«الدعم السريع» تؤكد الانتصار في الفاو ومصدر عسكري يقر بخسائر كردفان
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
قوات الدعم السريع قالت إنها تصدت لهجوم من قوات الجيش على مناطق سيطرتها في محور الفاو وكبدته خسائر كبيرة.
الخرطوم: التغيير
أعلنت قوات الدعم السريع، تحقيق انتصار كبير على قوات الجيش السوداني في محور الفاو، بعد يوم من انتصاراتها في كردفان، فيما أقر مصدر عسكري بتكبد الجيش خسائر في معارك كردفان.
ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في ولاية الجزيرة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ ديسمبر الماضي، ويجري الجيش مناورات عديدة لاستعادتها.
وقال الناطق باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي، إنه قواتهم حققت نصراً على “فلول البرهان والكتائب الإرهابية وحركات الارتزاق المسلح”، في محور الفاو بولاية القضارف إثر تصديها “لهجوم غاشم من المليشيات” التي تحاول عاجزة التقدم إلى مناطق سيطرتهم.
وأكد مقتل وجرح العشرات فيما لاذ المئات بالفرار وتمت مطاردتهم حتى كبري الخياري على تخوم مدينة القضارف.
وأضاف قرشي أن “العدو لم يتعظ من هزائم الأمس في كردفان”، وأكد أنهم تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري، ولاذ قادته بالفرار مخلفين وراءهم مئات القتلى والأسرى والجرحى “من المغيبين المستخدمين في معركة النظام البائد الخاسرة”.
وقال إنهم مصممون على اقتلاع النظام الفاسد من جذوره بالقوات المسلحة وجميع مؤسسات الدولة، لفتح الطريق أمام دولة ديمقراطية مدنية جديدة يتساوى فيها ابناء الوطن الواحد دون تمييز- حسب قوله.
وكانت قوات الدعم السريع أكدت، الأربعاء، سحق متحركات للجيش بمحوري «جبل كردفان- تندلتي- أم روابة» بولاية شمال كردفان؛ فضلاً عن هزيمة حركة العدل والمساواة قرب منطقة “فقيشة” بولاية الجزيرة واستلام عتاد حربي كبير.
فيديو لجنود الجيش بالجزيرة صمت الجيشوفيما لم يصدر عن الجيش أي تصريح رسمي واستعصم ناطقه الرسمي بالصمت، أقر مصدر عسكري لـ(التغيير)، بصحة الأنباء التي راجت عن وقوع الجيش في كمين بمنطقة جبل كردفان بطريق الأبيض- كوستي.
لكن المصدر قال إن القتلى في صفوف الجيش ليسوا بالمئات كما روج الدعم السريع بل بضع عشرات- حسب تعبيره، وأشار إلى أن بقية القوة وصلت بسلام إلى النقطة الآمنة.
ولفت إلى أن المعارك يحدث فيها كل شئ، وأكد أن الجيش حقق تقدماً ملحوظاً في شمال كردفان ويسير بخطى حثيثة في تنفيذ خططه بنجاح- حسب قوله.
لكن بالرغم من ذلك فإن هناك مؤشرات تؤكد أن عدد الضحايا كبير، فقد تم تداول أحاديث عن أن متحرك جبل كردفان كان يضم أكثر من ألف جندي، وكذلك المتحرك المتجه من القضارف إلى شرق الجزيرة وسقط في كمين كان يضم أعداد كبيرة من الجنود، إضافة إلى تداول تسريب لشخص يبدو أنه من الجيش يتحدث عن خيانة “العميد جودات” وعن ضرورة تصفية عناصر الجيش المنتمية للقبائل المتمردة، فضلاً عن انتقادات وأحاديث مساندين للجيش عن خسائر كبيرة خلال المعارك الأخيرة.
وفي السياق، بثت منصات محسوبة على الجيش مقطع فيديو لجنود أكدوا أنهم يتقدمون ويحققون الانتصارات “على العدو” في محور ولاية الجزيرة.
الوسومالجزيرة الجيش الخرطوم الدعم السريع العقيد جودات الفاو القضارف كردفانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجزيرة الجيش الخرطوم الدعم السريع الفاو القضارف كردفان قوات الدعم السریع فی محور
إقرأ أيضاً:
الإمارات دربت الدعم السريع بذريعة القتال في اليمن.. هذه تفاصيل زيارة حميدتي
كشف مصدران يمنيان مطلعان أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية، محمد حمدان دقلو، زار اليمن بالتنسيق مع دولة الإمارات أثناء مشاركة قوات الجيش السوداني ضمن عمليات التحالف العربي الذي قادتها السعودية ضد الحوثيين منذ 2015.
وقال المصدران أحدهما عسكري لـ"عربي21" إن "حميدتي" وصل إلى منطقة الساحل الغربي اليمني القريب من مضيق باب المندب حيث ممر الملاحة الدولية عام 2017، في ذروة العمليات القتالية التي كانت تدور رحاها بين القوات اليمنية المدعومة من الإمارات والسعودية ومسلحي جماعة الحوثيين إلى الغرب من محافظة تعز، وفي المناطق الجنوبية من محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.
