سيدة تطلب الطلاق يوم ولادة طفلهما الأول.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
«عمره ما قال كلمة حلوة لحد، والجنيه عنده أهم من أهله»، تبدو تلك الكلمات مألوفة بالنسبة لكثير من السيدات، ومنهن من تعايشت معها لسنوات طويلة بل لعمر كامل، لكن «أسماء. هـ» لم تتحمل كثيرًا، ومع مرور الوقت يئست من تغير طبعه أو التأقلم، فقررت أن تطلب الطلاق على مرأى ومسمع الجميع، بعد أن وضعت طفلها الأول منه، فما التفاصيل التي روتها لـ «الوطن» عن سبب دعوى الطلاق للشقاق؟
رجل بلا مشاعررجل ذو طبع جاف، لم ينتبه لمشاعر أحد، يظهر للجميع حبه لعمله، وأن حب الآخرين من الضعف، مهووس بحبه لـ «الأنتيكات» صاحب ذوق رفيع في كل شيء، عدا انتقاء كلماته وآثارها على من حوله.
يعتقد أن الأموال يمكنها تعويض أي شعور في العالم، طوال فترة الخطبة لم يتحدث معي بحجة انشغاله: «كان دايمًا صعب في التعامل ولا يهتم بيا، وكل ما أتكلم معاه يتحجج بالشغل وأنه بيجيب فلوس علشان ده الطبيعي، ورغم مشاعره الجامدة إلا أني استحملت عشان كلام الناس كان بيوجعني»، وفقًا لرواية الزوجة.
طلاق للشقاق بعد رفضة الذهاب معها للمستشفىوبالحديث عن تفاصيل زيجتها قالت «أسماء» إنّها عاشت في البداية معه وهي تحاول التأقلم على الوضع، واكتفت بأن يكون لها بيت دافئ ورجل هادئ وخلوق، وأنجبت منه طفلًا، وكانت حياتها عادية لا يشوبها سوى بعض المشكلات اليومية، ومع مرور الوقت بدأت تشعر بالوحدة وأنها ينقصها أشياء عديدة مثل الحنان والعطف، فهو لا يهتم بشيء سوى عمله، ولا أحد يهتم لأمرها، حتى يوم ولاتها فضل العمل على أن يذهب معها للمستشفى ويرى طفله.
وكان هذا سبب لجوئها لمحكمة الأسرة وإنهاء زيجتها، بعد أن يئست من تغير طبع زوجها الجاف، وخلال حديثها مع «الوطن» روت تفاصيل دعواها التي كتبتها بيدها لتختم بها زواجًا دام عامًا، وهربت من عيشتها معه للمحكمة وأقامت دعوى طلاق للشقاق حملت رقم 8231 أحوال شخصية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محكمة الأسرة دعوى طلاق طلاق
إقرأ أيضاً:
الطلاق العاطفي.. عزلة داخل إطار اجتماعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تبدو مؤسسة الزواج في ظاهرها حصنًا للطمأنينة وواحة للأمان، لكن داخل هذا الكيان الذي يفترض أن يكون ملاذًا، تتشكل أحيانًا عزلة أكثر ضراوة من تلك التي يواجهها الإنسان بمفرده. الطلاق العاطفي، ذلك الطيف الصامت الذي يخيم على العلاقات الزوجية، ليس مجرد فتور في المشاعر، بل هو غربة حقيقية يعيشها شريكان تحت سقف واحد، وقد تكون أكثر قسوة من الطلاق التقليدي.
في فلسفة الزواج، تبدو العلاقة الزوجية انعكاسًا لفكرة الوحدة في التنوع، حيث يجتمع شخصان مختلفان ليشكلا كيانًا مشتركًا يتغذى على الحوار، والاحترام، والعاطفة.. لكن ماذا يحدث عندما يتآكل هذا الكيان بفعل غياب التفاعل الحقيقي؟
يتحول الزواج حينها إلى قوقعة خاوية، مجرد إطار اجتماعي يتمسك به الشريكان خوفًا من المجتمع أو حفاظًا على الأطفال، بينما القلوب تنبض في عزلة، وكأن كلاهما يسير في درب لا يلتقي أبدًا بدرب الآخر.
