مستشفى الصداقة لعلاج مرضى السرطان في مدينة غزة، بدأ تشييده في 2011 بتمويل من الحكومة التركية، ودخل الخدمة عام 2020 بعد أن تعثرت أشغال بنائه وتجهيزه بسبب ظروف الحصار، وهو الوحيد من نوعه في قطاع غزة. توقف عن الخدمة مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بسبب الأضرار البالغة في المبنى وتعطّل الأنظمة الكهروميكانيكية إثر استهدافه بالغارات الجوية الإسرائيلية.

وإضافة إلى ذلك توقف المستشفى بسبب نفاد الوقود والأدوية، وأظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية أن جيش الاحتلال أصبح يتخذ من المستشفى ثكنة عسكرية تتمركز فيها عشرات الآليات، كما جرف بعض المنشآت في فنائه.

الموقع والمبنى

يقع مستشفى الصداقة في المنطقة الوسطى في قطاع غزة، بمحاذاة شارع الحرية، في واحدة من أفضل مناطق غزة من حيث الهدوء والبيئة الخضراء، حيث اختيرت لتكون مناسبة لعلاج مثل هذا النوع من المرض.

ويتكون المبنى من 8 أجنحة يصل بعضها إلى 6 طوابق، ويتوفر على 200 سرير، ويرتبط بجسر مع مبنى كلية الطب بالجامعة الإسلامية، ويضم أقساما لبنك الدم والعمليات والعلاج الطبي والمناظير والصيدلية والكلى والقلب والحضانة والعيادات الخارجية والأشعة والمختبرات وقاعة للمؤتمرات، ومبنى للإدارة.

أما عن طاقته السنوية فباستطاعته استيعاب 30 ألف مريض، و1700 متدرب ما بين طالب طب وتمريض وخدمات صحية مساعدة.

مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني في غزة (الأناضول) التأسيس

بدأت أشغال بناء المستشفى عام 2011 على مساحة تبلغ 33 ألفا و400 متر مربع، بتمويل من الحكومة التركية، وبلغت تكلفة بنائه 40 مليون دولار، وتكلفة الأجهزة والمعدات الطبية 10 ملايين دولار وفق تقارير إخبارية.

وأقيم ليكون مركزا لعلاج مرضى السرطان في قطاع غزة، إضافة إلى تدريب طلاب التخصصات الطبية التابعة للجامعة الإسلامية، إلا إنه، وبسبب ظروف القطاع، تأخر اكتمال الأشغال عن الآجال المحددة، كما تأخرت آجال بدء التشغيل بعد انتهاء بنائه.

واتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية بأنها عطلت افتتاح المستشفى بعد تسلمه في 2017، بينما قال رئيس الوزراء الفلسطيني حينها محمد اشتية "إن إكمال الاتفاق مع الحكومة التركية لتغطية المصاريف التشغيلية هو ما تسبب في تأخير تشغيله".

ولأن انطلاقة العمل تزامنت مع جائحة كورونا (كوفيد-19) فقد تم تحويل المستشفى إلى مرفق لعزل المصابين ومخالطي المرضى.

وابتداء من 2021 نقلت إليه خدمات علاج الأورام بعد أن كانت موزعة في عدد من المستشفيات الحكومية في القطاع، ليكون مركزا متخصصا ومتكاملا والوحيد لعلاج مرضى السرطان في قطاع غزة، وتولت إدارته وزارة الصحة بالتنسيق مع الجامعة الإسلامية في غزة التي بني على أرض تابعة لها.

استهدافات إسرائيلية

مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى بداية أكتوبر/تشرين الأول 2023 تعرض محيط مستشفى الصداقة لقصف جوي متكرر أصاب بعض أجنحة المبنى وأثر على سير العمل فيه.

وجراء استمرار الاستهدافات ونفاد الوقود ومنع دخول الأدوية، تفاقمت معاناة مرضى السرطان نزيلي المستشفى، ولم تكترث إسرائيل لتحذيرات منظمة الصحة العالمية.

وقال مدير المستشفى صبحي سكيك "إن الاحتلال لا يكتفي بزيادة معاناة مرضى السرطان بحرمانهم من الأدوية والسفر للعلاج خارج غزة، بل أصبح يعرض حياتهم للخطر بالقصف".

الخروج عن الخدمة

في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية خروج المستشفى عن الخدمة بعد تعرضه لأضرار بالغة جراء القصف الجوي الإسرائيلي، إضافة إلى نفاد الوقود.

كما أكد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس خروج المستشفى عن الخدمة، داعيا لإنقاذ حياة هؤلاء المرضى.

وغادر مرضى السرطان مستشفى الصداقة التركي مجبرين، وتضاعفت معاناتهم مع المرض وانعدام الأدوية والعلاجات والمنع من السفر بحثا عن العلاج في الخارج أو في القدس والضفة والداخل المحتل، فضلا عن غياب الأمان بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل على مختلف مناطق القطاع.

