صلالة-أثير
إعداد: د.شريفة بنت عبدالله بن علي اليافعية – مديرة مساعدة بالمديرية العامة للتربية والتعليم

يعيش الإنسان في هذا الكون مُحاطًا بالعديد من الأشياء والمخلوقات السامة، التي تسبب له التسمم عن طريق الأكل أو الشرب أو التنفس، وقد تؤدي السموم إلى موته أو إلحاق الضرر بصحته، ولا يقتصر تعرض الإنسان للسموم القاتلة في المأكل والمشرب، بل قد يكون التسمم معنويا ناتجا عن الشخصيات المحيطة به في حياته الاجتماعية أو العملية، وفي هذه الحالة يكون تأثير السم بالغا على الصحة النفسية والجسدية للفرد، ويسعى الإنسان دائمًا إلى حماية نفسه من مسببات التسمم لينعم بحياة آمنة، وأن يحتفظ بترياق العلاج إذا ما تعرض لهذه السموم.

إن الإنسان اجتماعي بفطرته، يعيش ضمن مجتمع مليء بالشخصيات المختلفة، ويحرص على التعايش مع هذه الشخصيات والتعامل معها في مختلف مجالات الحياة، ويواجه بعض الشخصيات التي تؤثر سلبًا على حياته، ومن هذه الشخصيات الشخصية السامة التي قد يتعرض لها في البيئة الاجتماعية وبيئة العمل على حد سواء.

وقد يواجه الموظف في بيئة عمله بعض الأفراد من ذوي الشخصية السامة متمثلة في زميل العمل أو المسؤول، وتقوم هذه الشخصية دائمًا باتهام الآخرين بأنهم هم المذنبون والمسؤولون عن الخسائر والأخطاء والأضرار التي تحدث، وهي شخصية غير قادرة على تحمل المسؤولية، وتؤدي دور الضحية في جميع المواقف لكسب تعاطف الآخرين. كما أنها شخصية مخادعة تظهر نفسها بصورة مثالية بهدف تحقيق منافعها وأهدافها الشخصية.

ويتصف صاحب هذه الشخصية بعدة صفات تتمثل في الآتي:
• لا يوجه النقد لذاته
• كثير الشكوى وتهويل الأمور
• الحسد ومقارنة نفسه بالآخرين
• يبتعد عن الحقائق عند مواجهته بها
• يهتم للقيل والقال ونشر الأخبار
• متقلب المزاج ويفتقر للثقة بالنفس
• متغطرس ومتكبر لإخفاء ضعفه وفراغه الداخلي
• لا يمنح الآخرين أي قيمة إلا عند حاجته إليهم
• لا يمتلك ثقافة الاعتذار لأنه يرى نفسه دائمًا على حق
• يفقد السيطرة على أعصابه ويغضب ويثور لأتفه الأسباب
• يرغب في الحصول على اهتمام الآخرين وأن يكون محور كل شيء
• متعصب لرأيه سريع في اصدار الأحكام على الآخرين دون التحقق من الخلفيات
• أناني يضع نفسه في المقام الأول في كل علاقاته مع الآخرين ويكون لطيفًا عند حاجته إليهم فقط
• متعطش للسيطرة ولا يرضى إلا بالتسليم الكامل له وأن ينفذ الآخرين طلباته دون أي اعتراض

وتعد الشخصية السامة من أكثر الشخصيات تهديدًا لبيئة العمل والإنتاجية، حيث تبث سمومها في بيئة العمل، مما يؤدي إلى استنزاف الطاقة الداخلية للموظفين الذين يتعاملون معها، وتنشر الطاقة السلبية والتوتر واليأس والإحباط وعدم الإنجاز، وتفسد لحظات السعادة والهدوء في العمل، وأثبتت الدراسات المختلفة خطورة هذه الشخصية في تأثيرها على صحة الفرد وإلحاقها للضرر بالخلايا العصبية المسؤولة عن التفكير والذاكرة، إضافة إلى الضغط النفسي.

