محور نتساريم.. مفرق الشهداء في قطاع غزة
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
محور نتساريم (مفرق الشهداء) ممر يفصل مدينة غزة وشمالها عن المنطقة الوسطى وجنوب قطاع غزة، سمي على اسم مستوطنة كانت قائمة قبل 2005 في مكانه، وأطلق عليه مفرق الشهداء لكثرة الشهداء الذين ارتقوا فيه خلال الأيام الأولى من انتفاضة الأقصى، بينهم الطفل محمد الدرة، وسائق الإسعاف بسام البلبيسي.
الموقعيقع ممر نتساريم (المحور الأوسط) بين مدينة غزة والمحافظة الوسطى، يبدأ من المنطقة المقابلة لكيبوتس "بئيري" شرقا، وصولا إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط غربا، يبلغ طوله حوالي 7 كيلومترات، وسمي على اسم مستوطنة "نتساريم" السابقة التي كانت مقامة فيه.
تجاوره منطقتا جحر الديك والمغراقة، ويقطعه شارع صلاح الدين من المنتصف، وتحده مدينتا الزهراء والأسرى من جنوبه الأوسط وجنوبه الغربي، كما يشغل حي الزيتون المساحة الكبرى من حدوده الشمالية، أما الجهة الشمالية الغربية فتجاوره منها منطقتا الصبرة والشيخ عجلين.
تعد منطقة نتساريم شبه خالية من السكان فمعظمها أراضٍ زراعية، وبها قليل من المؤسسات والمنشآت.
السيطرة الإسرائيلية
لا يعتبر ممر نتساريم جديدا في قطاع غزة بل كان ضمن خطة الأصابع الخمسة التي قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون عام 1971 عندما كان قائدا للمنطقة الجنوبية، وكان الهدف منها تسهيل السيطرة الأمنية على القطاع بتقسيمه إلى 5 كتل استيطانية كما يلي:
المنطقة الشمالية: ضمت 3 مستوطنات في بيت حانون وهي (نتساريم، دوغيت، إيلي سيناي)، وتعتبر امتدادا لمنطقة عسقلان. ممر نتساريم: المنطقة بين مدينة غزة ودير البلح، (وهي نفس المنطقة التي يشقها طريق 749 الذي أنشأه الاحتلال بداية 2024). ممر كيسوفيم: الفاصل بين دير البلح وخان يونس، بنيت مستوطناته على الجانب الغربي فقط وهي تجمعات (شمال غوش قطيف، كفار داروم)، وهو الطريق الوحيد المؤدي لغوش قطيف. ممر صوفا: يقع بين خان يونس ورفح. ياميت: وهي مستوطنة محاذية لحدود رفح مع مصر قبل عام 1982، وبجوارها حوالي 15 مستوطنة أخرى أخليت جميعها عقب اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، والتي عرفت لاحقا بمحور فيلادلفيا.أنشئت مستوطنة نتساريم عام 1972 وأخليت يوم 15 أغسطس/آب 2005 بأمر من شارون نفسه، وقد شهدت نهاية الوجود الإسرائيلي في قطاع غزة بخروج آخر جندي إسرائيلي من بوابة كيسوفيم يوم 12 سبتمبر/أيلول 2005.
كان النشاط الاقتصادي لهذه المستوطنة يعتمد بشكل أساسي على الزراعة، وقال شارون عام 2002 بشأنها إن نتساريم مثل تل أبيب.
استخدم هذا الممر لابتزاز الغزيين والتضييق عليهم، وسجل العديد من الأحداث الأليمة، منها حالات إجهاض ووفاة مرضى نتيجة منعهم من الوصول للمستشفيات في الوقت المناسب رغم ركوبهم سيارات إسعاف، كما أن هذه السيارات تتعرض للتفتيش والابتزاز ويتعمد الاحتلال منعها من العبور إلا بعد ساعات من الاحتجاز.
طريق 749هدف الاحتلال الإسرائيلي إلى فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه أثناء حربه على القطاع في أكتوبر/تشرين الأول 2023، فأنشـأ طريقا يفصل وسط غزة عن منطقة الجنوب، يمتد من الحدود الشرقية حتى السواحل الغربية، وجرف مساحات واسعة في محيط هذا الممر وصلت لعمق 3 كيلومترات على جانبه الشمالي والجنوبي، لتشكيل نقطة ارتكاز لجيشه.
ونشرت القناة الإسرائيلية 14 تقريرا يوم 17 فبراير/شباط 2024، يسلط الضوء على شارع عسكري أطلق عليه اسم "طريق 749″، وظهر في التقرير أنه كان مخططا له منذ بداية العملية البرية على قطاع غزة.
