صحيفة المناطق السعودية:
2025-01-23@13:11:23 GMT

ظلال قاتمة لتعاظم ديون أمريكا

تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT

المناطق_متابعات

خلال شهر مارس الماضي، قال مدير هيئة الرقابة المالية المستقلة التابعة للكونغرس الأمريكي، فيليب سواجل، لصحيفة فايننشال تايمز، إن أمريكا تخاطر بتعرضها لصدمة سوقية مماثلة لما حدث مع ليز ترس؛ بسبب زيادة تراكم ديونها.

وكانت إشارته إلى الميزانية «المصغرة» التي أقرتها رئيسة الوزراء البريطانية السابقة في سبتمبر 2022 -التي أدّت إلى ارتفاع مفاجئ في عائدات السندات الحكومية البريطانية واضطرابات في الأسواق المالية- محاولة للتحذير من التقاعس، وليس تحذيراً من انهيار وشيك.

أخبار قد تهمك أمريكا تستكشف تقنيات ذكاء اصطناعي لتدريب الشرطة على مقابلات اللاجئين 8 مايو 2024 - 6:54 صباحًا رئيس غواتيمالا يلتقي وزير الخارجية الأمريكي 8 مايو 2024 - 2:16 صباحًا

إن فيليب سواجل محق في دق ناقوس الخطر، لا سيما أن ديون أمريكا باتت على مسار غير محتمل، ويتوقع مكتب الميزانية التابع للكونغرس أن تتجاوز نسبة الدين الأمريكي إلى الناتج المحلي الإجمالي أعلى مستوى لها خلال الحرب العالمية الثانية لتصل إلى 106 % بحلول نهاية العقد الحالي، وستستمر في الارتفاع.

ومن المتوقع أن يبلغ متوسط العجز الإجمالي 5.5 % من الناتج المحلي الإجمالي حتى عام 2030 – وهو ما يزيد بنحو نقطتين مئويتين عن متوسط ما بعد عام 1940، كما من المتوقع أن يستمر صافي مدفوعات الفائدة، الذي يبلغ حالياً قرابة 3 % من الناتج المحلي الإجمالي، في الارتفاع.

والسياسة عامل يسهم في تفاقم الوضع، فرغم إدراك كل من الديمقراطيين والجمهوريين أهمية المسؤولية المالية على المستوى النظري، لكن كلاهما ليسا على استعداد لترشيد النفقات، خاصة في عام الانتخابات.

واقترح جو بايدن خطة موازنة بقيمة 7.3 تريليونات دولار لعام 2025، وتعهد منافسه الرئاسي، دونالد ترمب، باستئناف خفض الضرائب الذي صدر خلال فترة ولايته في البيت الأبيض، والذي قد يضيف نحو 5 تريليونات دولار أخرى إلى ديون البلاد، وفقاً للجنة الميزانية الفيدرالية المسؤولة، وهي هيئة رقابية مالية.

ويفرض تنامي الديون الأمريكية ضغوطاً تصاعدية على تكاليف الاقتراض الأطول أجلاً، ويمكن للسياسات المالية المتساهلة أن ترفع توقعات التضخم والمخاطر المتوقعة للاحتفاظ بالديون لفترات طويلة، مع الحاجة إلى استيعاب التدفق الكبير لإصدار سندات الدين من قبل مستثمرين أكثر حساسية للأسعار، خاصة مع انخراط بنك الاحتياطي الفيدرالي الآن في عمليات التشديد الكمي.

وتعزز العائدات المرتفعة تكاليف الاقتراض، وقد تقوّض النمو الاقتصادي، وثمّة قابلية متزايدة للتأثر بالتقلبات السريعة والمعوقة في أسواق السندات الأمريكية، ويخلف ذلك تداعيات تمتد إلى الائتمان والاستقرار المالي خارج البلاد كذلك؛ نظراً لأن سندات الخزانة الأمريكية تعمل كمعيار لتسعير الديون عالمياً.

وتشير أبحاث صندوق النقد الدولي إلى أن زيادة بمقدار نقطة مئوية واحدة في أسعار الفائدة الأمريكية أدت إلى زيادة قدرها 90 نقطة أساس في عائدات سندات الاقتصادات المتقدمة الأخرى.

وزيادة بمقدار نقطة مئوية واحدة في الأسواق الناشئة، وستسفر القيود المفروضة على النمو المحلي والعالمي عن تفاقم التحدي المتمثل في تقليص الدين.

