حملة حوثية سرية تستهدف المراهقين والاطفال دون معرفة ذويهم.. ماذا تريد المليشيات من الاطفال ؟
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
بينما أخضعت الجماعة الحوثية منذ أسابيع مئات الأطفال والمراهقين لتلقي دروس تعبوية وتدريبات قتالية في أكثر من 626 مركزاً صيفياً مغلقاً ومفتوحاً في محافظة إب اليمنية، شكا السكان من تنامي ظاهرة خطف المراهقين وتوسعها، في أكثر من قرية ومدينة، وسط اتهامات مباشرة لقادة الجماعة بالوقوف وراء حوادث الخطف بدافع الابتزاز والاستغلال والتجنيد.
وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أقرّ في آخر خطبة له، بتجنيد 296 ألف عنصر وتدريبهم منذ بدء الأحداث في غزة، وشدّد على الاستمرار في أعمال التعبئة والحشد، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين والاستعداد للمواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأفاد مصدر أمني مناهض للجماعة الحوثية في إب لـ صحيفة«الشرق الأوسط»، بتصاعد مقلق لظاهرة اختطاف المراهقين في المحافظة، كاشفاً عن أن مدينة إب (مركز المحافظة) ومديريات العدين وحبيش ويريم وغيرها سجلت أخيراً أكثر من 7 حوادث اختطاف أغلب ضحاياها من المراهقين.
واتهم المصدر، الذي طلب إخفاء معلوماته؛ حفاظاً على حياته، قادة الجماعة الحوثية بالوقوف وراء حوادث الخطف السابقة والحالية التي تشهدها إب وبقية مديرياتها (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بالتزامن مع ما تعانيه المحافظة من فوضى وانفلات أمني غير مسبوقين، مضافاً إليها معاناة معيشية بائسة يكابدها السكان.
وتمثّل آخر تلك الحوادث وليس أخيرها، بحسب المصدر، في تعرّض مراهق يدعى موسى الزهيري للخطف من مديرية العدين أثناء دخوله من قريته «بني زهير» إلى مركز المديرية لشراء بعض الاحتياجات، حيث لم يُكشف عن مصيره حتى اللحظة.
وذكر مقربون من أسرة المراهق بأنهم أبلغوا أجهزة أمن الجماعة في المديرية عن فقدانهم ابنهم، وأن الجماعة لم تحرك ساكناً حيال ذلك البلاغ.
ونقلت المصادر عن شهود في مديرية العدين أن مشرفين حوثيين حشدوا قبل أيام مجموعة من الأطفال والمراهقين في المديرية دون معرفة ذويهم، ثم اتجهوا بهم على متن حافلات صوب مركز المحافظة لإلحاقهم بالمخيمات الصيفية، وإشراكهم بمظاهرة طلابية تعتزم الجماعة تنفيذها.
ورجحت المصادر أن يكون المراهق موسى الزهيري ضمن آخرين استقطبتهم الجماعة وأجبرتهم على الالتحاق بصفوفها.
وسبق اختفاء الزهيري تسجيل وقائع خطف أخرى تعرّض لها مراهقون وشبان في مديريات عدة في إب، منها تعرّض شقيقين، الأول عصام والآخر أدهم، للخطف على أيدي مجهولين في مديرية يريم شمال شرق إب، حيث يواصل أقاربهما حتى اللحظة عملية البحث عنهما بمناطق عدة؛ أملاً في العثور عليهما، في ظل اتهامات للجماعة الحوثية بالمسؤولية عن اختفائهما.
وعلى خلفية تكرار دعوات الجماعة الحوثية بتحشيد الطلاب إلى معسكراتها الصيفية والتي قوبلت بمزيد من الرفض المجتمعي، اتهمت مصادر في إب قادة ومشرفين في الجماعة بالوقوف وراء جرائم اختطاف المراهقين والأطفال بدافع التجنيد والانتقام من ذويهم لرفضهم إلحاقهم بالمعسكرات الصيفية.