وقال قائد "الكتيبة 601" المقدم شمعون أوركابي في التقرير "نعمل في منطقة ممر نتساريم التي تعد حاجزا بين شمالي قطاع غزة والمناطق الوسطى والجنوبية. هذا الطريق هدفه حماية المنطقة، ومداهمة المناطق التي يوجد فيها العدو، ومنع المرور إلى الشمال".
ولبناء بؤر استيطانية جديدة في المنطقة، وتمهيدا لعملية بناء هذا الطريق فقد فجر الاحتلال جامعة الإسراء لقربها الشديد منه.
وحسب تقارير إسرائيلية وبعض الشهود الفلسطينيين فإن هذا الطريق مكون من 3 مسارات عرضية، الأول لعبور الآليات المجنزرة، والثاني للعربات والجيبات بالعجلات المطاطية، أما الثالث فقد بنيت عليه مواقع لمبيت الجنود الإسرائيليين وتخزين الأسلحة، والتحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين.
وفي إطار تأمين نقطة الارتكاز على هذا الممر أحاطه الجيش الإسرائيلي بسواتر إسمنتية ضخمة وأخرى ترابية مرتفعة، والعديد من أجهزة الرصد المتطورة، وأبراج للمراقبة، إضافة لتحليق طيران استطلاعي على مدار الساعة، وتمشيط مدفعي وناري في ساعات الصباح والمساء وما بينهما.
أهمية المحور بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي تسهيل عودة الاستيطان الإسرائيلي لقطاع غزة. التحكم بحركة المدنيين شمالا وجنوبا، ومنع عودة النازحين لشمال القطاع. تسهيل تقدم الآليات الإسرائيلية شمال القطاع أو جنوبه في غضون دقائق، كما حدث في الاجتياح الثاني لمستشفى الشفاء، ومخيم النصيرات. استخدامه ورقة ضغط في ملف تبادل الأسرى. معالم بلدة المغراقة
أنشئت بقرار من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1996، تحدها مدينة غزة شمالا، وبلدة النصيرات جنوبا، ومدينة الزهراء في الجنوب الغربي، ويفصلها شارع صلاح الدين عن قرية جحر الديك شرقا. وتبلغ نسبة الأراضي الزراعية فيها 62.8% من مجمل مساحتها.
جامعة الإسراءمؤسسة تعليمية تقع في مدينة الزهراء، أنشئت بجهود بعض الأكاديميين ورجال الأعمال، بقرار من مجلس الوزراء عام 2014، وبترخيص من وزارة التربية والتعليم العالي.
حصلت على عضوية رابطة الجامعات الإسلامية واتحاد الجامعات العربية، تمنح البكالوريوس عبر 6 كليات، إضافة لـ9 برامج دبلوم متوسط.
مدينة الزهراءتأسست عام 1998 بمحاذاة مستوطنة نتساريم سابقا، بقرار من عرفات، بهدف وقف زحف المستوطنة، والتي كانت تحاذي المدينة تماما من الشمال.
تقع جنوب مدينة غزة، يفصلها عن النصيرات وادي غزة، ويحدها من الشرق المغراقة، أما حدودها الغربية فهي ساحل البحر المتوسط. مساحتها 4 آلاف و700 دونم، بكثافة سكانية تقدر بحوالي 10 آلاف نسمة.
محور عمليات المقاومةلطالما اعتبرت المقاومة الفلسطينية محور نتساريم هدفا لها، فكانت تكثف عملياتها فيه ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي سيطر عليه مجددا خلال معركة طوفان الأقصى، فكانت المقاومة تقنص أفراده ببندقية الغول التي يصل مداها حتى 2 كيلومتر، أو تقصفه بقذائف الهاون من العيار الثقيل، أو براجمة صواريخ "رجوم" عيار 114 مليمترا. ومن أبرز العمليات التي أعلنتها المقاومة ما يلي:
كمين المغراقة
أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في منتصف أبريل/نيسان 2024 إيقاع قوتين إسرائيليتين في كميني ألغام منفصلين في منطقة المغراقة، باستخدام العبوات الناسفة وصواريخ مقاتلات "إف 16" التي أطلقتها إسرائيل على المدنيين ولكنها لم تنفجر، وسقط على إثر هذا الكمين 14 جنديا وضابطا إسرائيليا ما بين قتيل وجريح.
وأعلنت الكتائب في تصريحات أخرى قصفها للقوات الإسرائيلية على محور نتساريم، تلاه هبوط مروحيات إسرائيلية في الممر، كما أعلنت استهدافها لقوات متوغلة في منطقة جحر الديك.
