إلى جانب إيران.. عرض حوثي لتحويل شمال اليمن إلى منصة حرب مجانية
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
أعلن زعيم جماعة الحوثي الإرهابية عن استعداد الجماعة لتحويل مناطق سيطرتها في شمال اليمن إلى منصة مجانية لإطلاق الصواريخ والمسيرات تحت ذريعة مواجهة إسرائيل.
جاء ذلك في سياق خطابه الأسبوعي الذي يوجهه لأنصاره كل يوم خميس، جدد فيه التصميم على مواصلة الهجمات التي تشنها جماعته ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، وتهديده مؤخرًا بالتوسع إلى البحر الأبيض المتوسط.
هذا التهديد الذي أطلقته الجماعة الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، الأسبوع الماضي، وصفته بأنه تدشين لما أسمته بالمرحلة الرابعة من التصعيد، في حين قال زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في خطابه، أمس الخميس، بأن جماعته تفكر "من الآن.. في المرحلة الخامسة والمرحلة السادسة".
وزعم الحوثي بأن جماعته تمتلك "خيارات مهمة جدًا وحساسة ومؤثرة على الأعداء"، وقال بأنه عندما تتخذ القرار بمرحلة معينة، "معناه أننا قد توفرت لنا الإمكانيات التي يمكن أن نستفيد منها لتنفيذ ذلك القرار"، مؤكدًا بأن "مستوى الإمكانيات والقدرات" هو ما يحدد فقط التصعيد الذي نقوم به بالبحر.
ويشير زعيم الجماعة بحديثه عن "الإمكانيات" إلى الأسلحة التي تستخدمها مليشيات الجماعة في استهداف السفن من صواريخ بحرية وطائرات مسيرة، حيث إن تهديدات الجماعة بتوسيع مجال استهداف السفن تعتمد على قدرات هذه الأسلحة التي تحصل عليها من إيران.
وعلى الرغم من محاولات الجماعة الترويج بأنها هي من تقوم بصناعة هذه الأسلحة، إلا أنها تتنافى مع حقيقة عدم امتلاك اليمن قبل انقلاب الجماعة لأي من هذه الأسلحة أو حتى امتلاك بنية تحتية في الصناعة العسكرية لتطوير وصناعة صواريخ ومسيرات قادرة على استهداف السفن بمدى يتجاوز الـ1000 كيلومتر.
وما يعزز من ذلك التطابق الذي يحصل بين توسيع للهجمات الحوثية بتصريحات سابقة صادرة من إيران، فتهديد الجماعة الحوثية بتوسيع الهجمات البحرية إلى البحر الأبيض المتوسط، جاء بعد 5 أشهر من تهديد أطلقه الجنرال محمد رضا نقدي مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية بأن البحر الأبيض المتوسط "قد يُغلق".
كما أن تهديد الجماعة الحوثية باستهداف السفن بالمحيط الهندي، يأتي بعد أقل من عام على كشف إيران بأنها اختبرت بنجاح صاروخًا باليستيًا قادرًا على استهداف قطع بحرية متحركة، ويبلغ مداه 1500 كيلومتر ويحلق بسرعة عالية، وهي ذات المسافة تقريبًا التي تحتاجها مليشيا الحوثي لاستهداف السفن بالمحيط الهندي.
وفي هذا السياق، كان لافتًا إعلان المليشيا، الخميس، استهدافها لأول مرة لسفينة تجارية في المحيط الهندي باستخدام صاروخ بحري على عكس الهجمات السابقة التي كانت تعلن فيها المليشيا عن استهداف السفن بهذه المنطقة عبر المُسيرات، ما يظهر الدور الحقيقي الذي تلعبه جماعة الحوثي في تحويل مناطق سيطرتها في شمال اليمن، إلى منصة تجارب لأسلحة إيران.
وفي إقرار ضمني بهذه الحقيقة، قدم زعيم الجماعة بخطابه، الخميس، ما يشبه العرض بتحويل مناطق سيطرة الجماعة إلى منصة مجانية لأسلحة وصواريخ أي دولة ترغب باستخدامها وتجربتها كما هو الحال الآن مع إيران.
حيث قال الحوثي، إن أي دولة عربية إذا رغبت "أن نفعِّل تلك الإمكانيات (في إشارة الى الصواريخ والمُسيرات) التي في مخازنها بدلا من أن تبقى معرضة للصدأ أو للاستخدام السيئ فنحن مستعدون لتفعيلها ضد العدو الإسرائيلي".
دعوة صريحة يقدمها زعيم المليشيا الحوثية الإرهابية بتحويل مناطق سيطرتها إلى منصة مجانية لأي حروب إقليمية أو دولية تحت لافتة "مواجهة إسرائيل ونصرة القضية الفلسطينية"، دون أي اكتراث أو مسئولية تجاه تبعات وتداعيات ذلك على الشعب اليمني في مناطق سيطرتها.