فالثقل الاقتصادي يمنح أمريكا مرونة كبيرة، والدور الذي يلعبه الدولار كعملة احتياطية دولية يضمن طلباً مستمراً على ديون الولايات المتحدة، ويمكن بالفعل أن يسهم نمو الإنتاجية المدفوع بالذكاء الاصطناعي إلى تخفيف أزمة ديونها.

إلا أن النفوذ العالمي الذي تتمتع به البلاد قد يعزز شعوراً خطيراً بالرضا عن الذات بين ساستها، وتجاهل القرارات الصعبة المتخذة بشأن الضرائب والإنفاق اللازمة لوضع الدين في مسار مستدام يبقي الاقتصاد على مسار محفوف بالمخاطر وسط حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

على سبيل المثال، قد يثير فوز ترامب بفترة رئاسية أخرى مخاوف كبيرة، وتثير التقارير التي تشير إلى أن فريقه يعكف على وضع مقترحات للحد من استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي قلقاً بالغاً بشأن كبح جماح التضخم، وتعتمد سوق السندات على الوضوح والثقة في سياسة الحكومة، وليس بوسعها أن تشهد بذلك.

ومن بين المخاطر أيضاً تفاقم عدم الاستقرار الجيوسياسي والمخاطر في الأسواق المالية، بداية من رأس المال الخاص إلى مشكلات تتعلق بالسيولة في سوق سندات الخزانة، ومن الممكن أن تؤدي الصدمات إلى تراجع النمو وإحداث ارتفاع حاد في العوائد، ما يزيد من تفاقم ديناميكيات الديون.

وفي النهاية، يحتاج صناع السياسات عاجلاً أو آجلاً إلى المشاركة في الجهود التي يبذلها الحزبان للتفكير بجدية في كيفية قيام أمريكا بتمويل نفسها بشكل يتسم بالمسؤولية، وإذا لم يحدث ذلك، فقد يضطرهم المتعاملون في سوق السندات المذعورين للقيام بذلك.

وكما قال كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي بيير أوليفييه غورنشا، الشهر الماضي: «لابد من تقديم بعض التنازلات».

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: أمريكا

إقرأ أيضاً:

