فى دراسة قانونية حول منازعات تغير المناخ، كشف المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة، عن إشكاليات هامة أصبحت على رأس التحديات التى تواجه العالم فى العصر الحالى والمشكلة الأكبر عالميًا، وذلك بهدف رفع مستوى الوعى العام بمفهوم العدالة المناخية، ودور مصر الجوهرى فى هذا المجال، وتلافى استغلال العناصر العدائية لأزمة باتت دولية.

أخبار متعلقة

مع ارتفاع درجات الحرارة.. سؤال برلماني حول خطة الحكومة لمواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ

باحث بجامعة لندن لـ عمرو أديب: بدأنا عصر الغليان بسبب تغير المناخ والحرارة في ارتفاع (فيديو)

أستاذ بـ«تطبيقيه جامعة بنها» توضح دور الفنون في تحقيق الاستدامة لمواجهة تغير المناخ

يقول الدكتور محمد خفاجى إن تغير المناخ يعد أهم قضية لحقوق الإنسان عالميًا فى القرن الحادى والعشرين، لأنه يؤثر على سبل عيش البشرية وصحة شعوبها، ومن ثم يجب أن ننظر إلى تغير المناخ من منظور حقوق الإنسان والعدالة البيئية،، وهو ما يثير مسؤولية الدول المتقدمة عن أخلاقيات المناخ المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحرارى حتى يمكن تلافى عدم المساواة بين الأجيال بالنسبة للتغيرات المناخية، ويتعين على قادة العالم أن يبحثوا قضية العدالة بين الأجيال الحالية والأجيال القادمة إزاء تغير المناخ من ناحية، ويجب مساعدة الدول الضعيفة على التكيف مع تغير المناخ من ناحية أخرى.

ويضيف أنه فى أزمة تغير المناخ مسؤولية على الدول الكبرى فى تحمل ديون المناخ، لأن الدول النامية التى تفتقر إلى الأموال لا تملك الإنفاق على تكاليف ما سببته سياسة ونهج وأساليب الدول المتقدمة فى تغير المناخ، فإقامة توربينات الرياح أو بناء دفاعات ضد الفيضانات لا تملكها الدول النامية الفقيرة، وليس من العدالة المناخية أن تكون الدول الغنية فى مأمن من تحمل المسؤولية أو المشاركة أو الإسهام فيما خلفه التقدم التكنولوجى بها لدى الدول الفقيرة، فهى فى الأصل ديون يجب أن تتحملها، تجاه إعادة توزيع الثروة بين البلدان عن طريق التمويل للتخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه فى ذات الوقت، حيث يحتاج الكثير من الدول النامية إلى إنفاق مبالغ ضخمة من المال على التكيف مع تأثيرات المناخ، مما يتوجب معه التوازن بين تمويل التكيف والتخفيف من حدة تغير المناخ.

وتضيف الدراسة أن هناك أزمات من تغير المناخ، مثل العواصف والفيضانات وموجات الحر، وتأثيرات الظواهر الجوية الحادة، مما سبب الوفيات والخسائر الاقتصادية، وعلى الرغم من أن الاحترار ليس موحدا على كوكب الأرض، فالبلدان القريبة من خط الاستواء معرضة بشكل أكبر لخطر تجاوز حد الاحترار الطبيعى، ولا يغيبن عن البال أن تزداد درجة الحرارة سوءًا بسبب حقيقة مؤلمة أن العديد من الدول النامية لا تملك البنية التحتية للتعامل مع درجات الحرارة القصوى، ولا ريب أن التأثير الأكثر مباشرة لتغير المناخ على الناس هو الإجهاد الحرارى، مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية، حيث تتزايد موجات الحر، ووفقا لأحدث الدراسات انتهت إلى أن ثلث الوفيات المرتبطة بالحرارة ناتج عن تغير المناخ، وفى دراسة أخرى وجد أن الاحترار سيؤدى إلى عدم المساواة فى النشاط الاقتصادى.

ويشير المستشار خفاجى إلى أن بعض مناطق العالم تكون غير صالحة للعيش فى ظل الارتفاع الحاد لدرجة حرارة المناخ، ولا ريب أن موجات الحر والفيضانات والجفاف وندرة المياه وغياب الأمن الغذائى تعتبر ضغوطًا إضافية على الشعوب، قد تجبر بعض الناس على مغادرة منازلهم وإلى الهجرة، والهجرة بسبب تغير المناخ تكثر فى الدول النامية الفقيرة وتقل فى الدول الصناعية المتقدمة الثرية، لذا فإن التهجير القسرى للسكان بسبب تغير المناخ يعد حديثًا على القمة من بين قضايا حقوق الإنسان.

