أوضحت شبكة الإنذار المبكر، أنّ الحرب المُستمرّة بين القوات المسلحة والدعم السريع تقود البلاد نحو تدهور مريع في انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان

التغيير: الخرطوم

قالت شبكة الإنذار المبكر، في أحدث تقرير لها، إنّ السودان يواجه خطر المجاعة، وأشارت إلى أن النزاع القائم في البلاد يهدد إمكانية حصول ملايين المواطنين على الغذاء.

وشبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة موقع للمعلومات والتحليلات حول انعدام الأمن الغذائي تم إنشاؤه في عام 1985 من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية الأمريكية، بعد نشوء المجاعات في شرق وغرب أفريقيا.

وأوضحت الشبكة، أنّ الحرب المُستمرّة بين القوات المسلحة والدعم السريع تقود البلاد نحو تدهور مريع في انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان.

وقالت: “تواجه البلاد خطر المجاعة من المرحلة الخامسة من التصنيف الدولي”. وتوقع التقرير أن يتدهور الوضع أكثر، ويدخل مرحلة الطوارئ.

وأشار تقرير الشبكة إلى أن هناك مستويات عالية متصاعدة من سوء التغذية والوفيات المرتبطة بالجوع بين السكان والنازحين في أجزاء من غرب دارفور والخرطوم ومناطق دارفور الكبرى التي تتركز فيها نسبة عالية من النازحين مثل الفاشر في ولاية شمال دارفور.

زيادة معدلات الوفيات

وتوقعت الشبكة في تقريرها أن تزيد الوفيات بشكل أكبر مما متوقع، وأن يصل الجوع وسوء التغذية مرحلة حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) ودخول بعض الأسر مرحلة الكارثة، ولا سيما في غرب دارفور والخرطوم ووسط السكان النازحين في المناطق التي يصعب الوصول عليها في دارفور الكبرى.

وأشار تقرير الشبكة إلى أن النازحين في الفاشر وما حولها يُشكِّلون مصدر قلق متزايد عقب التصعيد الأخير للصراع وإعلان حركات مسلحة في دارفور انحيازها للقتال مع الجيش، وأشارت أنه في حالة استيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر من شأنه أن يؤدي تصاعد العنف القبلي والوفيات، بالإضافة لنزوح واسع النطاق في حالة سيطرتها على إقليم دارفور بأكمله.

ولفت التقرير إلى أن توفر الغذاء على المستوى الوطني يتقلص بسرعة نتيجة تأثير الصراع على الإنتاج المحلي والواردات. وتوقع أن تصل الفجوة في الحبوب إلى 2 مليون طن متري. وتراجع التجارة غير الرسمية عبر الحدود.

الوسومآثار الحرب في السودان المجاعة في السودان حرب الجيش و الدعم السريع شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان المجاعة في السودان حرب الجيش و الدعم السريع الإنذار المبکر فی السودان إلى أن

إقرأ أيضاً:

أطفال السودان.. البراءة بين الجوع والمرض والعنف والنزوح

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الجيش الإسرائيلي يعترف بمسؤوليته عن مقتل موظف أممي إسرائيل تمنع وصول المساعدات إلى غزة منذ 7 أسابيع

