تقرير فرنسي: استعادة العلاقات بين أنقرة والقاهرة يعزز تعاونهما في ليبيا بدلا من التنافس
تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT
كشف تقرير للإذاعة الفرنسية الحكومية أن استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين تركيا ومصر، يمثل أملا بأن يحل التعاون بدلا من التنافس بين القوتين الإقليميتين في ليبيا.
مصر وتركيا تعلنان رفع العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى السفراءوبحسب التقرير الذي نُشر يوم الاثنين، يأمل محللون أن تساعد عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين القاهرة وأنقرة، في تخفيف التوترات في جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط.
وترجّح المحللة الأمنية المختصة في شؤون ليبيا، آية بورويلة، أن ينعكس الأمر بشكل جيد ومفيد في ليبيا، لأن كلا الجانبين يدعمان فصائل مختلفة، مشيرة إلى أن الوقت حان للقوى الدولية أن تكتشف شيئا يمكن الاتفاق عليه.
ويذكر التقرير الفرنسي العام 2020، حين أدى التدخل العسكري التركي لدعم حكومة الوفاق السابقة ضد قوات القيادة العامة بقيادة المشير خليفة حفتر إلى دفع القاهرة وأنقرة إلى حافة مواجهة مباشرة.
ويشير مستشار الشؤون الخارجية للرئيس التركي، مسعود كاسين، إلى أن القوات التركية والمصرية كادت أن تتواجه، لكن التعاون الاقتصادي حاليا يوفر وسيلة للمضي قدما للخروج من التوترات الحالية في ليبيا.
وأضاف: "تركيا ومصر في المقام الأول قد تجلبان أمن الطاقة وتجارة الطاقة، كما أنهما إذا اجتمعتا في ليبيا، ينبغي أن يكون ذلك مفيدا لتركيا وليبيا".
وأوضحت بورويلة، أن الوجود العسكري التركي ونشر المرتزقة السوريين في ليبيا "يشكلان عقبات محتملة أمام التقارب التركي المصري"، إذ أن القاهرة "تريد أن ترى انسحاب القوات التركية من ليبيا وانسحاب المرتزقة السوريين من ليبيا، ومصر لديها خط أحمر في ليبيا".
ويشير الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن في لندن، جليل حرشاوي، إلى أن ثروة ليبيا الهائلة من الطاقة ستوفر حافزا قويا للتعاون، مرجحا إبرام صفقة في الأيام المقبلة، في ظل دعم تركيا الطرف المسيطر على غرب ليبيا، ودعم مصر القوات في شرق البلاد.
وفي رأي حرشاوي "يمكن للعمال المصريين أن يجدوا وقتا أسهل في العثور على وظائفهم التقليدية في النصف الغربي الأكثر اكتظاظا بالسكان في ليبيا. وإذا قاموا في المقابل بتسهيل الوجود الاقتصادي التركي في الشرق فسيكون ذلك أفضل للجميع من منظور اقتصادي".
وأشار التقرير الفرنسي إلى زيارة مرتقبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأنقرة، حيث ينتظر أن يتصدر الملف الليبي محادثاته مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
ووفق التقرير، يُنظر إلى الزيارة على أنها إشارة رمزية للعودة إلى العلاقات الطبيعية، وهذا بدوره يجلب الأمل في أن يحل التعاون محل التنافس بين البلدين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الإقليمية.
وقال حرشاوي: "سيتعلق الأمر بالاعتناء بليبيا وتجنب تفاقم الأوضاع في المسارح الثانوية مثل تونس، أو إذا وقعت تشاد في مشكلات بالنظر للصراع في السودان"، مضيفا "يمكنك أن تفترض فقط أن تركيا ومصر في نفس الجانب تقريبا"، ولفت إلى اتفاقهما بشأن الوضع في السودان.
