عربي21:
2025-01-31@07:00:06 GMT

حـرب الإبـادة تـصـل إلى الـذروة

تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT

رغم مرور نحو شهر ونصف على انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيسا لبلاده لولاية خامسة، وذلك يوم السابع عشر من آذار الماضي، إلا أن تنصيبه جرى يوم الثلاثاء الماضي، تزامنا مع ذكرى دحر النازية الألمانية في العام 1945، وفي ذلك إشارة مزدوجة، أولها للجمهور الروسي، مفادها أن بوتين يواصل حربه ضد من يسميهم النازيين الجدد في أوكرانيا، والثانية موجهة للعالم، الغربي منه على وجه خاص، ومفادها أن روسيا التي أصبحت دولة عظمى، بل القطب الند للغرب، بسبب انتصارها على الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية، بعد أن كان ذلك الجيش احتل نصف أوروبا، بما في ذلك فرنسا، ستبقى كذلك دولة عظمى، ولن تكون كما تريد لها الولايات المتحدة، أن تكون مجرد عضو في منتدى عالمي، تقرر فيه أمريكا وحدها مصير العالم، وتدير شؤونه على هواها.



على الجهة المقابلة من العالم، كان العدو اللدود لفلاديمير بوتين، نقصد الرئيس الأمريكي جو بايدن، يلقي خطابا بالمناسبة نفسها، ولكن تحت عنوان، ذكرى المحرقة.

ومقابل عرض بوتين حوارا على أساس المساواة والندية مع الغرب، لتجاوز علاقة بلاده المتوترة حاليا مع أمريكا وأوروبا، أكد بايدن دعم بلاده لتل أبيب رغم وجود الخلافات، كما أشار بشكل غريب إلى أن كراهية اليهود لا تزال مستمرة، مدللا على ذلك بما حدث يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مضيفا القول؛ إن هناك صعودا مرعبا لمعاداة السامية في العالم وأمريكا، ومشيرا بشكل مؤكد إلى ما يدور في العالم وأمريكا، من احتجاجات على حرب الإبادة الإسرائيلية الجارية بحق الشعب الفلسطيني!

لا يختلف منطق بايدن أو ما يقوله وما هو مقتنع به، عما يقول به المتطرفون الإسرائيليون اليوم، خاصة إزاء دوافع عملية طوفان الأقصى، وما تلاها من حرب إبادة يمارسها قادة الحرب الإسرائيليون، وهو يبدو كما لو كان أكثر تشددا واقترابا من بنيامين نتنياهو وجناح التطرف العنصري في الحكومة الإسرائيلية، أي أكثر قربا من ثالوث نتنياهو - بن غفير - سموتريتش، منه إلى يائير لابيد مثلا، وحتى من بيني غانتس وغادي آيزنكوت، ولسنا هنا بمعرض استعراض مواقف بايدن، خاصة العملية إزاء الحرب الإسرائيلية منذ أن بدأت قبل سبعة أشهر وحتى الآن، وصولا إلى إطلاق حكومة الحرب عملية اقتحام رفح.
ورغم كل ما قالته إدارة بايدن منذ أسابيع طويلة عن رفضها وتحذيرها لنتنياهو من اقتحام رفح، إلا أن إقدام نتنياهو على ذلك، يعني بكل بساطة، أحد أمرين: إما أن أمريكا بقضها وقضيضها، أضعف سياسيا من إسرائيل، أي أن الحكومة الإسرائيلية هي من يتحكم بالبيت الأبيض وليس العكس، وواضح أن ذلك يعود إلى ما يتحكم به اللوبي الصهيوني من مفاتيح انتخابية بأمريكا، وإما أن بايدن وإدارته أضعف من مواجهة نتنياهو الذي يمارس عليه الكذب، بحيث إنه لم يرضخ لتحذيرات الرئيس الأمريكي بعدم دخول رفح، وحتى بإدخال المساعدات الإغاثية، والحقيقة التي ظهرت تماما في كلمة بايدن في ذكرى المحرقة، تشير إلى أن الرجل الذي اضطر إلى إطلاق بعض التصريحات الخلافية مع نتنياهو، بهدف الحفاظ على أصوات معارضي الحرب الإسرائيلية في حزبه، مقابل الثبات على الوقوف العملي لجانب تلك الحرب سياسيا وعسكريا، بجاهد في محاولته التفريق بين إسرائيل ونتنياهو، وهو كلما زادت شقة الخلاف مع نتنياهو، التصق أكثر بإسرائيل.