منذ اندلاع النزاع في السودان، في أبريل 2023، أصبح الأطفال الضحايا الأبرز لصراع مسلح لا يرحم، إذ يواجهون مزيجاً مميتاً من الجوع، والمرض، والعنف، والنزوح.
وكانت نقابة الأطباء السودانيين قد كشفت عن وفاة أكثر من 45 ألف طفل بسبب سوء التغذية، بينما تُسجَّل وفاة طفل أو طفلين كل ساعة في مخيمات النزوح، مثل «زمزم وكلمة» في دارفور، و«أدري» في تشاد، والتي أصبحت ملاذاً لأكثر من 600 ألف لاجئ سوداني.
وبعيداً عن الأرقام التي لا تروي سوى جزء من المأساة، يعيش الأطفال في السودان تجربة قاسية، وسط انهيار شبه كامل للبنية الصحية والتعليمية، وغياب شبه تام للمساعدات الإنسانية في مناطق واسعة من البلاد، خاصة في دارفور وكردفان والنيل الأزرق.
وتشير تقارير المنظمات الدولية والأممية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، إلى أن السودان يواجه واحدة من أسوأ أزمات الطفولة في العالم، حيث يعاني أكثر من 3 ملايين طفل، تحت سن الخامسة، سوء التغذية، بينهم 700 ألف معرضون للموت الفوري إذا لم يتلقوا تدخلاً عاجلاً.
ولا تقتصر الأزمة على نقص الغذاء، بل تشمل غياب مياه الشرب النقية، وتفشي أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة في الظروف الطبيعية، مثل الحصبة والملاريا والإسهال الحاد، كما يعاني الأطفال من انقطاع تام في برامج التطعيم الدورية، وتدمير واسع للمراكز الصحية والمستشفيات.
وكان وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، قد أوضح أن 15% من الأطفال في المناطق المتأثرة بالنزاع يعانون سوء تغذية حاد، وهو ما يتجاوز الحد الذي يستدعي تدخلاً طبياً فورياً المحدد بـ 6%.
لكن الواقع على الأرض يُعد أكثر تعقيداً مما تظهره بعض التقديرات، إذ إن القيود المفروضة على حركة منظمات الإغاثة تعرقل وصول الدعم إلى من هم في أمس الحاجة إليه.
وأكد الأمين العام للمجلس القومي للطفولة، عبدالقادر الأمين أبو، أن 87% من أطفال السودان يعيشون تحت خط الفقر، وغالبيتهم لم يتلقوا أي نوع من الدعم الطارئ منذ بداية الحرب.
وتُعاني فتيات السودان مخاطر مضاعفة، تتراوح بين الزواج القسري، والاعتداءات الجنسية، والاستغلال في مناطق النزوح، حيث أفادت تقارير حقوقية بأن آلاف الفتيات تم تزويجهن قسراً في سن مبكرة، إما بدافع الحماية أو نتيجة الفقر المدقع، في ظل غياب شبه كامل لأي آليات حماية.
أوضح القيادي في حزب المؤتمر السوداني، أيمن عثمان، أن الانتهاكات والجرائم المرتكبة ضد الأطفال في السودان منذ اندلاع الحرب، في أبريل 2023، تُعد وصمة عار على جبين الإنسانية، وتُنذر بتدمير جيل كامل، مشيراً إلى أن الانتهاكات تشمل التجنيد القسري، والقتل العمد، وترك الأطفال يواجهون المجاعة، وغيرها من الاعتداءات التي تُمارس ضد الأطفال من دون رادع.
وذكر عثمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن القوات المسلحة السودانية والميليشيات المتحالفة معها، يجندون الأطفال قسراً ويحولونهم إلى وقود لحرب عبثية، في انتهاك صريح لكل القوانين الدولية.
وأفاد بأن تقارير عدة صادرة عن «اليونيسف» وثقت مقتل وإصابة آلاف الأطفال، بينما كشفت مشاهد مصورة عن جرائم مروعة، مثل حرق أطفال أحياء في ولاية الجزيرة، وتحديداً في ود مدني، خلال العام الماضي، من قبل قوات متحالفة مع القوات المسلحة السودانية، كانت قد استهدفت قرية «كمبو» المكتظة بالسكان.
من جانبه، قال مصعب يوسف، المحلل السياسي، إن المجاعة تهدد 14 مليون طفل سوداني، ما يفاقم حجم الكارثة الإنسانية، حيث يُترك الأطفال يتضورون جوعاً، وسط الحصار وغياب المواد الغذائية، بينما تتسبب ظروف النزوح في تعريضهم لمزيد من المخاطر، بما في ذلك العنف والمرض والإهمال.
وأضاف يوسف لـ«الاتحاد» أن الانتهاكات التي يتعرض لها أطفال السودان ترقى إلى مستوى «جرائم الحرب».

مقالات مشابهة

  • أطفال السودان.. البراءة بين الجوع والمرض والعنف والنزوح
  • مقتل عشرات المدنيين في مجزرة للدعم السريع بغرب كردفان
  • الحكومة السودانية: الدعم السريع أحرقت 270 قرية في شمال دارفور
  • 37 شهيدا بغزة وسوء التغذية يبطش بأطفالها
  • مجمع ناصر: أطفال غزة يمرون في أشد مرحلة من سوء التغذية
  • قوة التعليم المبكر تساعد الأطفال على النجاح في مرحلة البلوغ
  • وداعًا للجوع السريع.. 7 وجبات مشبعة تدوم لساعات وتشجعك على الأكل الصحي
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 47 مدنيا في قصف للدعم السريع استهدف الفاشر‎
  • أكثر من 30 قتيلا جراء قصف قوات الدعم السريع مدينة الفاشر في دارفور  
  • الأمم المتحدة: تعهدات بإتاحة وصول إنساني كامل إلى الفاشر ومخيم زمزم وسط تفاقم الأزمة