الدبوبي: العملية العسكرية في رفح تقسم إلى مرحلتين مدنية يليها خطة عسكرية الدبوبي: الثلاث أسابيع القادمة ستشهد تفريغ رفح بحيث يبقى بداخلها ما لا يزيد عن 200 ألف مدني هل يسعى الاحتلال لإجتياح رفح سعيا لشق طريق تجاري عبر غزة إلى أوروبا؟

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ218، ويوسع من عملياته العسكرية في مدينة رفح جنوبي القطاع شيئا فشيئا.

مجلس الحرب لدى الاحتلال درس إمكانية توسيع النطاق الجغرافي للعملية في رفح رغم التحذيرات الدولية الداعية إلى وقف العملية في المدينة المكتظة بالسكان والتي تضم أكثر من مليون و700 ألف نازح.

دراسة مجلس الحرب أعادت إلى البال معارضة الإدارة الأمريكية التي زعمت أنها ستوقف تصدير بعض أنواع السلاح إلى الاحتلال حال قيامه بعملية واسعة في رفح.

هل هناك اتفاق أمريكي إسرائيلي؟

تعنت الاحتلال وإصراره على اجتياح رفح دعا البعض إلى طرح تساؤلات حول إمكانية وجود اتفاق أمريكي إسرائيلي على العملية وإن كان بالخفاء.

الخبير العسكري والاستراتيجي ضيف الله الدبوبي بين أن المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة فشلت منذ أن وضعت حركة حماس شرطا بأن يكون الوقف دائم مع انسحاب قوات الاحتلال من أراضي القطاع على مراحل، فيما أصر الاحتلال على أن يكون وقف إطلاق النار بشكل مؤقت، ما يعني وجود إمكانية لمعاودة العمليات العسكرية.

وقال الدبوبي خلال استضافته عبر برنامج "أخبار السابعة"، الذي يعرض على شاسة "رؤيا"، إن قصف المقاومة لحشود اللواء 401 المتواجد على معبر كرم أبو سالم وإيقاع قتلى ومصابين في صفوفه سرع من عملية اجتياح رفح.

وحول وجود إتفاق أمريكي إسرائيلي أشار إلى أن عملية اجتياح رفح لم تكن سرا، حيث سرب الإعلام معلومات حول اتصال نتنياهو ببايدن وإبلاغه بموعد بدء الهجوم، وهذا ما يمثل دلالة على موافقة ومباركة الإدارة الأمريكية للعملية.

مراحل الاجتياح

وأوضح الدبوبي أن العملية العسكرية في رفح تقسم إلى مرحلتين، الأولى مرحلة مدنية أو ما يعرف بالخطة المدنية تمهيدا للخطة العسكرية.

وأضاف: "تستمر المرحلة الأولى لمدة 3 أسابيع وتهدف إلى ترحيل أكبر عدد ممكن من المدنيينمن رفح إلى خارجها لا سيما في مناطق خان يونس ودير البلح والمواصي".

وتابع:"عملية التهجير بدأت بطريقة شنيعة جدا، وليس تهجيرا قصريا فقط إنما تهجيرا تحت نيران القصف، بهدف صناعة هروب جماعي، حيث أدى ذلك إلى تهجير 150 ألف نازح في رفح خلال 3 أيام".

اقرأ أيضاً : الاحتلال يزعم إدخال 200 ألف لتر من الوقود إلى غزة.. والأمم المتحدة تحذر

وقال الدبوبي إن المقاومة استهدفت اللواء 401 الذي كان يتموضع في منطقة" الحشد" التي تكون عادة خارج نطاق أسلحة الجهة الأخرى، إلا أن المقاومة فاجأت العدو واستهدفت قواته، مما أجبره على الرد باستخدام سلاح الطيران الحربي ومن ثم سلاح المدفعية قبل أن يبدأ اجتياحا بريا للمدينة.

هل قبول حماس بالصفقة هو ما دعا الاحتلال لاجتياح رفح؟

الدبوبي اعتبر أن الاحتلال يتملص من صفقة الهدنة، ويسعى لإيجاد الذرائع التي تجعله غير مضطر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل دائم والانسحاب من القطاع بشكل كامل.

