استعمار جديد وشق طريق تجاري عالمي.. لماذا يصر الاحتلال على اجتياح رفح؟
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
الدبوبي: العملية العسكرية في رفح تقسم إلى مرحلتين مدنية يليها خطة عسكرية الدبوبي: الثلاث أسابيع القادمة ستشهد تفريغ رفح بحيث يبقى بداخلها ما لا يزيد عن 200 ألف مدني هل يسعى الاحتلال لإجتياح رفح سعيا لشق طريق تجاري عبر غزة إلى أوروبا؟
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ218، ويوسع من عملياته العسكرية في مدينة رفح جنوبي القطاع شيئا فشيئا.
مجلس الحرب لدى الاحتلال درس إمكانية توسيع النطاق الجغرافي للعملية في رفح رغم التحذيرات الدولية الداعية إلى وقف العملية في المدينة المكتظة بالسكان والتي تضم أكثر من مليون و700 ألف نازح.
دراسة مجلس الحرب أعادت إلى البال معارضة الإدارة الأمريكية التي زعمت أنها ستوقف تصدير بعض أنواع السلاح إلى الاحتلال حال قيامه بعملية واسعة في رفح.
هل هناك اتفاق أمريكي إسرائيلي؟تعنت الاحتلال وإصراره على اجتياح رفح دعا البعض إلى طرح تساؤلات حول إمكانية وجود اتفاق أمريكي إسرائيلي على العملية وإن كان بالخفاء.
الخبير العسكري والاستراتيجي ضيف الله الدبوبي بين أن المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة فشلت منذ أن وضعت حركة حماس شرطا بأن يكون الوقف دائم مع انسحاب قوات الاحتلال من أراضي القطاع على مراحل، فيما أصر الاحتلال على أن يكون وقف إطلاق النار بشكل مؤقت، ما يعني وجود إمكانية لمعاودة العمليات العسكرية.
وقال الدبوبي خلال استضافته عبر برنامج "أخبار السابعة"، الذي يعرض على شاسة "رؤيا"، إن قصف المقاومة لحشود اللواء 401 المتواجد على معبر كرم أبو سالم وإيقاع قتلى ومصابين في صفوفه سرع من عملية اجتياح رفح.
وحول وجود إتفاق أمريكي إسرائيلي أشار إلى أن عملية اجتياح رفح لم تكن سرا، حيث سرب الإعلام معلومات حول اتصال نتنياهو ببايدن وإبلاغه بموعد بدء الهجوم، وهذا ما يمثل دلالة على موافقة ومباركة الإدارة الأمريكية للعملية.
مراحل الاجتياحوأوضح الدبوبي أن العملية العسكرية في رفح تقسم إلى مرحلتين، الأولى مرحلة مدنية أو ما يعرف بالخطة المدنية تمهيدا للخطة العسكرية.
وأضاف: "تستمر المرحلة الأولى لمدة 3 أسابيع وتهدف إلى ترحيل أكبر عدد ممكن من المدنيينمن رفح إلى خارجها لا سيما في مناطق خان يونس ودير البلح والمواصي".
وتابع:"عملية التهجير بدأت بطريقة شنيعة جدا، وليس تهجيرا قصريا فقط إنما تهجيرا تحت نيران القصف، بهدف صناعة هروب جماعي، حيث أدى ذلك إلى تهجير 150 ألف نازح في رفح خلال 3 أيام".
اقرأ أيضاً : الاحتلال يزعم إدخال 200 ألف لتر من الوقود إلى غزة.. والأمم المتحدة تحذر
وقال الدبوبي إن المقاومة استهدفت اللواء 401 الذي كان يتموضع في منطقة" الحشد" التي تكون عادة خارج نطاق أسلحة الجهة الأخرى، إلا أن المقاومة فاجأت العدو واستهدفت قواته، مما أجبره على الرد باستخدام سلاح الطيران الحربي ومن ثم سلاح المدفعية قبل أن يبدأ اجتياحا بريا للمدينة.
هل قبول حماس بالصفقة هو ما دعا الاحتلال لاجتياح رفح؟الدبوبي اعتبر أن الاحتلال يتملص من صفقة الهدنة، ويسعى لإيجاد الذرائع التي تجعله غير مضطر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل دائم والانسحاب من القطاع بشكل كامل.
وأفاد أن عملية اجتياح رفح تحظى بإجماع وزراء الحكومة وتلقى دعما شعبيا داخل الشارع الإسرائيلي، كما أن المظاهرات التي يشارك بها ذوي المحتجزين لا ترقى إلى المستوى الذي يمكن من خلاله وقف العدوان، عدا عن موافقة بعض ذوي المحتجزين على العملية أصلا.
وبين أن الاحتلال سيواصل تطبيق خطته في مرحلتها الثانية، متوقعاً أن تفرغ قوات الاحتلال مدينة رفح من المدنيين خلال مدة أقصاها اسبوعين وفقا لخطط رئيس أركان الاحتلال.
