«الجارديان»: توقعات بمكاسب كبيرة للأحزاب اليمينية المتطرفة.. من يفوز فى انتخابات الاتحاد الأوروبي؟
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يتوجه 450 مليون مواطن فى دول الاتحاد الأوروبى إلى صناديق الاقتراع فى الفترة من 6 إلى 9 يونيو المقبل لانتخاب أكثر من 700 عضو فى البرلمان الأوروبي.
وتجرى انتخابات البرلمان الأوروبى - والتى تسمى بالانتخابات الأوروبية - كل 5 سنوات، وبما أن البرلمان يلعب دورًا أساسيًا فى صياغة قانون الاتحاد الأوروبي، فإنه يساعد فى تشكيل الاتجاه السياسى للكتلة.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى تقريرأن انتخابات هذا العام، وهى الأولى منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وهو ما اصطلح عليه بالـ"بريكست"، تحظى بمراقبة عن كثب لأن استطلاعات الرأى تتوقع مكاسب كبيرة للأحزاب اليمينية المتطرفة والمناهضة للمؤسسة، وهو ما سيكون له عواقب بعيدة المدى على أجندة سياسة الاتحاد الأوروبي.
ويعتقد بعض المراقبين أنه رغم الارتفاع المتوقع للأحزاب اليمينية المتطرفة "المناهضة لأوروبا"، فإن القليل قد يتغير فى الممارسة العملية ويقول آخرون إن هذه الانتخابات يمكن أن تكون فى النهاية لحظة حاسمة بالنسبة للكتلة.
وإلى جانب المجلس، الذى يمثل الحكومات الوطنية للدول الأعضاء، والمفوضية، وهى السلطة التنفيذية التى تقترح وتنفذ قانون الاتحاد الأوروبى وتدير الكتلة يوما بعد يوم، يعد البرلمان إحدى المؤسسات الأساسية الثلاث للاتحاد.
ومن خلال "إجراء القرار المشترك"، يتقاسم البرلمان السلطة التشريعية مع المجلس، ليقوم بتشكيل اللوائح والتوجيهات الجديدة التى تقترحها اللجنة، وفى نهاية المطاف، إذا وافقوا عليها.
وتشير استطلاعات الرأى إلى أن مجموعة الهوية والديمقراطية اليمينية المتطرفة، والتى تضم حزب البديل من أجل ألمانيا فى ألمانيا، وحزب التجمع الوطنى الفرنسي، وحزب الحرية النمساوى فى النمسا، وحزب ليجا الإيطالي، ستحقق أكبر المكاسب ويمكن أن تحتل المركز الثالث، وربما يقفز من ٥٩ إلى ٨٥ مقعدًا فرديًا.
إلى جانب أن حزب المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، بما فى ذلك حزب القانون والعدالة فى بولندا، وإخوان إيطاليا بزعامة جورجيا ميلوني، والحزب الفنلندي، وحزب فوكس الإسباني، والديمقراطيون السويديون، فى طريقهم للحصول على ٧٥ مقعدًا.
وتشير بعض التقديرات إلى أن أحزاب اليمين المتطرف فى طريقها لاحتلال المركز الأول فى تسع دول، بما فى ذلك النمسا وفرنسا وهولندا وبلجيكا، والمرتبة الثانية أو الثالثة فى تسع دول أخرى، بما فى ذلك إسبانيا والبرتغال والسويد وربما ألمانيا.
ومع ذلك، من المتوقع أن يظل حزب الشعب الأوروبى من يمين الوسط هو المجموعة الأكبر بحوالى ١٧٥ مقعدًا، دون تغيير تقريبًا، وسيحتل الاشتراكيون والديمقراطيون من يسار الوسط المركز الثانى مرة أخرى، وربما يخسر عددًا قليلًا من أعضاء البرلمان الأوروبى ليصبح المجموع حوالى ١٤٥.
ومن المتوقع أن تكون الخسائر الأكبر من نصيب مجموعة التجديد الوسطية، التى تضم حزب النهضة بزعامة إيمانويل ماكرون، حيث انخفض عدد مقاعدها من ١٠٢ مقعد إلى نحو ٨٠ مقعدا ــ وربما أقل من ــ والخضر، الذين من المتوقع أن يخسروا ما يصل إلى ثلث مقاعدهم.
ويشعر العديد من المراقبين بالقلق من أن المجلس الأوروبى للإصلاح الدستورى وحزب الهوية الوطنية ــ المجموعتين الوطنيتين المحافظتين واليمينية المتطرفة ــ قد تتحدان لإبطاء أو عرقلة مقترحات اللجنة، مما يعرض للخطر المشاريع الرئيسية مثل التحول الأخضر ودعم أوكرانيا، بحسب "الجارديان".
ويُنظر عمومًا إلى أعضاء حزب الهوية، مثل حزب التجمع الوطنى بزعامة مارين لوبان، على أنهم أكثر تأييدًا للكرملين، فى حين يتجسد وجهة النظر السائدة فى الحزب الأوروبى للإصلاحيين فى حزب القانون والعدالة فى بولندا، الذى يرى أن النصر الأوكرانى يشكل ضرورة أساسية لأمن أوروبا فى المستقبل.
