شاهد.. صحفيو غزة يدفعون ثمنا باهظا لإيصال معاناة القطاع للعالم
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
غزة- يؤمن المصور الصحفي سامي شحادة أن القذيفة التي أصابته، وأدت إلى بتر ساقه، قد أصابته عن عمد، وأن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفته بصورة مباشرة، بهدف قتله وتغييبه عن الميدان في غزة.
وبعد دقائق معدودة من وصول شحادة (36 عاماً) مع طاقم القناة التي يعمل لصالحها لمنطقة شمال النصيرات وسط قطاع غزة، أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة نحوهم، فسقط أرضا مصابا في ساقه.
ويعمل شحادة في "مهنة البحث عن المتاعب" منذ 17 عاماً، وشارك في تغطية الحروب الإسرائيلية وجولات التصعيد المتكررة في القطاع منذ عام 2008، ويصف الحرب الحالية بأنها "الأعنف" وقد حولته إلى "معاق" يلازم سرير الشفاء في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع.
سامي شحادة تعرض للاستهداف المباشر بقذيفة إسرائيلية شمال مخيم النصيرات (الجزيرة) استهداف متعمدويستحضر هذا الصحفي ذكرى الزميلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، التي تختصر جريمة اغتيالها أمام الكاميرا ما يتعرض له الصحفي الفلسطيني من استهداف إسرائيلي مباشر، يستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي والمؤسسات المختصة بحماية الصحفي ودعم حقوقه، للجم الاحتلال ووقف مسلسل جرائمه ضد الصحفيين الفلسطينيين.
وفي 11 مايو/أيار 2022 اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي مراسلة قناة الجزيرة أبو عاقلة برصاصة مباشرة في رأسها أثناء عملها في تغطية اجتياح إسرائيلي لمخيم جنين بالضفة الغربية.
ويقول شحادة "مثلما استهدفوا شيرين بشكل مباشر، استهدفوني بشكل مباشر، وكذلك كل الصحفيين الذين تعرضوا للقتل والإصابة خلال الحرب على غزة لم يتم استهدافهم بالخطأ، والاحتلال يعرف ماذا يقصف ويستهدف".
والهدف الإسرائيلي من وراء هذا الاستهداف الممنهج للصحفيين -برأي شحادة- هو "طمس الحقيقة واغتيال الصورة" غير أنه يبدي إصراراً على مواصلة رسالته الصحفية، ويتمنى السفر للعلاج بالخارج والعودة إلى غزة لحمل الكاميرا من جديد.
حصيلة دامية
ويحث شحادة زملاءه من الصحفيين على مواصلة الطريق، وعدم الخوف أو التردد، قائلا "لولاكم لما شاهد العالم حجم الجريمة التي ترتكبها قوات الاحتلال ضدنا في غزة" وقد بات العالم كله يعرف فلسطين وقضية صحفييها "بفضل الصورة وعمل الصحفي الفلسطيني على مدار 7 شهور من الحرب". وختم كلامه بتوجيه نصيحة لزملائه بأن يكونوا أقوياء وأن يحرصوا على أنفسهم في ميدان العمل.
وبحسب رصد نقابة الصحفيين الفلسطينيين، استشهد منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية عقب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أكثر من 130 صحفيا وصحفية، وأصيب عشرات آخرون بجروح وحالات بتر.
وقال الدكتور تحسين الأسطل نائب نقيب الصحفيين للجزيرة نت "7 شهور مرت على هذه الحرب بكل تفاصيلها وفصولها المرعبة، وقد قتل الاحتلال الخيرة من صحفيينا ودمر 86 مكتباً ومؤسسة إعلامية كلياً وجزئياً، وشرد الصحفيين في الخيام وساحات المستشفيات، وأصاب بجروح العشرات من الصحفيين، وقتل المئات من عائلاتهم ودمر 77 منزلاً لصحفيين في قطاع غزة".
ومنذ اندلاع الحرب، اعتقلت قوات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة 100 صحفي وصحفية، وتبقى منهم 45 رهن الاعتقال، وحول معظمهم للاعتقال الإداري، ولا يزال 4 صحفيين في عداد المفقودين، بحسب الأسطل.
أحمد اللوح نجا من الموت عام 2014 وأصيب خلال الحرب على غزة (الجزيرة) شاهد وشهيدالصحفي أحمد اللوح كان شاهداً على استهداف شحادة، وقد أصيب هو الآخر بكسور في الصدر وشظية بالرأس والرقبة جراء القذيفة ذاتها، يقول للجزيرة نت "كنت على الجانب المقابل من الشارع عندما وصل سامي رفقة الطاقم، صرخت عليهم لتوخي الحذر، وما هي إلا لحظات حتى استهدفتهم قذيفة وسقط سامي أرضاً والدماء تنزف منه وقد بترت ساقه".