وذكر أن الثلاث أسابيع القادمة ستشهد تفريغ المدينة بحيث يبقى بداخلها ما لا يزيد عن 200 ألف مدني.
وأكد أن المرحلة التي تلي عملية التفريغ تتمثل في دخول قوات جيش الاحتلال براً إلى مناطق جديدة من رفح وصولا إلى مخيم رفح ومن ثم وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط.
لماذا يريد الاحتلال رفح؟الدبوبي قال إن ترك الاحتلال رفح للمرحلة النهائية من عملياته العسكرية، وذلك بعد أن تعلمت قواته من الأخطاء التي ارتكبتها خلال عملياتها العسكرية داخل القطاع.
وأشار إلى أن التعامل مع المقاومة يختلف عن التعامل مع الجيوش النظامية، حيث أقدم جيش الاحتلال في بداية عدوانه على تنفيذ عمليات اجتياح كاملة للمناطق، ظانا أن تخطيه لمنطقة ما أنه استطاع انهاء المقاومة بداخلها، إلا أنه كان يتفاجأ بعمليات عسكرية ضد قواته من داخل مناطق زعم أنه اجتاحها ودمرها.
وأشار الدبوبي إلى أن مدينة رفح تتكون من 14 كيلو متر فقط، حيث قام جيش الاحتلال بتقسيمها إلى ثلاثة أجزاء على نحو 3 كيلو متر، ثم 7 كيلو متر، ومن ثم 4 كيلو متر أخيرة.
وأوضح أن قوات الاحتلال في الثلاثة أسابيع الأولى ستبقى في القسم الأول من المدينة ولن تتقدم للمرحلة الثانية إلا بعد تطهير المنطقة الأولى.
هل اجتياح رفح جاء لتنفيذ طريق تجاري من غزة؟البعض ذهب إلى اعتبار اصرار الاحتلال الإسرائيلي على اجتياح رفح والسيطر وعليها يأتي تنفيذا لإكمال الطريق التجاري الذي زعمت دول مجموعة العشرين على تنفيذه خلال السنوات المقبلة.
ويمتد الطريق التجاري وفقا لمعلومات "رؤيا" من الهند مرورا بعدد من الدول، ووصولا إلى قطاع غزة، يحيث تكمل السفن التجارية طريقها عبر البحر الأبيض المتوسط إلى بوابة أوروبا "إيطاليا".
وحسب المعلومات فإن الطريق التجاري الذي تشارك به دول من مجمرعة العشرين يسعى إلى تقويض الحبم الصيني الرامي إلى إعادة إحياء طريق الحرير التاريخي والذي يشق قارة أسيا وصولا إلى أوروبا عبر إيطاليا، ما يجعله مهددا للمصالح التجارية الغربية لا سيما مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
وبالعودة إلى رفح، قال الدبوبي إن "اليهود" طوال التاريخ امتهنوا التجارة وقامروا بها، ما يعني أنهم مستعدون لتوظيف جل امكانياتهم بما فيها العسكرية في سبيل خدمة مشروع كهذا.
وأكد أن ما يجري في غزة عملية استعمار جديدة بمباركة ودعم غربي واضح، حيث سيتم اجتياح رفح من خلال الضغط عبر ثلاث محاور، من الشرق باستخدام قوات المشاة ومن الشمال باستخدام المعدات العسكرية، إضافة إلى دعم وإسناد من اللواء 401 بهدف تشكيل حلقة مغلقة تضيّق شيئا فشيئا إلى حين احكام السيطرة على كافة أجزاء المدينة.
وأشار إلى أن الرصيف البحري الذي يتم بناؤه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية قرب قطاع غزة يمثل نواة لهذا الإستعمار الجديد، موضحاً أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يعارض عملية عسكرية في رفح إنما دعا إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار للعمليات الانسانية في القطاع.
وذكر الدبوبي أن القوات العسكرية لن تأبه بالحالات الإنسانية خلال قيامها بعمليات عسكرية في رفح.
هل وقف تصدير السلاح سيوقف الاحتلال؟وحول حديث ألمانيا عن دراستها امكانية وقف تصدير السلاح إلى الاحتلال أكد الدبوبي أنه حتى لو أوقف تصدير السلاح فقد للاحتلال من ألمانيا وأمريكا فإن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أوضح أنهم سيستمرون في القتال.
وقال إن هناك اتفاقيات دفاع مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي تسمح للاحتلال باستخدام مخازن السلاح الأمريكية الضخمة الموجودة في صحراء النقب دون أخذ اذن الولايات المتحدة، ما يعني أن الأسلحة موجودة وكافية.
