جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-02@23:55:07 GMT

الوطن والمواطن.. وجهان لعملة واحدة

تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT

الوطن والمواطن.. وجهان لعملة واحدة

 

‏راشد بن حميد الراشدي

 

الوطن هو الأم الرحوم الرؤم على أبنائها الباذلة حياتها وشبابها من أجل رفعة شأنهم وعلو قدرهم وصلاح غدهم ومستقبلهم، والمواطن هو الابن البار الحاني على وطنه، المُضحِّي بكل غالي ونفيس من أجله الباذل شبابه وحياته من أجل أمنه وأمانه الرافع راية وطنه خفاقة بين الأمم.

هذه هي العلاقة الابدية الخالصة بين الوطن والمواطن عبر جميع العصور والحقب وفي جميع البلدان فحمية وعصبة الأوطان، لا تحدها قوانين ولا قواعد ولا سنن سوى محبة الوطن وصلاحه.

وهذه العلاقة الأزلية تترجمها المواطنة الصالحة في هذا الوطن الغالي العزيز وما جُبل عليه العمانيين منذ القدم من اعتزاز وحبة لوطنهم والدفاع عنه والغيرة من أجله والسعي والاخلاص لرفعته.

وما نشاهده اليوم من تداعيات الحياة واختلاط المجتمعات مع بعضها البعض عبر كثير من الاطر كالعمل والسياحة والزيارات المتبادلة، أنتج الكثير من الازمات والتي أتت بقوانين جديدة تنظم تلك العلاقة لكل تلك الأطر التي استحدثها اسلوب الحياة الجديد.

ومع النهضة التنموية الشاملة التي يشهدها العالم وخاصة دول الخليج العربي وسلطنة عمان، كان لزامًا الاستعانة بخبرات الاشقاء والاصدقاء في بناء دولة عصرية للعمل في كثير من المهن والاعمال وحسب المجالات التي تحتاج اليها الدولة من بناء وتعليم وصحة وغيرها من مناحي الحياة، والتي سارت على نهج وقوانين محددة لتلك العلاقة طوال السنوات الماضية من عمر النهضة العمانية الحديثة.

واليوم ومع تطور انماط الحياة ووجود مسوغات جديدة؛ كالاستثمار وعقود العمل مع وجود الكثير من مخرجات التعليم لابناء هذا الوطن من المؤهلين علميًا وعمليًا ومن اصحاب الخبرات من أبناء عُمان وفي مختلف المجالات والمؤسسات، ووجود أعداد  كبيرة تتضاعف سنويًا من الباحثين عن عمل، ومع بعض الاحداث الفردية المؤسفة في استغلال العمالة الوافدة لوجودها في سلطنة عُمان لممارسة طرق التحايل والاختلاسات المالية والهروب بها خارج السلطنة، اضافة الى استغلال برامج الاستثمار- التي تقدمها الحكومة- في اوجه غير صحيحة، نافست المواطن في موطنه، ومن خلال الانظمة والقوانين، يستطيع الوافد أن يحصل على جميع حقوقه بالقانون، بينما قد لا يحصل المواطن على حقوقه من الوافد عند هروبه من الوطن، فهناك من ضاعت حقوقهم بين ملزم بها وبين غير ملزم بها، والامثلة كثيرة من حولنا، أضف الى ضعف التعيين في الوظائف، والتي باتت معدومة لأبناء الوطن، بينما يتوافد آلاف الوافدين يوميًا على العمل في مختلف الفرص الوظيفية بعد الحصول عليها بسهولة ويسر عبر مختلف الشركات.

أتساءل اليوم عن حق المواطن في العمل، في ظل ما نراه من تكدس أعداد كبيرة من الباحثين عن عمل، والتي تجاوزت 100 ألف باحث عن عمل، إلى جانب عدد ليس بالقليل من المُسرَّحين عن عمل، في وطن يعمل فيه مليون وسبعمائة ألف وافد.

