دراسة: المواد البلاستيكية السامة تتسرب إلى الدم عبر الجلد
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
أظهرت دراسة جديدة نشرت في دورية "إنفيرومنت إنترناشيونال" أجراها باحثون في جامعة برمنغهام البريطانية، أن المواد الكيميائية السامة المستخدمة في المواد البلاستيكية المقاومة للّهب يمكن امتصاصها في الجسم عبر الجلد عن طريق ملامسة المواد البلاستيكية الدقيقة.
وتقدم الدراسة أول دليل تجريبي على أن المواد الكيميائية التي تُضاف في المواد البلاستيكية الدقيقة يمكن أن تتسرب إلى العرق البشري، ثم يمتصها الجلد إلى مجرى الدم.
ويقول البيان الصحفي الصادر من جامعة برمنغهام : الضّرر الناجم عن المواد البلاستيكية الدقيقة ليس مفهوماً تماماً، إلا أن هناك قلقا متزايداً بشأن دورها في زيادة تعرض الإنسان للمواد الكيميائية السامة، وهو ما استدعى حظر العديد من المواد الكيميائية المستخدمة كمثبطات للّهب ومواد ملدّنة (وهي مواد تضاف لزيادة المرونة أو السيولة للمادة التي تضاف إليها)، وذلك بسبب الأدلة على آثارها الصحية الضارة بما في ذلك تلف الكبد أو الجهاز العصبي والسرطان والمخاطر على الصحة الإنجابية. ومع ذلك، لا تزال هذه المواد الكيميائية موجودة في البيئة في الأجهزة الإلكترونية القديمة والأثاث والسجاد ومواد البناء.
تسرب البلاستيك إلى جسم الإنسانوأظهرت الدراسة التجريبية الحالية، أنه يمكن أيضا امتصاص هذه المواد الكيميائية من العرق عبر حاجز الجلد إلى الجسم، وهو ما حققته في نتائج تجاربها التي استخدمت فيها نماذج مبتكرة ثلاثية الأبعاد للجلد البشري كبدائل لحيوانات المختبر والأنسجة البشرية المستأصلة، ثم عرّضت النماذج على مدار 24 ساعة لشكلين شائعين من المواد البلاستيكية الدقيقة التي يبلغ قطرها أقل من 5 مليمترات، وتحتوي على مركبات "إثيرات ثنائي الفينيل متعدد البروم"، وهي مجموعة كيميائية تستخدم عادة في المواد البلاستيكية والأثاث لمنع اشتعالها أو تؤخر انتشار اللهب فيها.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الجلد يمكن أن يمتص ما يصل إلى 8٪ من المادة الكيميائية، في حين يمتص الجلد الأكثر رطوبة -أو "الأكثر تعرقًا"- مستويات أعلى من تلك المواد الكيميائية.
وبهذه النتائج تقدم الدراسة أول دليل تجريبي على كيفية مساهمة هذه العملية في زيادة مستويات المواد الكيميائية السامة الموجودة في الجسم.
يقول الدكتور "أوفوكروي أبافي" الذي يعمل الآن في جامعة برونيل وأشرف على الدراسة أثناء وجوده في جامعة برمنغهام: "إن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة موجودة في كل مكان في البيئة، ومع ذلك ما زلنا لا نعرف سوى القليل نسبيا عن المشاكل الصحية التي يمكن أن تسببها، وتُظهر أبحاثنا أنها تلعب دورا كحاملات للمواد الكيميائية الضارة، والتي يمكن أن تصل إلى مجرى الدم عبر الجلد".
ونظراً لثبات هذه المواد، فإنّ التعرض المستمر أو المنتظم لها يمكن أن يؤدي إلى تراكم تدريجي حتى يصل إلى النقطة التي تبدأ فيها في التسبب بالضرر.
