الحريات المكبوتة.. ذراع إيران تُعمّق المعاناة شمالاً
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
في ظل استمرار النزاع في اليمن، يعيش سكان المناطق الشمالية تحت سيطرة مليشيا الحوثي تفاقمًا مستمرًا للمعاناة الإنسانية، فضلاً عن استمرار تعرض الصحفيين ووسائل الإعلام لقمع شديد، وتتمثل أبرز وسائل القمع في الاعتقالات التعسفية والاختطافات والاغتيالات والتهديدات والأحكام المجحفة.
وارتفعت وتيرة الانتهاكات التي تمارسها المليشيا الحوثية في مناطق سيطرتها بحق الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، ونفذت ذراع إيران محاولة اغتيال لأمين عام نقابة الصحفيين محمد شبيطة، في صنعاء، أصيب بطلقتين ناريتين في الساق وطلقة ثالثة في البطن، نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي الرعاية.
ووثق تقرير حقوقي صادر عن مرصد الحريات الإعلامية، مطلع العام الجاري، نحو 54 حالة انتهاك ضد الحريات الإعلامية في اليمن خلال عام 2023. وبحسب التقرير، تنوعت تلك الانتهاكات بين الاعتقال، والاختفاء القسري، واستجواب ومحاكمة عدد من الصحفيين، واقتحام ونهب مؤسسات إعلامية.
ورصد التقرير 5 حالات اعتقال تعسفي، و6 حالات احتجاز، و8 حالات اعتداء، و10 حالات استجواب ومحاكمة صحفيين، و8 حالات تهديد، و6 حالات تحريض، و5 حالات حرمان من الحقوق، وحالتي منع صحفيين من التصوير، و3 حالات انتهاك مورست ضد مؤسسات إعلامية. وأشار إلى أن معظم الانتهاكات تركزت في صنعاء.
بالإضافة إلى قمع الصوت الإعلامي، فإن مليشيا الحوثي تتجاهل حق الفن وتروج لمفهوم مغاير يتناسب مع أجندتها السياسية. تم منع الأغاني واستبدالها بالزوامل التي تحمل رسائل محددة تناسب المليشيا، وتفرض غرامات مالية على المخالفين لهذه السياسة الفنية المفروضة. تقوم المليشيا أيضًا بمسح كل لوحات الفن في المناطق التي تسيطر عليها، وتلاحق الفنانين وتعتقلهم بدعوى تعاطيهم مع الفن المحظور.
أواخر شهر أبريل المنصرم ألزم الحوثيون مالكي صالات الأعراس في محافظة عمران بفتح الاهازيج والزوامل التعبوية الحوثية بدلا من الأغاني والاناشيد اليمنية، والتي يهدفون من وراء توظيفها لاستقطاب الأطفال والمراهقين وإشعال حماسهم بهدف الزج بهم في حربهم ضد اليمنيين.
بالإضافة إلى تقييد الحرية الفنية والصحفية، تقوم مليشيا الحوثي بإهانة نصف المجتمع اليمني "النساء" بتلفيق تهم الشرف لهن بهدف تشويه سمعتهن وترويج صورة سلبية عنهن. على سبيل المثال، شهدت قضية "انتصار الحمادي" تلفيق تهمة الشرف للناشطة النسوية، مما أدى إلى اعتقالها ومحاكمتها بطرق غير عادلة. بالإضافة إلى ذلك، يتعرض الناشطون والإعلاميون للاعتقال التعسفي والمضايقات المستمرة.
وتمنع مليشيا الحوثي النساء من حقهن في التواجد في الأماكن العامة، مثل الكافيهات والأسواق، حيث تقوم بمضايقتهن ومنعهن من الظهور والتنقل بحرية. هذا التعسف في تقييد حرية النساء يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان ويعمق المعاناة التي يعيشها السكان في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي.
الوضع في المناطق الشمالية تحت سيطرة مليشيا الحوثي بتفاقم الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان يستدعي تدخلًا عاجلاً من المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی
إقرأ أيضاً:
تصعيد عسكري في الساحل الغربي وتعز.. مليشيا الحوثي تشيّع ثالث دفعة من قياداتها الصريعة بأقل من أسبوع "اسماء"
أعلنت مليشيا الحوثي (المصنّفة على قائمة الإرهاب) تشييع سبعة من قياداتها الميدانية تنتحل رتباً عسكرية متفاوتة في العاصمة المختطفة صنعاء، تزامناً مع احتدام المواجهات في جبهات الساحل الغربي وتعز.
تعد هذه الدفعة هي الثالثة في أقل من اسبوع، بعد تشييع جثث دفعتين من القيادت الحوثية يومي الخميس والثلاثاء الماضيين.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في نسختها الحوثية، يوم أمس السبت 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أن قيادات حوثية رفيعة شيعت جثامين 7 قيادات ميدانية ينتحلون رتباً عسكرية متفاوتة قالت إنهم قتلوا في معركة “النفس الطويل”.
واعتادت المليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً على التكتم عن مكان وزمان مصرع قياداتها ومقاتليها، خشية احداث إرباك بين أوساط صفوفها في جبهات القتال التي تصعّد فيها عسكرياً بشكل مستمر.
وذكرت المليشيا أن القيادات القتلى هم: "ملازم أول/ عبدالله محمد البريهي، ملازم ثاني/ محمد مطهر المعمري، ملازم ثاني/ أنور مجاهد العليي، ملازم ثاني/ محمد ابراهيم عامر، ملازم ثاني/ هاشم عبدالمطلب عفاش، المساعد/ صفوان أحمد العوراني والمساعد/ عبدالله هادي الفقيه".
ويوم الخميس والثلاثاء 21 و19 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، شيّعت في العاصمة المختطفة صنعاء جثمان القياديين الصريعين: "الملازم أول/ عدي صالح جحا والمساعد/ مأرب غانم المكروب" وكذلك "العميد/ عبده علي المروله، الرائد/ يحيى يحيى ناشر التوبة والملازم أول/ مراد أحمد الطاهري".
بهذه الإحصائية تكون شيّعت منذ مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري إلى 23 “ضابطا”، في ارتفاع ملحوظ لعدد القيادات الصريعة مقارنة بشهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي الذي شيّعت خلاله 31 ضابطاً. في حين شيّعت خلال الفترة من 1 مايو/ أيار وحتى 31 أكتوبر/تشرين الأول 2024 نحو 212 ضابطاً.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد جبهات القتال وتحديداً في تعز والساحل الغربي تصعيداً عسكرياً للحوثيين منذ أشهر، وخروقات متلاحقة وسط مواجهات من حين إلى آخر منذ انتهاء الهدنة المُعلنة في 2 أكتوبر/تشرين الثاني 2022، وسط ترجيحات بمصرع اغلب قيادات المليشيا في هذه الجبهات التي تتجدد فيها المواجهات بشكل مستمر، آخرها الساعات الماضية.
ووفقاً لمراقبين، تفتعل المليشيا هذه التصعيد هروباً من فشلها تجاه مسؤوليتها كسلطة أمر واقع وتوفير الخدمات للمواطنين في مناطق سيطرتها ودفع الرواتب لأكثر من سبع سنوات، بمزاعم حربها ضد أمريكا وإسرائيل ومواليها انتصارا للشعب الفلسطين. بعد أن كانت تعلّق هذا الفشل على شماعة ما تسميه (العدوان) حتى في فترة الهدنة المُعلنة مطلع عام 2022 وحالة اللا حرب المشهودة من ذلك الحين حتى اللحظة.