محلل إسرائيلي: تل أبيب تطبق «بديلا أمريكيا» لاجتياح رفح
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
سرايا - مع تعقد مسار الهدنة، يرى محلل إسرائيلي أن ما يجري في رفح بجنوبي قطاع غزة حاليا، "تطبيق فعلي للبديل الأمريكي لعملية إسرائيلية واسعة".
إذ قال يوني بن مناحيم، المحلل الإسرائيلي، في حديث لـ"العين الإخبارية": "الفكرة الإسرائيلية الأساسية كانت إخلاء المدنيين من رفح إلى مناطق آمنة، ومن ثم القيام بعملية عسكرية واسعة في المدينة للقضاء على ما تبقى من كتائب لحركة حماس، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية اعترضت على هذه العملية".
وأضاف: "البديل الذي اقترحته الولايات المتحدة الأمريكية هو عمليات مداهمة وضربات محدودة ودقيقة لمناطق معينة بناء على معلومات استخبارية موثوقة، وهو ما يجري القيام به فعليا في رفح الآن".
وتابع "بطبيعة الحال فإن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كان يلوح بعملية عسكرية واسعة، وقال في أكثر من مناسبة إن هذه عملية هي التي ستضمن لإسرائيل النصر الكامل في الحرب".
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: "أغارت قطع جوية بقيادة سلاح الجو واللواء 215 على عدة مناطق في رفح أطلِقت منها خلال الأيام الأخيرة قذائف صاروخية وقذائف هاون باتجاه أراضي إسرائيل ومعبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم)".
بن مناحيم علق على ذلك، وقال "هناك اشتباكات عنيفة تجري بين مسلحين من حماس والجيش الإسرائيلي وجها لوجه"، مضيفا "هناك تقارير عن قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي بانتظار أن يصدر بيان عن الجيش الإسرائيلي بشأن ما يجري".
"مغادرة رفح"
في غضون ذلك، أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن "عددا كبيرا من عناصر حماس غادروا رفح".
موضحة: "ردد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في العديد من المناسبات أن هناك أربع كتائب تابعة لحماس في مدينة رفح، وهي المعقل الأخير للمنظمة في قطاع غزة، ويجب التعامل معها".
واستدركت: "في المقابل، أكد ثلاثة مسؤولين إسرائيليين مطلعين أنه لم تعد في رفح أربع كتائب تابعة لحماس كما يعتقد رئيس الوزراء، إذ غادر جزء كبير من هذه القوات المدينة وضواحيها. وانتقلوا إلى خان يونس، وربما أيضاً إلى المخيمات وسط القطاع. وما تبقى هو نحو كتيبتين في الجهة الغربية من المدينة، ربما في منطقة تل السلطان".
وأردفت: "يقول المراقبون إن عدد الكتائب المتبقية لحماس في مدينة رفح لا يهم، لأنه ليس بوسع أي قوة تابعة لحماس أن تصمد أمام فرقة للجيش الإسرائيلي، وإنما الاستراتيجية التي يتبعها يحيى السنوار، وفقا لهؤلاء المرافقين، هي أن يبقى تحت الأرض مدة طويلة تمتد أكثر من المدة التي يحتمل البقاء خلالها الجيش الإسرائيلي فوق الأرض".
بن مناحيم عاد وقال لـ"العين الإخبارية"، إن "أعدادا كبيرة من السكان المدنيين في رفح قد غادروا بالفعل في الأيام الأخيرة خشية اندلاع عملية عسكرية إسرائيلية واسعة".
وتابع "توجد أعداد كبيرة من المدنيين تخرج من رفح من تلقاء نفسها خوفا من وقوع العملية العسكرية".
ومضى قائلا "ولكن العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة لم تبدأ بالفعل، لأن إسرائيل ما زالت بانتظار الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية".
وأرجع بن مناحيم لجوء الجيش الإسرائيلي إلى العملية المحدودة الحالية، إلى الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال "رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يريد الصدام الكبير مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب العملية الواسعة في رفح، ولذلك هو يفضل أن تتم العملية بشكل تدريجي".
وأضاف "ولكن نتنياهو يريد أيضا أن يظهر بصورة البطل الذي يصمد أمام الرئيس الأمريكي، وفي نفس الوقت ينفذ عملية في رفح حتى وإن لم تكن واسعة كما أراد أصلا".
وتابع: "على عكس ما يعتقده البعض فإن الخلاف ما بين نتنياهو وبايدن لا يضعف الأول، وإنما يقويه خاصة في صفوف اليمين الإسرائيلي".
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش هددا نتنياهو بإسقاط الحكومة في حال عدم تنفيذ عملية في رفح.