وأشار إلى أن الاحتلال يملك 612 طائرة حربية و4000 الاف دبابة وغيرها من المعدات ما يجعلهم ليسوا بحاجة إلى أحد.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الاحتلال رفح الولايات المتحدة الأمريكية المانيا الحرب في غزة قطاع غزة الهند الولایات المتحدة عسکریة فی رفح جیش الاحتلال العسکریة فی اجتیاح رفح وقف تصدیر قطاع غزة کیلو متر إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير إسرائيلي يكشف عن قيام الاحتلال بإفراغ شمال القطاع عن طريق التهجير
في تطوّر جديد بشمال قطاع غزة، يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بتحويل الشوارع الرئيسية إلى طرق واسعة، وإنشاء بؤر عسكرية واستيطانية وُصفت بـ"الكبيرة"، بالإضافة إلى إقامة بنية تحتية طويلة الأمد، حتى على الطرق المؤدية للمواقع التي كانت تضمّ مستوطنات سابقة. وذلك بحسب تقرير، لصحيفة هآرتس العبرية.
ووفقًا لتقديرات ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي يخدم في القطاع، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلية لا تعتزم مغادرة المنطقة "قبل حلول عام 2026".
2/
בכירים בדרג המדיני ובמע' הביטחון שבים וטוענים שפינוי צפון הרצועה אינו חלק מ"תוכנית האלופים" אלא שמקורות ביטחוניים בכירים מאשרים שצה"ל נדרש לרוקן כפרים וערים מתושביהם. אשתקד גרו שם יותר מחצי מיליון עזתים, כיום נותרו פחות מ–20 אלף
Planet Labs PBC 11-24OCThttps://t.co/qL7GRjEkHv pic.twitter.com/ciAASuydex — avi scharf (@avischarf) November 13, 2024
ورغم تصريحات مسؤولين في حكومة ووزارة دفاع الاحتلال الإسرائيلية، بأن إخلاء شمال قطاع غزة ليس جزءًا من "خطّة الجنرالات"، إلاّ أن مصادر أمنية قد أكدت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تلقّى أوامر بإخلاء القرى والمدن في المنطقة من سكانها.
وتشير البيانات التي نشرتها الصحيفة العبرية، إلى أنه خلال العام الماضي، كان شمال قطاع غزة يضم أكثر من نصف مليون نسمة، بينما تقلص العدد حاليًا إلى أقل من 20 ألفًا فقط.
ويذكر أن العديد من سكان شمال قطاع غزة، قد فرّوا قسرا، نحو مناطق أخرى داخل القطاع المحاصر، لكن الكثيرين منهم، عادوا مرّة أخرى إلى الشمال، رغم الظروف المعيشية القاسية. وذلك بسبب الصعوبات التي واجهوها خلال التنقل مع عائلاتهم والمصابين، ما دفعهم للعودة.
ورغم المخاطر القائمة ونقص الاستقرار، إلاّ أن الغزّيين يفضّلون البقاء في مأوى غير آمن، في مواجهة فصل الشتاء على مغادرة أراضيهم، نحو مستقبل مجهول.
وفي إطار خطة الجنرالات التي يتمّ تنفيذها حالياً، يعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي على السيطرة على أربع مناطق واسعة في شمال قطاع غزة، من أبرزها محور الخوص.
وبعد عمليات التجريف المكثفة، تمّ تحويل المنطقة إلى مساحة واسعة خالية من المباني، حيث استُبدلت الأحياء السكنية بشبكة من الطرق، وتحوّلت المنطقة من حي مأهول إلى منطقة شبه صحراوية، مزودة بالعديد من المحطات الجديدة، ضمن بنية تحتية موسعة تخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي فقط.
وتشير الخريطة الإسرائيلية الجديدة، إلى أن محور فيلادلفيا، الفاصل بين الحدود المصرية مع قطاع غزة٬ يتمركز فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي كمنطقة رئيسية أخرى ضمن العمليات الجارية على قطاع غزة.
إلى ذلك، شهدت المنطقة تدمير أحياء سكنية بأكملها، خلال الأسبوعين الماضيين، ممّا كشف عن مساحات واسعة على طول الحدود مع مصر، وصل عرضها في بعض المواقع إلى كيلومتر واحد، وفي مواقع أخرى إلى مساحات أكبر من ذلك.
كذلك، تم نشر البنى التحتية المتقدمة في القواعد المنشأة حديثًا. حيث بات يمكن رؤية الخطوط الفاصلة على الطريق المعبدة من الفضاء. وذلك بحسب التقرير نفسه المنشور في الصحيفة العبرية.
واختتمت الصحيفة العبرية. بحديث لأحد الضباط في غزة٬ حيث قال إنه يتوقع استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة حتى عام 2026، وأشار إلى أن البنية التحتية التي يُعاد تأهيلها هناك ليست فقط لأغراض العمليات العسكرية المؤقتة.
وأوضح الضابط، الذي يخدم في أحد الألوية المشاركة في القتال، أنّ: "الطرق الواسعة والمعبدة الجديدة في القطاع لا تبدو معدة لتحركات قصيرة الأمد، بل تمتد إلى مناطق كانت تضم مستوطنات إسرائيلية تم إخلاؤها سابقًا".
واستدرك: "لم تُعطَ لنا أي تعليمات بإعادة إقامة هذه المستوطنات، لكن يبدو أن التطورات تشير إلى توجّه طويل الأمد".