عزيزي الموظف،،، عندما تتعرض لشخصية لسامة يجب عليك الابتعاد عنها، وعدم خوض النقاش وتقديم المبررات، وإن كنت مضطرًا للتعامل معها فلا بد من التعامل بالأوراق الرسمية، وعدم التسرع في الرد، لأنها شخصية شديدة الاستفزاز وكثيرة التنمر، والتعامل معها هدر للوقت والجهد وإرهاق للنفس.
وتذكر دائمًا أن البشر نوعان؛ شخص يلهمك، وشخص يستنزف طاقتك.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: دائم ا

إقرأ أيضاً:

الرئيس التنفيذي لـ “مسك”: تمكين الشباب من المهارات المطلوبة في سوق العمل

أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن سلمان “مسك” الدكتور بدر البدر، على إستراتيجية مؤسسة مسك في تمكين الشباب بالمهارات المطلوبة مسبقًا لسوق العمل, مقدمًا رؤى واقتراحات بنّاءة تسلط الضوء على أهمية المهارات وتطوير القدرات لتحقيق التوازن بين المتطلبات الحالية والمستقبلية في سوق العمل.
جاء ذلك خلال جلسةٍ حوارية بعنوان “سد الفجوة بين المهارات ومتطلبات العمل” ضمن أعمال المؤتمر الدولي لسوق العمل بنسخته الثانية.
وأوضح الدكتور البدر، أن المؤسسة تعمل استباقيًّا لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية في سوق العمل، من خلال إعداد الشباب وتزويدهم بالمهارات التي تواكب تطورات السوق وتغيراته السريعة، فتمثل “مؤسسة مسك” القوة الدافعة لإعداد شبابنا بالمهارات الإبداعية والمبتكرة وتمكينهم من مواءمة تطلعاتهم المهنية مع رؤية المملكة 2030، وذلك من خلال منظومة متكاملة تعمل يدًا بيد مع شركائنا الإستراتيجيين لدعم مبادرات الشباب، وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، ودمج التوجيه المهني في الأطر التعليمية.

 

يُذكر أن مؤسسة “مسك” تُصمَّم برامج مثل “مسك للإعداد المهني”، لتزويد المواهب الشابة بالمهارات اللازمة في سوق العمل من خلال توفير إمكانية الوصول إلى مشاريع فعلية في مختلف الصناعات بالتعاون مع منظمات كبرى، وقد استفاد أكثر من 5000 شاب سعودي من فرص التدريب الداخلي المثرية، وتم توظيف 63٪ من المستفيدين من قبل الشركات التي دربتهم بعد التخرج مباشرة، كما أطلقت “تحدي نحو الأثر” مع مؤسسة بيل وميليندا جيتس، بهدف معالجة التحديات العالمية في مجالات: التقنية، والبيئة، والصحة، بمنحة قدرها مليون دولار للفائزين”.

مقالات مشابهة

  • “قبور للأحياء”: الحالة الصحية التي يخرج بها المعتقلون الفلسطينيون من سجون إسرائيل تعكس تعذيبًا وتجويعًا ممنهجًا
  • مضوي: “هذه هي المناصب التي نسعى لتدعيمها في الميركاتو الشتوي الجاري”
  • «تنسيقي الموارد البشرية» يناقش تعزيز بيئة عمل داعمة للأسرة
  • المنتدى السعودي للإعلام يطلق مبادرة “جسور الإعلام” التي تجمع Netflix وSony وShondaland بالمواهب السعودية
  • بيئـة عمـل لا تنصـف البعـض !
  • الامتنان والمهنية.. كيف تجدين السعادة في عملك اليومي؟
  • “سدايا” تستعرض مستقبل الذكاء الاصطناعي العام والتحديات التي تواجهه بمشاركة أكثر من 16 جهة حكومية
  • الرئيس التنفيذي لـ “مسك”: تمكين الشباب من المهارات المطلوبة في سوق العمل
  • البناء والأخشاب تنظم دورة تثقيفية للوقاية من مخاطر بيئة العمل
  • وكالة “كناص” الجزائر تفتح أبوابها غدا الجمعة