وللدلالة على خطورة أزمة تغير المناخ على الهجرة يكفى أن نضرب مثالا ببنجلاديش حيث ورد فى بعض الإحصاءات أن 4.1 مليون شخص قد نزحوا نتيجة الكوارث المناخية فى عام 2019 وهو ما يعادل 2.5٪ من إجمالى السكان، وأضافت تلك الإحصاءات أنه يمكن أن يتشرد 13.3 مليون شخص بسبب تغير المناخ بحلول عام 2050، وستظل نسبة 18٪ من الأراضى الساحلية مغمورة بحلول عام 2080، وفى هذا الإطار أشار تقرير للبنك الدولى لعام 2018 إلى أن تغير المناخ يمكن أن يدفع أكثر من 140 مليون مهاجر داخلى بسبب تغير المناخ بحلول عام 2050، كما خلصت إحدى الدراسات الحديثة إلى أنه من المتوقع أن يؤدى ارتفاع مستوى سطح البحر غير المخفف إلى إعادة تشكيل توزيع السكان فى بعض الدول، مما قد يؤدى إلى الضغط على المناطق غير الساحلية غير المستعدة لاستيعاب هذه الموجة من المهاجرين الساحليين.

وتضيف الدراسة أن أزمة تغير المناخ تؤثر على الأمن العالمى وتؤدى إلى الاضطرابات الاجتماعية، وهذا ما أوضحه برنامج الأمم المتحدة للبيئة حيث ذهب إلى أن تغير المناخ يعد عاملًا مضاعفًا للتهديد وسببًا لزيادة الصراع، ووفقا لما أوضحه هذا البرنامج فإنه عندما تكون المؤسسات والحكومات غير قادرة على إدارة الضغط أو امتصاص صدمات تغير المناخ، فإن المخاطر على استقرار الدول والمجتمعات ستزداد، ذلك أن تغير المناخ هو «التهديد المضاعف» الذى يؤدى إلى تفاقم الأوضاع الهشة بالفعل وربما يساهم فى زيادة التوترات والاضطرابات الاجتماعية.

وأشار خفاجى إلى أن الاتجاه العالمى يشهد تطورًا ملموسًا فى التقاضى بشأن تغير المناخ، حيث يتزايد الاهتمام بالتقاضى المناخى كأداة لتحقيق العدالة المناخية، إذ تتمتع بعض المحاكم فى بعض الدول بصلاحية النظر فى عدم اتخاذ أى إجراء بشأن تغير المناخ على المصالح المحمية قانونًا ومنها حقوق الإنسان، وأيضًا إجراءات الضرر والإزعاج العام، وفى عام 2015، سجلت محكمة لاهور العليا بباكستان، أن تأخر الحكومة فى تنفيذ سياساتها المناخية ينتهك الحقوق الأساسية للمواطنين، تلاها رفع دعاوى مماثلة فى دول بلجيكا والبرازيل وهولندا وألمانيا وبنجلاديش ونيبال خاصة مسألة العدالة بين الأجيال، وأصبح التمسك بحقوق الإنسان الأساسية من ناحية وواجب الدولة فى حمايتها من ناحية أخرى إحدى الاستراتيجيات المهمة فى التقاضى المناخى للتغلب على المعايير القانونية التقليدية فى قضايا المناخ.

وعلى صعيد الواقع العملى فإن المحاكم لا تزال غير قادرة دائمًا على معالجة بعض النتائج غير العادلة لتغير المناخ، بسبب خلو أنظمتها القانونية من تنظيم التقاضى عن قضايا تغير المناخ وتأثيره على المواطنين، وكثير من الأنظمة القانونية على مستوى العالم غير مؤهلة للتعامل مع الهجرة الناجمة عن المناخ، حيث لا توجد معاهدات متعددة الأطراف أو قوانين وطنية تعالج هذه المسألة على وجه الدقة، مما يتطلب تحديث القوانين والتشريعات فى ضوء حقيقة أن تغير المناخ يمثل تحديًا كبيرًا للقرن الحادى والعشرين، ويمكن أن يتطور التقاضى إلى أداة للدول النامية الضعيفة لمحاسبة الدول المتقدمة والشركات التى تعتبرها مسؤولة عن تغير المناخ، ومنها مقاضاة شركات الوقود الأحفورى.

حوادث تغير المناخ أزمة تغير المناخ العدالة المناخية

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين حوادث تغير المناخ أزمة تغير المناخ زي النهاردة أزمة تغیر المناخ بسبب تغیر المناخ الدول النامیة من ناحیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إجابات أسئلة امتحان الجغرافيا كاملة لطلاب الثانوية العامة 2024

يبحث طلاب الشهادة الثانوية، الشعبة الأدبية عن اجابات اسئلة امتحان الجغرافيا السياسية 2024 الذي أدوه اليوم في تمام الساعة صباحًا واستمر لمدة 3 ساعات كاملة، وضم 46 سؤالًا، منها 44 سؤالًا اختياريًا يتم الإجابة عليها في كراسة البابل شيت، وسؤالين مقاليين يتم الإجابة عليها في ورقة الأسئلة المقالية.

