خطبتا الجمعة بالحرمين: إذا صنعتَ جميلاً فاستره وإن صُنِع لك جميل فانشره
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، وأوصى في افتتاحيتها بتقوى الله، والعلم أن أعقل الناس من ترك الدنيا قبل أن تتركه، واستعد للقاء ربه قبل أن يقابله، وأصلح قبره قبل أن يسكنه.
وقال فضيلته: الإنسان مدني بطبعه، لا يعيش منعزلاً، بل يعيش متفاعلاً إيجابيًا، يصادق هذا، ويصاحب هذا، ويقضي حاجة هذا، ويصنع معروفًا لهذا، ويسدي نصحًا لهذا، ويفعل ما يستوجب الشكر لهذا.
وقدم فضيلته قبسًا من هذه السيرة النبوية الشريفة المباركة؛ إذ تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة رضي الله عنها، فيحسن عليها الثناء، فذكرها يومًا من الأيام فأدركتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزًا، فقد أبدلك الله خيرًا منها. فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب، ثم قال: “لا والله ما أخلف الله خيرًا منها، وقد آمنت بي وكفر بي الناس، وصدقتني وكذبني الناس، وواستني من مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الأولاد إذ حرمني أولاد النساء”. قالت عائشة: فقلت بيني وبين نفسي: لا أذكرها بسوء أبدًا. رواه أحمد في مسنده، والطبراني في الكبير، وحسن الهيثمي إسناده في المجمع.
وأردف يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح شاة يقول: أرسلوا إلى أصدقاء خديجة. وجاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عند عائشة -رضي الله عنها- فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنت؟ فقالت: أنا جثامة المزنية، فقال: بل أنت حسانة المزنية، كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف أنتم بعدها؟ فقالت بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فلما خرجت قلت يا رسول الله: تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال، قال: “إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان”. أخرجه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد على شرط الشيخين.
وبين معاليه أن من حسن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، وحفظه للجميل، ما ذَكَر من فضل أبي بكر رضي الله عنه إذ يقول عليه الصلاة والسلام: “ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدًا يكافئه الله بها يوم القيامة. وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مالُ أبي بكر، ولو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، إلا أن صاحبكم خليل الله”. أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. كما حفظ النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار رضوان الله عليهم جميلهم حين نصروه وآووه، وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل دعوته ونصره، وآخوا إخوانهم المهاجرين، وواسوهم بأموالهم، وآثروهم على أنفسهم، فقال عليه الصلاة والسلام “لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديًا أو شعبًا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار”. وقال: “أوصيكم بالأنصار فإنهم كِرْشِي وعيبي (أي موضع سري وأمانتي)، قد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم”.
وواصل إمام وخطيب المسجد الحرام يقول: كما حفظ عليه الصلاة والسلام جميل الصحابة كلِّهم رضوان الله عليهم فقال: “لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه”. بل لقد حفظ عليه الصلاة والسلام جميل المشركين، فهذا المطعم بن عدي سعى في نقض الصحيفة التي علقتها قريش في الكعبة لمقاطعة بني هاشم وبني المطلب لأنهم نصروا النبي صلى الله عليه وسلم، كما أنه – أي المطعم بن عدي – أجار النبَّي صلى الله عليه وسلم حين منصرفه من الطائف، فتسلح المطعم هو وأهله وبنوه، وخرجوا حتى أتوا المسجد، ثم بعث إلى رسول الله صلى عليه وسلم أن ادخل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطاف بالبيت وصلى، ثم انصرف إلى منزله. وبين الشيخ ابن حميد أن من أجل هذا كله قال النبي صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر: “لو كان المطعم بن عدي حيًا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له”. وفي رواية: “لو كان المطعم حيًا فكلمني في هؤلاء النتنى لأطلقتهم له”. أي أُسارى بدر. أخرجه أحمد والبخاري.
وأكد الشيخ ابن حميد أن حفظ المعروف والاعتراف بالجميل يكون لكل الناس، يكون للوالدين، وللزوجين، وللمعلمين، وللناس أجمعين. أما الوالدان فهما اللذان يسهران لينام أولادهما، ويجوعان ليشبع أولادهما، ويمتنعان عن الأكل ليطعم أولادهما، وهما في كل ذلك مغتبطان مسروران.. والاعتراف بجميلهما يكون ببرهما، والإحسان إليهما، وتوقيرهما، والأدبِ معهما، والبعدِ عن كل ما يكدرهما.