الطلاق العاطفي ليس مجرد غياب للحب، بل هو حالة وجودية يتلاشى فيها الشغف، ويُختزل فيها التواصل إلى مجرد كلمات سطحية، أو ربما صمت مدوٍ. إنه نوع من الانفصال الداخلي الذي يترك الإنسان يتساءل عن جدوى استمراره في علاقة فقدت عمقها.
اللافت أن الطلاق العاطفي لا يحدث فجأة، فهو نتيجة تراكمات صغيرة تبدأ بإهمال التفاصيل اليومية، أو بتجاهل احتياجات الآخر، حتى يصبح الشريكان غريبين داخل علاقة من المفترض أن تجمعهما.
غالبًا ما يُلقى اللوم في حالة الطلاق العاطفي على ظروف خارجية، مثل العمل، وضغوط الحياة، أو تربية الأطفال. لكن الحقيقة أعمق من ذلك. في جوهر الأمر، قد يكون الشريكان شركاء في صناعة هذه الفجوة، سواء عن قصد أو عن غير قصد.
فعندما تُختزل العلاقة الزوجية إلى أدوار نمطية، يتحول الزواج إلى مؤسسة بيروقراطية، حيث يصبح الشريكان موظفين يؤديان واجباتهما دون روح.
في كثير من الأحيان، يتجنب الأزواج الحديث عن المشكلات خوفًا من تفاقمها، مما يؤدي إلى تراكمها وتعمّق الفجوة بينهما.
وعندما يتوقف أحد الشريكين أو كلاهما عن العمل على تطوير نفسه أو الحفاظ على هويته الشخصية، تصبح العلاقة عبئًا، حيث يشعر الطرف الآخر بأنه مسؤول عن سد فجوة عاطفية لا يمكنه ملؤها.
في مجتمعاتنا العربية، يُعتبر الطلاق التقليدي وصمة اجتماعية، مما يجعل الطلاق العاطفي خيارًا غير مُعلن لكثير من الأزواج. يعيشون تحت وطأة ضغوط اجتماعية تمنعهم من اتخاذ قرار الانفصال، رغم أنهم منفصلون عاطفيًا منذ زمن طويل.
هذا التناقض يعكس قصورًا في فهمنا للعلاقات الزوجية، حيث يُنظر إلى الزواج كواجب اجتماعي أكثر من كونه شراكة حقيقية تستدعي التفاعل العاطفي.
ربما تكون البداية في فهم الزواج كحالة ديناميكية تتطلب إعادة التفاوض باستمرار حول الاحتياجات، والحدود، والتوقعات. في هذا السياق، يمكن طرح تساؤل: هل يمكننا تجاوز الطلاق العاطفي؟
الإجابة تكمن في إدراك أن العلاقات الزوجية ليست ثابتة، وأن التغيير قد يكون مفتاحًا لإعادة إحياء الحب والشغف.
فالحوار الحقيقي ليس مجرد كلمات، بل هو استماع بفهم، واستجابة باحترام. حين يشعر الشريك بأن صوته مسموع، تتجدد الثقة والدفء في العلاقة.
والتذكير بسبب بدء العلاقة في المقام الأول يمكن أن يكون عاملًا محفزًا لإعادة النظر في العلاقة بشكل إيجابي.
إن العلاقات القوية هي تلك التي تقبل هشاشة الإنسان وضعفه. فمشاركة المخاوف والأحلام بصراحة تعيد بناء جسور التواصل.
لذا فإن الطلاق العاطفي ليس فشلًا بقدر ما هو دعوة لإعادة النظر في معنى الزواج. قد يكون الزواج في جوهره مساحة للحرية العاطفية والتواصل الإنساني، لا مجرد قيد اجتماعي.
إن الاعتراف بوجود الطلاق العاطفي هو الخطوة الأولى نحو معالجته. بدلًا من الهروب إلى صمت قاتل، يمكننا العمل على بناء علاقات زوجية أكثر صدقًا وعمقًا، حيث يصبح الزواج رحلة مستمرة من النمو والاكتشاف المشترك.
في النهاية، قد لا يكون الحل المثالي في إنقاذ كل علاقة تعاني من الطلاق العاطفي، لكن الأهم هو أن ندرك قيمة الإنسان داخل العلاقة، وألا نتركه وحيدًا في مواجهة العزلة، سواء كان داخل الزواج أو خارجه.