نستعرض في السطور التالية إجابات امتحان الجغرافيا 2024 كاملة التي قدمها مدرس أول جغرافيا سياسية، كحلاوي فتحي محمد، لـ«الوطن»، حتى يمكن للطلبة الاطمئنان إلى نتيجتهم من خلال مقارنة إجاباتهم بها، كالتالي:

إجابة الأسئلة الاختيارية 

1. الظروف المناخية للحد

2. عدد دوائر العرض 

3. اليونان 

4. نظم المعلومات الجغرافية

5. انجلترا

6. م _ س

7. مضيق باب المندب

8. الحوض الأوسط لنهر الراين

9. تجانس السكان

10. الموقع الجغرافى 

11. شربطى عرضى 

12. إنتاج المادة الخام 

13. روسيا الاتحادية

14. س

15. غنية بالموارد الطبيعية

16. أوزباكستان

17. كوريا الجنوبية

 18.  نيجريا وغانا

19. الجهاز التنفيذى لمجلس التعاون

20. الهجرة غير الشرعية

21. أوربا

22. الوادى والدلتا

23. إجراء الانتخابات

24. موريتانيا

25. انظمة الحكم السياسية 

26. الزنوج فى جنوب أفريقيا

27. زيادة انبعاث الغازات الدفيئة 

28. العراق وسوريا

29. طبيعة العلاقات الدولية فى السلم

30. بوركينا فاسو

31. الشركات متعددة الجنسيات 

32. 65

33. مياه إقليمية وتكملية

34. كتالونيا

35. امتلاكها مياه داخلية

36. معاهدة ماسترخت

37. الحافة خارجية المياه الإقليمية والتكملية

38. بوليفيا وباراجواي

39. الفصل بين تنفيذية وتشريعية

40. مشروعات البنيه التحتية

41. نجاح الحلف في توسع شرقا

42. جورجيا

43. السياسية الاستعمارية

44. إنجلترا ونيجيريا

إجابة الأسئلة المقالية 

45. مظاهر تأثير النظام العالمى الجديد على الدول النامية

1- احتكار مطلق للسلاح والمال والتكنولوجيا من قبل دول الغرب الرأسمالية ومن ثم تحويل كثير من المساعدات الاقتصادية والمالية والتكنولوجية والتبادل التجاري لصالح العلاقات الجديدة بين شرق أوربا والغرب عموما علي حساب الدول النامية.

2- لم تعد الدول النامية في سلم أولويات الدول الغربية المتقدمة حيث اتجه الاهتمام إلي دول أوربا الشرقية.

3- يدور الصراع الراهن حول التكنولوجيا لتوظيفها من اجل الوصول إلي اعلي معدلات الإنتاج، ولذلك يدور الصراع الخفي علي المواد الخام التي تدخل في الصناعات التكنولوجية المتقدمة مثل: اليورانيوم والذي تتوافر خاماته في بعض الدول النامية وخاصة إفريقيا؛ ما يجعلها مطمعا للدول المتقدمة.

46. التكتلات الاقتصادية تقوم على أساس التنوع وليس التشابه مثل تنوع الموارد الاقتصادية فمثلا دخول مصر الكوميسا للحصول على المواد الخام المختلفة.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تدلي ببيان مشترك نيابة عن 69 دولة حول تغير المناخ وحقوق الإنسان
  • أمام الدورة السادسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف الإمارات تدلي ببيان مشترك نيابة عن 69 دولة حول تغير المناخ وحقوق الإنسان
  • إجابات أسئلة امتحان الجغرافيا كاملة لطلاب الثانوية العامة 2024
  • باحث بالموارد المائية يكشف أهم الخطوات للتكيف مع تغيرات المناخ
  • الصين تؤكد استعدادها لتقديم حلول العلوم والتكنولوجيا النووية لعدد من الدول النامية
  • استمرار النزاع وكوارث المناخ وراء تضرر 75 ألف يمني منذ مطلع العام
  • في أول يوم عمل.. وزيرة البيئة تستقبل مديرة وكالة أودا نيباد
  • باحث : تاثير تغير المناخ علي الإنتاج الزراعي بالاسماعيلية
  • ياسمين فؤاد وزيرة البيئة.. رحلة 25 عاما من قيادة العمل البيئي في مصر
  • من هي الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ؟