وعن ذلك، قال بن مناحيم: "فعليا، الجيش الإسرائيلي بدء عملية محدودة في رفح حتى وإن لم تكن عملية واسعة كما تم التخطيط لها أصلا، وبالتأكيد فإن من الممكن توسيع العملية اعتمادا على الوضع على الأرض وتطورات المفاوضات مع الجانب الأمريكي".
وأضاف "الرئيس الأمريكي أعلن أنه لن يزود إسرائيل بالسلاح في حال تنفيذ عملية واسعة في رفح، وبالتأكيد فإن هذا له تأثيره على مخطط عمليات الجيش".
وتابع بن مناحيم: "ربما كان نتنياهو ينتظر تراجع الرئيس الأمريكي، خاصة بعد أن اتضح أن هناك ممولين يهودا للحزب الديمقراطي الأمريكي يعارضون مواقف بايدن وكذلك نشطاء في الحزب الديمقراطي إضافة إلى الحزب الجمهوري".
وأشار بن مناحيم إلى أنه "ربما لهذا السبب قال بايدن إنه لا يوجد قرار بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح، وإن التجميد مؤقت بمعنى أنه بدأ النزول عن الشجرة".
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: المتحدة الأمریکیة الجیش الإسرائیلی الرئیس الأمریکی فی رفح
إقرأ أيضاً:
تحقيق: هكذا فشل الجيش الإسرائيلي في حماية نير عوز بـ7 أكتوبر
القدس المحتلة- صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعند الساعة 5:34، وردت رسالة صوتية على شبكة الاتصالات العسكرية وفرق الحراسة بمستوطنات "غلاف غزة"، بعث بها سماغد كيسوفيم نائب قائد الكتيبة 51 في لواء "غولاني"، يطمئن السكان اليهود في المنطقة، وأعلن أن القوات رفعت حالة التأهب والاستنفار وفقا للأوامر المتبعة وتقييم الوضع.
وعكست الرسالة الفشل الذريع في منع معركة "طوفان الأقصى"، حيث اتضح أن جميع قوات العسكرية وبضمنها "فرقة غزة" كانت غافلة تماما عن خطط حماس للهجوم، وفق صحيفة "هآرتس" التي استعرضت أبرز محاور الفشل والإخفاق في انهيار القيادة العسكرية وسقوط كيبوتس "نير عوز" بأيدي المقاومين الفلسطينيين أكثر من 6 ساعات.
وتشير كلمات كيسوفيم عبر شبكة الاتصالات، حسب يانيف كوبوفيتش مراسل الشؤون العسكرية بـ"هآرتس"، إلى أنه والقوات الأخرى في القطاع لم يكونوا يعلمون أنه في غضون 55 دقيقة سيتسلل آلاف المقاومين الفلسطينيين إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
وعند الساعة 06:49 دخل أوائل المقاومين إلى الكيبوتس من البوابة الشمالية، ومن ثم من بوابة "كيرم" والبوابة الجنوبية، وبداية دخل 100-130 مقاتلا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي الذروة 300-500 مقاتل من منظمات مختلفة، وبعد دقائق، بدأ أول اشتباك وتبادل لإطلاق النار، في "نير عوز"، المعزول عن القوات الإسرائيلية.
واستمر تبادل إطلاق النار بين عناصر فرقة الحراسة وقوات النخبة (من المقاومين) أكثر من ساعتين، وبعدها سقط الكيبوتس بأيدي المقاومين، وعند الساعة 09:22، وصلت، لأول مرة، مروحية قتالية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وهاجمت جنوب المحور المؤدي من قطاع غزة إلى الكيبوتس، حيث تم تجمع عشرات المقاومين.
ووفق "هآرتس" لم يعلم الجيش الإسرائيلي بسقوط "نير عوز"، حيث طُلب من المروحية عبر الاتصال اللاسلكي إطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية، لكنها وبفعل تحليقها المنخفض أصابها المقاومون بنيرانهم عند مشارف الكيبوتس، وهبطت اضطراريا.
إعلانومع استمرار المعارك عند تخوم "نير عوز"، كانت هناك 4 طلعات جوية أخرى لطائرات الهليكوبتر الحربية الإسرائيلية، التي أطلقت النار على المنطقة وأصابت عددا من المقاومين، وقتل أيضا عدد من سكان الكيبوتس المحتجزين.
وتتابع الصحيفة الإسرائيلية أن الأمر لم يقتصر على مهاجمة محور ومنطقة الكيبوتس، فعند 09:45، وردت تقارير عبر شبكة الاتصالات، ومجموعة قادة المجلس الإقليمي "إشكول"، حول إحراق منازل في "نير عوز"، وبعد دقائق، وصلت دبابة إلى بوابة الكيبوتس وأبلغت عن وجود مقاومين عند المدخل، قبل أن يتمكنوا من تفجيرها.
