أجرت (التغيير) حواراً مع الفنان عمر جعفر تحدث فيه عن تجربته الفنية وظروف هجرته إلى كندا، تطرق خلاله إلى موقفه من غناء الحقيبة، وعرج على ثورة ديسمبر ورأيه في الساحة السياسية بالبلاد، كما رد على انتقاد الفنان كمال ترباس له حول مشاركته في برنامج (أغاني وأغاني)، وأجاب بصراحة عن هواجسه حول فقدان جمهوره وغيرها من المواضيع التي تقرأونها عبر هذه المساحة:

حوار: عبد الله برير

* كفنان، ما هو موقفك من الحرب الدائرة في البلاد حالياً؟

أعتقد أن الثورة السودانية لم تنضج لعوامل داخلية وإقليمية وعالمية، لو أعلنت الحكومة المدنية من أرض الاعتصام كما طلب الأستاذ الراحل علي محمود حسنين قبل الاتفاق السخيف بين المدنيين والعسكر لكان لنا شأن آخر، الحرب الدائرة حالياً هي لعبة مصالح بين اللجنة الأمنية للبشير والدعم السريع، واعتبرها ثأراً مؤجلاً بين الجنجويد والكيزان وكلهم قتلة ومجرمون، أضف إليهم ما يسمى بكتائب البراء بن مالك والمسميات التي تأتينا من علم الغيب، أنا واثق من أن القصاص العادل سيأتي ولو بعد حين لأن الثورة عمل تراكمي ومظالم وهم يومي وهذه الثورة ستنتصر ولن تموت، الإسلاميون خرجوا من الباب ويريدون أن يعودوا بالشباك، وأقول إن المدنية هي التي ستحقق أحلام الشعب السوداني، والمؤسسة العسكرية مؤدلجة ولن تحكم السودان بأي شكل من الأشكال.

المدنية هي التي ستحقق أحلام الشعب السوداني

* ما هو سر الثناىية المميزة التي تربطك مع الشاعر جمال عبد الرحيم؟

ليست سراً فجمال إنسان نبيل وجميل ومبدع وخلاق، تواجدنا دائماً في اتحاد الفنانين ونحن في الأصل جيران، أسهمت في هذه الثنائية أنني أحفظ له الكثير من الأشعار حتى غير المغناة، تجربتي معه جميلة جداً وأنا سعيد بالتعامل معه.

* كيف تقيم مشاركتك الوحيدة في برنامج (أغاني وأغاني)؟

البرنامج رائع جداً وهو أكثر برنامج مشاهد لكن الغريب عند اختيارك للمشاركة لا يخبرونك عن السبب والعكس حينما يتركوك، الصديق ياسر عركي دفعني للمشاركة ووافقت رغم رأيي بأنه لا يضيف لك لأنك تغني غناء الآخرين، في 2014م اقترحت أن نغني أعمالنا الخاصة ورفضوا بحجة أنه برنامج توثيقي وبعد عامين فقط نفذوا فكرتي، لكن مع ذلك كانت تجربة مفيدة وتعاملت مع موسيقيين عظماء احتفوا بي واحتفيت بهم، لم تضف لتجربتي كثيراً بسبب اشتراط الغناء للغير بنفس أسلوبهم رغم حرصي على إبراز بعض لمساتي الخاصة، ولا أنكر ان البرنامج ساهم في تقديمي للناس بشكل أو بآخر، كما أنني خلقت علاقات اجتماعية جيده مع الزملاء الفنانين.

هاجرت لأسباب كثيرة لكني على ثقه في قدرتي على التواصل مع جمهوري في السودان

* ألست متخوفاً من فقدانك لجمهورك بسبب الاغتراب؟

كل فنان بعيد عن جمهوره ووسطه الفني تغيب عليه بعض الأشياء وتصعب عليه المسألة، وجودك في وطنك وسط فرقتك الموسيقية يضيف لك الكثير ويجعلك مواكباً، هاجرت لأسباب كثيرة تخصني لكنني على ثقه في مقدرتي على التواصل مع جمهوري في السودان، وعند عودتي لن أجد أنني فقدت الكثير باذن الله.

* كيف نحارب الكلمة الشعرية القبيحة واللحن النشاز؟

لا أنصب نفسي محارباً للكلمة القبيحة بل أقدم قناعاتي في الغناء، هذه الكلمة لها رواد وجمهور وليس بالضرورة أن أحاربها، الغناء فيه الغث والسمين لا ألوم من يغني دون المستوى وهذه قناعاته لكن لابد أن يدافع عن اختياره وكما قال المثل (تكاكي هنا وتبيض بهناك)، وأنا مصر على هذا المثل، الغث يموت مقابل الطرح الأفيد الذي سوف يفوز بشرط الصبر عليه كما قال عركي (قل كلمتك وامضي) وستظل كلمتك موجودة، مصطفى سيد أحمد عاش بين الناس وسيعيش ولن يموت قريباً وكذلك محمود عبد العزيز.

* من هم الأشخاص الذين ساهموا في تشكيل وجدان عمر جعفر الفني؟

هذه فرصة سانحة لتحيتهم، قرابة عامين لم يسمعني أحد فدعوني أحيي عبركم كل الموسيقيين الذين وقفوا معي وآخرهم الفرقة الموسيقية في ود مدني والخرطوم الذين صبروا على عمر جعفر، أحيي صلاح كرنتا عازف الجيتار وعمر مليجي عازف الإيقاع وشيكو وسند فاروق (أورغ)، أعتقد أن الموسيقيين هم الفنانون، أحيي الذين أقاموا لي حفل الوداع في سودان كافيه بمدينه بحري: جكنون وتامر ومحمد عوض وعثمان تغطي، وتلتبيس ومنير وعبد الرحمن قرقور والمذيع الجميل محمد محمود اسكونس، ياسر عركي ومهند سالم ومن نسيتهم.