وتناول فضيلته الحياة بين الزوجين بالقول فهي حياة سكنٍ وطمأنينة، وعيشٍ كريم، وقد يقع ما ينغص العيش، ويكدر المعيشة، ويزعزع الاستقرار، وحينئذ يأتي الاعتراف بالجميل، وحفظ الفضل والمعروف ليعيد السكينة، وينشر الطمأنينة، ويحفظ السعادة.. فالزوج هو الذي يكد ويكدح ليوفر العيش الكريم، والزوجة هي التي تحفظ الزوج في غيبته، وتربي الأولاد، وتحفظ المال، وتوفر الهدوء والاستقرار في البيت. فإذا ما أدرك الزوجان جميل كل واحد، ومقام صاحبه، ظللتهما السعادة، وغشيتهما السكينة.
وأضاف: أما المعلم فهو الذي يبذل الجهد في التعليم، والمتابعة، والتربية، وسروره حين يرى التفوق في طلابه، والنجابة في تلاميذه، وحفظ جميله بالاعتراف بفضله، واحترامه، وتوقيره، والدعاء له، والحذر من إيذائه، والإساءة إليه.
وأكد الشيخ صالح بن حميد أن رد الجميل ينبغي أن يكون بأدب وكرامة، من غير منة ولا إهانة. والكريم أسيرُ صاحبِ الجميل. وإذا صنعت جميلا فاستره، وإن صُنِع لك جميل فانشره. ومن الحكم: انحتوا المعروف على الصخر، واكتبوا الآلام على الرمل، فإن رياح المعروف تذهبها.
ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام إلى صناعة المعروف لأهله، ولغير أهله، فإن كان من أهله فبها ونعمت، وإن لم يكن من أهله فأنتم أهله. وإذا صنعتم المعروف فلا تنتظروا الجميل، بل اصنعوا المعروف لأنه خلق لكم، والنبيل لا ينتظر الاعتراف بالجميل، ولا أن يُقَابَلَ إحسانه بإحسان مثله، ولا يريد جزاء ولا شكورًا. والتربية على الفضائل تحمي بإذن الله من الرذائل.
وختم الشيخ الدكتور ابن حميد خطبته بالقول: ألا فاتقوا الله رحمكم الله، واعلموا أن مما يشق على النفوس أن يقابل الجميل بالنكران، ويقابلَ المعروف بالأذى. والتنكرُ للمعروف يدل على لؤم الطبع. عافانا الله وإياكم من كل خلق ذميم.
* وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالبارئ الثبيتي المسلمين بتقوى الله تعالى، قال جل من قائل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اتَّقُوا اللَّه حَقَّ تُقَاتِه وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
وبين فضيلته أن التاريخ خلد للأنصار مواقفهم في صدر الإسلام، وأن الله تعالى سماهم الأنصار، قال تعالى {وَالسَّابِقُونَ الْأولونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِي اللَّه عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن الأنصار أحبوا رسول الله وعزروه وناصروه بثبات في كل مراحل الرسالة. ومن صور محبة الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم حفاوتهم بمقدمه بخروجهم حين دخل المدينة بالتهليل فرحًا وابتهاجًا.
وتابع: مما يحفظه التاريخ للأنصار حبهم لمن هاجر إليهم مفعمًا بمعاني الوفاء والعطاء والإيثار. وقد قدِم المهاجرون المدينة لا مال لهم ولا مأوى، فواساهم الأنصار بالمال والمأوى. وإن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين الأنصار والهاجرين في أخوة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، قال تعالى {وَٱلَّذِينَ تَبَوَّأوا ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَة مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأولٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ}.
وأوضح فضيلته أن هذه الأخوة أسست لنهضة أمة وحضارتها، ونشرت السلم والسلام والعدل.. مشيرًا إلى أن أخوة الدين تصنع العجائب؛ إذ أكد القرآن عليها، وأشادت بها السنة.
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن الأنصار حظوا بوسام الشرف حين آووا ونصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم دليل الإيمان، فمن أحبهم كان مؤمنًا، قال صلى الله عليه وسلم “آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بُغْضُ الأنصار”.
وختم فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار وأبنائهم وأبناء أبنائهم، ففي الحديث “اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار، ولنساء الأنصار”.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية رسول الله صلى الله علیه وسلم إمام وخطیب المسجد النبوی النبی صلى الله علیه وسلم علیه الصلاة والسلام ی صلى الله علیه وسلم رضی الله بن حمید
إقرأ أيضاً:
أذكار بعد العشاء يوم الجمعة.. 13 دعاء أوصى به النبي ردده الآن
لعل أذكار بعد صلاة العشاء يوم الجمعة ، من أفضل العبادات التي لا ينبغي إهمالها ، كما أنها من الأدعية المستجابة والتي لها فضل عظيم، لأنه دعاء بعد صلاة العشاء، وهي إحدى الصلوات المكتوبة، كما أن أحد الوصايا النبوية الشريفة تدعونا لتحري أوقات استجابة الدعاء، واغتنامها، والدعاء فيها بكل ما نرجو مع الأخذ بالأسباب، فالدعاء في ذاته عبادة يحبها الله سبحانه وتعالى، فضلًا عن أنه السبيل الوحيد لقضاء الحوائج وتحقيق الأمنيات والفوز بأعظم ثواب في الدنيا والآخرة، لذا فإن أذكار بعد صلاة العشاء يوم الجمعة تعد طوق نجاة وبوابة واسعة لتحقق الأمنيات حيث قد يوافق ساعة استجابة.
