أبو ظبي «د.ب.أ»: قالت الكاتبة والناشرة الإماراتية، الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، إن أدب الطفل العربي يتطوّر من عامٍ إلى عام، وأضافت بأنه منذ عام 2010 يشهد ذلك الحقل الأدبي نقلة كبيرة كان من أسبابها إطلاق الجوائز الأدبية التي خُصّصت لهذا الفرع من الأدب العربي، وما يُقام من ورشٍ إبداعية ومؤتمرات، إضافة إلى المعارض المحلية والدولية للكتب وما يُصاحبها من فعاليات أتاحت للكُتّاب الاحتكاك المُباشر فيما بينهم ومكّنتهم من تبادل الخبرات والرؤى، وكذلك رغبة الأدباء العرب في طرح آليات وأفكار جديدة، حيث صارت النصوص الأدبية الموجهة للأطفال تتصل بالواقع وتمثله وتُعبّر عن الحاضر بقوّة.

وأكدت « المزروعي» في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على أن كتب الأطفال صارت اليوم هي الأكثر مبيعا، وأن هذا الرواج لأدب الطفل جعل بعض دور النشر تُقبل على النشر بكثرة في هذا الحقل الأدبي الأمر الذي تسبّب وفقا لقولها في خروج إصدارات دون المستوى المطلوب.

وحول رؤيتها لحركة النشر والتوزيع والعلاقة بين الكاتب والناشر، قالت إن أدب الطفل يُعاني من وجود أزمة توزيع، وأن أغلب دور النشر لا تُمارس التوزيع، وذلك بالرغم من الطفرة الكبيرة التي يشهدها أدب الطفل إماراتيا وعربيا، وبينت أن الناشر يواجه بشكل دائم مشكلة في توزيع إصداراته، وأكدت على ضرورة وجود شبكات توزيع محلية داخل كل دولة، وأن تكون هناك شبكة توزيع دولية تساعد الموزعين على وصول إصداراتهم لبقية بلدان العالم العربي. ونوّهت إلى أن البيع عبر المنصات الرقمية أصبح يُساعد على التوزيع وعلى رواج كتب الأطفال.

ولفتت المزروعي إلى أن بعض دور النشر الكُبرى تعاني من وجود صفٍ ثانٍ لإدارتها، وخاصة بعض الدور التي عُرفت بأنها عائلية واضطرت لغلق أبوابها بعد رحيل من كان يُديرها من الجيل القديم.

وأوضحت أن العلاقة بين الكاتب والناشر يحكمها العقد المُبرم بينهما، وأنه على الكاتب أن يضع ما يُحقق طموحه في نصوص عقده مع الناشر.

وحول رؤيتها لمستقبل القراءة ومن ثم فرص رواج أدب الطفل، قالت إن الأمر ليس ورديا، وإن من معوقات انتشار القراءة ورواج كتب الأطفال، ضعف مستوى الأطفال في مادة اللغة العربية، وكثرة الدروس، وقضاء الطفل ساعات طوال أمام الشاشات، ورأت بأن الحل يكمن في أمور عدة منها تقوية الأطفال في مادة اللغة العربية وذلك من خلال القراءة، وأن تصبح القراءة عادة يومية، مع تحديد ساعات استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية.

وحول رؤيتها لدور كل من الكاتب والناشر في النهوض بأدب الطفل العربي، قالت: إن على الكاتب أن يعمل على تطوير مشروعه الأدبي، وأن يُخصص وقتا للإطلاع وأن يكون على تواصل بالآخرين وبالعالم. وأضافت أنه على دور النشر أن تنوّع موضوعات إصداراتها وأن تشجّع الرسّامين على تطوير أدواتهم واستخدام التقنيات الحديثة في هذا المجال.