أين حقوق المواطنة الصالحة التي يجب أن تكون هي نصب عين كل مسؤول في هذا الوطن، وان توضع لها الخطط والرؤى التي تساهم في اعتمادها على ابناء الوطن في شَغْل تلك الوظائف؛ فالوطن والمواطن وجهان لعملة واحدة، في صلاحهما تُبنى الامجاد ويصلُح حال الامة، وتتطور نحو الازدهار والرقي.

لذا.. إنني أُناشد اليوم كل من يهمه أمر هذا الوطن وشبابه، بأهمية تعزيز المواطنة الصالحة لابناء عُمان الاوفياء، من خلال توفير ما يحتاجونه من أوجه الحياة السعيدة، وخاصة الوظيفة، وذلك من خلال خطط ورؤى ناجحة وفاعلة، والبُعد عن الاتكال على الغير، وتدريب وتشجيع الشباب المؤهل للانخراط في جميع مجالات العمل، عبر الفرص الوظيفية المعروضة، والمجالات التي يمكن إحلالها؛ فاليوم لا يوجد بيت إلّا وفيه باحث واحد عن عمل على الأقل، إن لم يكن أكثر.

الوطن والمواطن سيجد كل منهما حاجته إذا تُرجِمَت كل الحقوق إلى واقع ملموس نعيشه ونشهد عليه، وكفانا تواكلًا على الاخر؛ فلقد وصلنا إلى الحد الذي لا بُد ان نعتمد فيه على انفسنا، مع الاستفادة من العمالة الوافدة في كل ما نحتاجه منها من الخبرات والمجالات التي تنقصنا، أما ما عداه؛ فأتمنى- ويجب- أن تكون الأولوية للمواطن، وكم من قصص ناجحة أسعدتنا من ابناء الوطن وكم من قصص أخرى بكينا عليها أسفًا بعدما هرب الوافد بالأموال وخسر المواطن.

إن وجود اكثر من مليون وافد مع عدد كبير من الباحثين عن عمل، أمر يجب أن تُشحذ له الهِمم وأن نرى معالجات حكومية توفر فرص العمل للمواطنين.

إنني اناشد جميع المسؤولين ببذل المزيد من الجهد لخدمة الباحثين والمُسرَّحين وتسخير كافة الطاقات والموارد ليرى المواطن أثر اهتمام وطنه به ويحيا حياة كريمة.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم الخير في وطن يرفل بالامن والامان والاستقرار.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الزيود: تحسين واقع العمال لا يتم بالشعارات واللافتات

قال رئيس النقابة العامة للعاملين بالبترول والكيماويات الأردنية، خالد الزيود، إنه “في الأول من أيار من كل عام، والذي يصادف يوم العمال العالمي، تأتي الاحتفالات بهذا اليوم بأشكال وأنماط مختلفة، متبوعة بشعارات براقة عن أهمية العمال ودورهم في بناء الأوطان، وبينما نشارك مع عمال وطننا الحبيب فرحهم وطموحاتهم وتمنياتهم بهذا اليوم، إلا أننا نرى من منطلق نقابي ومن واقع خبرة أن احترام العامل وتقدير أهميته تكمن في تحقيق طموحاته وتمنياته البسيطة والتي تتضمن العمل اللائق والعيش الكريم، فهنا تقاس قيمة العامل وأهمية دوره؛ أي أن الشعارات واللافتات لا تسمن العامل ولا تغنيه من جوع، فالاحتفال بعمال الوطن يكون بتقييم واقعهم وتلمس احتياجاتهم وطموحاتهم”.

وأضاف الزيود أننا إذا أردنا تحسين واقع العمال بعيدا عن الشعارات واللافتات فإن علينا طرح مجموعة من من الأسئلة والملاحظات هي في صلب تكريم العمال وصون حقوقهم، وأهمها “ماذا بشأن تعديل بنود المادة (31) من قانون العمل الأردني والتي لا زالت منظورة في مجلس الأعيان رغم استجابة مجلس النواب لمطالبنا بشطب التعديل المجحف والذي يفسح المجال لفصل نسبة (15%) من العمال سنويًا؟!”.

وتساءل الزيود أيضا: “ماذا بشأن المادة (123) من قانون العمل الأردني والتي تشكل أكبر خطر في ذات السياق حيث تفسح أيضًا المجال لصاحب العمل بفصل العديد من العمال بمجرد توجيه كتب بإنهاء عقودهم؟!”.