وهو ما يُقر به زعيم الجماعة الإرهابية صراحة في خطابه، قائلاً بأنه لا توجد أي خطوط حمراء يمكن لها أن تعيق جماعته عن تنفيذ عملياتها ضد الملاحة الدولية أو "حسابات سياسية" تؤثر على ذلك، مؤكداً بأن جماعته ليست "ممن يخضع تحت عنوان المصلحة لمؤثرات الترغيب أو الترهيب".
إعلان صريح على لسان زعيم المليشيا الإرهابية بمضيها في إشعال الحروب والصراعات دون مراعاة لمصلحة الشعب اليمني في مناطق سيطرتها أو في المناطق المحررة، وأن مشروعها هو الحرب فقط ولا علاقها لها بالسياسة أو بشيء آخر.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: مناطق سیطرتها استهداف السفن زعیم الجماعة إلى منصة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تحمل الحوثيين مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن
حملت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، جماعة الحوثي مسؤولية فشل جهود عملية السلام في اليمن.
ونقلت قناة العربية السعودية، عن الخارجية الأمريكية قولها إن جماعة الحوثي تتحمل مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن.
وأضافت أن واشنطن أكدت تغير سياساتها تجاه الحوثي بعد مهاجمتها خارج اليمن.
ويوم أمس، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج إن الحوثيين عازمون على ضرب السفن الحربية الأميركية والأوروبية كجزء من حملتهم المستمرة للهجمات في البحر الأحمر.
وأضاف ليندركينج في مقابلة مع موقع بيزنس إنسايدر ترجمها للعربية "الموقع بوست" إن قيادتنا كلها قلقة للغاية بشأن تصميم الحوثيين على ضربنا على ما يبدو - ضرب أصدقائنا - في البحر الأحمر، ومثابرتهم في القيام بذلك، وتصميمهم على القيام بما كانوا يفعلونه بشكل أفضل".
وتابع "لقد أسقطنا كل شيء تقريبا أطلقوه في طريقنا". لكن هذا تهديد متطور. وقال إن أحد المخاوف الرئيسية هو أن تحاول روسيا مساعدة الحوثيين، وهو تطور محتمل وصفه بأنه "شيطاني".
وقال ليندركينج إن السفن المتجهة إلى اليمن والتي تحمل إمدادات إنسانية أو تجارية أُجبرت على تحويل مسارها، مما أدى إلى ارتفاع التكاليف في البلاد.
وأردف: "عدد أقل من السفن ترسو في موانئ اليمن نتيجة لما يفعله الحوثيون".
وفي وقت سابق، كشف مصدر مطلع "عربي21" عن تقديم أبوظبي لواشنطن مقترحا لتشكيل ائتلاف عسكري لتأمين حركة السفن في البحر الأحمر، وتأمين حركة الملاحة الدولية عبر باب المندب، ممر الملاحة الدولية، من هجمات الحوثيين.
وأضاف المصدر، أن مقترح الدولة الخليجية تضمن أن يتم دمج تحالف "حارس الازدهار" التي أطلقته واشنطن نهاية العام الماضي في تحالف عربي، وسط الهجمات المتكررة التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية العابرة لمضيق باب المندب.
وطبقا للمصدر فإن أبو ظبي تريد من وراء هذا الائتلاف الجديد حماية مصالحها الاقتصادية التي تضررت من استهداف السفن في البحر الأحمر.
كما أن الإماراتيين الذين سبق أن أعلنوا رفضهم الانضمام لتحالف "حارس الازدهار" التي أعلنت عنه أمريكا في كانون أول/ ديسمبر 2023، "يسعون لإقحام السعودية التي نأت بنفسها أيضا عن المشاركة في التحالف، والتي دخلت في تهدئة مع الحوثيين، وإبقائها في مستنقع الحرب في اليمن، لتعزيز فرصها الاقتصادية في المنطقة، بعد تعاظم التنافس بين الدولتين الخليجيتين وطموحات الرياض الاقتصادية".
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت نهاية ديسمبر/ كانون الأول من عام 2023 إطلاق تحالف من قوة حماية بحرية متعددة الجنسيات لدعم الملاحة في البحر الأحمر، تحت اسم "حارس الازدهار"، لصد الهجمات الحوثية في البحر الأحمر.
وشن الحوثيون أكثر من 130 هجوما استهدفوا السفن العسكرية والمدنية. وفي الأسبوع الماضي فقط، أطلقوا مجموعة من الصواريخ والطائرات بدون طيار على مدمرتين أمريكيتين أثناء عبورهما مضيق باب المندب الاستراتيجي.