تبقى المفارقة في إطلاق حكومة الحرب الإسرائيلية العملية البرية في رفح، رغم أن العالم بأسره حذر من الإقدام على تلك العملية، وذلك في ذكرى دحر النازية.

وقد وصلت حرب حكومة الحرب الإسرائيلية الحالية للإبادة ذروتها في اقتحامها لرفح، حيث مجرد إصدار الأوامر للمدنيين الفلسطينيين النازحين في رفح بمغادرتها للمرة الثالثة إلى مناطق تفتقر لأسباب الحياة، حيث لا منازل ولا بنى تحتيه، هي جريمة حرب وفق ما قاله موظفو الأمم المتحدة، فعالم اليوم أصبح أكثر وضوحا، فكل شيء يحدث أمام أنظار وأسماع كل الناس في كل العالم.

أي إن حملة الجيش الإسرائيلي في وضح النهار تتحدى العالم بأسره، كذلك لا بد من الإشارة إلى أن اقتحام رفح قد جاء بعد أقل من 24 ساعة على موافقة حركة حماس على صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، أو صفقة تبادل المحتجزين مع وقف الحرب، تلك الصفقة التي سعى إليها البيت الأبيض بشدة، في الوقت الذي كان الجميع على يقين بأن نتنياهو والجناح المتطرف في حكومته ضد التوصل لاتفاق حول الصفقة، خاصة في مقترحها المصري الأخير، وهو قد جاء كتتويج لمسيرة من التفاوض استمرت أشهرا عديدة منذ باريس ومرورا بالدوحة، وبعد فشل أكثر من مرة. أما دافع بايدن إلى الاتفاق، فهو أن يستخدمه كورقة انتخابية، وأما دافع نتنياهو ضده، فيعود إلى أن الحرب تبقيه في سدة الحكم، بعيدا عن المساءلة القضائية الداخلية والخارجية.

وكما كان حال كل المقترحات السابقة التي كان يتم إعدادها بوجود ومشاركة الوفد الإسرائيلي، ثم كان منها من قامت بإعداده قطر أو مصر ومن ثم تم تقديمه للجانب الإسرائيلي، ثم جرى عرضه على حماس بعد إسرائيل، كان حال المقترح الأخير، نقصد المقترح المصري، الذي كان الوفد الأمني المصري قد زار إسرائيل قبل أيام خصيصا لعرضه على نتنياهو، وحين تم تقديم المقترح لحماس بعد موافقة إسرائيل عليه، أقامت أمريكا الدنيا ولم تقعدها، ضاغطة على حماس بالقول؛ إن وقف إطلاق النار بات بين يدي حماس، وكان نتنياهو يراهن على رفض حماس للمقترح؛ نظرا إلى أنه لا يلبي مطالبها الأساسية، لكنه فوجئ بموافقة الحركة، ورغم أنه قال قبل إعلان حماس موافقتها إنه سيدخل رفح باتفاق أو دونه، محاولا دفع الحركة للرفض، إلا أن أمريكا لم ترد على نتنياهو الذي عاد ورفض المقترح؛ مدعيا أن ما وافقت عليه حماس مختلف عما قدم إليه، بل أكثر من ذلك لم تعتبر واشنطن اقتحام نتنياهو لرفح خطّا أحمر، وبدت كما لو أنها موافقة على ذلك الاجتياح، حيث قال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض؛ إن إسرائيل أبلغت أمريكا بأن العملية محدودة!