مقالات ذات صلة  هذه الليلة .. طقس مغبر وزخات أمطار طينية محتملة ساعات الليل المتأخرة والفجر 2025/04/30

وتابع الزيود: “هل برأيكم أن الحد الأدنى للأجور يفي بمتطلبات العامل الأردني وأسرته في ظل ارتفاع كلف المعيشة وصعوباتها وذلك بالرغم من رفعه إلى (290) دينار والذي تشكر عليه وزارة العمل والاتحاد العام لنقابات العمال إلا أنه لا يساوي الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة”.

ولفت إلى أن “تنظيم سوق العمل الأردني وتوجيه التعليم نحو متطلبات السوق وأثر العمالة الوافدة على الاقتصاد الأردني؛ قضية يلزمها روح عالية من التحدي والإصرار،وهنا نتساءل: هل السير بهذا المشروع لمجابهة خطر البطالة والفقر صعب على الحكومة تنفيذه؟!”

وأكد الزيود أن “متقاعدي الضمان الاجتماعي: أصحاب الرواتب المتدنية الذين تقطعت بهم السبل؛ يستحقون النظر إليهم بعين الرحمة والعمل على تحسين رواتبهم بما ينسجم مع متطلباتهم المعيشية البسيطة. وقد آن الآوان بمنحهم حق التأمين الصحي والمسح بيد حانية على رؤوسهم وهم في أرذل العمر؟”

وتساءل الزيود: “ألم يأن الأوان لإعادة النظر بسياسة العقود التي تخلو من الأمن الوظيفي والمعيشي وتنوعها وبالأخص التعاقدات الشرطية أي بالوكالة وبالوساطة والتزويد شركة داخل شركة (نظم شهرية، مياومة، مؤقتة، وغيره…”

ووجه الزيود كلمة للعمال والعاملات قال فيها: “كان الله بعونكم أيها الزملاء البسطاء، ففي يوم عيدكم ستجدون الكثيرين ممن يتزاحمون لتسجيل مواقف على حسابكم في الوقت الذي كان الكثير منهم جزءًا من أوجاعكم وآلامكم”، مسجلا تحية محبة وامتنان إلى من يستحق التقدير والاحترام “من إدارات شركاتنا الغراء الذين أكرموا عمالنا بسخاء، وكذلك الشكر موصول إلى الشرفاء المخلصين الذين لم يقبلوا علينا ذلة وشفقة الغير… إلىمن شغفوا قلوبنا حبًا… إلى دروع الوطن وسياج حصنه المنيع… إلى جيشنا العربي المصطفوي وأجهزتنا الأمنية وفرسان الحق المخابرات العامة، نقول لهم شكرًا بحجم الوطن لأن الأمن والاستقرار رغم كل شيء هو النعمة التي تغطي على كل شيء”.

مقالات مشابهة

  • السلامة في العمل: ما هي دول الاتحاد الأوروبي التي تشهد أكبر عدد من الوفيات والإصابات في مكان العمل؟
  • حملة "دوووس"..لعبة الحياة التي تُعيد القيم المفقودة للشباب المصري من طلاب إعلام عين شمس
  • مستقبل وطن: العامل المصري نموذج نفتخر به في جميع البلدان
  • عامر الشيخ: نحن على مسافة واحدة من جميع أبناء سوريا والحفاظ على الأمن مسؤولية الجميع.
  • الزيود: تحسين واقع العمال لا يتم بالشعارات واللافتات
  • الأصل) أن المجد في الحياة السياسية حكومةً ومعارضةً، ليس (الأصل) أنَّ المجد للساتك أو للبمبان!!
  • محافظ الدقهلية يكلف ألسكرتير العام بمهلة 48 ساعة لتوفيق أوضاع المركز التكنولوجي بأجا
  • غير مسبوق.. مسيرة نسوية في عيد الشغل تطالب بالمساواة في الأعمال المنزلية
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • عناية المملكة بقضية السلامة والصحة المهنية تأتي انطلاقاً من مسؤوليتها تجاه الإنسان