رجل أعمال سعودي يكشف ارباح طائلة لأحد مطاعم المندي اليمني في السعودية
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
كشف رجل أعمال سعودي عن الأرباح اليومية المذهلة لأحد مطاعم المندي اليمني في المملكة.
وذكر فضل الفضل، مؤسس الفضل للاتصالات، خلال لقاء مع برنامج “بودكاست بزنس” أن هذا المطعم يحقق دخلًا يبلغ 18 ألف ريال سعودي في اليوم الواحد.
وأثار الفضل دهشة الحاضرين عندما شرح هامش الربح المرتفع للمطعم، حيث أوضح أن تكلفة طبق المندي تتراوح بين 600 و 1600 ريال سعودي، بينما تكلفة المكونات الأساسية مثل الأرز والخضروات لا تتجاوز 20 ريالاً.
وأشار الفضل إلى أن المطاعم الأخرى تحقق أرباحًا مماثلة، حيث ذكر أن صاحب مطعم شاورما أخبره أنه يبيع 3 أسياخ شاورما يوميًا، ويحقق ربحًا صافيًا قدره 1500 ريال سعودي لكل سيخ.
وختتم الفضل حديثه بالتأكيد على أهمية العمل الحر وريادة الأعمال في تحقيق الأرباح، مشجعًا الشباب على عدم الاستهانة بأي مهنة، خاصة في ظل الطلب المتزايد على مختلف السلع والخدمات.
وتثير هذه المعلومات نقاشًا حول جدوى أسعار المأكولات في بعض المطاعم، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة.
ومع ذلك، يرى البعض أن هذه الأسعار مبررة بالنظر إلى جودة الطعام والخدمة التي تقدمها هذه المطاعم.
في النهاية، يبقى قرار تناول الطعام في هذه المطاعم من عدمه متروكًا للمستهلك، بناءً على ميزانيته وتفضيلاته.
تجدر الإشارة إلى أن المندي هو طبق تقليدي مشهور في حضرموت باليمن، يتكون من لحم الضأن أو الدجاج المطبوخ مع الأرز والبهارات، ويتم تقديمه عادةً في وعاء كبير.
ويُعد المندي من أشهر الأطباق اليمنية، ويتم تقديمه في المناسبات الخاصة والأعياد.
وإلى جانب شهرته في اليمن، فإن المندي أصبح يحظى بشعبية متزايدة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي الأخرى.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
ولاتنسوا الفضل بينكم
جبلت الحياة الدنيا على كبد، قال الله تعالى في الآية الكريمة “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ”، وهذه الآية تشير إلى خلق الإنسان ومعاناته في الحياة. فالدنيا لا يمكن أن تصفو لأحد على هذه الأرض، فكل إنسان تعتريه الأسقام والتحديات والشقاق. عندما تتأمل الأنبياء والصالحين، تجد أن الحياة لم تصفُ لهم، لكنهم حولوا كدرها إلى طريقٍ للنجاح.
الإنسان بطبعه يعيش مع الآخرين، وهذه سنة الله في أرضه، فلا يمكن أن يعيش البشر فرادى. فالتعاون والمشاركة تجعل الحياة تشاركية بين البشر، سواء عبر الزواج أو الأسرة أو البيع والشراء وغيرها من نماذج التفاعل الاجتماعي. ومع تلك المشاركة، تتطلع النفس البشرية دوماً للرفعة والنجاح، ولكن يعتريها أحياناً شيء من الغيرة والرغبة في الانتقام وحب السلطة، حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين. ومن لم يستطع كبح جماح تلك الأخلاق الضعيفة، فإنها تتحول إلى أذية للغير.