حكم النوم من غير ذكر الله.. 13 سببا تجعلك لا تفوت هذه السنةماذا يحدث عند تشغيل سورة البقرة أثناء النوم؟.. انتبه لـ5 حقائقأذكار بعد صلاة العشاء يوم الجمعة1- الاستغفار ثلاثًا؛ فالمسلم لا يخلو من تقصيره في الصلاة.
2- ثمّ يردّد الدّعاء: «اللهُمّ أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام»، حيث جاء في صحيح مسلم عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذا انصرف من صلاتِه، استغفر ثلاثًا، وقال: اللهمَّ أنت السلامُ ومنك السلامُ، تباركت يا ذا الجلالِ والإكرامِ».
3- قول دُعاء: «لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ»، فعن المغيرة بن شعبة أنّه قال: «إنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كان إذا فرغ من الصلاةِ وسلَّمَ، قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كل شيءٍ قديرٌ، اللهمَّ لا مانعَ لما أعطيتَ ولا مُعطيَ لما منعتَ، ولا ينفعُ ذا الجدِّ منك الجَدُّ».
4- الدُّعاء بقول: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسَن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كرِه الكافرون»، فقد جاء في صحيح مسلم عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه: «لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، لا حول ولا قوةَ إلا بالله، لا إله إلا اللهُ، ولا نعبد إلا إياه، له النعمةُ وله الفضلُ، وله الثناءُ الحسنُ، لا إله إلا اللهُ مُخلصين له الدينَ ولو كره الكافرون».
5- التسبيح ثلاثًا وثلاثين مّرًة.
6- والتحميد ثلاثًا وثلاثين مرّةً.
7- التكبير ثلاثًا وثلاثين مرّةً، جاء عن الرسول -صلّى الله عليه وسلم- أنّه قال: «أفلا أُعلِّمكم شيئًا تُدركون به مَن سبقَكم وتَسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا من صنع مثلَ ما صنعتُم؟ قالوا: بَلى يا رَسولَ الله، قال: تُسبِّحونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتُحَمِّدونَ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين مرّةً».
8- قول دعاء: «اللهم إنّي أعوذ بك من الجُبن، وأعوذ بك أن أُرَدَّ إلى أرذل العُمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر»، فقد جاء في صحيح البخاري: «كان سَعْدٌ يَأمُرُ بخَمسٍ، ويَذْكُرُهُنَّ عَنِ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنّه كان يأمُرُ بهِنَّ: اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ مِنَ البُخلِ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الجُبنِ، وأعوذُ بِكَ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمُرِ، وأعوذُ بِكَ مِن فِتنَةِ الدُّنْيا -يَعني فِتنَةَ الدَّجَّالِ- وأعوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبرِ».
9- قراءة المعوِّذتين، وهما سورتا الفلق والناس، حيث قال عقبة بن عامر: «أمرني رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلّم- أنْ أقرأ بالمعوِّذتينِ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ».
10- ترديد دُعاء: «اللهُمّ أعنّي على ذِكرك، وشُكرك، وحُسن عبادتك»، فعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: «أخذَ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- بيدي يومًا، فقالَ: يا معاذُ إنِّي واللَّهِ لأحبُّك. فقالَ معاذٌ: بأبي أنتَ وأمِّي يا رسولَ اللَّهِ، وأنا واللَّهِ أحبُّكَ. فقالَ: أوصيكَ يا معاذُ لا تدَعَنَّ دُبرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ أن تقولَ: اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكرِكَ، وشُكرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ».
11- قول المسلم: «اللهُمّ اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلَّها، اللهم أنعشني واجبُرني واهدِني لصالح الأعمال والأخلاق، فإنّه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيِّئها إلا أنت»، فقد رُوي عن أبي أمامة الباهلي: «اللهُمّ اغفِر لي ذنوبي و خطايايَ كلَّها، اللهم أَنعِشْني واجبُرْني، واهدِني لصالحِ الأعمالِ والأخلاقِ؛ فإنّه لا يهدي لصالحها ولا يصرفُ سيِّئَها إلا أنت».
