سرايا - مع تعقد مسار الهدنة، يرى محلل إسرائيلي أن ما يجري في رفح بجنوبي قطاع غزة حاليا، "تطبيق فعلي للبديل الأمريكي لعملية إسرائيلية واسعة".

إذ قال يوني بن مناحيم، المحلل الإسرائيلي، في حديث لـ"العين الإخبارية": "الفكرة الإسرائيلية الأساسية كانت إخلاء المدنيين من رفح إلى مناطق آمنة، ومن ثم القيام بعملية عسكرية واسعة في المدينة للقضاء على ما تبقى من كتائب لحركة حماس، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية اعترضت على هذه العملية".



وأضاف: "البديل الذي اقترحته الولايات المتحدة الأمريكية هو عمليات مداهمة وضربات محدودة ودقيقة لمناطق معينة بناء على معلومات استخبارية موثوقة، وهو ما يجري القيام به فعليا في رفح الآن".

وتابع "بطبيعة الحال فإن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان يلوح بعملية عسكرية واسعة، وقال في أكثر من مناسبة إن هذه عملية هي التي ستضمن لإسرائيل النصر الكامل في الحرب".

وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: "أغارت قطع جوية بقيادة سلاح الجو واللواء 215 على عدة مناطق في رفح أطلِقت منها خلال الأيام الأخيرة قذائف صاروخية وقذائف هاون باتجاه أراضي إسرائيل ومعبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم)".

بن مناحيم علق على ذلك، وقال "هناك اشتباكات عنيفة تجري بين مسلحين من حماس والجيش الإسرائيلي وجها لوجه"، مضيفا "هناك تقارير عن قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي بانتظار أن يصدر بيان عن الجيش الإسرائيلي بشأن ما يجري".

"مغادرة رفح"
في غضون ذلك، أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن "عددا كبيرا من عناصر حماس غادروا رفح".

موضحة: "ردد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في العديد من المناسبات أن هناك أربع كتائب تابعة لحماس في مدينة رفح، وهي المعقل الأخير للمنظمة في قطاع غزة، ويجب التعامل معها".

واستدركت: "في المقابل، أكد ثلاثة مسؤولين إسرائيليين مطلعين أنه لم تعد في رفح أربع كتائب تابعة لحماس كما يعتقد رئيس الوزراء، إذ غادر جزء كبير من هذه القوات المدينة وضواحيها. وانتقلوا إلى خان يونس، وربما أيضاً إلى المخيمات وسط القطاع. وما تبقى هو نحو كتيبتين في الجهة الغربية من المدينة، ربما في منطقة تل السلطان".

وأردفت: "يقول المراقبون إن عدد الكتائب المتبقية لحماس في مدينة رفح لا يهم، لأنه ليس بوسع أي قوة تابعة لحماس أن تصمد أمام فرقة للجيش الإسرائيلي، وإنما الاستراتيجية التي يتبعها يحيى السنوار، وفقا لهؤلاء المرافقين، هي أن يبقى تحت الأرض مدة طويلة تمتد أكثر من المدة التي يحتمل البقاء خلالها الجيش الإسرائيلي فوق الأرض".

بن مناحيم عاد وقال لـ"العين الإخبارية"، إن "أعدادا كبيرة من السكان المدنيين في رفح قد غادروا بالفعل في الأيام الأخيرة خشية اندلاع عملية عسكرية إسرائيلية واسعة".

وتابع "توجد أعداد كبيرة من المدنيين تخرج من رفح من تلقاء نفسها خوفا من وقوع العملية العسكرية".

ومضى قائلا "ولكن العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة لم تبدأ بالفعل، لأن إسرائيل ما زالت بانتظار الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية".

وأرجع بن مناحيم لجوء الجيش الإسرائيلي إلى العملية المحدودة الحالية، إلى الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

وقال "رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يريد الصدام الكبير مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب العملية الواسعة في رفح، ولذلك هو يفضل أن تتم العملية بشكل تدريجي".

وأضاف "ولكن نتنياهو يريد أيضا أن يظهر بصورة البطل الذي يصمد أمام الرئيس الأمريكي، وفي نفس الوقت ينفذ عملية في رفح حتى وإن لم تكن واسعة كما أراد أصلا".

