجات وفقًا للأولويات وأن الإعلام والصحافة يقومان بالدور التنويري للمواطن لتسليط الضوء على الانجازات التى يتم تنفيذها على أرض الواقع ومحاربة الشائعات التي تروج لها الابواق والنوافذ الخارجية التي تتربص بالوطن وأنا حريص على التعاون التام والتواصل المستمر مع والإعلاميين والصحفيين لاننا جميعا من نعمل من أجل خدمة الوطن والمواطن.
بماذا تعد المواطن المنوفي وماذا تطلب منه؟
أعد المواطن المنوفي أن أبذل قصارى جهدي أنا وجميع أجهزة المحافظة لتحقيق طموحاته والارتقاء بجميع الخدمات المقدمة له وان تكون جميع طلباته محض اهتمام ودراسة وتنفيذها وفقا لأولويتها ، واطلب منه أن يتفهم طبيعة المرحلة وألا ينساق خلف مطالب فئوية هدفها تعطيل أجهزة الدولة عن أداء دورها وان يعلي المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة ويعطي فرصة للأجهزة المختصة لتنفيذ طلبه وأطالبه أيضا أن يقف بجوار الحكومة لمساندتها ومشاركتها في جميع خطواتها لنبني مصرنا بأيدينا.