تفاقم أزمة شح النقد في السودان بعد تغيير العملة: الأسباب والتداعيات

شهدت مناطق سيطرة الجيش السوداني تفاقمًا في أزمة شح السيولة النقدية عقب قرار تغيير العملة، حيث تم سحب الفئات القديمة من فئة الألف جنيه واستبدالها بأخرى جديدة. خلال فترة التغيير، فُرض على المواطنين إيداع الفئات القديمة مع تحديد سقف سحب لا يتجاوز 200 ألف جنيه بالعملة الجديدة. إلا أنه بعد انتهاء هذه الفترة، خفضت المصارف سقف السحب اليومي إلى ما بين 50 و100 ألف جنيه، مما زاد من حدة نقص السيولة المتاحة. يُعزى ذلك جزئيًا إلى عدم توزيع الفئات الجديدة بفعالية أو بالكميات المطلوبة، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى بنية مصرفية جيدة، مما أدى إلى زيادة الاعتماد على السماسرة والأسواق السوداء. أسباب شح النقد: 1. ضعف البنية التحتية المصرفية: في العديد من المناطق، خاصة الريفية منها، يواجه المواطنون صعوبة في الحصول على العملة الجديدة بسبب نقص الفروع المصرفية. 2. الاقتصاد الموازي: تُقدَّر نسبة الكتلة النقدية المتداولة خارج النظام المصرفي بما يتراوح بين 90% إلى 95%، مما يُضعف فعالية السياسات النقدية ويزيد من حدة الأزمة. 3. ضعف الشمول المالي: يُعد السودان من بين الدول ذات النسب المنخفضة في الشمول المالي، حيث تشير بعض التقارير إلى أن نسبة الشمول المالي في السودان بلغت حوالي 15% اعتبارًا من عام 2014، ولا يُعتقد أنها تحسنت كثيرًا منذ ذلك الحين. 4. الصراعات والحروب: تؤدي الأوضاع الأمنية غير المستقرة إلى تدمير البنية التحتية المصرفية وتعطيل الخدمات المالية، مما يزيد من صعوبة الوصول إلى النقد. التداعيات الاقتصادية والاجتماعية: 1. انتشار السوق السوداء والسماسرة: بسبب ندرة النقد، يلجأ المواطنون إلى السماسرة للحصول على السيولة، مما يؤدي إلى نشوء سوق سوداء واحتكار السيولة من قبل مجموعات تستغل ضعف الرقابة المصرفية. 2. ارتفاع تكلفة النقد: يفرض السماسرة خصومات عالية للحصول على الكاش، مما يزيد من تكاليف المعيشة ويرفع أسعار السلع والخدمات، ويقلل من القوة الشرائية للأفراد، مما يوسع فجوة الفقر ويزيد المعاناة الاجتماعية. 3. تعطل النشاط الاقتصادي: يؤدي ضعف توفر الكاش إلى عرقلة العمليات التجارية، خاصة في المناطق الريفية التي تعتمد على التعاملات النقدية، مما يساهم في انخفاض الإنتاجية، خاصة في القطاعات الزراعية والصناعية. 4. فقدان الثقة في النظام المصرفي: مع عجز المصارف عن توفير السيولة، يلجأ المواطنون إلى الاكتناز أو التعامل مع السوق السوداء، مما يزيد من ضعف القطاع المصرفي. إن أزمة شح النقد في السودان ليست مجرد مشكلة اقتصادية، بل هي أزمة ثقة تتطلب معالجات جذرية لاستعادة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد حلول مقترحة لتخفيف الأزمة: 1. إصلاح النظام المصرفي: تقوية البنية التحتية المالية وتشجيع التحويلات الرسمية، بالإضافة إلى زيادة عدد الفروع المصرفية في المناطق الريفية. 2. زيادة الشفافية: مكافحة السوق السوداء عبر سياسات مالية ورقابية صارمة، وتعزيز الثقة o.sidahmed09@gmail.comفي النظام المصرفي. 3. التوسع في الدفع الإلكتروني: نشر حلول الدفع عبر الهاتف أو الإنترنت لتقليل الاعتماد على الكاش، وتطوير البنية التحتية اللازمة لذلك. عدم تفعيل قنوات الدفع الإلكتروني من قبل فترة كافية من بدء عملية استبدال العملة هو السبب الرئيسي الذى أدى الي تفاقم ازمة السيولة حيث كان يهدف بنك السودان-من تحديد حد أقصي للسحب النقدى- ان تكون وسائل الدفع الإلكتروني بديلا لسحب النقد من البنوك و التحاويل بين الحسابات و الخطأ الذى ارتكبه هو مطالبة البنوك بتفعيل التطبيقات المصرفية بالتزامن مع عملية الاستبدال (صدررالمنشور للمصارف يوم 6ديسمبر 2024 )و كان من المفترض ان يكون القرار السليم هو ان تسبق خاصة عملية ربط التطبيقات المصرفية مع شركة الخدمات المصرفية الإلكترونية EBS عملية الاستبدال قبل ثلاثة شهور علي الاقل لتعزيز ثقة المواطن في استخدامها كخيار امثل دون الحاجة الي النقد او الشيكات. 4. إصلاح السياسات النقدية: إصدار كميات نقدية كافية بطريقة مدروسة لتلبية الطلب دون التسبب في التضخم، وضمان توزيع عادل للعملة الجديدة.

عمر سيداحمد -خبير مصرفي ومالي مستقل وقيادي مصرفي سابق

23 يناير 2025

 

o.sidahmed09@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • ما أسباب تفاقم الأزمات الصحية في العالم مع بداية عام 2025؟
  • استمرار حبس ربة منزل بتهمة النصب على المواطنين في روض الفرج
  • تفاقم أزمة شح النقد في السودان بعد تغيير العملة: الأسباب والتداعيات
  • حقيقة قاتمة ومؤلمة.. 10 آلاف جثة على الأقل مدفونة تحت الأنقاض فى قطاع غزة.. انتشال الموتى عملية بطيئة ومؤلمة وتذكير مرعب بالتكلفة البشرية للحرب
  • الأجهزة القابلة للارتداء تكشف مبكراً تفاقم التهاب الأمعاء
  • أحمد حسن الزعبي: عودة القلم الحر من ظلال السجن إلى نور الحرية”
  • رئيس يشغل العالم.. "ترامب 2025" عاصفة التغيير ومستقبل أمريكا.. السياسة الخارجية الأمريكية تواجه تحديات المشروع النووي الإيراني.. وتعهدات بإنهاء الحرب في أوكرانيا وحل النزاعات الإقليمية
  • الإمارات ترفع حيازتها من السندات الأمريكية 5 مليارات دولار في نوفمبر
  • رئيس الرقابة المالية يجرى حوار موسع مع لجنة التأمين بغرفة التجارة الأمريكية
  • رئيس الرقابة المالية: يجرى حوار موسع مع لجنة التأمين بغرفة التجارة الأمريكية