كما بثت الكتائب في مايو/أيار 2024 مشاهد لقنص جندي إسرائيلي في محور نتساريم جنوب حي تل الهوى، باستخدام بندقية الغول 14.5 مليمترا.
عمليات ما قبل طوفان الأقصىكانت مستوطنة نتساريم قبل تحريرها هدفا للمقاومة الفلسطينية في القطاع، رغم أنها كانت محصنة جدا، فإنها استهدفت عدة مرات بعمليات كبيرة منذ الانتفاضة الثانية عام 2000، خسر الاحتلال على إثرها العديد من الجنود وتعددت النداءات لإخلاء المستوطنة، ومن تلك العمليات ما يلي:
في سبتمبر/أيلول 2000 قتل 9 جنود إسرائيليين بعبوة ناسفة بداية انتفاضة الأقصى. عام 2001 شهد محور نتساريم تفجير أول دبابة ميركافا. يوم 11 مارس/آذار 2002 حاول شابان من كتائب القسام دخول المستوطنة واشتبكا مع دورية عسكرية على مشارفها ثم استشهدا. يوم 29 مارس/آذار 2002 هجم شاب من سرايا القدس على المستوطنة وقتل اثنين من المستوطنين قبل استشهاده.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات محور نتساریم ممر نتساریم مدینة غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
صورة: كاتس من محور موراج : خطة تهجير سكان غزة مستمرة
قال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس،اليوم الاربعاء 9 أبريل 2025 ، إن الجيش الإسرائيلي سينتقل إلى قتال أشد قوة في جميع أنحاء غزة في حال استمرار حركة حماس برفضها إطلاق سراح الأسرى، مشددا على أن إسرائيل تعمل على خطة لتهجير الغزيين، "وفق رؤية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب".
وقال كاتس خلال زيارة ميدانية أجراها في محور موراج "جئت إلى هنا اليوم لأشدّ على أيدي قادة وجنود الجيش الذين يقاتلون بعزيمة من أجل تحرير الرهائن وضرب قوة حماس"، وأضاف "الجيش يصفي المخربين، ويقوض البنية التحتية لحماس، ويُقطّع أوصال قطاع غزة حتى في مناطق مثل محور موراغ، الذي لم نعمل فيه حتى الآن".
وتابع "سكان غزة يُجبرون على إخلاء مناطق القتال، ومساحات واسعة تُضم إلى مناطق الأمن التابعة لدولة إسرائيل، ما يجعل غزة أصغر حجمًا وأكثر عزلة". وأضاف "إذا واصلت حماس رفضها إطلاق سراح الرهائن قريبًا، فسينتقل الجيش الإسرائيلي إلى قتال أكثر شدة في كافة أنحاء غزة حتى تحرير الرهائن وهزيمة حماس".
وفي إشارة إلى الرؤية التي باتت تتبناها حكومة بنيامين نتنياهو بشأن مستقبل قطاع غزة، قال وزير الأمن الإسرائيلي: "بالتوازي، نعمل على تعزيز خطة للهجرة الطوعية لسكان غزة، وفق رؤية الرئيس الأميركي، ونسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع".
وقال كاتس إن الهدف من عمليات الاحتلال في قطاع غزة هو أولاً وقبل كل شيء التوصل إلى صفقة جديدة للإفراج عن الأسرى"، واختتم كاتس تصريحاته برسالة موجهة إلى سكان غزة قال فيها: "تخلصوا من حماس وأعيدوا الرهائن، هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب".
ويعمل الجيش الإسرائيلي على تحويل المنطقة الواقعة بين محور فيلادلفيا و"محور موراغ" في جنوب قطاع غزة وتشمل مدينة رفح والأحياء المحاذية لها، وتشكل خُمس مساحة القطاع، إلى "منطقة عازلة" تعتزم إسرائيل ضمها، بعد أن طرد السكان من هذه المنطقة الذي كان يبلغ عددهم حوالي 200 ألف قبل الحرب على غزة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي: حزب الله يحاول إعمار موقع إنتاج أسلحة في الضاحية الجنوبية زامير: نبذل كل ما في وسعنا لإعادة جميع المختطفين من غزة الجيش الإسرائيلي يزعم: استهدفنا قياديا كبيرا في حماس بغارة الشجاعية الأكثر قراءة زامير وبار في غزة: نوسّع نطاق الهجوم ما لَم تطلق حماس الرهائن ألمانيا تعلن إجلاء عدد من مواطنيها وأفراد عائلاتهم من غزة ملك الأردن : أكبر معدل للأطفال مبتوري الأطراف عالميا في غزة محدث: مباحثات مصرية أردنية بشأن جهود التهدئة في غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025