لصعاليك الزمن الجميل وجبناء الحرب نقول
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
لصعاليك الزمن الجميل وجبناء الحرب نقول
(لسنا أخوة يوسف، بل أبناء النيل العظيم،
نرتدي ثوب الثور، ونحمل في قلوبنا عزيمةً لا تُقهَر.
لسنا قتلةً كما يظنّ الجاهلون، بل حماةٌ للحقّ، ندافع عن أرضنا وعن شعبنا بكلّ ما أوتينا من قوة.
في عروقنا تجري دماء يُوسُف الحكيم، فينا روحه الجميلة، وحكمته التي لا تضاه.
لابد أن نعمل بكل ما نمتلك من قوة وعزيمة على تطويع الأفراد القادرين على حمل المشروع الثوري إلى المجتمع بأسره ، والحريصين على تجسيده بالمستوى الذي ينعكس على حياتهم وسلوكهم وأنشطتهم وأفكارهم. عندها يصبح الوعي قيمةً متأصلةً بوجدان هذا الشعب ، فلا يقوى أحدٌ على خداع الناس أو التمويه عليهم أو استغلالهم لصالحه، أيًا كان، ومهما امتلك من قدرات وإمكانات تتيح له فرصة استقطاب الجماهير أو بقناعاته ورؤاه الباطلة المُضللة .
يسألني الطلاب كيف كانت ليالي الخرطوم في سنوات الثمانينات، هل كان شراب العرق الوطني حاضرًا على موائدكم والجنس خارج إطار الزواج مباحًا؟ ماذا كنتم ترقصون علي أنغام موسيقي البلوز و وبالفعل تركتم رقصة الصقرية ,وعلى أي وجهة فكرية أنتم؟ ها نري واعيكم المغلوب علي أمره و نحن بحاجة نكاشفه هذا الواعي الكذوب وحقيقته أنه صراعة تحدث لفترة بل يتجدد حسب حوجتكم لها في سجالكم معنا حقيقة نحتاج لمعرفة الواعي الزائف هذا وليد ماذا نعلم عنكم حبكم للتحذلق والعيش مثل شيوخ الطوائف في رابعة النهار، أنتم مسلمون في المساء، لا أحد منكم يتذكر أن الخمر في الإسلام حرام والقمار من ألعن ممارسات الإنسان المعاصر. تبحثون عن الوجاهة الفكرية وأنتم عبيد للاستلاب الثقافي للمال والعادات الاجتماعية ذات الطابع الذي لا يعبرعن الاواصربل نفاق أجتماعي واضح المعالم ويسكنكم خوف متأصل من الحاكم وهذه الثنائية هي ثنائية الاستبداد والقمع، ومنع أي صوت حر، ومطاردة أي تيار معارض. ثنائية متأصلة في التاريخ السوداني المعاصر، و العلاقه بين الحاكم والمحكوم، فهي علاقة قهر ومقت، و استبداد وحقد؛ بينما العلاقة بين الحكومة والشعب هي الريبة والعداوة المتبادلة بكل التفاهم الصامت،أو الوصي على الشعب القاصر، الذين هم عبيد إحسانه، وظيفتهم أن يحكموا، ووظيفتكم الاستسلام ومعاونة العسكر عي بعضكم البعض. و ولا أنسي شيخ الطريقة وزعيم الحزب والزوجة التي لا تنال حقوقها منكم!لكل هؤلاء أنت في حالة خضوع تام . ويبدو أنكم تعانون من صراع داخلي بين معتقداتكم وقيمكم. من ناحية، تدعون إلى التغيير الثوري، ومن ناحية أخرى، تشاركون في سلوكيات تناقض مبادئ هذا التغيير. من المهم أن تكونوا صادقين مع أنفسكم ومع الآخرين بشأن ما تؤمنون به وما تهدفون إليه, أيها المنكسرون، اذهبوا للمنفى غير مأسوف عليكم، لقد ولدت عازة بعد سنواتكم العجاف خيرة بنيها من الاولاد والبنات , وهم أحق بها منكم أنهم جيل الاعمار والتعمير بلا ولاء أو خضوع لأي قانون تحت السماء غير عشقهم لتراب الوطن
قد يشعر الثوار بالإحباط عندما يرون أن التقدم بطيء وأن هناك العديد من العقبات التي تحول دون تحقيق أهدافهم.