ويؤكد سليم، وهو ناشط مجتمعي في مدينة إب، أن جرائم الخطف بمختلف أشكالها تشهد ارتفاعاً ملحوظاً كل عام أثناء تدشين الحوثيين لمراكزهم الصيفية.
ويقول إن الجماعة الانقلابية قامت مراراً باستقطاب وتحشيد الأطفال والشبان وخطف آخرين من قرى ومناطق متفرقة عدة في إب لتعزيز مخيماتها الصيفية بهم. داعياً الحقوقيين والمنظمات الدولية المعنية بالطفولة وحقوق الإنسان إلى التدخل لمعرفة مصير المختطفين وأماكن وجودهم.
تسرب من التعليم
في بيان حديث، كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عن أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة، بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح في البلاد. وأكدت المنظمة أن شركاء التعليم يعيدون تأهيل الفصول الدراسية وبنائها، ويقدّمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس. معتبرة أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.
ومنذ انقلاب الحوثيين في أواخر 2014، خلّفت الهجمات التي تعرّض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في اليمن وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.
وبحسب «يونيسيف» كان للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء اليمن وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً أثر بالغ على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة.
ودمّرت الحرب - طبقاً للبيان- أكثر من 2.916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل 4 مدارس) أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
«الأونروا» تعلن بدء المرحلة الثالثة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة
في خطوة هامة لتعزيز جهود مكافحة مرض شلل الأطفال في قطاع غزة،
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، بدء المرحلة الثالثة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، وتأتي في وقت حساس بعد أن أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في يوليو 2024 أن القطاع أصبح منطقة وباء.
تفاصيل حملة التطعيم وأهدافهاوأوضح فيليب لازاريني، مفوض الأونروا، في منشور على منصة «إكس»، أن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال ستنطلق بمشاركة 1700 من موظفي الأونروا، من خلال المراكز الصحية التابعة للوكالة ونقاط التطعيم المتنقلة.
كما تستهدف الحملة 600 ألف طفل تحت سن العاشرة في جميع أنحاء قطاع غزة، وذلك بعد اكتشاف الفيروس في مياه الصرف الصحي.
#Gaza : another large scale vaccination campaign against #polio started today.
Like in previous rounds + together with our partners, we aim to reach nearly 600,000 children under the age of 10 across the Gaza Strip.
Over 1,700 UNRWA team members will take part in this campaign… pic.twitter.com/LuMuWr2JLI
وتسعى حملة «الأونروا» إلى تقليل مخاطر الإصابة بالفيروس في القطاع وتعزيز المناعة لدى الأطفال في المنطقة.
وسيستفيد الأطفال في كافة المناطق من هذه الحملة، والتي يعانن من تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، وتدهور الأوضاع الصحية في غزة، بجانب تكدس القمامة ونقص المياه الصالحة للاستخدام الذي أسهم في تفشي شلل الأطفال، مما استدعى تدخلاً عاجلاً من قبل المنظمات الصحية الدولية.
كما أكدت منظمة الصحة العالمية أن تطعيمات سابقة تمت في سبتمبر وأكتوبر 2024 قد شملت أكثر من 95% من الأطفال المستهدفين، رغم التحديات الناتجة عن العدوان الإسرائيلي، وفقًا لوكالة «رويترز».
ورغم النجاح في تغطية معظم المناطق، تظل بعض المناطق غير قابلة للوصول بسبب استمرار الصراع، مما منع حوالي 7000 طفل من تلقي اللقاحات في الجولة الثانية من التطعيم.
كما أن الاكتظاظ في الملاجئ وتدمير البنية التحتية، قد زادت من احتمالات انتشار الفيروس، لكن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في يناير 2025 قد وفر فرصاً أكبر لوصول العاملين في القطاع الصحي إلى الفئات المستهدفة.