بغداد واربيل تعاون يمهد لنهاية الإرهاب
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
بقلم: هادي جلو مرعي ..
أعلنت الحكومة العراقية وقوات التحالف هزيمة التنظيم الإرهابي داعش، وتكرر ذلك الإعلان لمرات عدة، واطلقت بغداد وأربيل والناتو بيانات تكررت في مناسبات عدة أهمية ذلك الإنتصار، لكن لم يتأكد حتى اللحظة نهاية كاملة للعنف، أو لأسبابه التي كانت عاملا مساعدا في توفير بيئات حاضنة للجماعات المتطرفة التي أسست لوضع غير مستقر، وأثرت في الإقتصاد والسياسة وبنية المجتمع، وكانت الولايات المتحدة أشارت الى طبيعة تلك التهديدات وخطورتها، وأمكانية أن تعود الجماعات الإرهابية الى ممارسة دورها الصادم في إشاعة الشر، وترهيب المجتمعات في العالم بأسره، ومنذ العام 2014 تشكل ماسمي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي سيطر على مدن عدة في سوريا وشمال وغرب العراق، وإستدعى ذلك تعاونا أمنيا، وتنسيقا عاليا بين دول عدة في العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط، وإنطلاق العمليات الأمنية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت الحرب، ولكنها لم تجرؤ على إعلان نهائي عن هزيمة التنطيم في العراق والشام، وربما كان التحذير من عودة التنطيم الى زعزعة الإستقرار في العراق أكثر من غيره، وتجلى ذلك في نقاشات مستمرة بين واشنطن وبغداد حول الوجود الأمريكي، ومطالب رحيل القوات الأمريكية من المنطقة، وخاصة العراق.
أعلنت بغداد وأربيل عن تشكيل قوة أمنية مشتركة للقيام بعمليات عسكرية في مناطق الفراغ الأمني وخاصة بعض المناطق المتنازع عليها، وفي التضاريس الجغرافية المعقدة بالقرب من الموصل وديالى وكركوك ومناطق أخرى متصلة بإقليم كردستان، وتضم تلك القوة عناصر من القوات الإتحادية والبشمركة، وفي تتبع تاريخي بدت النوايا الإيجابية واضحة حيث نستدرك مطالب عدة تقدمت بها أربيل لتشكيل تلك القوة وقد عزز ذلك نوع التفاهم العالي بين الحكومة الإتحادية وحكومة إقليم كردستان فقد عانت أربيل من تهديدات تكررت كانت تستهدف أمن وإستقرار الإقليم، ويمثل التعاون بين الجانبين رغبة مشتركة في مواجهة العنف، ومحاربة التطرف الذي يعيق النمو والعمل والإنتاج والإستثمار مع تزايد رغبة دول عدة نحو العراق ومدن كردستان في مجالات البناء والعمران والطاقة والسياحة، وخلال الأشهر الماضية من عمر حكومة السوداني بدا جليا نوع العلاقة الإيجابية التي دفعت الى مزيد من التفاهمات العميقة بين السيدين السوداني والبرزاني والموقف الكردي من عمل الحكومة الأتحادية والذي مكنها في المضي بالعديد من المشاريع الكبرى والخدمية والإنفتاح على الخارج وتحقيق مكاسب كبرى في ملف العلاقات الإقليمية والدولية وكذلك الموقف من إنتخاب رئيس جديد من إنتخاب رئيس جديد للبرلمان الإتحادي كما إن الموقف الكوردي من ذلك كله تجلى في التفاهمات التي طبعت زيارة رئيس الإقليم الى العاصمة الإيرانية طهران والتي تكللت بترسيخ التعاون في مجال الامن والتجارة والتنسيق السياسي وضمان الأمن المشترك على الحدود.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
انتفاضة كردستان.. ماذا ربح الكرد وماذا خسروا بعد ثلاثة عقود من الحكم الذاتي؟- عاجل
بغداد اليوم - كردستان
في الذكرى السنوية لانتفاضة كردستان ضد نظام صدام حسين، والتي استطاعوا بعدها من الحصول على الحكم الذاتي، وشكوا إقليم كردستان، الذي ضم فيما بعد 3 محافظات، هي أربيل، ودهوك، والسليمانية.
ويأتي السؤال الأبرز عن ماذا ربح الكرد وماذا خسروا؟، وذلك بعد ثلاثة عقود ونيف من الاستقلال شبه الذاتي فمازالوا يعانون من تصدعات وانشقاقات داخل البيت الكردي، وايضاً أزمات مالية واقتصادية منذ عقد من الزمن وتراجع الاقتصاد والاستثمار وانعدام فرص العمل واستمرار الهجرة، وانقسامهم على دول إقليمية وغربية مثل ايران وتركيا وأمريكا.