وتابع: "على عكس ما يعتقده البعض فإن الخلاف ما بين نتنياهو وبايدن لا يضعف الأول، وإنما يقويه خاصة في صفوف اليمين الإسرائيلي".

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش هددا نتنياهو بإسقاط الحكومة في حال عدم تنفيذ عملية في رفح.

وعن ذلك، قال بن مناحيم: "فعليا، الجيش الإسرائيلي بدء عملية محدودة في رفح حتى وإن لم تكن عملية واسعة كما تم التخطيط لها أصلا، وبالتأكيد فإن من الممكن توسيع العملية اعتمادا على الوضع على الأرض وتطورات المفاوضات مع الجانب الأمريكي".

وأضاف "الرئيس الأمريكي أعلن أنه لن يزود إسرائيل بالسلاح في حال تنفيذ عملية واسعة في رفح، وبالتأكيد فإن هذا له تأثيره على مخطط عمليات الجيش".

وتابع بن مناحيم: "ربما كان نتنياهو ينتظر تراجع الرئيس الأمريكي، خاصة بعد أن اتضح أن هناك ممولين يهودا للحزب الديمقراطي الأمريكي يعارضون مواقف بايدن وكذلك نشطاء في الحزب الديمقراطي إضافة إلى الحزب الجمهوري".

وأشار بن مناحيم إلى أنه "ربما لهذا السبب قال بايدن إنه لا يوجد قرار بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح، وإن التجميد مؤقت بمعنى أنه بدأ النزول عن الشجرة".


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: المتحدة الأمریکیة الجیش الإسرائیلی الرئیس الأمریکی فی رفح

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يسوي رفح بالأرض

القاهرة - رويترز
 قال سكان إن الجيش الإسرائيلي يسوي بالأرض ما تبقى من أنقاض مدينة رفح جنوب قطاع غزة فيما يخشون أن يكون جزءا من خطة لمحاصرة الفلسطينيين في معسكر ضخم على الأرض القاحلة.

ولم تدخل أي إمدادات غذائية أو طبية إلى سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة منذ ما يقرب من شهرين حين فرضت إسرائيل ما أصبح منذ ذلك الحين أطول حصار شامل لها على الإطلاق على القطاع، في أعقاب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع.

واستأنفت إسرائيل حملتها العسكرية في منتصف مارس آذار، واستولت منذ ذلك الحين على مساحات واسعة من الأراضي وأمرت السكان بإخلاء ما تطلق عليها "مناطق عازلة" حول أطراف غزة، بما في ذلك مدينة رفح بأكملها والتي تشكل نحو 20 بالمئة من مساحة القطاع.

وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (كان) يوم السبت أن الجيش بصدد إنشاء "منطقة إنسانية" جديدة في رفح حيث سيتم نقل المدنيين بعد إجراء تفتيش أمني لمنع مقاتلي حماس من دخولها. وستتولى شركات خاصة توزيع المساعدات.

لم يعلق الجيش الإسرائيلي على التقرير بعد، ولم يستجب حتى الآن لطلب رويترز للتعقيب.

وقال سكان إن دوي انفجارات هائلة يُسمع الآن بلا انقطاع من المنطقة المدمرة التي كان يقطنها سابقا 300 ألف نسمة.

وقال تامر، وهو من سكان مدينة غزة نزح إلى دير البلح شمالا لرويترز عبر رسالة نصية "الانفجارات ما بتتوقفش لا نهار ولا ليل، كل ما الأرض تهز بتعرف أنهم بينسفوا بيوتا في رفح، رفح انمسحت".

وأضاف أنه يتلقى مكالمات هاتفية من أصدقاء في مصر على الحدود مع قطاع غزة، حيث لم يتمكن أطفالهم من النوم بسبب الانفجارات.

وقال أبو محمد، وهو نازح آخر في غزة، لرويترز عبر رسالة نصية "إحنا الخوف عنا إنه يجبرونا ننزح هناك ويسكروا علينا زي القفص أو معسكر نزوح كبير معزولين عن العالم".

