بقلم : د. سمير عبيد ..

حملات قذرة !
تصاعدت خلال الأشهر الأخيرة حملات قذرة “منظمة ومُنسقة” عبر مواقع التواصل الإجتماعي وجيوش الذباب الإلكتروني ضد قادة المنظومة القضائية في العراق. وضد رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي الدكتور فائق زيدان، وضد القضاة العراقيين الذي مثلوا خط الصد خلال ال 21 عاماً للحافظ على العراق والمجتمع،ونتيجة ذلك اعطت الاسرة القضائية عدد كبير من الشهداء والجرحى بفعل الحرب الطائفية وموجات الأرهاب المتعاقبة .

فلقد تمادت تلك الحملات القذرة اخيرا و بطرق تصاعدية مقرفة ومعيبة ومخجلة. والهدف واضح وهو ارباك منظومة ومؤسسات القضاء العراقي.ومحاولة تسقيط رموزه أمام المجتمع، والرأي العام ،وامام الاسرة القضائية نفسها.وصولا لتشويه صورة القضاء العراقي ورموزه في المنطقة والاقليم والعالم !
لنفتش عن المستفيد !
١-لقد نشط القضاء العراقي أخيرا في فتح ملفات الفساد ومتابعتها مع الدول التي هُرّبت اليها الاموال العراقية المسروقة. ونجح القضاء العراقي من إقناع بعض الدول على توقيع اتفاقيات تسليم اسرار هروب تلك الاموال والأسماء التي وراءها من جهة . ومن جهة اخرى اتفق القضاء العراقي مع الإنتربول الدولي لتسهيل مذكرات القاء القبض وبمساعدة تلك الدول . والاهم نجح القضاء العراقي من تطمين الدول والحكومات ومنها دول كبرى واقليمية ودول مجاورة للعراق ان العراق جاد بمحاربة الفساد ومتابعة اموال العراق المسروقة ومعرفة مصيرها وطرق استخدامها … وطبعا تلك السياسة القضائية هيّجت أعشاش الفاسدين وادواتهم وجيوشهم الإلكترونية فأعطوا التعليمات الشروع بالحرب القذرة والتسقيط ضد رموز القضاء وقيادة القضاء في العراق بهدف افشال تلك السياسة وضع العراقيل بطريقها !
٢-في السفر السياسي العالمي هناك حالات وصلت اليها دول في العالم وكالحالة العراقية اخيرا حيث (استفحال الفساد والفاسدين، واستفحال اللادولة ضد الدولة ،واستفحال الدولة العميقة اللي عصبها المال المنهوب من ثروات وخزائن العراق، وانتشار المخدرات والجريمة المنظمة وضعف القانون واستفحال العصابات الخارجة عن القانون) حينها قرر المجتمع الدولي دعم القضاء في تلك الدول ليكون هو الطرف المتصدي لإنقاذ الدولة سين والمجتمع سين ومثلما حصل في مصر عندما تحالف ( القضاء والجيش ) فأنقذ مصر من الفوضى والتقسيم وولادة اللادولة والخراب. وهناك دول كثيرة أنقذها القضاء من أحوالها المتردية ومن سطوة منظومات الفساد والمخدرات والجريمة وجعلها على السكة الصحيحة .
٣-وان القضاء العراقي وبدعم المجتمع الدولي خطى خطوات بهذا الاتجاه وبدعم المجتمع الدولي خصوصا عندما يأس الشعب العراقي من المرجعيات السياسية والدينية من جهة ، وانعدام مشروع معارض ومنقذ في العراق من جهة اخرى . فأصبح القضاء العراقي هو الملاذ المتبقي للعراق والعراقيين . ومن هنا بدأت حرب التسقيط ضد القضاء ورموزه ووراءها ادوات الطبقة السياسية الفاسدة التي ترفض الإصلاح وترفض محاربة الفساد وترفض تعزيز المؤسسات وترفض تعزيز دور القانون في العراق .
٤-هناك لصوص كبار وفاسدين كبار ضربوا ضرباتهم المليارية وهربوها للخارج وشغلوها في غسيل الاموال منذ سنوات طويلة واصلها من تهريب المشتقات النفطية ،ومن سرقة خزائن الوزارات والمؤسسات وخزينة الدولة بشكل عام وجنوا من وراءها ارباحا خيالية . هؤلاء دب فيهم الرعب والخوف عندما سمعوا عن خطوات القضاء العراقي نحو الحكومات والدول لتفعيل مذكرات القاء القبض ومتابعة الاموال المنهوبة بأثر رجعي . فسارعوا إلى تأسيس قنوات تلفزيونية ومواقع إلكترونية وجيوش إلكترونية لمهاجمة القضاء ورئيس مجلس القضاء والقضاة بهدف تسقيطهم اجتماعياً ونفسيا وتشويه سمعتهم امام العالم بمحاولة لافشال استراتيجية استرداد الاموال ومتابعة الفاسدين واللصوص المقيمين في الخارج !
٥- القضاء العراقي وبتوجيهات من رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي الدكتور فائق زيدان وفّرَ مساحة لا بأس بها إلى حرية الصحافة والإعلام في العراق . بحيث وفّرَ القضاء مظلة حماية للصحفيين والإعلاميين ليقوموا بعملهم الذي ضمنه الدستور والقانون .. وهذا بحد ذاته اغاض الكتل السياسية والأحزاب التي تتاجر بالديموقراطية كذباً وزوراً من القضاء. لانها تحارب حرية الصحافة والاعلام. وتعشق سياسة الترهيب والتكميم ضد الصحفيين والإعلاميين لانهم الوحيدين الذين حوّلهم الدستور والقانون بكشف ملفات الفساد وكشف تقاعس الحكومات وفروعها ورجالها … الخ !
الغريب في الموضوع !
ان الحكومة العراقية، وأجهزتها الامنية والمختصة ،وكذلك هيئة الاعلام والاتصالات، ووزارة الاتصالات، والاعلام الحكومي كلها تتفرج على المخطط القذر الذي نتحدث عنه ضد القضاء وضد القضاة وضد رئيس مجلس القضاء .وليس هناك تفسير غير ان هذه الجهات هي الأخرى ليس من مصلحتها أن يكون القضاء نشطا في فتح ملفات الفساد، وفي ملاحقة الاموال المهربة للخارج ومعرفة مصيرها والعمل على استردادها.فصار واضحا ان هناك نية مبيته لتغيير رموز القضاء العراقي.
وهنا فالكرة في ملعب الاعلام الحر ،وفي ملعب الشعب، وفي ملعب المجتمع الدولي، وفي ملعب السيد مقتدى الصدر كزعيم أوحد للمعارضة في العراق . فيجب الوقوف مع القضاء للدفاع عنه وعن رموزه ودعمه للمضي في سياساته لاسترداد الاموال العراقية المهولة !
سمير عبيد
١٠ أيار ٢٠٢٤

