"رأيت في جامعة كولومبيا شباباً يغامرون بمستقبلهم ويشعرون بالمسؤولية عن تحقيق المبادىء الأخلاقية والعدالة لغزة خصوصا وفلسطين عموما". نسرين مالك – The Guardian

تجمّع حوالي 200 متظاهر من مختلف الأعراق والأجيال بالقرب من جامعة كولومبيا في الأسبوع الماضي رافعين لافتات تؤكد هتافاتهم المؤيدة لفلسطين. وكان رجال الشرطة الذين حاصروا الحشد متوترين ويصرخون على المارة ليواصلوا التحرك، في حين بقي الحشد منظما وإن علا صوته كثيرا.

بعد الاستفسار عن سبب التجمع علمت أن سلسلة مطالب من مديري الجامعات لم تتم تلبيتها. ومن ضمن الطلبات سحب الاستثمارات من الشركات التي تستفيد من الفصل العنصري الإسرائيلي.

وكان هناك حشد إعلامي من المراسلين تحلقوا حول طالب يهودي يلوح بالعلم الإسرائيلي قائلا: لن يتعرض اليهود في الحرم الجامعي للترهيب.

ما لفت انتباهي هو مدى تنظيم قواعد المعسكرات. وعندما علقت على القواعد والنظام البيئي أجابني أحد الطلاب: أنا في التاسعة عشرة من عمري. لقد تم تنظيم كل ذلك من قبل أشخاص يبلغون من العمر 19 عاما.

وكان رئيس الجامعة قد أعطى الطلاب مهلة حتى الساعة الثانية بعد الظهر لفض الاعتصام، مما دفع الطلاب للتجول في الحرم الجامعي، وهم يهتفون تضامنا مع المعتصمين. ورفض جميع الطلاب التحدث إلي قائلين، بأدب وتوتر، إنهم لم يتلقوا تدريبا إعلاميا، باستثناء طالب اسمه أيدان كان يقود الترديد وتحدث عن أسباب التحدي، بعد أن استدعى مديرو الجامعة قسم شرطة نيويورك في 18 أبريل، وتم اعتقال 100 طالب بتهمة التعدي على ممتلكات الغير.

قال أيدان: لقد توقفت المفاوضات بسبب سوء نية مديري الجامعة، مشيرا إلى رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت شفيق. وقالت إن لديهم مخاوف بشأن معاداة السامية وسلامة الطلاب اليهود في الحرم الجامعي كسبب لحل المعسكر.

وسألت أيدان حول إحدى الهتافات وهي: لا نريد دولتين، بل نريد كل شيء. وحينها تلعثم أيدان وقال: نحن نريد فقط فلسطين حرة. ثم انضمت الجماعات اليهودية إلى المخيم الذي استضاف عشاء عيد الفصح بين المتظاهرين المؤيدين لفلسطين ودعما لهم، لكنني أستطيع أن أرى لماذا يشعر بعض الطلاب اليهود والإسرائيليين بعدم الارتياح.

وسواء كان ذلك يرفع المستوى بما يكفي لحظر مواقع الاحتجاج أو تطهيرها بالقوة، فإن هذا يذهب إلى المخاوف الأكبر؛ المخاوف ذات التاريخ الأطول حول من يحق له تحديد حدود حرية التعبير في الجامعات الأمريكية، وكيف يمكن إعادة رسم هذه الحدود على أساس حزبي.

وكان الانطباع الساحق هو ردود الفعل المفرطة للشرطة، لدرجة أنني حتى بعد قضاء ساعات في الحرم الجامعي في اليوم الذي بلغت فيه التوترات ذروتها، لم أتمكن من التوفيق بين سلمية الاحتجاجات ورد الشرطة العنيف. في ذلك الصباح بالذات، أرسلت نعمت (رئيسة الجامعة) بريدًا إلكترونيًا تشير فيه إلى المضايقات والتمييز والحاجة الملحة للحفاظ على "الأمان الجسدي في الحرم الجامعي" كأسباب للمطالبة بإنهاء الاحتجاج.

وفي جامعة كولومبيا وغيرها من الجامعات التي زرتها في نيويورك وواشنطن، كان ما رأيته وسمعته عبارة عن شباب مثقلين بعبء أخلاقي مستحيل؛ وهو الشعور بأن مسؤولية المحتجين، كطلاب في جامعات حليفة لإسرائيل، في فرض إعادة تقييم موقف الأمة بشأن غزة تقع على عاتقهم. ومع ذلك فقد حملوا الخوف من كل ما يمكن أن يصيبهم نتيجة الانحياز ضد المصالح التجارية والإعلامية والسياسية القوية للتعبير عن موقفهم.

