اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية قوة ناعمة داعمة للدولة
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
سيطرت في الأيام القليلة الماضية، ردود أفعال واسعة ومتباينة على المستوى المحلى و الدولى معا ابان تدشين اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية بوسط سيناء بتشكيلة الجديد بين مؤيد و معارض.
ولقد سعدت على المستوى الشخصى وبصفتى عضوا بهذا الاتحاد بهذه الردود المعارضة قبل المؤيدة، حيث أنها قد أظهرت قوة و أهمية الحدث فى زمانه و مكانه.
فمن ناحية التوقيت، جاء في ظل المناورات الصهيونية الساعية لاجتياح رفح الفلسطينية ومحاولة تنفيذ مخطط التهجير القسرى للاخوة الفلسطينين إلى سيناء و تصفية القضية الفليسطينية.
ومن ناحية المكان هو سيناء الحبيبة و بالتحديد وسط سيناء جنوب رفح المصرية بمدينة السيسي الجديدة على بعد حوالى 4 كيلو مترا من الحدود و التى تم تدشينها مع تدشين الاتحاد.
فكان من الطبيعي أن يهاجم المتآمرين هذا الحدث المفاجئ لهم، والذى حمل رسالة لهم ولأمثالهم بأن جميع أطياف الشعب المصرى من الجنوب إلى الشمال، و من الغرب إلى الشرق.
جاء ليعلن من هناك اتحاده واصطفافه ضد هذا المخطط، وكان لهذه الرسالة دلالة واضحة عندما تم اختيار أحد مشايخ قبائل سيناء رئيسا لهذا الاتحاد ليعلن ممثلين جميع القبائل والعائلات المصرية أنهم مع قبائل سيناء ومع الدولة ومؤسساتها فى صد وإفشال هذا المخطط.
أما ردود الافعال الوطنية التى تولد لديها مخاوف و تساؤلات حول هذا الحدث فقد يظن البعض أن دور القبائل العربية مع الدولة حديث العهد، وأن ائتلافهم هذا يمثل خطرا على كيان دولتنا الوطنية.
ولكن التاريخ له رأى آخر فى هذا الشأن، وقد دلت الاحداث و المواقف التاريخية دائما على أن هذه القبائل وبالذات الحدودية منها كان لها دورا هاما و بارزا، ودائما يظهر فى وقت الازمات التى تمر بها الدولة وبالأخص ناحية الحدود.
وللقبائل العربية تاريخا مشرفا، و بطوليا بجانب قواته المسلحة و جيشه الوطنى، ومن أهم وأبرز هذه المواقف فى العصر الحديث:
اولا: فى عهد الوالى محمد على باشا:
أرسل الوالى حملة عسكرية بقيادة إبنه القائد إبراهيم إلى اثيوبيا للسيطرة على منابع النيل و لاخماد القلاقل هناك، و اخضاع هذا الاقليم له، فاستعان القائد إبراهيم فى حملته هذه بالقبائل العربية الموجود بجنوب مصر و بالتحديد بأسوان، و هم قبائل الجعافرة، و العبايدة، و البشارية لكى يقوموا بارشاد الحملة الوطنية الى الطريق السليم، و الاسرع للوصول الى اثيوبيا خلال الطرق الجبلية المجهولة للجيش، والمعلومة لهم فهم يدرون دراية تامة بالطرق الجبلية الوعرة، و كان نتيجة ذلك وصول القائد إبراهيم بجيشه إلى اثيوبيا بسلام، و لدى عودته قام بتكريم مشايخ هذه القبائل بالقعلة تقديرا لدورهم البارز الذى قاموا به.
ثانيا: و تكرر هذا المشهد أيضا فى عهد الخديوى اسماعيل عندما أرسل حملة أخرى لهذا الغرض لاثيوبيا مجددا و استعان بنفس القبائل الحدودية للدلالة، و الارشاد حتى لا يضل الجيش الطريق، و ما كان من الخديوى هذه المرة إلا أن قام بتكريم تلك القبائل و هى الجعافرة (الخبيرين) - العبايدة - البشارية باعفائهم و ذويهم حتى الذين كانوا يسكنوا وادى النيل من الجهادية، و فى نفس الوقت فتح لهم باب التطوع فى غفر الحدود و الهجانة لما لمسه منهم من خبرة، و إخلاص، و أمانة، و وطنية.. و مازالت تلك القبائل تحتكر حتى الآن التطوع بسلاح الحدود، و تجنيد أبنائها بهذا السلاح الذى يبرعون فيه.
ثالثا:و تتجلى الوطنية مرة اخرى و تصل ذروتها عام 1915 م و أثناء الحرب العالمية الأولى فى واحة الغروب بمطروح، فلقدسطر قبائل مطروح و الواحات ملحمة وطنية فى أول ثورة مسلحة ضد الاحتلال الانجليزى منذ احتلاله لمصر عام 1882 م، و التى سبقت ثورة 1919 م، حيث اصطفت قبائل مطروح و الواحات خلف الضابط المصرى و هو اليوزباشي محمد صالح حرب إبن أسوان، و كان وقتها الحاكم العسكرى لسيوة و الواحات، حيث قاد هذا الضابط المصرى ثورة مسلحة ضد الإنجليز لتعدى قائدهم على أحد نساء القبائل العربية بغرب مطروح، و شاركت معه و مع الجنود المصريين جموع من قبائل أولاد على، حيث واجه أبناء القبائل فى صحراء مصر الغربية قوات الجيش الانجليزى، و تمكنت هذه القبائل من قتل قائدهم ( اسناو ) فى معركة وادى ماجد على الرغم من كثرة عدد الجنود البريطانين و السلاح و العتاد الحديث، فى حين كانت هذه القبائل تقاتل باسلحة بدائية و على ظهور خيولهم، و ظل هذا اليوم و حتى الآن عيدا قوميا لمحافظة مطروح.