وتابعت بالقول إنه على الدول ومؤسساتها المعنية أن تهتم بالمبدعين في مجال أدب الطفل، وأن توفر لهم منح التفرغ الأدبي والمنح البحثيّة، وأن تفرد مساحة بوسائل الإعلام لتسليط الضوء على أدب الطفل، بجانب وضع برامج لتكريم المُبدعين.

وحول رؤيتها لمستقبل القراءة لدى أطفال وطنها الإمارات، قالت الكاتبة والناشرة الإماراتية الدكتورة المزروعي: إن دولة الإمارات العربية المتحدة أطلقت في عام 2016 عشرية القراءة التي ستكتمل في عام 2026، وأنه بنهاية تلك العشرية بعد عامين قادمين، سيكون 50% من البالغين في الدولة يقرأون، وسيكون هناك 80% من طلاب المدارس يقرأون 20 كتابا في العام.

وحول مصادر الإلهام لديها، قالت إن مصادر الإلهام لديها متعددة، حيث تستلهم أعمالها من عوالم طفولتها وأطفالها، ومن قراءاتها، ومن الطبيعة والأشياء التي حولها: مدينتها ووطنها، وموقف الحياة وتجاربها، ومن سيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيّب الله ثراه - وشخصيته العظيمة وسيرته الملهمة، ومن التراث الإماراتي الذي يحضر في قصصها وكتاباتها وأبحاثها، ومن الأغاني الشعبية التي تقوم بجمعها وتوثيقها.

وحول حضور التراث في الكتابات الموجهة للأطفال، قالت: إن حضور التراث في أدب الطفل العربي يتفاوت من كاتب لآخر، وأن هذا الحضور يتمثّل في استحضار واستلهام التراث العربي و«ألف ألف ليلة وليلة» وغير ذلك، وهو حضور جيد بحسب قولها.

وفي ختام المقابلة، شدّدت الدكتورة المزروعي، على أهمية القراءة للأسرة، وأنه على الوالدين أن يُمثلا الأسوة للأبناء وأن يجعلا القراءة عادة لدى أطفالهما، حيث تقرأ الأم للطفل في سنواته الأولى، ثم يكبر الطفل ويقرأ لأمه، مع تشجيع الأطفال في الاستفادة من الكتب، وأن يكون الكتاب ضمن قائمة الهدايا التي تُقدم للأطفال في حفلات أعياد الميلاد بجانب ما يُقدّم لهم من ألعاب، وأن يُمنح الطفل حق اختيار الذي يُحب أن يقرأه، وأن نقرأ للطفل في السيارة وقبل النوم، واختتمت حديثها بالتأكيد على أن القراءة مهمة لتخفيف أعباء الحياة ووسيلة للاسترخاء والراحة.

يُذكر أن الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، هي باحثة وأكاديمية وأديبة وناشرة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في أدب ما قبل الإسلام، ودرجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها، ولها العديد من الإصدارات والدراسات البحثية بجانب مؤلفاتها في مجال الأدب الموجه للطفل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أدب الطفل العربی دور النشر

إقرأ أيضاً:

دراسة جديدة: نقص الوزن عند الولادة يعيق استعداد الطفل للمدرسة

كشفت دراسة علمية أمريكية أن معظم الأطفال الذين كانوا يعانون من نقص الوزن عند الولادة، يصبحون أقل استعداداً لدخول المدرسة في المرحلة السنية ما بين ثلاث وخمس سنوات.

وذكرت الدورية العلمية Academic Pediatrics المتخصصة في طب الأطفال أن الثلث فقط من بين الأطفال الذين كانت أوزانهم تقل عن 2.4 كغ عند الولادة يكونون على استعداد لدخول المدرسة عندما يصلون إلى سن 3 لـ5 سنوات، حيث تتراجع لديهم مهارات التعلم المبكر، وضبط النفس، وتنمية المهارات الاجتماعية والانفعالية.
وشملت الدراسة 1400 طفل في الولايات المتحدة كانوا يعانون من نقص الوزن عند الولادة، وكان يتم متابعة نموهم العقلي عن طريق اختبارات متخصصة وإخضاعهم لاستبيانات، للوقوف على مدى استعدادهم لدخول المدرسة.