ووصلت قوات الاحتلال إلى المكان عند الساعة 13:10، بعد حوالي 40 دقيقة من آخر تحديد لهوية مقاتلي حماس وحركة الجهاد الإسلامي، لكنها لم تعثر على أي منهم، وفي المساء، انضمت قوات أخرى لعمليات التفتيش والإنقاذ.
وتقول "هآرتس" إن المقاومين الفلسطينيين اشتبكوا أكثر من 6 ساعات مع عناصر فرقة الحراسة وقتلوهم وأسروا نحو ربع السكان، ولم يدخل خلال تلك الساعات أي جندي إلى الكيبوتس، ولم يكن الجيش الإسرائيلي يعلم بما يحدث هناك.
كما لم تقع أي معركة في "نير عوز"، الذي تلقى الضربة الأكثر إيلاما وصدمة، و"كان هذا فشلا، ضمن فشل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)"، حسب اعتراف هرتسي هاليفي رئيس الأركان المنتهية ولايته، خلال عرض نتائج التحقيق العسكري في الهجوم المفاجئ، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأظهرت نتائج التحقيقات في الهجوم المفاجئ على "نير عوز"، أن جيش الاحتلال فشل بالوصول إلى الكيبوتس، الذي كان يوجد فيه يوم الهجوم 386 شخصا، وقتل خلال الاشتباكات41 من المستوطنين العسكريين والمدنيين، وأُسر 76 آخرين، لا يزال 14 منهم محتجزين لدى حماس.
إعلان
انهيار
ووفق تحقيقات استعرضها يوآف زيتون مراسل الشؤون العسكرية لـ"يديعوت أحرونوت"، فإن القيادة الأمنية الإسرائيلية انهارت بالكامل وفقدت السيطرة، وإن القوات العسكرية في "نير عوز" لم تأت لحماية المستوطنين الذين طلبوا مساعدتها بكل الوسائل المتاحة، لكنهم تركوا وحدهم لمواجهة هجوم قوات النخبة.
ونقل زيتون عن فريق التحقيق، قوله إن "فشل الجيش الإسرائيلي في عدم الوصول إلى نير عوز ليس تكتيكيا أو أخلاقيا، بل هو منهجي، حيث لم تفهم القيادات العسكرية أن الوضع كان صعبا، ولم تعط الأولوية لإرسال القوات إلى هناك على حساب أماكن أخرى".
وذكر الفريق أن "انهيار أنظمة القيادة والسيطرة، وخاصة في لواء وفرقة غزة، عامل رئيسي في فشل بناء صورة وتقييم حقيقي للوضع، وكان متوقعا أن تسعى هيئة الأركان العامة لاستخلاص صورة وضع حقيقية، وعدم الاعتماد فقط على التقارير الاستخباراتية التي اتضح أنها كانت غير صحيحة ومضللة".
وحاول فريق التحقيق الإجابة عن 4 أسئلة رئيسية في التحقيق بالفشل والإخفاق الممنهج خلال الهجوم؛ ما هو تسلسل الأحداث؟ ولماذا وصل هذا العدد الكبير من المقاومين إلى نير عوز؟ ولماذا فشلت الكتيبة في القطاع بإيقاف المسلحين؟ ولماذا لم تصل قوات الاحتياط بالوقت المناسب لتغيير الوضع، وأضاف الفريق "لو وُجِّه تحذير، حتى لو كان قصيرا، كان من الممكن تقليل الأضرار".
ويظهر التحقيق -حسب يديعوت- أن الكتيبة 51 لم تكن مستعدة بشكل صحيح لسيناريو بحجم السابع من أكتوبر/تشرين الأول ولم تتلق أي تحذير، وانهارت سلسلة قيادتها بأقل من ساعة، ولم يتمكن مقاتلوها للتجمع لإجراء تقييم منظم للوضع، وكان عليها أن تتعاون مع فرق الحراسة بمستوطنات الغلاف لفهم حقيقة الوضع.
إعلانوأشار معدو التحقيق إلى أن إخفاق مراكز القيادة العسكرية في فهم الوضع الصعب، وحقيقة أنهم كانوا في حالة هجوم، وانهيار القيادة من مستوى اللواء والكتيبة إلى مستوى الفرقة، وخلصوا إلى أن "التحضيرات التي جرت السبت -قبل الهجوم- روتينية، وليست استعدادات للحرب، ولم تكن هناك وحدات مأهولة لحالات الطوارئ".