تحالفات القوة والصداقة: بنغلاديش بين الهند والصين في مواجهة التحديات الإقليمية
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
جيش بنغلاديش وجيش التحرير الشعبي الصيني يعقدان تدريبا مشتركا تحت اسم "الصداقة الذهبية بين الصين وبنغلاديش 2024"، في خطوة تعزز التفاهم المتبادل والصداقة بين البلدين. تشمل التدريبات مجموعة قضايا من بينها اختطاف الطائرات ومكافحة الإرهاب، وتأتي هذه الخطوة بعد تحسين العلاقات العسكرية بين الصين وبنغلاديش، وتعزز التعاون الثنائي في مجال الدفاع والأمن.
تستثمر الصين أكثر من 25 مليار دولار أمريكي في مشروعات متنوعة في بنغلاديش، مع تحسينها المستمر للعلاقات الدفاعية من خلال توريد مجموعة واسعة من المعدات العسكرية، مما يثير اهتمام الهند. وفي خطوة تعزز القوة البحرية، افتتحت رئيسة الوزراء البنغالية، الشيخة حسينة، قاعدة غواصات بقيمة 1.21 مليار دولار أمريكي في كوكس بازار، بنتها الصين التي توفر رصيفا آمنا للغواصات والسفن الحربية. يمكن لهذه القاعدة استيعاب ما يصل إلى ست غواصات وثماني سفن حربية، مما يسهل حركتها في الحالات الطارئة. هذه الخطوة تعكس التزام الصين بتعزيز تواجدها البحري في منطقة خليج البنغال، وتثير انتباه واستياء الهند نظرا للتوازنات الإقليمية في جنوب آسيا.
كلما ازدادت الأصوات التي تدعو إلى تعزيز الصداقة مع الصين إلى مستويات جديدة، كلما زادت اهتمامات الهند وتفكيرها في الأمر. وفي السياق نفسه، رحبت الصين بانضمام بنغلاديش إلى تحالف البريكس، وقد قبلت بنغلاديش هذا الانضمام تقريبا. ولا يزال من المبكر الحكم على مدى فعالية هذا التحالف بالنسبة لبنغلاديش، وهو يشمل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وتنضم إليه العديد من البلدان الأخرى. ومن المعروف أنه تحالف مناهض للولايات المتحدة، وقد أشاد سفير الصين في دكا، ياو وين، بانتظام بتشكيل هذا التحالف الدولي لمواجهة الغرب، مؤكدا دعم الصين المتواصل لبنغلاديش ووصفها بأنها "صديقتنا". وبعيدا عن السياق الدولي، أثنى ياو وين بانتظام على القيادة القوية لرئيسة الوزراء الشيخة حسينة، في إشارة إلى الاحترام المستمر من الصين لطريقة قيادتها في مواجهة التحديات الدولية.
لقد كانت علاقات بنغلاديش مع الهند جيدة على الدوام أثناء حكومة رابطة عوامي الحاكمة، ولا تزال كذلك. وتستخدم الهند أراضي بنغلاديش كممر لنقل البضائع إلى ولاياتها المعروفة باسم "الأخوات السبع"، حيث تحصل الهند على إذن لاستخدام ميناء شيتاجونج. تستورد بنغلاديش الكهرباء من الهند منذ عدة سنوات، وأنشأت الهند مشروعا مشتركا لمحطة توليد الكهرباء في رامبال في سونداربانس.
بنغلاديش ليس لها حدود مع الصين، لكنها تعتمد كثيرا على اقتصادها. وبصرف النظر عن الاقتصاد، تعد الصين أيضا عاملا في الشؤون الداخلية لبنغلاديش.
تؤكد بنغلاديش التزامها بصداقتها مع الهند وتتعهد بعدم السماح لأي قوة أجنبية باستخدام أراضيها ضد الهند، كما تشدد على أهمية دور الصين كشريك في التنمية.
يضاف إلى هذا السياق بعض العوامل الزمنية والبيئية، حيث يُلقي مودي بورقة لاكشادويب دون أن يتمكن من إخضاع جزر المالديف لسيطرته من قبل الصين. وبعد زيارته للصين، حذر الرئيس المالديفي الهند من تداعيات ذلك، مما أجبر الهند على سحب قواتها. هذا الفشل في مواجهة الهيمنة الصينية في جنوب آسيا يُعتبر تحذيرا للولايات المتحدة، حيث فقدت الهند هيمنتها في عدة دول بسبب التدخل الصيني.