المصدر: بوابة الوسط
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أنقرة ازمة الاقتصاد الأزمة الليبية القاهرة خليفة حفتر رجب طيب أردوغان طرابلس عبد الفتاح السيسي أخبار مصر اليوم فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
أكاديمي إسرائيلي يهاجم أردوغان بعد دعوته لقطع العلاقات الدولية التجارية مع الاحتلال
ما زالت دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقطع العلاقات التجارية مع دولة الاحتلال تثير العديد من التفسيرات داخلها، في ضوء العلاقات المتينة بين أنقرة و"تل أبيب" في الجانب الاقتصادي، والتبعات المتوقعة لمثل هذه الخطوة على الصعيدين السياسي والتجاري.
د. شاي إيتان كوهين يانروجاك الباحث في "مركز استراتيجية إسرائيل الكبرى" (ICGS)، زعم أن "أردوغان باعتباره رجل دولة متمرس يهيمن على صنع القرار في أنقرة لأكثر من عقدين من الزمن، فقد فهم قواعد اللعبة السياسية، ومفادها أنه عندما تتفاقم مشكلة تركية داخلية، فإنه يسحب ورقة العلاقات الخارجية ويغطيها، وهذه المرة المشكلة التي يتقن استخدامها أردوغان هي إسرائيل، التي أعلن عن قطع العلاقات معها خلال حديثه مع الصحفيين في طائرته العائدة من قمة المناخ في أذربيجان".
وأضاف في مقال نشره موقع "ويللا" العبري، وترجمته "عربي21"، أن "تصريحات أردوغان العدوانية تجاه دولة الاحتلال تأكيد على ظاهرة تنفرد بها تركيا التي لا تزال تعيش على أبخرة مجد الإمبراطورية العثمانية، لأنه رغم كل المشاكل الاقتصادية، فلا يزال مواطنوها يعلقون أهمية كبيرة على صورة تركيا على الساحة الدولية، ويريدون رؤيتها باعتبارها لاعبا خارقا مثل تركيا أيام السلطان عبد الحميد، إن لم يكن بالأفعال، فعلى الأقل بالكلام، وهكذا يرضي الرئيس أردوغان رغبة قلوبهم".
وأوضح أن "أردوغان باعتباره من استوعب هذا الأسلوب جيدا، فإنه يحرص على التعبير عن نفسه في كل قضية دولية، وكأنها قضية لها التأثير الأكبر على الحياة اليومية للمواطن التركي، وليس أهم من القضية الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي من الحديث عنهما، ولذلك فقد جاءت دعوته لقطع العلاقات التجارية معها في نفس الإطار وذات الاستراتيجية".
وأشار إلى أن "أردوغان لم يكتف بإعلان وقف العلاقات التجارية مع إسرائيل، بل كرر نفس التصريحات العدوانية المعروفة ضدها، وهدّدها بمعركة قانونية في محكمة العدل الدولية في لاهاي، مع العلم أنه في بداية أغسطس شاركت تركيا في معركة جنوب إفريقيا دعوى قضائية ضد الاحتلال الإسرائيلي في لاهاي بتهمة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة".
وأكد أن "العلاقات التجارية بين أنقرة وتل أبيب تم قطعها بقرار أحادي اتخذته الأولى في أبريل الماضي، وبدأ بفرض قيود تجارية على 54 منتجا تصدرها إلى الأخيرة، بما في ذلك الإسمنت والصلب، وبلغت علاقاتهما التجارية آنذاك 9.5 مليار دولار، رغم ما قيل حينها عن العثور على طرق التفافية للاحتيال على هذه المقاطعة بتوسيط دولة ثالثة، ما دفع بالمعارضة التركية لفضح هذه الخديعة، لكن وزير الاقتصاد التركي عمر بولات رفض كل الادعاءات بالاستمرار في إقامة علاقات تجارية مع الاحتلال الإسرائيلي".
واستدرك بالقول أنه "رغم الإعلان الرسمي لأردوغان بقطع العلاقات التجارية مع دولة الاحتلال، ودعوته للدول الصديقة بأن تحذو حذوه، لكن تركيا لديها الكثير لتخسره من قطع هذه العلاقات، لأنه ابتداء سيحد من وصول بضائعها إلى الأراضي الفلسطينية، فضلا عن التبعات المتوقعة لمثل هذه الخطوة على علاقات أنقرة بواشنطن، خاصة مع مجيء الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي يحتفظ بعلاقة جيدة مع أردوغان".