هل الصيام أثناء الحمل آمن للأم والطفل؟ - موقع 24هل الصيام أثناء الحمل آمن للأم والطفل؟ لا توجد إجابة واضحة على هذا السؤال. على الرغم من وجود أبحاث جيدة تشير إلى أن الصيام لا يؤثر على وزن الطفل عند الولادة، إلا أنه لم يتضح بعد كيف يمكن أن يؤثر الصيام على صحة الحامل والمولود.

واتضح من الدراسة أن 30% فقط من هؤلاء الأطفال كانوا مؤهلين لبدء المرحلة الدراسية وفق أربع معايير أساسية لتقييم مدى استعدادهم لدخول المدرسة، حيث كان 45% منهم مؤهلين فيما يتعلق بمهارات التعلم المبكر، و67% مؤهلين وفق معيار ضبط النفس، و75% مؤهلين في مجال تنمية المهارات الاجتماعية والانفعالية، و87% مؤهلين فيما يتعلق بالصحة البدنية وتنمية الوظائف الحركية.

ويرى الباحثون أن استعداد الطفل لبدء الدراسة لا يعتبر فقط مؤشراً على قدراته الدراسية في المستقبل، بل يعتبر أيضاً من المؤشرات التي تدل على مدى نجاحه المالي وحالته الصحية عندما يصبح بالغاً. 

إنجاب طفلين هو الأفضل لصحة المرأة النفسية - موقع 24توصلت دراسة صينية جديدة إلى أن إنجاب طفلين، قد يكون هو الأفضل للصحة النفسية للمرأة، حيث يوفر فائدة وقائية ضد اضطرابين يؤثران على أداء الشخص وجودة الحياة.

وأكد الباحثون أن هناك خمسة عوامل رئيسية لمساعدة هؤلاء الأطفال للوصول إلى درجة الاستعداد المطلوبة لبدء الدراسة، ومن بينها ممارسات يقوم بها الآباء مثل القراءة للطفل والالتزام بمواعيد النوم الصحية وتقليل فترات التعرض لشاشات التليفزيون والأجهزة الإلكترونية إلى ساعة أو أقل يومياً. 

ونقل الموقع الإلكتروني "هيلث داي" المتخصص في الأبحاث الطبية عن الطبيب جين جويول المتخصص في طب الأعصاب بجامعة بوسطن بولاية ماساشوسيتس الأمريكية قوله إن "نتائج الدراسة، تؤكد أهمية إتباع أنظمة الحياة الصحية في نطاق الأسرة ودعم الأبوين للطفل من أجل تحسين عملية النمو العقلي في مرحلة الطفولة المبكرة".

مقالات مشابهة

  • دراسة جديدة: نقص الوزن عند الولادة يعيق استعداد الطفل للمدرسة
  • نصائح لصيام صحي وآمن للأطفال
  • شذى حسون: آخر مسلسل لمحمد رمضان أحدث حالة في كل شوارع الوطن العربي
  • انتهاك الطفولة في القدس.. من أحدث الضحايا؟
  • محافظ أسيوط: توفير مزيد من الدعم والرعاية لأطفال دور الأيتام والفئات الأكثر احتياجا
  • «الهوية» تُنظّم فعالية ترفيهية بقرية حتّا التراثية
  • سهيل المزروعي: في يوم الطفل الإماراتي نحتفي بمستقبل وطننا المشرق
  • بتوجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك.. «الحق في الهوية والثقافة الوطنية» شعار يوم الطفل الإماراتي 2025
  • بتوجيهات الشيخة فاطمة.. "الحق في الهُوية والثقافة الوطنية" شعار يوم الطفل الإماراتي 2025
  • الإمارات تستثمر في الطفل لضمان استدامة النهضة وحماية المكتسبات