وأفاد أن عملية اجتياح رفح تحظى بإجماع وزراء الحكومة وتلقى دعما شعبيا داخل الشارع الإسرائيلي، كما أن المظاهرات التي يشارك بها ذوي المحتجزين لا ترقى إلى المستوى الذي يمكن من خلاله وقف العدوان، عدا عن موافقة بعض ذوي المحتجزين على العملية أصلا.

وبين أن الاحتلال سيواصل تطبيق خطته في مرحلتها الثانية، متوقعاً أن تفرغ قوات الاحتلال مدينة رفح من المدنيين خلال مدة أقصاها اسبوعين وفقا لخطط رئيس أركان الاحتلال.

وذكر أن الثلاث أسابيع القادمة ستشهد تفريغ المدينة بحيث يبقى بداخلها ما لا يزيد عن 200 ألف مدني.

وأكد أن المرحلة التي تلي عملية التفريغ تتمثل في دخول قوات جيش الاحتلال براً إلى مناطق جديدة من رفح وصولا إلى مخيم رفح ومن ثم وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط.

لماذا يريد الاحتلال رفح؟

الدبوبي قال إن ترك الاحتلال رفح للمرحلة النهائية من عملياته العسكرية، وذلك بعد أن تعلمت قواته من الأخطاء التي ارتكبتها خلال عملياتها العسكرية داخل القطاع.

وأشار إلى أن التعامل مع المقاومة يختلف عن التعامل مع الجيوش النظامية، حيث أقدم جيش الاحتلال في بداية عدوانه على تنفيذ عمليات اجتياح كاملة للمناطق، ظانا أن تخطيه لمنطقة ما أنه استطاع انهاء المقاومة بداخلها، إلا أنه كان يتفاجأ بعمليات عسكرية ضد قواته من داخل مناطق زعم أنه اجتاحها ودمرها.

وأشار الدبوبي إلى أن مدينة رفح تتكون من 14 كيلو متر فقط، حيث قام جيش الاحتلال بتقسيمها إلى ثلاثة أجزاء على نحو 3 كيلو متر، ثم 7 كيلو متر، ومن ثم 4 كيلو متر أخيرة.

وأوضح أن قوات الاحتلال في الثلاثة أسابيع الأولى ستبقى في القسم الأول من المدينة ولن تتقدم للمرحلة الثانية إلا بعد تطهير المنطقة الأولى.

هل اجتياح رفح جاء لتنفيذ طريق تجاري من غزة؟

البعض ذهب إلى اعتبار اصرار الاحتلال الإسرائيلي على اجتياح رفح والسيطر وعليها يأتي تنفيذا لإكمال الطريق التجاري الذي زعمت دول مجموعة العشرين على تنفيذه خلال السنوات المقبلة.

ويمتد الطريق التجاري وفقا لمعلومات "رؤيا" من الهند مرورا بعدد من الدول، ووصولا إلى قطاع غزة، يحيث تكمل السفن التجارية طريقها عبر البحر الأبيض المتوسط إلى بوابة أوروبا "إيطاليا".

وحسب المعلومات فإن الطريق التجاري الذي تشارك به دول من مجمرعة العشرين يسعى إلى تقويض الحبم الصيني الرامي إلى إعادة إحياء طريق الحرير التاريخي والذي يشق قارة أسيا وصولا إلى أوروبا عبر إيطاليا، ما يجعله مهددا للمصالح التجارية الغربية لا سيما مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.

وبالعودة إلى رفح، قال الدبوبي إن "اليهود" طوال التاريخ امتهنوا التجارة وقامروا بها، ما يعني أنهم مستعدون لتوظيف جل امكانياتهم بما فيها العسكرية في سبيل خدمة مشروع كهذا.