وتقول إسرائيل، التي تفرض حصارا مطبقا على غزة منذ الثاني من مارس آذار، إن إمدادات كافية وصلت إلى القطاع خلال فترة وقف إطلاق النار التي استمرت ستة أسابيع، ومن ثم فإنها لا تعتقد أن السكان في خطر. وتؤكد أنها لا يمكنها السماح بدخول الغذاء أو الدواء خشية أن يستغلها مقاتلو حماس.

وتقول وكالات الأمم المتحدة إن سكان غزة على شفا تفش واسع للمجاعة والمرض، وأن الظروف الآن في أسوأ حالاتها منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 عندما هاجم مقاتلو حماس تجمعات سكنية إسرائيلية.

وأعلن مسؤولو الصحة في غزة اليوم الاثنين مقتل 23 شخصا على الأقل في أحدث الضربات الإسرائيلية على القطاع.

وقُتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص بينهم أطفال في غارة جوية إسرائيلية على منزل في جباليا شمال القطاع، إلى جانب ستة آخرين في غارة جوية على مقهى بجنوب القطاع. وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بعض الضحايا مصابين بجروح خطيرة حول طاولة بالمقهى.

* يأكلون العشب والسلاحف

لم تفلح المحادثات التي توسطت فيها قطر ومصر حتى الآن في تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أطلقت حماس خلاله سراح 38 رهينة فيما أفرجت إسرائيل عن مئات المعتقلين.

ولا يزال 59 رهينة إسرائيليا محتجزين في غزة ويُعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة. وتقول حماس إنها لن تفرج عنهم إلا في إطار اتفاق ينهي الحرب بينما تقول إسرائيل إنها لن توافق إلا على هدن مؤقتة ما لم يتم نزع سلاح حماس بالكامل، وهو ما يرفضه مقاتلو الحركة.

وفي الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري أمس السبت إن الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في غزة أحرزت بعض التقدم.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي يوم الجمعة نفاد مخزوناته الغذائية في غزة بعد أطول حصار يفرض على القطاع على الإطلاق.

وجاب بعض السكان الشوارع بحثا عن الأعشاب التي تنمو طبيعيا على الأرض، بينما جمع آخرون أوراق الأشجار اليابسة. وفي ظل اليأس، لجأ صيادون إلى صيد السلاحف وسلخها وبيع لحومها.

وقالت امرأة من مدينة غزة لرويترز طالبة عدم نشر اسمها خشية الانتقام "المرة الماضية رحت على الدكتور قال لي عندك حصاوي في الكلى ولازم عملية جراحية بتكلف حوالي 300 دولار، أنا أحسن لي آخد مسكنات وأخلي المصاري لأولادي أطعميهم فيهم".

وأضافت "باختصار الوضع في غزة لا أكل ولا غاز للطبخ ولا طحين ولا حياة".

واندلعت حرب غزة بعد هجوم قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على إسرائيل، والذي أسفر حسبما تشير الإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة. ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع منذ ذلك الحين أدت إلى مقتل أكثر من 51400 فلسطيني.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: اتساع العملية العسكرية بغزة يزيد احتمال تعرض المحتجزين للخطر
  • 20 إصابة جراء تدافع الآلاف خلال احتفال بتل أبيب بسبب تحذير من عملية
  • تنبيه للمسافر الإماراتي.. تايلاند تبدأ تطبق نظام بطاقة الوصول الرقمية بديلاً عن النموذج الورقي
  • تقرير إسرائيلي: قتلى الجيش في غزة من فئة الشباب والاحتياط
  • الجيش الإسرائيلي يعبء قوات الاحتياط لشن هجوم واسع على غزة
  • يديعوت أحرونوت عن مصدر إسرائيلي: تل أبيب ترفض مقترح وقف إطلاق النار في غزة والذي يشمل إعادة كل المحتجزين
  • الجيش الإسرائيلي يسوي رفح بالأرض
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منازل الفلسطينيين جنوب الضفة الغربية وتُشرّد سكانها
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفّذ عمليات هدم جنوب الضفة الغربية
  • أخبار التوك شو| موسى: الرئيس السيسي رفض منذ 2017 إقامة قواعد عسكرية أجنبية بمصر.. البث الإسرائيلية: تل أبيب أقرب إلى توسيع العملية في غزة