ومن جهته يرى الدكتور "محمد عبد الله" الأستاذ المشارك في العلوم البيئية بجامعة برمنغهام والباحث الرئيسي في المشروع، أن "هذه النتائج توفر أدلة مهمة للمنظمين وصانعي السياسات لتحسين التشريعات المتعلقة بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة وحماية الصحة العامة".
أما البروفيسور "ستيوارت هاراد" الباحث المشارك في الدراسة، فيؤكد أن "الدراسة توفر خطوة مهمة إلى الأمام في فهم مخاطر التعرض للمواد البلاستيكية الدقيقة على صحتنا، وبناء على نتائجنا هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم المسارات المختلفة للتعرض البشري بشكل كامل للمواد البلاستيكية الدقيقة وكيفية التخفيف من المخاطر الناجمة عن هذا التعرض".
ووفقا لبيان جامعة برمنغهام، فإن الفريق البحثي يخطط في الأبحاث المستقبلية للتحقيق في الطرق الأخرى التي يمكن من خلالها دخول المواد الكيميائية السامة إلى الجسم عبر المواد البلاستيكية الدقيقة، بما في ذلك الاستنشاق والابتلاع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات المواد البلاستیکیة الدقیقة الکیمیائیة السامة المواد الکیمیائیة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
العقاقير الطبية التي تضر بالكلى وكيفية تجنبها
يمانيون|منوعات
يتساءل الكثيرون عن الأدوية التي قد تؤثر على صحة الكلى، بهدف الوقاية من أي مضاعفات محتملة. هناك بعض أنواع العقاقير التي قد تسبب تلفًا للكلى عند استخدامها لفترات طويلة أو دون إشراف طبي مناسب.
أبرز الأدوية الضارة للكلى
الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs)
تُستخدم هذه الأدوية لتخفيف الألم والالتهاب، لكنها قد تشكل خطرًا على الكلى عند تناولها لفترات طويلة. تكمن خطورتها في أنها تقلل من إنتاج البروستاجلاندين، وهي مركبات مسؤولة عن توسيع الأوعية الدموية في الكلى، مما يقلل تدفق الدم المؤكسج إليها.
من أمثلة هذه الأدوية:
الإيبوبروفين
نابروكسين
ديكلوفيناك
الأمينوغليكوزيدات
فئة من المضادات الحيوية تُستخدم لعلاج العدوى البكتيرية الشديدة، مثل جنتاميسين وتوبراميسين وأميكاسين. هذه المضادات تتراكم في الخلايا الأنبوبية القريبة للكلية، مما قد يؤدي إلى ما يُعرف بسمية الكلى للأمينوغليكوزيد.
من أبرز أعراض هذا الضرر:
ارتفاع مستوى الكرياتينين في الدم
انخفاض إنتاج البول
اضطراب توازن الإلكتروليتات
فانكومايسين
مضاد حيوي قوي يُستخدم لعلاج الالتهابات المقاومة للمضادات الحيوية. الاستخدام غير المناسب أو الجرعات العالية من فانكومايسين قد تسبب تلفًا حادًا للكلى، خاصة عند وجود عوامل أخرى ضارة بالكلى مثل الأمينوغليكوزيدات.
بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم
تشمل هذه فئة مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs)، والتي تُستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. يمكن أن تضعف هذه الأدوية وظائف الكلى، خصوصًا في حالات الجفاف أو انخفاض حجم الدم، أو عند استخدامها مع أدوية أخرى ضارة بالكلى مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ومدرات البول.
نصائح للوقاية
استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء لفترات طويلة.
مراقبة وظائف الكلى بشكل دوري عند الحاجة لاستخدام أدوية قد تؤثر على الكلى.
شرب كمية كافية من الماء لتقليل خطر تراكم السموم في الكلى.
تجنب الجمع بين أكثر من دواء قد يؤثر على الكلى دون إشراف طبي.
باتباع هذه الاحتياطات، يمكن تقليل خطر تلف الكلى والحفاظ على صحتها على المدى الطويل.