ولأحمد تجارب مريرة مع الاستهداف والإصابة مرات كثيرة سابقة، أخطرها عام 2014 عندما أصيب في عينه، وأعلنته وزارة الصحة شهيداً، قبل أن يتضح أنه على قيد الحياة، وكان مشوار علاجه طويلاً وانتهى باستئصال عينه اليسرى بشكل كلي.
ورغم ما يعانيه أحمد من مضاعفات لا تزال مصاحبة له نتيجة هذه الإصابة واحتياجه للعلاج بالخارج، يصر على البقاء في الميدان ومواصلة التغطية.
ونجا الصحفي سعيد جرس من قصف استهدف خيمة مجاورة لخيمة إقامة الصحفيين في ساحة مستشفى شهداء الأقصى، أواخر مارس/آذار الماضي، وقال للجزيرة نت إنه أصيب بجروح في ساقيه نتيجة هذا القصف الذي تسبب أيضاً في إصابة عدد آخر من الصحفيين.
ولم يلبث سعيد أن عاد لمواصلة عمله في الميدان، إدراكاً منه للمسؤولية الكبيرة التي يتحملها الصحفي الفلسطيني في إيصال الرسالة والصورة للعالم عما تتعرض له غزة، وكشف حجم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات قوات الاحتلال للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
حرب ممنهجة على كل قطاعات الحياة في قطاع غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رغم نفي إسرائيل تنفيذ "خطة الجنرالات"، تواصل منذ الخامس من أكتوبر الماضي 2023 شن هجوم مدمر على شمال قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد وإصابة آلاف الفلسطينيين، وتهجير عشرات الآلاف، بالإضافة إلى تدمير المستشفيات والبنية التحتية.
هذه الهجمات تأتي بالتزامن مع حصار خانق، بينما يستمر الهجوم على القطاع منذ 15 شهرًا متواصلة، حيث بلغ عدد الشهداء والجرحى أكثر من 153 ألفًا، ودُمرت غالبية البنية التحتية المدنية.
تدهور الوضع الإنساني في غزة
أكدت منظمة الصحة العالمية أن نحو 7% من سكان قطاع غزة إما قُتلوا أو أصيبوا منذ بداية التصعيد العسكري في أكتوبر 2023، مشيرة إلى أن الوضع الإنساني في القطاع يزداد سوءًا بشكل غير مسبوق.
الحرب المستمرة تستهدف جميع قطاعات الحياة، بما في ذلك استهداف المستشفيات، النازحين، والكادر الطبي.
سياسة التجويع والتهجير الممنهج
قال الدكتور شفيق التلولي، الكاتب والمحلل الفلسطيني، في تصريح خاص لـ "البوابة نيوز"، أن الحرب على غزة ليست مجرد صراع عسكري، بل هي جزء من خطة إسرائيلية منهجية تهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني.
وأضاف التلولي، أن الاحتلال يحاول إفراغ غزة من سكانها عبر سياسة التجويع والتهجير القسري، بالإضافة إلى استهداف الأطباء والعاملين في القطاع الصحي، وهو ما يراه جزءًا من خطة "الجنرالات" التي تهدف إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه.
حرب على المستشفيات والكادر الطبي
أشار "التلولي" إلى أن المستشفيات مثل مستشفى كمال عدوان، العودة، والإندونيسي تم استهدافها بشكل متعمد، مع مقتل العديد من الأطباء، مثل الدكتور عدنان البرش، مدير مستشفى الشفاء، والدكتور سعيد جودة، وكذلك تعرض الأطباء في مستشفى الشهيد كمال عدوان للاعتقال، مثل الدكتور حسام أبوصفية، وهذه العمليات هي جزء من استراتيجية ممنهجة تستهدف الإنسان الفلسطيني ومقومات حياته.
محاولات الوساطة والتهدئة
وفيما يتعلق بالمفاوضات، بدأ الوسطاء جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، في محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين في القطاع بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
احتمالات أهداف الاحتلال من المفاوضات
قدم "التلولي" قدم ثلاث احتمالات لما يهدف الاحتلال من هذه المفاوضات، أولا ابتزاز الفلسطينيين، حيث قد تحاول إسرائيل فرض ضربات قاسية لإجبار الفلسطينيين على الرضوخ لمطالب نتنياهو، بما في ذلك الشروط التعجيزية.
ثانيا مراوغة إسرائيل، قد يحاول نتنياهو اختلاق شروط تعجيزية لتفشل مفاوضات التهدئة، مما يتيح له الهروب من الضغوطات الدولية والداخلية من قبل ترامب والمجتمع الاسرائيلي وبخاصة أهالى المحتجزين،
وأشار "التلولي" الى عدم نضج فكرة إنهاء الحرب حيث أن فكرة إنهاء الحرب لم تنضج بعد داخل حكومة الاحتلال، مما يهدد استقرار حكومة نتنياهو، وقد يؤدي إلى انسحاب بعض أعضاء الائتلاف الحكومي، مما يعوق توقيع اتفاق تهدئة.