أزمات خانقة
ويعيش إقليم كردستان منذ سنوات أزمة مالية خانقة، أثرت على جميع مفاصل الحياة، الاقتصادية، والاجتماعية، اضطر بسببها الآلاف من الشباب إلى أتباع طريق الهجرة إلى أوربا، بالرغم من مخاطرها الكبيرة.
فيما يعيش الكرد سلسلة أزمات متوالية، وعلاقات متوترة مع العاصمة بغداد، فضلاً عن تراجع كبير في مستوى الخدمات المقدمة للمواطن، وارتفاع في معدلات الضرائب، ونسب الفقر، والبطالة.
وهنا يؤكد النائب الكردي السابق غالب محمد أن، الشعب الكردي الذي قارع النظام الدكتاتوري، كان يأمل أن يشكل نموذجا للحرية، وبناء المؤسسات.
ولفت في حديثه لـ "بغداد اليوم" أنه "بعد 34 عاماً، فإن أحزاب السلطة الكردية فشلت في إدارة السلطة، وأعادت كردستان سنوات إلى الوراء، بسبب الفساد، والسرقات، وقمع الحريات، والاعتقالات التعسفية، وهم لا يختلفون في أفعالهم عما كان يفعله نظام صدام حسين، مع قمر للحريات، وسرقات، وجرائم كبيرة".
من يتحمل الفشل
من جهة أخرى اعترف القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث سورجي بالفشل بإدارة إقليم كردستان، لكنه حمل هذا الفشل للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.
وبين في حديثه لـ "بغداد اليوم" إلى أنه "منذ عام 1992 وإدارة إقليم كردستان بيد الحزب الديمقراطي، إلا في عامين تولى برهم صالح وهو قيادي في الاتحاد الوطني، رئاسة الوزراء في كردستان، وحقق نجاحات كبيرة".
وأشار إلى أن "الملفات الحساسة، مثل النفط، والاقتصاد، والسياسة الخارجية بيد الحزب الديمقراطي، ولهذا فهو من يتحمل الفشل الذي وصل له الوضع، وخاصة في السنوات الأخيرة، التي تلت الحرب على داعش، حيث بات المواطن، وخاصة من الجيل الجديد، يقارن بين الوضع في الإقليم، والوضع في الدول الأخرى".
وأكد أنه "على الرغم من حالة الفشل والخلافات، والأزمات، لكن يبقى الوضع الحالي أفضل بألف مرة من حكم نظام البعث، والجرائم الت ارتكبها ضد الكرد، وباقي المكونات".
وتابع أن "وجود عدد من القيادات البعثية وعوائلهم في الإقليم، يعود لسياسة الحزب الديمقراطي، الذي احتضن هؤلاء، بالرغم من الجرائم التي ارتكبها البعث ضد الكرد، وسكان أربيل، وعائلة البارزاني نفسهم".
ويصادف اليوم الخامس من آذار ذكرى الانتفاضة التي بدأت من قضاء رانيا بمحافة السليمانية، ضد نظام صدام حسين.
وأكد زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، أن انتفاضة آذار عام 1991 أثبتت حقيقةَ أن مصير الاحتلال والطغيان إلى زوال مهما بلغت قوتهما، وأن الغلبة ستكون لإرادة وعزيمة شعب كردستان.
يشار الى ان اقليم كوردستان قاد انتفاضة في العام 1991 ضد نظام صدام حسين مما اضطر الكثير من السكان إلى الفرار والنزوح من البلاد ليصبحوا لاجئين في المناطق الحدودية مع إيران وتركيا.
وفي العام 1991 أنشئت في الإقليم منطقة حظر الطيران بعد حرب الخليج الثانية، مما شكل ملاذًا آمنًا سهل عودة اللاجئين الكرد، بعد تشكيل الحكم الذاتي.
لماذا يحتضن الإقليم القيادات البعثية
في سياق آخر فإن عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني وفا محمد كريم يرى بأنه إذا كانت هنالك حالات سلبية، فهذا لا يعني حجم الانتصار والمكاسب التي حققها الكرد بعد الانتفاضة.
وذكر في حديثه لـ "بغداد اليوم" أن "الكرد ظلمتهم الجغرافية وطبيعة المنطقة، وكلما حاولنا تأسيس كيان مستقل يتمتع بالتطور، نتعرض لحرب من دول الجوار، ومن السلطة الموجودة في بغداد، سواءً في عهد صدام حسين، أو ما بعد عام 2003".