ٌ ومبنيًا على ما ترتضيه هذه العقول الخاوية من كل المقومات والإنسانية والأخلاقية، التي تنصب نفسها كحامية للحق ومتحدثةٍ باسمه ومعنيةٍ دون سواها في حمله إلى الناس وتنفيذ مبادئه وتحقيق أهدافه على أرض الواقع. الأمر الذي يجعل أولئك الأحرار يشعرون باليأس والإحباط، يحاصرانهم من كل اتجاه، ويغلقان أمامهم كل منفذٍ يمكن من خلاله أن يتسلل الأمل إلى أرواحهم من جديد، فينهضون لاستكمال المسيرة على خطى الثورة والتغيير والبناء والتحديث والتنمية. بل قد يندفع البعض إزاء كثرة ما يراه من فشلٍ ترافق مع عدة تجارب ومحاولات لإصلاح الواقع إلى الشك في الفكرة التي قامت عليها الحركة الثورية من الأساس، فينقلب على عقبيه مستسلمًا لحركة طبيعة العقل الجماعي الرعوي كما تظنون، التي ستقوده في رحلة جديدة من التخبط والتيه، لن يجني منها إلا المزيد من الخيبة والندامة والخسران. كما قد يفضل البعض الآخر الاعتزال لكل ساحات العمل، مبررًا أن لا فائدة من البقاء والاستمرارية في ذلك، ولن يعدم الوسيلة أمام كل من يلتقي به مستفسرًا عن سر اختفائه، بحيث سيقوم بسرد قائمة طويلة من الأسباب والمبررات، ساخرًا من كل مَن لا يزالون في ساحات النضال دمًا وفكرًا. والحقيقة: أن هؤلاء قد لا يكونون مقتنعين بكل ما يقولونه، ولكنهم أصبحوا يفضلون القعود والراحة على ساحة البذل والعناء والتعب والمجاهرة بالحق هم عبدة أوهاهم ليس إلا. هذا سلوك الكبار منذ جيل السودانة الي لحظة الاقتتال الاحمق الذي نعيش الان وألعن ما فيه رخص قيم الانسان وأنحطاط المتقاتلين الي أبشع درك في التعامل مع أهل هذا البلد
أما الثابتون على المباديء و الحق وقيم أهل السودان قلة وبالرغم من هذا الواقع فهم يدركون أن فشل التجربة لا يعني بأي حال من الأحوال فشل الفكرة التي قامت عليها حركتهم، ولهم صبر عظيم وعزيمة تهد الجبال وصلابة نضال لسنوات طوال وتصميم عتاة الثوار من خلال تجربة أنسانية ترقي لمصاف تجارب الأنبياء والاصلاحيين ولهم في التاريخ الانساني عبرةٌ ودرس، إلى جانب ما لدى كلٍ منهم من تجربةٍ على المستوى الشخصي، إذ واجهوا في ما يتعلق بحياتهم الخاصة الكثير من الصعوبات، وخاضوا أكثر من تجربة فاشلة، ولكنهم نجحوا في نهاية المطاف، ووصلوا لما كانوا يتمنون ويرجون الوصول إليه. بل حتى العلماء والمخترعون حقيقة لا ترى أفكارهم واختراعاتهم النور إلا بعد مرورهم بمئات وربما بآلاف التجارب الموحية لهم بلانجاز المبهر لا الفشل. نعم، نحن الهاربون من الحرب طلبًا للسلامة والمناصب والحضور الإعلامي والاستماع بالكثير من الكونياك والشوكالاته ما أفشلنا! خذوا الراية، سيروا على طريق الفلاح من أجل هذا الوطن الجميل.
هنا، يبرز دور الشباب بصفة قادة المستقبل، حيث يجب علينا أن نتعامل معهم باحترام وتقدير، لا بالشقاق والخلافات والتقليل من دورهم . فالشباب هم الأمل في بناء مستقبل مشرق، وعلينا أن نوجه طاقاتهم نحو الإبداع والابتكار، وأن نفسح لهم المجال ليتبوأوا مكانتهم في مقدمة الصفوف. يجب أن نعترف بأن الأجيال الجديدة تحمل في طياتها رؤى وأفكارًا قد تختلف عن تلك التي نشأنا عليها، ولكن في هذا الاختلاف تكمن فرصة للتجديد والتطور.
إن النخب المنكسرة التي تخشى من تقدم الشباب وتحملهم للمشعل، تعيق بذلك تقدم المجتمع بأسره. فالخوف من التغيير والتمسك بالماضي لن يؤدي إلا إلى الجمود والتخلف. علينا أن نتحلى بالشجاعة لنقبل بأن الزمان قد تغير، وأن الشباب هم القوة الدافعة للتغيير الإيجابي.
فلنكن داعمين لهم، موجهين بحكمة، مستمعين لأفكارهم بانفتاح، ومشاركين لخبراتنا دون فرضها. لنعمل معًا، جنبًا إلى جنب، لنبني مجتمعًا يسوده العدل والمساواة والتقدم، مجتمعًا يحترم فيه الشباب ويُعترف بدورهم بصفة قادة للغد.، وما أود قوله حقيقة أوجهها للشيوخ وقادة الشأن العام، دعوة صادقة لإفساح المجال أمام الشباب:إلى شيوخنا وقادة شؤوننا العامة، أنتم حراس الماضي وبناة الأساس، وقد حملتم لواء القيادة بكل إخلاص. لكن الزمان دوار، والأجيال كالأمواج تتعاقب بلا انقطاع. اليوم، نقف على عتبة عصر جديد، عصر ينبض بالشباب الطامح والعقول الواعدة، الذين يتطلعون لحمل الراية ومواصلة المسيرة.
ندعوكم لتكونوا المرشدين لا الحراس، الداعمين لا الحكام. فلتكن الحكمة والخبرة التي جمعتموها على مر السنين نبراسًا يضيء درب الشباب، وليس سلاسل تقيد خطاهم.فلنفتح الأبواب لأفكارهم الجديدة، ولنشجعهم على الابتكار والمبادرة. فالشباب هم قادة المستقبل، وبأيديهم تتشكل ملامح الغد. لنمنحهم الثقة ليبنوا، والحرية ليخطئوا ويتعلموا، والمساحة لينموا ويزدهروا.
إن مستقبل الأمة بِرُمَّته يكمن في تواصل الأجيال وتعاضدها. فلنكن نحن الجسر الذي يعبر عليه الشباب إلى آفاق جديدة، ولنكن الصدى الذي يحمل أصداء أحلامهم إلى الواقع.وعلينا أن نقولها بصراحة الثورةٌ ليست منقادة لَمَّا ترن و صراع الأجيال وصراع الأفكار يهدد الوطن علي كافة الأصعدة يا صعاليك الزمن الجميل والهاربين من الحرب الي المنافي .
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.
وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.
وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.
وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.
وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".
وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.
وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.
دولة، وليس قطاعاً غير حكومي
وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.
وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.
"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.
وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".
ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.
وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.
إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور
أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.
وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.
وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.
بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.
وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.
يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".
ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.
وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.
وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.