يثير هذا السيناريو استفسارات حول مستقبل السياسة في بنغلاديش، خاصة مع موقعها الجيوسياسي الاستراتيجي على ساحل خليج البنغال. في ضوء التدخل الهندي غير المرغوب فيه في بنغلاديش ومحاولات الولايات المتحدة لمنع توسع الصين، يثور السؤال حول الاتجاه الذي ستتبعه بنغلاديش في المستقبل السياسي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات بنغلاديش الصيني العلاقات الهند الصين الهند علاقات بنغلاديش تحالفات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مواجهة التحديات العمالية.. ملفات مطروحة بالمؤتمر الدولي لسوق العمل بالرياض بمشاركة مصرية
توجه محمد جبران وزير العمل، اليوم الثلاثاء، إلى مدينة الرياض، للعمل على تنفيذ برنامج الحكومة واستراتيجية الدولة في تعزيز العمل العربي والدولي المشترك، خاصة في مجالات العمل، ويأتي ذلك في إطار حرص الدولة المصرية على تبادل الخبرات والآراء فيما يخص كافة الملفات العربية والدولية خاصة ملف العمل الذي تواجهه تحديات عمالية عديدة تتطلب التكاتف الدولي لمواجهتها.
يأتي هذا الاجتماع الوزاري الدولي الخاص بالنسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل الذي برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بمشاركة أكثر من 45 وزيرًا للعمل من دول مختلفة من جميع أنحاء العالم، تشمل دول مجموعة العشرين وأوروبا وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، والأمريكيتين، ليشكل بذلك حدثًا دوليًا رفيع المستوى يضم نخبة من القادة وصناع القرار في أسواق العمل.
ويعدّ هذا الاجتماع الوزاري منصةً عالميةً استراتيجية بالغة الأهمية لتبادل الخبرات والرؤى بين ممثلي منظومة العمل من دول العالم، حيث سيتم مناقشة السياسات والتوجهات المستقبلية في أسواق العمل، والتحديات التي تواجه توظيف الشباب، إلى جانب استعراض المبادرات المبتكرة التي تهدف إلى تعزيز مشاركة الشباب في الاقتصاد العالمي، كما سيشكل هذا الاجتماع فرصةً استثنائيةً لتوحيد الجهود الدولية في مواجهة قضايا البطالة وتوظيف الشباب، ومناقشة سبل تطوير السياسات التي تلبي احتياجات أسواق العمل في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة.
ويسجل الاجتماع الوزاري بنسخته الثانية برئاسة المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، حضورًا ضخمًا وغير مسبوق من أكثر من 45 دولة بالإضافة إلى السيد جيلبرت هونغبو المدير العام لمنظمة العمل الدولية، بمشاركة خبراء من مختلف دول العالم، لدعم الأيدي العاملة والباحثة عن العمل، واستغلال التقنيات الحديثة والخبرات الحكومية والقطاع الخاص، لتطوير طاقاتهم وقدراتهم على الابتكار والإنتاج، ومعالجة ما يمكن أن يواجه أسواق العمل من معوقات وانكماش وأزمات مستقبلاً.
وقد أكد نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمل السعودي، عبد الله بن ناصر أبوثنين على أن الهدف من الاجتماع الوزاري الخاص بالنسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل، وما سيشهده من حضور كبير لوزراء العمل ورؤساء المنظمات الدولية والخبراء والمختصين، هو استثمار للقدرات والمعارف والخبرات التي يمتلكها المشاركين من مختلف دول العالم، وفرصةً للتعاون والتكامل للاستفادة منها، والتي سيكون لها أثر إيجابي في تطوير السياسات والتشريعات لتحسين بيئات العمل، وتجاوز التحديات التي تواجهها، والذي سينعكس بالفائدة على سوق العمل السعودي بشكل خاص والأسواق العالمية عامة.
كما أن المؤتمر الدولي لسوق العمل بنسخته الثانية، يُقام بشراكة علمية مع منظمة العمل الدولية (ILO)، والبنك الدولي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) ومؤسسة مسك، ويعد منصة رئيسية تجمع نخبة من صناع القرار، والمسؤولين، والخبراء والمتحدثين البارزين من مختلف أنحاء العالم، كما يهدف إلى قيادة الحوار العالمي حول مستقبل أسواق العمل، وترسيخ مكانته كمنصة رائدة ومركزًا فكريًا يدعم الأبحاث المتعلقة بأسواق العمل، ويحفز الحوار والمعرفة، ويسهم في إرساء نظام بيئي شامل لسوق العمل العالمي.
ويقام المؤتمر في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، في فترة 29 - 30 يناير، بمشاركة أكثر من 200 متحدث يمثلون أكثر من 100 دولة، ويتضمن رؤى استراتيجية ومناقشات معمّقة حول 6 ركائز أساسية تشمل: تطوير المهارات وإعادة تأهيلها، القوى العاملة المتنقلة، تمكين الشباب، الابتكار التكنولوجي، دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الاقتصاد الأخضر، وإيجاد حلول مبتكرة لها.
اقرأ أيضاًبعد توجيهات مدبولي.. تفاصيل طرح شركات القوات المسلحة في البورصة المصرية
أستاذ قانون دولي لـ«الأسبوع»: «مخطط ترامب يوسع دائرة الحرب ويهدد السلم والأمن الدوليين»