الشخصية “السامة” في بيئة عملك؛ كيف تتعامل معها؟
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
صلالة-أثير
إعداد: د.شريفة بنت عبدالله بن علي اليافعية – مديرة مساعدة بالمديرية العامة للتربية والتعليم
يعيش الإنسان في هذا الكون مُحاطًا بالعديد من الأشياء والمخلوقات السامة، التي تسبب له التسمم عن طريق الأكل أو الشرب أو التنفس، وقد تؤدي السموم إلى موته أو إلحاق الضرر بصحته، ولا يقتصر تعرض الإنسان للسموم القاتلة في المأكل والمشرب، بل قد يكون التسمم معنويا ناتجا عن الشخصيات المحيطة به في حياته الاجتماعية أو العملية، وفي هذه الحالة يكون تأثير السم بالغا على الصحة النفسية والجسدية للفرد، ويسعى الإنسان دائمًا إلى حماية نفسه من مسببات التسمم لينعم بحياة آمنة، وأن يحتفظ بترياق العلاج إذا ما تعرض لهذه السموم.
إن الإنسان اجتماعي بفطرته، يعيش ضمن مجتمع مليء بالشخصيات المختلفة، ويحرص على التعايش مع هذه الشخصيات والتعامل معها في مختلف مجالات الحياة، ويواجه بعض الشخصيات التي تؤثر سلبًا على حياته، ومن هذه الشخصيات الشخصية السامة التي قد يتعرض لها في البيئة الاجتماعية وبيئة العمل على حد سواء.
وقد يواجه الموظف في بيئة عمله بعض الأفراد من ذوي الشخصية السامة متمثلة في زميل العمل أو المسؤول، وتقوم هذه الشخصية دائمًا باتهام الآخرين بأنهم هم المذنبون والمسؤولون عن الخسائر والأخطاء والأضرار التي تحدث، وهي شخصية غير قادرة على تحمل المسؤولية، وتؤدي دور الضحية في جميع المواقف لكسب تعاطف الآخرين. كما أنها شخصية مخادعة تظهر نفسها بصورة مثالية بهدف تحقيق منافعها وأهدافها الشخصية.
ويتصف صاحب هذه الشخصية بعدة صفات تتمثل في الآتي:
• لا يوجه النقد لذاته
• كثير الشكوى وتهويل الأمور
• الحسد ومقارنة نفسه بالآخرين
• يبتعد عن الحقائق عند مواجهته بها
• يهتم للقيل والقال ونشر الأخبار
• متقلب المزاج ويفتقر للثقة بالنفس
• متغطرس ومتكبر لإخفاء ضعفه وفراغه الداخلي
• لا يمنح الآخرين أي قيمة إلا عند حاجته إليهم
• لا يمتلك ثقافة الاعتذار لأنه يرى نفسه دائمًا على حق
• يفقد السيطرة على أعصابه ويغضب ويثور لأتفه الأسباب
• يرغب في الحصول على اهتمام الآخرين وأن يكون محور كل شيء
• متعصب لرأيه سريع في اصدار الأحكام على الآخرين دون التحقق من الخلفيات
• أناني يضع نفسه في المقام الأول في كل علاقاته مع الآخرين ويكون لطيفًا عند حاجته إليهم فقط
• متعطش للسيطرة ولا يرضى إلا بالتسليم الكامل له وأن ينفذ الآخرين طلباته دون أي اعتراض
وتعد الشخصية السامة من أكثر الشخصيات تهديدًا لبيئة العمل والإنتاجية، حيث تبث سمومها في بيئة العمل، مما يؤدي إلى استنزاف الطاقة الداخلية للموظفين الذين يتعاملون معها، وتنشر الطاقة السلبية والتوتر واليأس والإحباط وعدم الإنجاز، وتفسد لحظات السعادة والهدوء في العمل، وأثبتت الدراسات المختلفة خطورة هذه الشخصية في تأثيرها على صحة الفرد وإلحاقها للضرر بالخلايا العصبية المسؤولة عن التفكير والذاكرة، إضافة إلى الضغط النفسي.