وتلعب الاختلافات داخل المجموعات أيضًا دورًا: فقد تساءلت لوبان، التى قادت جهودًا حثيثة لتطهير حزبها، علنًا فى وقت سابق من هذا العام عما إذا كانت العناصر الأكثر تطرفًا فى حزب البديل من أجل ألمانيا قد تجعل الحزب الألمانى شريكًا غير مناسب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي انتخابات صناديق الاقتراع أعضاء البرلمان الأوروبي الیمینیة المتطرفة
إقرأ أيضاً:
دبلوماسية أوروبية تروي للجزيرة نت تفاصيل احتجازها في مطار بن غوريون
دبلن- شهد مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب حادثة غير مسبوقة، حيث قامت السلطات الإسرائيلية بترحيل وفد برلماني أوروبي رسمي نسق مسبقا مع تل أبيب مهمة دبلوماسية تحت اسم الأسبوع الأخضر في فلسطين، وكان قد رتب كافة التصريحات اللازمة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وشمل الترحيل نائبتي البرلمان لين بويلان وريما حسن، بالإضافة إلى اثنين من كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي لا يمكن الكشف عن اسميهما لأسباب أمنية، فيما صادر مجموعة أفراد إسرائيليين بدون زي رسمي أجهزة الوفد الإلكترونية.
و نددت النائبة الأوروبية لين بويلان بالحادثة ووصفتها بأنها "فوضى مدبرة وإهانة غير مسبوقة للبرلمان الأوروبي". وأكدت بويلان، في اتصال هاتفي للجزيرة نت، أن ما جرى يشكل سابقة تاريخية، إذ لم يسبق أن تم ترحيل عضو في البرلمان الأوروبي من مطار بهذه الطريقة.
وأضافت أن الواقعة أثارت موجة غضب واسعة داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن ردود فعل غاضبة في كل من جمهورية أيرلندا وأيرلندا الشمالية.
و تمثل بويلان جمهورية أيرلندا في البرلمان الأوروبي عن حزب شين فين.
وكشف خبير قانوني في الاتحاد الأوروبي، في تصريح خاص للجزيرة نت، أن قرار الترحيل ربما صدر عن وزير الداخلية الإسرائيلي، إلا أن الجهة الأمنية التي نفذت العملية لا تزال غير معروفة.
وفي الوقت ذاته، علمت الجزيرة نت أن وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر كان يعقد اجتماعًا مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا يوم 24 فبراير/شباط بالوقت نفسه الذي تم فيه ترحيل وفد البرلمان من قبل بلاده.
كما أكد مصدر مطلع داخل البرلمان الأوروبي أن وزير الخارجية لم يُبلغ رئيسة البرلمان مسبقًا بأي نية لترحيل الوفد.
بحسب شهادة بويلان للجزيرة نت، بدأ الأمر فور هبوط الطائرة، حين استُقبل الوفد بمجموعة من الأفراد يرتدون ملابس سوداء، لم يقوموا بتعريف أنفسهم وقاموا على الفور بمصادرة جوازات سفر الوفد وأجهزته الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف وأجهزة آيباد وأجهزة تتبع اللياقة البدنية الخاصة بالمسؤولين المصاحبين للنائبتين.
إعلانوتصف بويلان المشهد بالقول "قاموا بتصويرنا باستمرار، ولم يجيبوا على أي من أسئلتنا، فقط طلبوا منا اتباعهم بصرامة وحزم".
و أضافت النائبة في البرلمان الأوروبي أنه تم اقتياد أفراد الوفد إلى غرفة خاصة، حيث تم تفتيش أمتعتهم بالكامل، و احتُجزت أجهزتهم الإلكترونية لمدة ساعة و40 دقيقة.
تقول بويلان "خلال هذا الوقت، تم تفتيش المسؤولين بشكل منفصل خلف ستار، مما أثار مخاوف جدية حول انتهاك خصوصيتهم".
بعد انتهاء التفتيش، تم إبلاغ الوفد بأنه سيتم ترحيلهم، دون تقديم أي تبرير واضح. وأوضحت بويلان أنه لم يتم استجوابها أو استجواب ريما حسن أو المسؤولين معهما، فقط تم إعطاؤهم ورقة ترحيل في اللحظات الأخيرة، كتب عليها أنهم يشكلون تهديدًا للأمن العام، دون -حتى- جوازات سفرهم التي تمت مصادرتها.
ووصف الوفد للجزيرة نت رحلة العودة بأنها "عدائية"، حيث تم وضع ريما حسن في الجزء الخلفي من الطائرة بمفردها، ورفض طاقم الطائرة السماح للوفد بالجلوس بجانبها، أو حتى تبديل المقاعد معها. وتعرضت ريما حسن للتنمر طوال فترة انتظار دخول الطائرة، حيث أصول ريما حسن سورية و بشرتها ملونة.
ولم يتسلم أفراد الوفد جوازات سفرهم إلا من قبل الشرطة البلجيكية عند الوصول إلى بروكسل.
انتهاك البيانات
أثارت مصادرة الأجهزة الإلكترونية مخاوف جدية حول انتهاك البيانات، خاصة وأن الوفد كان قد تلقى تعليمات من مؤسسات الاتحاد الأوروبي بعدم إحضار أجهزتهم الشخصية بسبب مخاوف تتعلق بالمراقبة الإسرائيلية.
وكشفت بويلان أنهم كتبوا رسالة إلى مفوض الاتحاد الأوروبي مايكل ماكغراث في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بشأن اتفاقية كفاية البيانات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وقالت "نحن لا نؤمن بأن إسرائيل تتعامل مع البيانات بمعايير الاتحاد الأوروبي نفسها، خاصة مع استخدامهم لتقنيات الذكاء الاصطناعي".
إعلانوأثارت الحادثة غضبًا واسعًا في أروقة الاتحاد الأوروبي، حيث وصفها العديد من النواب بـ"عمل غير مقبول"، و"إهانة للبرلمان الأوروبي".
وتطالب بويلان بإجراء تحقيق كامل في الحادثة، وإعادة جدولة زيارة الوفد إلى فلسطين. كما دعت الحكومة الأيرلندية والحكومات الأوروبية الأخرى إلى دعم هذا المطلب.