وبخروجه عن الخدمة انضم مستشفى الصداقة إلى قائمة مستشفيات غزة التي توقفت عن تقديم الخدمات الطبية للمصابين أثناء الحرب، إضافة إلى أكثر من 150 مؤسسة صحية أخرى تعرضت لتدمير جزئي.

ثكنة عسكرية

أظهر تحليل الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية في الفترة ما بين نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وأبريل/نيسان 2024 تزايدت أعداد الآليات العسكرية الإسرائيلية داخل مستشفى الصداقة، الذي حوله الاحتلال إلى ثكنة عسكرية.

كما أظهرت إحاطته بتحصينات ترابية لحماية عشرات الآليات التي تتمركز في محيطه، مع تفريع خط إمداد لوجستي يربط بين المستشفى/الثكنة وما يعرف بـ"طريق نتساريم" الذي استحدثه جيش الاحتلال للفصل بين شمال وجنوب قطاع غزة.

ولم يكن هذا المستشفى إلا واحدا من مجموعة مستشفيات مهمة وكبرى في قطاع غزة استهدفها الجيش الإسرائيلي بالقصف الجوي والاقتحامات، من بينها مستشفى الشفاء ومستشفى كمال عدوان والمستشفى المعمداني ومستشفى ناصر، وغيرها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات مستشفى الصداقة مرضى السرطان فی قطاع غزة عن الخدمة

إقرأ أيضاً:

الأطباء يكشفون تطورات الحالة الصحية لـ«البابا فرنسيس»

احتفل الفاتيكان بالعام المقدس، السبت، بدون البابا فرنسيس الأول، الذي أمضى ليلته الثامنة في المستشفى جراء إصابته بالتهاب رئوي.

وبحسب تصريحات الكرسي الرسولي فإن البابا فرنسيس لن يظهر علنا غدا الأحد ليقود القداس الأسبوعي المعتاد وذلك للأسبوع الثاني على التوالي.

وأشار الأطباء إلى أن التهديد الرئيسي الذي يواجه فرنسيس (88 عاما) سيكون بداية تعفن الدم (إنتان الدم)، وهو عدوى خطيرة في الدم يمكن أن تحدث كمضاعفات للالتهاب الرئوي، بحسب وكالة “أسيوشيتدبرس”.

ولا تزال الصورة السريرية للبابا معقدة، بينما قال الفريق الطبي للبابا في أول تحديث متعمق لحالته، “إنه حتى أمس الجمعة لم يكن هناك دليل على أي تعفن في الدم، وكان البابا يستجيب للأدوية المختلفة التي يأخذها”، مؤكدين أنه “لم يخرج من الخطر بعد”.

ودخل البابا فرنسيس الذي يعاني من مرض مزمن في الرئة مستشفى جيميلي بروما في 14 فبراير بعد أسبوع من نوبة التهاب الشعب الهوائية.

وأعلن الفاتيكان صباح السبت أن البابا فرنسيس أمضى ليلته الثامنة في المستشفى وقال الكرسي الرسولي في بيان نشر على موقع أخبار الفاتيكان على الإنترنت: “قضى البابا فرنسيس ليلة مريحة”.

ويفترض الطاقم الطبي بقيادة سيرجيو ألفيري من مستشفى جيميلي، ولويجي كاربوني، طبيب فرنسيس الشخصي، أنه سوف يتعين على البابا البقاء في المستشفى الأسبوع الجاري على الأقل.

ولكنهم لم يقدموا أي تفاصيل أكثر دقة، حيث لا يمكن التنبؤ بالمضاعفات المحتملة، وفقًا للأطباء الذين أكدوا أنه يجب منع حدوث مضاعفات بأي ثمن.

مقالات مشابهة

  • تامر حسني يتكفل بنفقات علاج لاعب الزمالك السابق من السرطان | تفاصيل
  • أمريكا.. مقتل مسلح أطلق النار في مستشفى بولاية بنسلفانيا
  • مركز أورام الفيوم يجرى أول عملية كي بالتبريد للأعصاب الضلعية لعلاج الآلام المزمنة
  • الأطباء يكشفون تطورات الحالة الصحية لـ«البابا فرنسيس»
  • مدرب لياقة بدنية يفقد 90% من فكه بسبب سرطان نادر.. خضع لـ35 جلسة علاج إشعاعي
  • مركز أورام طنطا يستضيف خبير عالمي في علاج أمراض السرطان
  • نتنياهو يصدر أوامر للجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية مكثفة في الضفة الغربية المحتلة
  • بعد الإبادة .. الهلال الأحمر الفلسطيني يفتتح أول مستشفى ميداني بغزة
  • مستشفى كمال عدوان بغزة يعود للعمل بإمكانيات شحيحة
  • مستشفى الهلال الأحمر الميداني بغزة يبدأ بعلاج عشرات المرضى والجرحى