وأكد أن ما يجري في غزة عملية استعمار جديدة بمباركة ودعم غربي واضح، حيث سيتم اجتياح رفح من خلال الضغط عبر ثلاث محاور، من الشرق باستخدام قوات المشاة ومن الشمال باستخدام المعدات العسكرية، إضافة إلى دعم وإسناد من اللواء 401 بهدف تشكيل حلقة مغلقة تضيّق شيئا فشيئا إلى حين احكام السيطرة على كافة أجزاء المدينة.

وأشار إلى أن الرصيف البحري الذي يتم بناؤه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية قرب قطاع غزة يمثل نواة لهذا الإستعمار الجديد، موضحاً أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يعارض عملية عسكرية في رفح إنما دعا إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار للعمليات الانسانية في القطاع.

وذكر الدبوبي أن القوات العسكرية لن تأبه بالحالات الإنسانية خلال قيامها بعمليات عسكرية في رفح.

هل وقف تصدير السلاح سيوقف الاحتلال؟

وحول حديث ألمانيا عن دراستها امكانية وقف تصدير السلاح إلى الاحتلال أكد الدبوبي أنه حتى لو أوقف تصدير السلاح فقد للاحتلال من ألمانيا وأمريكا فإن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أوضح أنهم سيستمرون في القتال.

وقال إن هناك اتفاقيات دفاع مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي تسمح للاحتلال باستخدام مخازن السلاح الأمريكية الضخمة الموجودة في صحراء النقب دون أخذ اذن الولايات المتحدة، ما يعني أن الأسلحة موجودة وكافية.

وأشار إلى أن الاحتلال يملك 612 طائرة حربية و4000 الاف دبابة وغيرها من المعدات ما يجعلهم ليسوا بحاجة إلى أحد.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: الاحتلال رفح الولايات المتحدة الأمريكية المانيا الحرب في غزة قطاع غزة الهند الولایات المتحدة عسکریة فی رفح جیش الاحتلال العسکریة فی اجتیاح رفح وقف تصدیر قطاع غزة کیلو متر إلى أن

إقرأ أيضاً:

إصابات وإنهاك.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يعاني نقصا كبيرا في الجنود

كشفت عدد من التقارير الإعلامية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، بات يعاني من نقص يوصف بـ"الحاد" في عدد الجنود، حيث يقدّر النقص بحوالي 25,000 و50,000 جندي وجندية؛ وذلك في خضم عدوانه الدموي المستمر على كامل قطاع غزة، في ضرب عرض الحائط لكافة القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

وفي هذا السياق، أشار تقرير لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، أن "الخبراء، قدّروا بشكل خاطئ الاحتياجات البشرية للجيش، حيث لم يتوقّعوا اندلاع النزاعات العسكرية على جبهتين في وقت واحد، غزة ولبنان". 

وقال يوهانان بن يعقوب، وهو المتحدث السابق باسم الجيش في لقاء مع الصحيفة الألمانية، أنه أنه "منذ السابع من أكتوبر، سقط ما لا يقل عن 665 جنديا وجندية، وأصيب 1500 آخرون، بعضهم بإصابات خطيرة"؛ فيما تم تمديد فترة خدمة جنود الاحتياط، إذ سيتم إلزامهم بالخدمة لمدة 90 يوما، بزيادة 60 يوما عن الفترة السابقة؛ كما سيتم تمديد فترة خدمة الجيش النظامي من سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات.

إلى ذلك، تعتزم حكومة الاحتلال الإسرائيلي انطلاق العمل بقانون جديد، ينص على "تأخير سن التقاعد لجنود الاحتياط". حيث يقترح "رفع سن الإعفاء من خدمة الاحتياط من 40 إلى 41 عاما للجنود، ومن 45 إلى 46 عاما للضباط".

كذلك، أشارت عدد من التقارير الإعلامية، المحكمة العليا قد قرّرت بالإجماع، خلال هذا الأسبوع، أنه يمكن لحكومة الاحتلال الإسرائيلية، استدعاء طلاب المعاهد الدينية اليهودية الأرثوذكسية المتشددين للخدمة العسكرية؛ حيث كانت القوانين السابقة تعفي الشبان الذين يدرسون في معاهد دينية بدوام كامل من الخدمة العسكرية؛ غير أن هذا الاستثناء القانوني قد انتهى الآن.


