السياحة بعد الأمطار .. رحلات محفوفة بالمخاطر
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
- تجنب زيارة الأودية أثناء استمرار نزول الأمطار
- توفير حقيبة الإسعافات الأولية ومراقبة الأطفال وتوجيههم
- عدم الاستهتار بقوة جريان الأودية والسباحة في المياه الضحلة
يلجأ عادة الناس بعد هطول الأمطار والأودية إلى ارتياد الأماكن الطبيعية، والتي تزخر بالمياه والعيون خاصة في أجواء الصيف الحارة، ولكن تبقى هناك بعض التنبيهات والاحتياطات التي يجب أن يأخذها السائح بعين الاعتبار خاصة مع فترة المنخفضات الجوية والأجواء المناخية التي عادة ما تكون مصحوبة بجريان الأودية والشعاب.
"عمان" سلطت الضوء لمعرفة مدى وعي المجتمع والأفراد في ارتياد تلك الأماكن، مؤكدين على أهمية اتباع أساليب الأمن والسلامة وتجنب عبور الأودية والتجول أثناء المنخفضات الجوية.
سيارة رفع رباعي
يتحدث في البداية سيف بن محمد المبسلي: بعد هطول الأمطار تكثر الرحلات السياحية الداخلية في مختلف محافظات سلطنة عمان؛ لاكتشاف العيون والبرك المائية، وهذا متنفس للعوائل والشباب لتغيير روتين الحياة اليومي والعمل ومتطلبات البيت والعائلة.
وعند الذهاب إلى أماكن الوديان والعيون يجب توفر سيارة دفع رباعي؛ لكي تسهل عملية الوصول إليها؛ لأن بعض الطرق تكون وعرة، ولابد من توفر ماء الشرب والطعام وحقيبة الإسعافات الأولية والتي تعتبر من ضروريات السلامة وتتضمن الحقيبة بعض الأدوات مثل شاش الجروح والمعقم والمطهرات وذلك لأن بعض الأودية لا توجد بها خدمات قريبة منها، كما يجب أن نراقب أطفالنا فلذات أكبادنا وقت السباحة عند الأماكن الخطيرة أو العميقة؛ لأنه أكثر حالات الغرق تحصل وقت الانشغال بالسباحة أو إعداد الطعام.
خطورة المجازفة
أما سعيد بن خميس الشهومي فيقول: كلنا نحب المطر وزخاته وعليله ونسماته ونستمتع به حبًا وشكرًا، ورحمة تكون في كثير من الأحيان محمّلة بالخير والغيث العميم وتتساقط كذلك حبات البرد كما أن بعض المحافظات تكسوها حلّة قشيبة من النقاء الأبيض وتعود الحياة إلى بطون الأودية وتغسل الأرض وسفوح الجبال الشامخة بما أنعم الله علينا من نعمة الغيث والرحمة والتي طالما رفعنا أكف الدعاء لله تعالى، ولكن عندما تتعرض أجواء سلطنة عمان الحبيبة بين الحين والآخر لمنخفضات جوية قوية فإنها تسبب خسائر مادية وبشرية؛ إذ تعتبر الكوارث الطبيعية من أخطر التهديدات التي تواجه البشر وأصبح التعامل معها من القضايا التي تؤرق المجتمع العماني خاصة، مضيفًا: تعد السيول من أشد الأخطار الطبيعية التي تتأثر بها المنشآت العمرانية وشبكات الطرق بالمناطق الصحراوية الجافة وشبه الجافة والتي تتصف بقلة الأمطار وتذبذبها زمانًا ومكانًا، لاسيما وأن السياسات العمرانية قد أهملت هذا الجانب، حيث تعاني العديد من المدن من الزحف العمراني على حساب الأودية ومجاري السيول وطمس معالمها ولعل السبب يرجع إلى طمس المعالم الطبيعية للشعاب والأودية خلال فترات زمنية متعاقبة.
كما تشكل المجازفة بعبور الأودية ظاهرة تؤرق المجتمع والأجهزة المعنية على الرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجهات المختصة في تقديم النصح والإرشاد المستمر حول خطورة المجازفة وعبور الأودية وتوخي الحذر الدائم مع كل حالة جوية، إلا أن تلك المشاهد غير المسؤولة تتكرر مع كل حالة جوية من تهور بعض الشباب والأفراد بالمجازفة بعبور الأودية وعدم المبالاة والاستهتار بقوة جريانها والسباحة في المواقع المنخفضة مسببين مآسي مجتمعية بفقدان أرواح وممتلكات وبذل جهد وتكاليف مضاعفة من قبل الجهات المعنية في عمليات البحث والانتشال والإنقاذ وما قد يسببه ذلك من تعريض فرق الإنقاذ للمخاطر .
فكما هو معلوم أن سلطنة عمان متنوعـة تضاريسها، ومعـظـم ولاياتهـا في مختلف المحافظـات تجـري بها أودية كبيرة تقطع الطرق خصوصـًا أثنـاء الأنـواء المناخيـة حيث ينتشر رجال الشرطة على معابر الأودية لمنع عبور المركبات وضبط المجازفين، ومن المهـم توجيه النـصـح والإرشـاد للآخرين وتطبيق اشتراطات السلامة المرورية أثناء جريان الأودية، وعدم المجازفة بالسباحة في الأودية بعد هطول الأمطار وذلك لخطورة الأمر فقد تكون تلك الأودية ما زالت عميقة، فتجنبًا لحصول حوادث الغرق على الفرد أو ولي الأمر ورب الأسرة على الفرد أن يكون واعيا وأن يستمتع بالمناظر دون المجازفة ولابد من اتباع إرشـادات السلامة.