أصحاب المقترح، أي الوسطاء أنفسهم، قالوا بوجود تعديلات صياغية طفيفة، وأن وليام بيرنز رئيس المخابرات المركزية الأمريكية وافق على المقترح المقدم لحماس، وهكذا فإن كلا الموقفين، اجتياح رفح، والعودة عن قبول المقترح المصري، يعتبران تحديا سافرا من قبل نتنياهو لبايدن، الذي لو كان رئيسا قويا، لرد بصفعة مدوية على وجه نتنياهو، لكن تلك الصفعة بات من شبه المؤكد أنها لن تأتي من شريك في جريمة الحرب، بل من كل من يقاوم الحرب ويقف في وجهها، بمن في ذلك طلاب الجامعات الثائرون في كل مدن العالم، وستكون تلك الصفعة مزدوجة أولا، فهي لن تقتصر على نتنياهو بل ستوجه لبايدن أيضا، وكلاهما سيسقط بسبب تلك الحرب، والثانية ستصل لكلا الدولتين، إسرائيل وأمريكا، بحيث تنكفئان كلاهما، إسرائيل داخل حدود التقسيم كدولة مسالمة، دون وهم السيطرة على الشرق الأوسط، وأمريكا داخل حدودها ما بين الأطلسي والهادي، دون وهم الدولة التي تسيطر على العالم، وتدير نظامه العالمي وفق إرادتها ومشيئتها، أي دون قانون دولي أو كابح عالمي.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني فلسطين غزة الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرب الإسرائیلیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة : العدو الصهيوني خلف دمارًا بغزة لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية

الثورة نت/.
أكد المقرر الأممي المعني بالحق في السكن، بالاكريشنان راجاجوبال، اليوم الخميس ، أن “إسرائيل” بارتكابها إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، “خلفت دمارا في القطاع لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية”.
وقال راجاجوبال في تصريح صحفي: “الدمار في قطاع غزة “غير مسبوق من حيث نطاقه ووحشيته وتأثيره الهائل على الفلسطينيين الذين يعيشون هناك”.
وأضاف: “الاحتلال الإسرائيلي دمر أكثر من 80% من المنازل في غزة بالكامل، و”هو ما لا يشبه ما حدث عندما جرى تدمير مدينة دريسدن الألمانية”.
وأوضح راجاجوبال “أن فلسطينيي غزة يواجهون تحديات ضخمة، مثل إنقاذ الأشياء الثمينة بين الأنقاض، وإزالة الحطام وإعادة بناء حياتهم”.
وتابع المقرر: “الأولوية في غزة الآن هي تقديم المساعدات الإنسانية حتى يتمكن الناس من العيش عند عودتهم”، مشدداً على الحاجة الملحة للوصول إلى المأوى في غزة”.
وبين “أنه عقب إقامة الفلسطينيين بغزة خيامهم ومنازلهم بفضل المساعدات، يجب وضع خطط إعادة الإعمار موضع التنفيذ”.
وأردف راجاجوبال: “يجب إزالة الركام في غزة أولا، في ظل خطورة وجود ذخائر غير منفجرة”.
وقال المقرر الأممي: “ما حدث في غزة هو إبادة جماعية حقيقية لأنه يخلق ظروفا تجعل الحياة مستحيلة وتجعل غزة غير صالحة للسكن”.
وأضاف: “إذا جعلت منطقة أو مكانا غير صالح للسكن للأشخاص الذين يعيشون فيه، فهذا في الواقع عمل من أعمال الإبادة الجماعية”.
وتابع بقوله: “وجود اتفاق لوقف إطلاق النار “لا يعني أن الإبادة الجماعية قد توقفت”.
وزاد قائلاً: “الإبادة الجماعية تستمر طالما أن غزة غير صالحة للعيش لشعبها، وطالما أن هناك ظروفاً قد تؤدي إلى القضاء على الشعب الفلسطيني بالكامل أو جزء منه”.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: الاحتلال الصهيوني خلّف دمارًا بغزة لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية
  • الأمم المتحدة : العدو الصهيوني خلف دمارًا بغزة لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية
  • مقرر أممي: إسرائيل خلفت دمارا بغزة لم نره منذ الحرب العالمية الثانية
  • الأمم المتحدة : العدو الصهيوني خلف دمارًا في غزة لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية
  • مقرر أممي: إسرائيل خلفت دمارا في القطاع لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية
  • غزة بعد 15 شهرا من الحرب.. العودة إلى الركام والأمل المتجدد (فيديو)
  • صحافة العالم.. نتنياهو يريد استكمال الإبادة وترامب يريد غزة خالية من الفلسطينيين
  • بلينكن يستعد لإطلاق كتاب حول الحروب والأزمات في عهد جو بايدن
  • إسرائيل.. الاحتماء بالإبادة
  • مبعوث ترامب يصل غدا إلى إسرائيل للقاء نتنياهو