وأردف أنه "على الرغم من المشاكل التي عاشها إقليم كردستان، فضلاً جغرافية المنطقة التي ظلمته، لكنه استطاع من التطور، من النواحي الاقتصادية، والأمنية، وتصدى لتنظيم داعش، وحقق تطوراً عمرانياً كبيراً".
وفيما يخص السؤال حول وجود قيادات بعثية تعيش في كردستان أشار إلى أن "الحزب الديقراطي عمل بمبدأ عفا الله عما سلف، ولا يمكن العقاب الجماعي لملايين العراقيين الذين انتموا للبعث، ونحن نفرق بين من ارتكب جريمة، وتلطخت أيديه بالدماء، وبين من انتمى للبعث لمجرد الانتماء، ولهذا فإن الآلاف يعيشون بأمن وسلام، وخوفاً على حياتهم من المخاطر، وخشية الاغتيال".
حلم الدولة العصرية
الكاتب والصحفي سامان نوح يؤكد أنه، في الذكرى 34 للانتفاضة الكردية، هناك خيبات ومرارات يشعر بها المواطن الكردي، فالكثير من الأحلام والتطلعات الكردية تبددت.
وقال في حديثه لـ "بغداد اليوم" إنه "قبل 10 او 12 سنة كان القادة الكرد يتحدثون عن ترسيخ أسس بناء الدولة الكردية الموعودة، كان الإقليم محور الحراك السياسي في العراق، يوجه القرارات ويحدد مسار الحكومات، ويصنع الملوك، كان الاقليم على طريق ازدهار لافت، حركة البناء والاعمار والتحديث تجدها في كل مكان، كانت البطالة في أدنى درجاتها، وفرص العمل في الاقليم تستقطب مئات الآلاف من خارج كردستان، اليوم الصورة مغايرة، الاقليم الكردي في أضعف حالاته، يعاني من أزمات سياسية، ادارية، اقتصادية، وحتى ثقافية اجتماعية، لايوجد برلمان فهو معطل منذ نحو عامين، بمعنى تعطل الدور التشريعي والرقابي، ولا توجد حكومة موحدة على الأرض".
وأضاف أن "جزءاً كبيراً من منجزات ومكتسبات انتفاضة 1991، بعد التضحيات الكردية الكبيرة طوال عقود والتي تجسدت بعشرات آلاف الضحايا، باتت مهددة اليوم نتيجة الخلافات بين الحزبين الكرديين الحاكمين (الديمقراطي والاتحادي) والمبنية على مصالح حزبية وشخصية، وليس على رؤى فكرية وسياسية او ايديلوجية. غياب المؤسسات وتداخل السلطات وضعف المجتمع المدني وغياب المساءلة مع تغول المصالح الحزبية والفئوية التي جاءت في الغالب على حساب المصلحة القومية، باتت تؤثر على كل مجالات الحياة في كردستان، حتى كدنا لا نجد احتفاء كرديا شعبيا بالانتفاضة".
هذا الواقع، الذي يؤثرعلى قوة الاقليم داخليا، كما على حضوره ودوره في بغداد، هو محل قلق كبير، ويتطلب مراجعات عميقة، ونقاشات داخلية يفترض ان تنتهي بمعالجات حقيقية، لكننا لا نجد فعليا شيئا من ذلك، وهو ما يجعل المواطن الكردي يشعر باحباط وألم وخوف من ما يحمله المستقبل، على الرغم من الفرص التي تخلقها اليوم تغير المعادلات الاقليمية، والتي يمكن اذا ما تم استغلالها كرديا بعد انهاء الخلافات الداخلية وتوحيد المواقف، ان تشكل انطلاقة جديدة للاقليم الكردي بما يرسخ فيدراليته المقرة دستوريا واستقلاله السياسي وحتى الاقتصادي.
إلى ذلك يقول عضو حزب العدل الإسلامي لقمان عبد الله إنه، للأسف فقد فشلت أحزاب السلطة الحاكمة من تأسيس نواة حقيقية لكيان نموذجي.
مؤكداً في حديثه لـ "بغداد اليوم" أنه "على الرغم من الفرص التي حصلوا عليها، لكنهم فشلوا في تحقيق حلم الشعب الكردي، ببناء مؤسسات الدولة، ومازالت عوائل السلطة هي التي تتنعم بالخيرات، وتتقاسم الثروات، وتمارس القمع والاضطهاد والسرقات، فيما يعيش الشعب الكردي حالة الفقر والأزمات المتعددة".