رابعا: أما قبائل شبه جزيرة سيناء فلست انا من يكتب عن بطولاتهم و وطنيتهم و دورهم البارز مع جيشهم الوطنى منذ عام 1948 م و حتى اليوم.. فهم دائما على خط المواجهة الأول مع العدو الصهيونى تارة، و مع أهل الشر و الجماعات الارهابية تارة اخرى.
فلا احد منا يستطيع أن ينكر وقوفهم مع الفدائيين فى حرب 1948م، و حرب 1956 م، و حرب الاستنزاف، و العبور فى عام 1973 م، وقد أبليت هذه القبائل بلاءا حسنا دون باقى القبائل الحدودية الحروب المتتالية، فلا يستطيع أحدا أن يزايد على دورهم الوطنى، و مساندتهم و معاونتهم لقواتهم المسلحة المصرية، و الذى تجلى هذا مؤخرا فى مساندة القوات المسلحة فى القضاء على الدواعش، و الجماعات الارهابية.. لذلك ليس كثيرا عليهم أن يتولى أحد أبنائهم رئاسة اتحاد القبائل العربية إن مصر ياسادة دولة مؤسسات، و ليست دولة مليشيات، تمتلك جيشا وطنيا من أبناء شعبها، و ليس جيش مرتزقة.
و مما سبق يتضح لنا جليا بأن دور القبائل العربية المصرية ينشط و يتجلى خلف القوات المسلحة المصرية و مساندة قرارات الدولة الوطنية و بهذا يكون اتحاد القبائل العربية و العائلات المصرية الذى تم تدشينه هو أحد مظاهر القوى الناعمة و الداعمة للدولة المصرية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: اتحاد القبائل العربية اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية المستشار محمد إسماعيل مقالات اتحاد القبائل العربیة هذه القبائل
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة يستعرض جهود الدولة المصرية في استقبال المصابين الفلسطينيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رحب الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة، بالوفود المشاركة باجتماع المجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب، قائلا: أرى إن هناك حضورا مميزا من الدول الأعضاء، وهو ناتج حث وطنى حيال ما تمر به المتطقة بشكل عام، لافتا إلى أن اتحاد الأطباء العرب كجهة منبثقة من جامعة الدول العربية، كان ينقصنا أن المجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب جزء من اجتماعاتنا للتواصل مع قطاع عريض من مقدمى الخدمات الصحية.
وزير الصحة: نأمل استعادة دور اتحاد الأطباء العرب فى ظل ما تشهده المنطقةوأضاف "عبد الغفار" خلال كلمتها باجتماع المجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب: أتمنى بعد فترة غياب لتسيس الاتحاد، واستمرار وجود محاولات لإجهاض اتحاد الأطباء العرب، أن يتم استعادة دوره الوطنى الهام على مستوى المنطقة بالكامل، حيث إن الروابط الطبية العربية، هى جزء أساسى من اهتمامات مجلس وزراء الصحة العرب، أجد وجود اتجاه للنظر إلى المساعدات الإنسانية لفلسطين الشقيقة.
وزير الصحة يستعرض جهود الدولة المصرية في استقبال المصابين الفلسطينيين
وتابع: منذ 7 أكتوبر فيما يخص المساعدات الإنسانية للأشقاء فى فلسطين، فقد تم تكليفنا من الرئيس أن نكون على أهبة الاستعداد ونفعل كل القطاعات من خلال خطة طوارئ لاستقبال المصابين الفلسطينيين، بداية من أول نوفمبر، وبدأنا فى استقبال حالات شدة الإصابات قاسية جدا قد تصل إلى 7 تخصصات طبية تتطلب لتدخل فى وقت واحد، نتيجة لقسوة القصف، كما خصصنا حوالى 18 ألف سرير و١٥٠٠ سرير رعاية مركزة و٣٥ ألف طبيب و٢٥ ألف من التمريض، بالتزامن مع فتح باب التطوع بنقابة الأطباء للعمل في علاج المصابين.
وأضاف وزير الصحة: مع تصاعد الأحداث تطورت الأعداد ووصلت إلى استقبال من 80 إلى 120 حالة إصابات قاسية نستقبلها بشكل يومى، بخلاف المرافقين، وتم تطعيم 20 ألف طفل خلال فترة الهدنة، وعبر 18 شهر عانى مرضى الغسيل الكلوى والأمراض المزمنة من توقف علاجاتهم، هذا بالإضافة إلى قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي باستقبال الأطفال الخدج وقد تماثل أغلبهم الشفاء، بالتعاون بين مستشفيات الصحة والجامعية.
واستطرد: وجود اتحاد الأطباء العرب فى تلك الأحداث كان يمكن أن يكون له تأثير قوى، وتخفيف العبء وآلام الأشقاء فى فلسطين، مؤكدا دعم مصر لكل عمل يقوم به الاتحاد، مؤكدا أن تفعيل الاتحاد والانتهاء من الاجتماع ورفع توصياته لمجلس وزراء الصحة العرب المقرر عقده فى مايو المقبل، سيكون له تأثير إيجابى فى ظل وجود الكثير الذى يمكن للاتحاد أن يقدمه.