وأشار المصدر العسكري إلى أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية الذي يقود تمردا على مجلس السيادة الانتقالي المعترف به دوليا في السودان، التقى باللواء، هيثم قاسم طاهر، وزير الدفاع اليمني الأسبق، أحد القيادات العسكرية الانفصالية المدعومة من أبوظبي والذي كان يقود لواءين في الساحل الغربي. في حين كانت "الدعم السريع" تشارك في العمليات القتالية ضد الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح وقتئذ، ضمن القوات التي تشرف عليها أبوظبي شريك الرياض في التحالف العسكري الذي بدء عملياته في مارس/ آذار 2015.
وتابع المصدر ذاته والذي كان حاضرا خلال زيارة "حميدتي" أن قائد قوات "الدعم السريع" مكث في الساحل الغربي اليمني أيام، قبل أن يغادر على متن طائرة خاصة إلى دولة الإمارات".
وحسب المصدرين فإن أبوظبي أنشأت معسكرات حشد وتجنيد السودانيين ضمن قوات "الدعم السريع" في الأراضي الإماراتية وفي جزيرة عصب الإرتيرية، حيث كانت تقوم بذلك تحت لافتة القوات السودانية المشاركة ضمن الائتلاف العسكري الذي تقوده الرياض لدعم السلطة الشرعية اليمنية وإنهاء انقلاب جماعة الحوثيين.
وأكدا أن "حميدتي" ضمن قيادات عسكرية سودانية أجروا زيارات إلى اليمن، بعد أن استقدمتهم دولة الإمارات تحت غطاء " إيفاد القوات إلى اليمن وفي إطار نظام الرئيس السابق، عمر البشير"، فيما كانت عمليات التحشيد والتجنيد للسودانيين ضمن قوات الدعم السريع لغايات أخرى، اتضحت مؤخرا في السودان.
وأوضح المصدران أن الضباط الإماراتيين ومخابرات الدولة الخليجية كانت تنشط بكثافة بين السودانيين الذين يتم استقدامهم إلى الساحل الغربي وكانت تقوم بتشكيلهم في وحدات عسكرية وتقوم بتعيين قيادات لتلك الوحدات ضمنت ولاءها.
كما أن الإماراتيين حولوا اليمن إلى منطقة تأطير لقوات "الدعم السريع" بقيادة حميدتي لتنفيذ أجنداتها في السودان، ونظمت خطوط التواصل وضباط الارتباط بينهما، والأدوار والمهام المنوطة بكل قيادي عسكري قبل أن يعودوا إلى معسكرات التجنيد الداخلية التي أنشأتها في البلد العربي الأفريقي، مستغلة علاقتها الجيدة مع عمر البشير قبل أعوام من الإطاحة به عام 2019.
وأفاد أحد المصدرين المطلعين أن حكومة أبوظبي كانت تقوم بحشد وطلب القوات المسماة بـ"الدعم السريع" وتقوم بتدريبها وتحمل تكاليف إعدادها وتسلحيها، ومن بوابة "اليمن" كانت تعد لمعركة السودان الحالية، مؤكدا أن الدولة الخليجية دخلت إلى الواقع السوداني عبر اليمن إذا قامت باستقدام قوات "الدعم السريع" كوحدات تابعة للجيش السوداني وبالتنسيق مع النظام الرسمي في الخرطوم قبل أن تعود هذه القوات كجيش موازي يقود حربا على الدولة السودانية".
فيما قال مصدر عسكري ثالث لـ"عربي21" إن مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن كانت فاعلة بالنظر إلى الغزارة العددية التي ضمت "الألاف من السودانيين" والخبرة القتالية والحوافز الأخرى المادية والعقدية ووفرة أسلحة المشاة وتنوعها. فيما ذكر أحد المصدرين أن حجم التنسيق والعمل كان أكبر من المشاركة في حرب اليمن بل الإعداد لمعركة السودان الجارية منذ عامين تقريبا.
وتابع المصدر العسكري الثالث أن مشاركة السودان في عمليات التحالف القتالية بقيادة السعودية تمثلت في صنفين من القوات الأول بقوات ما تسمى "الدعم السريع" التي يقودها حميدتي ولعبت دور قتالي في الساحل الغربي.
أما الصنف الآخر، فكان عبارة عن "بعثات تدريبية من الجيش السوداني لتعزيز التدريب في صفوف القوات الموالية للحكومة الشرعية، حيث لعبت دورا كبيرا في تدريب قوات "العمالقة" (ألوية سلفية مدعومة من الإمارات والسعودية) وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله قبل تشكيله أوساط 2017.
ولفت المصدر إلى أن هذه البعثات تابعة لوزارة الدفاع السودانية ولازال جزءا من هذه البعثات موجودة وبالتنسيق بين الحكومة اليمنية والسودانية، مؤكدا أن هناك قوات سودانية من الجيش النظامي موجودة أيضا، في الحدود الجنوبية من المملكة مع اليمن وتشرف عليها الرياض، ومن أبرزها وحدات مدفعية.