عمر جعفر مع الراحل وردي * ما هي أبرز المحطات المهمة في حياتك الفنية؟

لابد من ذكر مدرسة (شقدي) بمدني وهي أول مسرح قدمني لكل السودان، أشكر الأستاذ طلال عباس العجوة في هذا المقام والأستاذ رمضان وداعة وسيف، وكذلك فرقة فارماس وعمر علي وبكري أبو ستة وقرشي محمد منصور، والمرحوم صلاح الدين محمد أحمد وكذلك فرقة ود حبوبة المسرحية والموسيقية، كذلك مما اعتز به أنني في 2012 أو 2013 شاركت في الغناء مع الهرم محمد وردي وكانت أعظم تجربة بالنسبة لي أضافت لي الكثير، غنيت غناءه باختياره وفي وجوده وهذا شرف لي رفقة غيري من الفنانين نميري حسن، أبو بكر سيد أحمد وانصاف فتحي، اختارنا وردي لتوثيق برنامج تواشيح النهر الخالد مع الأستاذ حسين خوجلي.

الوسومأغاني وأغاني الجنجويد الجيش الدعم السريع الكيزان اللجنة الأمنية عصام محمد نور عمر جعفر كندا محمد وردي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أغاني وأغاني الجنجويد الجيش الدعم السريع الكيزان اللجنة الأمنية عمر جعفر كندا محمد وردي عمر جعفر

إقرأ أيضاً:

تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !

تراكم أخطاء إتفاقيات السلام …
وثمارها المرة الحرب الحالية … 2023 – 2025م … وفي الحروب التي ستأتي !
إن هذه الحرب بكل فظاعاتها وإجرامها المرتكب من القوات المتمردة هي نتيجة حتمية للأخطاء التفاوضية الكارثية لكل إتفاقيات السلام منذ 1972م ، ومن هذه الأخطاء مثالا لا حصرا :
+ قبول التفاوض مع الحركات المتمردة.
+ دمج المتمرد في الجيش والأسوأ أن يكون ضابطا في الجيش ويتمرد ثم يعاد دمجه من جديد.
+ تعيين قيادات التمرد في المناصب القيادية في الدولة.
+ السكوت عن إنتزاع إقرار بتجريم استهداف الممتلكات العامة :
في كل الإتفاقيات سكت المفاوض الحكومي عن إنتزاع إقرار واعتذار من الحركات المتمردة عن إستهدافها وتخريبها للبنيات التحتية والممتلكات العامة وهذا التخريب للممتلكات العامة تحديدا ظل ممارسة كل الحركات المتمردة ، وليت الأمر توقف عند ذلك فقد وصل إلى أن يتحول المتمرد السابق إلى مفاوض حكومي في تمرد تال !
+ السكوت عن ترويج المتمرد السابق لسرديته الخاصة وتاريخه الشخصي الذي يسميه كفاحا ونضالا.
فبعد إنضمام المتمرد السابق لأجهزة الدولة تم السكوت عن قيام المتمردين السابقين بالترويج لقتالهم ضد الجيش السوداني باعتباره كفاح ونضال وإسباغ هالات البطولة على قياداتهم ما يعني تجريما ضمنيا للجيش السوداني وهضما لتضحيات ضباطه وجنوده.
كل هذه التفريطات شجعت التكاثر المتزايد للحركات حتى تضخمت أعداد الحركات المسلحة ووصلت العشرات وصارت بارعة في تكتيكات الإنشقاقات بحيث يتفاوض منها جزء وينضم لإجهزة الدولة بيننا يظل شقهم الآخر متمترسا في الميدان.
ولكل هذه الأخطاء المتراكمة لا ييأس التمرد الحالي 2023م – 2025م وداعميه من إرتكاب الجرائم والانتهاكات لأن لديهم سوابق لا يختلف عنها إلا باختلاف القوة والكم وجميعها تم السكوت عنها في مفاوضات السلام بل وتم لاحقا إصدار قرارات بالعفو أو إلغاء العقوبات عن مرتكبيها.
وحتى لا تتواصل دورات الحروب فلا مناص لكل الحركات المتمردة حاليا أو التي وصلت للمناصب من التبروء والإعتذار عن كل ما مارسته من استهداف للممتلكات العامة وتحريضها على الحصار الاقتصادي للسودان والمؤسسات السودانية مع تجريم استخدام مصصطلحات التهميش والعدالة والمساواة كمبررات لحمل السلاح.
#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عموته.. ويا عيني على عموته
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا
  • الخارجية: الحرب التي تخوضها ميليشيا الجنجويد بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية
  • الفريق الأولمبي .. رؤية متقدمة
  • تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !
  • تعرف على الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا خلال الحرب
  • عندما هتف الكيزان ( حميدتي لحماية الاسلام)
  • البصرة.. هدم 8 دور عشوائية أصحابها قتلة وتجار مخدرات
  • موقع الحرب الأمريكي: ما هي الدفاعات الجوية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن فعليًا؟ (ترجمة خاصة)