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات القضاء العراقی المجتمع الدولی مجلس القضاء فی العراق فی ملعب من جهة

إقرأ أيضاً:

واشنطن تعيد بيع “الكهرباء والغاز العراقي” لبغداد

 

 

الجديد برس|

 

عاودت أمريكا، الاثنين، استيلائها على سوق الطاقة العراقي.. يأتي ذلك بعد فرض واشنطن حصار عليه بمنع بغداد من استيراد الطاقة من الدول المجاورة.

 

ووقعت الحكومة العراقية عقد طويل الأمد مع شركة جنرال اليكترك يتضمن تزويد العراق بالغاز والكهرباء.

 

ويتضمن العقد الجديد تزويد العراق بنحو 24 الف ميغاوات من الطاقة.

 

والشركة الامريكية المعروفة بـ”جي أي فيرونا” تم تأسيسها في العراق قبل عامين وتستحوذ على انتاج الكهرباء والغاز أصلا، وتستحوذ على قطاعات نفطية في البلد الذي ينتج ما يقارب من نحو 3 مليار مترمكعب من الغاز يوميا وفق تصريحات سابقة لرئيس حكومته.

 

وجاء الاستحواذ الأمريكي على قطاعي الغاز والكهرباء في ظل ظروف صعبة تمر بها العراق منذ قرار ترامب الغاء ترخيص كان العراق بموجبه يحصل على الكهرباء من ايران وبقيمة تصل على نحو 10 مليارات دولارات.

 

ويعكس العقد الأمريكي الذي تسعى من خلاله أمريكا تحقيق عوائد بمليارات الدولارات شهريا  حجم العبث الأمريكي بهذا البلد الذي يعد احد اهم دول النفط في الخليج  و.. كما يكشف الاستراتيجية الامريكية الجديد للسيطرة على ثروات الشعوب في المنطقة عبر تصدير العنف والحروب إلى المشهد.

 

مقالات مشابهة

  • الأردن يحيل المتهمين بـ«استهداف الأمن الوطني» إلى القضاء
  • الطباطبائي: عدم استهداف إيران عسكريا استقراراً للمنطقة
  • رئيس الوزراء العراقي: ماضون في تأسيس مقومات الدولة القوية
  • تقرير أممي يكشف ملابسات دعاوى التعذيب ضد لجنة أبورغيف في حقبة الكاظمي
  • رسالة شفهية من بري إلى الرئيس العراقي... ونائب ينقلها
  • الاتحاد العراقي يستغل ثغرة قانونية وينهي عقد كاساس
  • القضاء التركي يرفض الإفراج عن إمام أوغلو بعد طعن تقدم به محامون
  • واشنطن تعيد بيع “الكهرباء والغاز العراقي” لبغداد
  • العراق يعتمد 26 حزيران يوما للجريح العراقي
  • شهادة حول قصور المجتمع الدولي في السودان