توفر الشبكة
أما عادل بن محمد الهوتي يفيد: إن بلادي قد حباها الله وزينها بأماكن تتزين جنباتها بحلة الجمال الذي تفتقدها بعض البلدان مثل السهول والجبال والتي تأخذك إلى عالم الطبيعة بتقاسيمها القاسية وتشكيلاتها الرائعة وعلوها الشاهق لتمر من بين جنباتها الوديان فترسم الأخاديد والشلالات، والحمدلله أولا ثم الشكر للحكومة أن سخرت بجهودها الجبارة بناء السدود لاستغلال تلك المياه لصالح المواطن والحفاظ من خطر الفيضانات، وعلى السائح والمرتاد لأماكن الأودية الالتزام بتعليمات السلامة كأن يتأكد من توفر خدمة شبكة الهواتف في المكان لتجنب حدوث أي حالة طارئة، كما ينبغي للسائح أن تكون لديه المعلومات الكافية للمكان المتجه إليه بحيث يسأل أهل البلدة مثلا فهم أدرى بكمية المياه وعمقها، وعلى ولي الأمر كذلك مراقبة أطفاله وتوجيههم قبل النزول في هذه الأماكن، وفي حال رغبتهم للسباحة أن يأخذ لهم سترة نجاة قابلة للطفو أو عوامات السباحة، أما في حال استمرار نزول الأمطار والأودية فيجب على ولي الأمر أن يؤجل الرحلة لحين انتهاء الحالة الجوية وذلك من خلال متابعة مستجدات الحالات الجوية من المواقع الموثوقة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ترامب ومائة يوم في الحكم
مائة يوم مرّت على تسلّم دونالد ترامب مقاليد رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كشفت هذه الأيام، ولو جزئيا، ولو أوليّا، ما يمكن أن يُنجزه ترامب خلال أربع السنوات لإدارته الراهنة. فقد تكشفت بأن تهديداته، وما يلوّح به من تغيير، لم يقم على دراسة استراتيجية، أو خطط مدروسة معدّة للتنفيذ.
فهو يعتمد على نمط من الحرب النفسية، أو إخافة من يتوجّه إليهم، في تحقيق ما يطلبه منهم، فإذا قوبل برفض ومعارضة، أو واجه مقاومة مبطنة بالمساومة، فلا حرج عنده من التراجع، أو التقدّم بطلبات أخرى. فهذا ما حدث له، مثلا، مع عدد من الدول الحليفة لأمريكا، أو غير الحليفة، وهو يعالج رفع الرسوم الجمركية. وقد تراجع متخذا قرارا لتنفيذ وعده بعد تسعين يوما، طبعا قابلة للتمديد، بل هي قابلة أيضا للتراجع بعد مفاوضات.
الأمر يكشف، مع مرور مائة اليوم على عهد ترامب، ما وصله من انسلاخ عن الواقع وقوانينه، وموازين قواه. وذلك ابتداء من مطالبته بضم كندا إلى الاتحاد الأمريكي، فتصبح الولاية الواحدة والخمسين، مرورا برفع الجمارك الأمريكية على كل دول العالم تقريبا، وانتهاء بالحرب الإبادية الإجرامية، التي تُشنّ ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
وهذا ما حدث له بالنسبة إلى مطالباته من كندا والمكسيك وبنما، أو ما سيحدث له في مطالبته بإعفاء السفن الأمريكية من الرسوم لعبور قناة السويس. بل يمكن اعتبار تخليه عما فرضه على نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مثلا آخر على تردّده، أو في الأصح على عدم ثباته على الموقف، وتحويل ما حققه من نجاح إلى فشل، وذلك عندما عاد ليعطي الضوء الأخضر لنتنياهو الذي أطلق العنان لحرب إبادة ثانية، كانت نتيجتها عزلة عالمية، إذ لم تؤيدّهما دولة واحدة في العالم.
وبهذا عاد ترامب إلى سياسة متردّدة مرتبكة، بين المضيّ في تغطية سياسة نتنياهو الخرقاء الفاشلة من جهة، وبين الضغط مرّة أخرى لوقف إطلاق النار، لكن بازدواجية راحت تراوح بين المفاوضات واستمرار الحرب.
ترامب وطاقمه التنفيذي منحازون تماما للكيان الصهيوني، وقد وصل التطرّف بهم إلى المطالبة بترحيل فلسطينيي غزة، ودعك من المزحة السخيفة المتعلقة بتحويلها إلى "ريفييرا". ثم أضف التناقض الصارخ في نهج ترامب وإدارته للسياسة أو الحرب، عندما يصرّ على ضرورة إطلاق الأسرى جميعا، وهو الأمر الذي لا يتحقق إلّا بوقف إطلاق النار، ضمن الشروط التي تقبل بها المقاومة.
وهذا الأمر يكشف، مع مرور مائة اليوم على عهد ترامب، ما وصله من انسلاخ عن الواقع وقوانينه، وموازين قواه. وذلك ابتداء من مطالبته بضم كندا إلى الاتحاد الأمريكي، فتصبح الولاية الواحدة والخمسين، مرورا برفع الجمارك الأمريكية على كل دول العالم تقريبا، وانتهاء بالحرب الإبادية الإجرامية، التي تُشنّ ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
من هنا يحق توقع التقلّب والتذبذب والفشل لترامب على مستوى عام، كما على المستوى الفلسطيني، ولا سيما إذا لم يحسم في وضع حدّ لنتنياهو المأزوم، والآخذ بأمريكا والغرب إلى العار، وتغطية جرائم الإبادة.