وسوف يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة أولى، بتجنيد 3000 من الأرثوذكس. فيما شددت النائب العام، غالي بهاراف-ميارا، على أن "هذه الخطوة لا تضمن توزيعا عادلًا للعبء على المجتمع بأكمله"؛ وطالبت وزارة الدفاع بـ"وضع خطة من أجل زيادة هذا العدد، واتخاذ الخطوات اللازمة لتعظيم إمكانيات التجنيد".

تجدر الإشارة إلى أنه خلال عام 2023، تم إعفاء أكثر من 60,000 شاب من المجتمع الأرثوذكسي المتشدد من الخدمة العسكرية. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد قلّصت في السنوات الماضية من عدد جنودها النظاميين والاحتياط، غير أنها اليوم باتت تبحث عن أي حل متاح لزيادة العدد.

وقال مدير مركز بيغن- السادات للدراسات الإستراتيجية في جامعة بار-إيلان العبرية، إيتان شامير، "الحرب الحالية أثبتت أن الجيش ارتكب خطأ كبير"، وذلك في إشارته إلى "تسريح حوالي 170,000 جندي من الاحتياط لأن قيادة الجيش قررت أنهم لم يعودوا بحاجة إليهم، في وقت سابق".


وتابع: "لم يتم تقليص الأعداد فحسب، بل تم كذلك خفض ميزانيات التدريب بشكل كبير. لم يكن من المصادفة أن يتطلب الجيش ما يقرب من ثلاثة أسابيع من التدريب، قبل أن يتمكّن من شنّ هجوم بري في الحرب الحالية".

وكانت عدد من وسائل إعلام عبرية، قد نشرت خبر انتحار جندي إسرائيلي، عقب تلقّيه أمرا بالعودة للخدمة العسكرية في قطاع غزة، بعد أن كان قد قضى فيها 78 يوما خلال الحرب. فيما أكد موقع "واللا" العبري أنه "انتحر جندي الاحتياط إليران مزراحي، الجمعة الماضي، بعد معاناته من اضطراب ما بعد الصدمة، وهو أب لأربعة أطفال، بينهم اثنان مصابان بطيف التوحد".

وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، قد قالت، في وقت سابق، إن 9 ضباط وجنود قد انتحروا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عدد منهم انتحر خلال المعارك في مستوطنات غلاف غزة المحاصر. وكذلك أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال منتصف آذار/ مارس الماضي، أنه يُواجه المشكلة الكبرى في الصحة النفسية منذ عام 1973، وذلك على خلفية العمليات التي تشنّها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، على جيش الاحتلال منذ طوفان الأقصى.


وكانت تحقيقات إسرائيلية كشفت عن حالة من التذمر الحاد في أوساط جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي، بسبب طول مدة خدمتهم، وذلك بعد مضي نحو 9 أشهر على بدء حرب غزة.

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يشن الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 123 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

بموازاة ذلك، ومنذ 8 أكتوبر الماضي، تتبادل فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان بينها "حزب الله" مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم في الجانب اللبناني.

مقالات مشابهة

  • «الصحة الفلسطينية»: 52 شهيدا و320 مصابا منذ اجتياح حي الشجاعية في غزة
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تتعمد استهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني في غزة
  • لماذا أعلنت القسام أسم مجند إسرائيلي وقتله قنصاً؟ .. الدويري يجيب
  • لماذا أعلنت القسام اسم مجند إسرائيلي وقتله قنصا؟.. الدويري يجيب
  • البنتاغون يبدأ عملية إجلاء الأميركيين من لبنان
  • إصابات وإنهاك.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يعاني نقصا كبيرا في الجنود
  • لماذا يعتبر كمين جنين أشبه بمعجزة أمنية وعسكرية؟
  • منظمات فلسطينية: جرائم الاحتلال بغزة الأكثر توثيقًا عالميًا
  • لماذا تكتفي السلطة بموقف المتفرج أمام محاولات الاحتلال لتقويضها؟
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي: مقتل ضابط خلال عملية في جنين