إن المخاطر التي يواجهها أيدان من إيقاف عن العمل، لفقدان السكن والرعاية الطبية، والإضرار بالسمعة، والإضرار بآفاق العمل لا تقارن بما يواجهه الطلاب في غزة الذين ليس لديهم مدارس للاحتجاج فيها. وعلق أيدان بالقول: "هذا لا شيء مقارنة بما يعيشونه".

لقد كان هذا شعورًا مألوفًا لدى الطلاب الذين التقيت بهم حتى الآن، وهو ما أعادني إلى غزة كنوع من البوصلة للحفاظ على الاتجاه وتذكر المخاطر. ويبدو أن هذه البوصلة موجودة عند الشباب بوضوح.

المصدر: The Guardian

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: طوفان الأقصى قطاع غزة مساعدات إنسانية مظاهرات معاداة السامية فی الحرم الجامعی جامعة کولومبیا

إقرأ أيضاً:

جامعة حلوان تستقبل سفير السودان والمستشار الثقافي لبحث دعم الطلاب السودانيين

أعرب الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، عن اعتزازه الكبير بطلاب الجامعة من مختلف الجنسيات، مشيرًا إلى أن الجامعة تولي اهتمامًا خاصًا بالطلاب الوافدين، وتعمل على تقديم الدعم اللازم لهم أكاديميًا وإداريًا، بما يعزز من فرص نجاحهم وتميزهم في مسيرتهم التعليمية.


استقبلت جامعة حلوان، السفير عماد الدين مصطفى عدوي، سفير جمهورية السودان بالقاهرة، والدكتور عاصم أحمد حسن، المستشار الثقافي بالسفارة السودانية، في زيارة رسمية تهدف إلى توطيد العلاقات الأكاديمية والثقافية، وتعزيز سبل دعم الطلاب السودانيين الدارسين بالجامعة.
 

وكان في استقبال الوفد الدكتور عماد أبو الدهب، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، الدكتور هيثم سويلم مدير إدارة الوافدين بالجامعة، وفريدة محمد هاشم أمين الجامعة المساعد للدراسات العليا.

جرى خلال اللقاء استعراض أوضاع الطلاب السودانيين، والاستماع إلى آرائهم والتحديات التي قد تواجههم خلال مسيرتهم الدراسية، بهدف توفير بيئة تعليمية مناسبة لهم داخل الجامعة.

وخلال الزيارة، أشاد السفير عماد الدين مصطفى عدوي بالدور الرائد لجامعة حلوان في دعم الطلاب الوافدين، معربًا عن تقديره لجهود إدارة الجامعة في توفير الرعاية الأكاديمية والاجتماعية للطلاب السودانيين، ما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.


من جانبه، أكد الدكتور عماد أبو الدهب، نائب رئيس الجامعة، أن جامعة حلوان تحرص على تقديم كافة أشكال الدعم للطلاب الوافدين، مشيرًا إلى أن الجامعة توفر بيئة تعليمية متكاملة تساعد الطلاب على التميز والتفوق الأكاديمي. كما شدد على أهمية التواصل المستمر مع الطلاب السودانيين والاستماع إلى احتياجاتهم لضمان تجربة تعليمية ناجحة لهم.


واختُتمت الزيارة بلقاء مفتوح جمع الوفد الدبلوماسي السوداني بالطلاب السودانيين من مختلف الكليات، حيث جرى تبادل وجهات النظر والاستماع إلى مقترحاتهم، مؤكدين على عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين المصري والسوداني. كما تم التقاط صورة تذكارية في مدخل مبنى الجامعة، تخليدًا لهذه الزيارة التي تعكس التعاون المثمر بين الجانبين.

مقالات مشابهة

  • طلاب جامعة قناة السويس يحصدون الذهب والبرونز في كأس العالم للقوة البدنية
  • جامعة شقراء تعلن تحويل الدراسة إلى التعليم عن بعد بسبب الأحوال الجوية
  • جامعة حلوان تنظم رحلات ترفيهية للطلاب الوافدين إلى الأهرامات والإسكندرية
  • طلاب المدن الجامعية يشيدون بالمهرجان الترفيهي الثاني لجامعة عين شمس
  • جامعة قناة السويس تحصد الدرع العام
  • افتتاح معرض أهلا رمضان في جامعة عين شمس.. غدا
  • جامعة الوادي الجديد تشارك في ملتقى قادة اتحادات طلاب جامعات الجمهورية
  • رئيس جامعة بنها يشهد ختام البرنامج التدريبي لتأهيل طلاب كلية الزراعة لسوق العمل
  • جامعة حلوان تستقبل سفير السودان والمستشار الثقافي لبحث دعم الطلاب السودانيين
  • رئيس جامعة حلوان: القيادة السياسية وجّهت بتصحيح مسارات التعليم الجامعي.. وتوزيع الطلاب حسب احتياجات سوق العمل