البشر بطبعهم يميلون للتشارك والتعاون وتقديم المعروف والفضل بينهم. فالأب متفضلاً على أبنائه، والزوجان بينهما فضائل جمة، والموظف كذلك يكون بينه وبين مدراءه من الفضل، والأصدقاء بينهم من المعاريف والفضائل الشيء الكثير، فالبشر عموماً في تعاملاتهم يتبادلون المعروف والفضائل وهذه سنة الحياة، فلا يمكن أن يعيش إنسان على هذه الأرض ولم يتفضل عليه أحد بشيء، حتى وإن كانت شربة من ماء ومع تلك الأفضال والمعاريف، عندما يتعلق الحق بالنفس من مال أو أمور دنيا، قد تُنسى تلك الفضائل ويرتفع صوت الانتقام، حتى وإن كان الانتقام زائفًا. فالنفس عندما تتشوه وتظهر أنيابها، قد تصاب بالعمى عن الحق، حتى وإن كان من أمامها يتضرر بها، فهي ترى ما يرضي شيطانها وتحرق الأخضر واليابس، فلا يردعها دينٌ ولا وعظٌ ولا عقل، فتتشوق للانتقام وتعد له العدة، حتى وإن طال أثره فرداً أو أمةً بأكملها وهذا ما نجده ظاهراً عندما تدخل أروقة المحاكم العدلية وتطالع المتخاصمين، تجد العدائية بينهم وقد وصلت إلى الهجران والكذب انتقاماً للنفس وقد يكون بينهم من الفضائل والمعارف سنوات طويلة، وإنك لتعجب من وقوف الإخوة في المحاكم أو الزوجين أو الأصدقاء، حيث يبدأ كل منهما يكشر عن أنيابه عن خصمه وكأن لم يكن بينهما فضل، وفي غير المحاكم قد يكون من صحبك لسنوات ثم تفرقوا لأجل دنيا لم يرعوا الفضل بينهم.
انظر إلى قصة حاطب بن أبي بلتعة عندما أراد أن يُخبر قريش بخطط النبي محمد صلى الله عليه وسلم لفتح مكة. بعد أن عزم النبي على فتح مكة، أرسل حاطب بن أبي بلتعة رسالة إلى قريش ليُخبرهم عن خطط النبي. كان حاطب قد أسلم وعاش في المدينة ولكنه كان لديه عائلة في مكة، فخشي على مصيرهم. علم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأمر حاطب من الله، فاستدعى علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وأرسلهما إلى مكة للبحث عن الرسالة. وعندما وصلا إلى هناك، التقيا امرأة كانت لديها الكتاب الذي أرسله حاطب إلى قريش وسلمت الرسالة. بعد ذلك، عاد علي والزبير إلى النبي وأخبراه بما حدث. استدعى النبي حاطب وسأله عن سبب فعلته. اعتذر حاطب وأوضح أنه لم يكن يريد الخيانة بل كان يريد حماية عائلته، عندما سمع عمر بن الخطاب بما فعله حاطب، استشاط غضباً وقال للنبي: “يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المتهم!” ولكن النبي صلى الله عليه وسلم رد عليه قائلاً: “إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.” لم ينس النبي صلى الله عليه وسلم فضل حاطب بن أبي بلتعة في غزوة بدر، وهذا الدرس النبوي يقودنا إلى ألا ننسى كل صاحب ذي فضل.
يجب أن نتعمق في اللحظة الحاضرة ونتحلى بالحكمة عند اتخاذ الأحكام، وألا نغفل عن الشكر والامتنان لمن كان له فضل علينا. كما ينبغي علينا أن نفكر جيداً قبل إصدار الأحكام، إذ من الضروري أن ننظر إلى ما قدمه الآخرون من فضلٍ يمحو به أخطاءهم وزلاتهم. يجب علينا أيضاً أن نكبح جماح النفس البشرية عن الانتقام ونحكم عقولنا، ونسعى لبناء علاقات قائمة على الاحترام والتقدير.
علاوة على ذلك، من المهم أن نكون واعين لمشاعر الآخرين ونتجنب الإساءة لهم في أحلك الأوقات. نستطيع استلهام الدروس من قصص الأنبياء والصالحين، والعمل على تعزيز قيم التعاون والتسامح في مجتمعاتنا. نسأل الله أن يرزقنا الحلم والصبر، وأن نكون من الذين يتذكرون الفضل، فيصبحوا مثالاً للعدل والرحمة في كل تعاملاتهم.