عزيزي الموظف،،، عندما تتعرض لشخصية لسامة يجب عليك الابتعاد عنها، وعدم خوض النقاش وتقديم المبررات، وإن كنت مضطرًا للتعامل معها فلا بد من التعامل بالأوراق الرسمية، وعدم التسرع في الرد، لأنها شخصية شديدة الاستفزاز وكثيرة التنمر، والتعامل معها هدر للوقت والجهد وإرهاق للنفس.
وتذكر دائمًا أن البشر نوعان؛ شخص يلهمك، وشخص يستنزف طاقتك.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: دائم ا
إقرأ أيضاً:
“إنسان” تستعرض تجربتها في ملتقى المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية
الجزيرة – جواهر الدهيم
شاركت الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض “إنسان ” في ملتقى ( تأهيل الفئات الأكثر عرضة ) الذي نظمه المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية تحت شعار نحو دعم شامل وتمكين مستدام، والذي استهدف المختصين والجهات المختصة بتقديم الدعم للفئات الأكثر عرضة من الأشخاص ذوي الإعاقة والأيتام والمعنفين والأحداث والسجناء وأسرهم.
وتضمنت مشاركة الجمعية بورقة عمل قدمها مدير عام الجمعية محمد بن سعد المحارب بعنوان ” دور جمعيات ومؤسسات رعاية الأيتام في المملكة في تقديم الدعم بأشكاله النفسي والوقائي والتأهيل” تناول فيها أهم الدراسات وأحدثها في الجمعيات الخيرية والخدمات المقدمة للمستفيدين بجميع المجالات، إضافة إلى أهمية الدور التكاملي بين القطاعات الثلاثة لتحقيق الدعم النفسي والوقائي والتأهيلي، والاعتبارات الأساسية للدور التكاملي والتي تمثلت في احتياج الطفل اليتيم إلى التوجيه والإرشاد، وقلة تجاوب الطلبة مع المرشدين، إضافة إلى ميل اليتيم إلى العزلة والانطوائية أو الانفصال عن الآخرين، والسلوك غير السوي لدى اليتيم لجذب الانتباه.
اقرأ أيضاًالمجتمعأمير المنطقة الشرقية يكرّم الفائزين بجائزة الأحساء للتميّز في دورتها الثانية
كما عرج المحارب بالحديث إلى أدوار الأخصائي الاجتماعي في رعاية الأيتام، ونماذج التكامل الثلاث الإنمائي والوقائي والتأهيلي عند العمل مع الجمعيات الخيرية لرعاية الأيتام، والمهارات الحياتية واللازمة للتعامل مع الأيتام، وأنواع البرنامج الوقائي ووسائل التحقق، وأمثلة للنموذج العلاجي، وأنواع الرعاية التأهيلية للطفل، والأساليب العلاجية لبرنامج التدخل المهني.
وقدم المحارب عبر ورقة العمل مجموعة من التوصيات أبرزها تحقيق الشراكة بين القطاع الحكومي والأهلي وغير الربحي بما يخدم الأطفال الأيتام، والعمل على تطبيق تجربة جمعية إنسان على بقية الجمعيات التي تعنى برعاية الأيتام. والتكامل بين الجوانب النمائية والوقائية والعلاجية التأهيلية.
وكذلك العمل على رعاية الأيتام من جميع الجوانب النفسية، والاجتماعية، والتثقيفية والتحصيلية، إضافة إلى الاهتمامات بالحاجات النفسية والاجتماعية لدى الأيتام، وضرورة الاستعانة بالخبراء والمتخصصين عند وضع البرامج والخدمات الخاصة بالرعاية الاجتماعية، وتحقيق التكامل والتنسيق بين جميع البرامج والخدمات الخاصة بالرعاية الاجتماعية المقدمة للأطفال الأيتام، وأهمية بناء الثقة وإشراك الأسرة والمجتمع في برامج وخدمات الرعاية الاجتماعية المقدمة من قبل الجمعيات بما يسهم في تقبلهم ومشاركتهم في هذه البرامج والخدمات.