الاقتصاد نيوز - متابعة

قالت لوري لوجان، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، الجمعة، إنه لم يتضح بعد ما إذا كان قد تم تشديد السياسة النقدية بالقدر الكافي لخفض التضخم إلى نسبة اثنين بالمئة التي يستهدفها البنك المركزي الأميركي، وإن من السابق لأوانه خفض الفائدة.

وذكرت لوجان أمام المؤتمر السنوي لرابطة المصرفيين في لويزيانا أنه لا تزال هناك أسباب وجيهة لعودة التضخم إلى اثنين بالمئة في السنوات المقبلة.

وأضافت: "هناك أيضا مخاطر كبيرة من ارتفاع التضخم تدور في ذهني، وأعتقد أن هناك أيضا شكوكا حول مدى تشديد السياسة النقدية وما إذا كان قد تم تشديدها بالقدر الكافي لإبقائنا على هذا المسار".

وثبت البنك المركزي الأميركي الأسبوع الماضي الفائدة عند نطاق يتراوح من 5.25 إلى 5.50 بالمئة في ظل إشارة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى عدم إحراز تقدم بشأن التضخم حتى الآن هذا العام مما يعني أن أسعار الفائدة ستظل على الأرجح كما هي لفترة أطول مما كان متوقعا من قبل.

وقالت لوجان اليوم الجمعة: "حين أفكر في السياسة المناسبة، أعتقد أنه من السابق لأوانه التفكير في خفض أسعار الفائدة".

وأضافت "أعتقد أنني بحاجة إلى حل بعض الشكوك بشأن المسار الذي نسير فيه، ويتعين علينا الاستمرار في التحلي بالمرونة الشديدة فيما يتعلق بالسياسة، ومواصلة مراجعة البيانات الواردة، ومراقبة كيفية تطور الأوضاع المالية، والتأكد من أن القرارات التي نتخذها مناسبة".

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار

إقرأ أيضاً:

يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل

في يوم المرأة العالمي، نحتفي بها، لكن بأي امرأة؟
تلك التي رسمها الخيال الجماعي في صورة انتصارٍ رمزي؟ أم المرأة التي ما زالت تقف عند حافة التاريخ، تنظر إلى حريتها كضوء بعيد لا يكتمل؟

التاريخ ليس مجرد خط صاعد نحو التقدم، بل شبكة معقدة من الصراعات. والمرأة، رغم كل ما تحقق، لم تخرج تمامًا من ظل الأنظمة التي صاغت وجودها.
قد تكون تحررت من بعض السلاسل، لكنها ما زالت محاطة بجدران غير مرئية، جدران صنعتها السياسة، والدين، والاقتصاد، وحتى اللغة نفسها.
هكذا نجد أن أسماء مثل فاطمة أحمد إبراهيم، التي ناضلت من أجل حقوق المرأة في السودان، لم تواجه فقط السلطة السياسية، بل واجهت بنية اجتماعية متجذرة صممت كي تعيد إنتاج القهر بأشكال جديدة.

لكن السؤال الأهم: هل التحرر أن تُمنح حقوقًا ضمن قواعد لعبة لم تصممها؟ أم أن التحرر الحقيقي هو إعادة تشكيل القواعد ذاتها؟
في مجتمعات تتقن إعادة إنتاج القهر بوجوه ناعمة، يصبح السؤال أكثر تعقيدًا: هل حصلت المرأة على حريتها، أم أنها فقط صارت أكثر وعيًا بما سُلِب منها؟

وإذا كان التحرر مسارًا متجدّدًا، فإن كل انتصار تحقق كان مصحوبًا بقيود جديدة، أكثر خفاءً، وأكثر فاعلية.
المرأة نالت حق التعليم، لكن ضمن أطر تحدد لها ماذا يعني أن تكون “مثقفة” وفق تصورات السلطة، كما حدث مع ملكة الدار محمد، كأول روائية سودانية ولكن بقي صوتها محصورًا داخل سياقات لم تعترف بإبداعها كما يجب.
المرأة نالت حق العمل، لكن في سوق مصمم لإدامة أشكال غير مرئية من الاستغلال، كما شهدنا مع النساء في الثورة السودانية اللواتي وقفن في الصفوف الأمامية، ثم وجدن أنفسهن مستبعدات من مراكز القرار.
نالت المرأة الحقوق السياسية، لكنها ظلت داخل أنظمة لم تتغير جذريًا، كما حدث مع الكثير من الناشطات اللواتي تم تهميشهن بعد الثورات، رغم أنهن كنّ المحرك الأساسي لها.

في ظل هذه التناقضات، يبقى السؤال: هل تحررت المرأة حين دخلت فضاء العمل والسياسة، أم أن الفضاء نفسه أعاد تشكيلها لتناسب إيقاعه، دون أن يسمح لها بتغييره من الداخل؟
لا يزال العالم يحتفي بالمرأة بناءً على الأدوار التي تؤديها للآخرين: أم، زوجة، ابنة، وحتى في أكثر الخطابات تحررًا، تُقدَّم كـ”مُلهمة” و”صانعة تغيير”، لكن نادرًا ما تُمنح حق الوجود كذات مستقلة.

وربما السؤال الحقيقي ليس “كيف تحررت المرأة؟” بل “ممن تحررت؟” وهل التحرر من سلطة الرجل يكفي، بينما ما زالت خاضعة لسلطة السوق، والسلطة الرمزية، وسلطة الخطابات التي تحدد لها حتى كيف ينبغي أن تتمرد؟

عند هذه النقطة، لم يعد السؤال عن الحقوق وحدها كافيًا، بل أصبح من الضروري إعادة النظر في مفهوم العدالة ذاته. هل يكفي أن تكون هناك مساواة قانونية إذا كان النسيج الاجتماعي نفسه منحازًا؟ هل يمكن للمرأة أن تتحدث بصوتها، أم أنها ما زالت تتحدث داخل الأطر التي صُممت سلفًا؟ إن الاحتفاء بيوم المرأة يجب ألا يكون طقسًا رمزيًا، بل لحظة للتأمل في بنية العالم نفسه. هل هو عالم يمكن للمرأة أن تعيد تشكيله، أم أنه عالم يلتهم كل محاولة لإعادة تعريفه؟

في النهاية، الحرية ليست وجهة تصلها المرأة، بل معركة مستمرة، ليس ضد الآخر فقط، بل ضد الأوهام التي صيغت لتجعلها تعتقد أنها وصلت.
ربما السؤال الأكثر إلحاحًا ليس متى ستحصل المرأة على حقوقها الكاملة، بل: هل هذه الحقوق هي كل ما تحتاجه؟ أم أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما لا تكون المرأة مضطرة لأن تثبت أنها تستحقها أصلًا؟

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • إنخفاض التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية
  • بعد موافقة النقد على 1.2 مليار دولار| التضخم في مصر يتراجع إلى أكثر من النصف
  • التضخم يكسر حدته.. مصرفية تتوقع إيقاف شهادات الادخار وتخفيض البنك المركزي سعر الفائدة بنسبة 8%
  • هل يوقف البنك المركزي شهادات الـ27%؟.. القصة الكاملة
  • التضخم في مصر يفقد الكثير وسط ترقب من المركزي المصري
  • التضخم يتراجع في مصر إلى 12.5% في فبراير
  • تراجع التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية في فبراير
  • المركزي: انخفاض معدل التضخم في سوريا إلى 46.7 بالمئة خلال عام
  • يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
  • الاحتياطي الفدرالي الأميركي: التعريفات الجمركية قد تغذي التضخم