12- ذِكر دعاء: «اللهم إنّي أعوذ بك من الكُفر، والفقر، وعذاب القبر»، حيث رُوِي عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كان يقولُ: اللهمَّ إنّي أعوذُ بك من الكفرِ، والفقرِ، وعذابِ القبرِ».
13- الصّلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلم، والتوجّه بالدعاء إلى الله تعالى، جاء في السُّنة النبويّة: «سمِع -صلَّى اللهُ عليه وسلم- رجلًا يدعو في صلاتهِ لَم يُمجِّدِ اللهَ تعالَى، ولم يصلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم، فقال: عجِلَ هذا، ثمَّ دعاهُ فقال له أو لغيرِه: إذا صلَّى أحدُكم فليبدأْ، بتحميدِ ربِّه جلَّ وعزَّ، والثناءِ عليه، ثمَّ يصلِّي، وفي روايةٍ: ليصلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم، ثمَّ يدعو بعدُ بما شاء، وسمِع رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- رجلًا يصلِّي، فمجَّد اللهَ وحمِدَه، وصلَّى على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: ادعُ تُجَبْ، وسَلْ تُعطَ».
دعاء بعد صلاة العشاء لقضاء الحوائج• «يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات اقضي حاجتي، وفرج كربتي، وارزقني من حيث لا أحتسب».
• «اللهم سخر لي رزقي، واعصمني من الحرص والتعب في طلبه، ومن شغل الهم، ومن الذل للخلق، اللهم يسر لي رزقًا حلالًا، وعجل لي به يا نعم المجيب» .
• «اللهم يا باسط اليدين بالعطايا، سبحان من قسم الأرزاق ولم ينس أحدًا، اجعل يدى عُليا بالإعطاء ولا تجعل يدى سفلى بالاستعطاء إنك على كل شيء قدير» .
• « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " بفضلها يا رب لا تكلني إلى أحد ولا تحوجني إلى أحد، وأغنني يا رب عن كل أحد، يا من إليه المستند، وعليه المعتمد، عاليا على العلا فوق العلا فرد صمد، منزه في ملكه ليس له شريك ولا ولد ورزقه ميسر يجرى على طول المدد ، يا سيدى خذ بيدي من الضلال إلى الرشد ، ونجنى من كل ضيق ونكد يا إله الفضل بحق "اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * َلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد».
•يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، يا ودود ، يا ودود، يا ودود ياذا العرش المجيد، يا فعال لما يريد، اللهم إني اسألك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يُضام، ونورك الذي ملأ أرجاء عرشك أن تقضي حاجتي، وهي (اسم حاجتك).
• لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين، اللهم إني أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلّ إِثْمٍ، لا تَدَعْ لِي ذَنْبًا إِلا غَفَرْتَهُ وَلا هَمًّا إِلا فَرَّجْتَهُ وَلا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
• اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة واهل بيته الذين اخترتهم على علمٍ على العالمين اللهم لين لي صعوبتها وحزونتها واكفني شرها فانك الكافي المعافي والغالب القاهر اللهم صل على محمد وال محمد.
• لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
• اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ الْيُسْرَ بَعْدَ الْعُسْرِ ، وَ الْفَرَجَ بَعْدَ الْكَرْبِ ، وَ الرَّخاءَ بَعْدَ الشِّدَةِ . اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ ، لا إله إلّا أنتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَ أتُوبُ إلَيْكَ.
• «اللهمَّ إياكَ نعبُدُ ولكَ نُصلِّي ونَسجُدُ وإليكَ نَسْعَى ونَحْفِدُ نرجو رحمتَكَ ونخشى عذابَكَ إنَّ عذابَكَ بالكافرينَ مُلْحِقٌ اللهمَّ إنَّا نستعينُكَ ونستغفرُكَ ونُثْنِي عليكَ الخيرَ ولا نَكْفُرُكَ ونُؤمنُ بكَ ونخضعُ لكَ ونَخلعُ من يَكْفُرُكَ».
• «اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ العفوَ والعافيةَ في دِيني ودُنياي وأهلي ومالي اللَّهمَّ استُرْ عَوْراتي وآمِنْ رَوْعاتي اللَّهمَّ احفَظْني مِن بَيْنِ يدَيَّ ومِن خَلْفي وعن يميني وعن شِمالي ومِن فَوقي وأعوذُ بعظَمتِكَ أنْ أُغتالَ مِن تحتي».
فاتتك ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعةو ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي فسأل الله خيرا إلا أعطاه»، ورجاء إدراك فضيلة هذه الساعة أمر مرغوب فيه، وقد اجتهد الكثيرون في استنباط وقت هذه الساعة، على أقوال كثيرة، ولعل أصح هذه الاجتهادات قولان، الأول: أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة، ودليله :عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: قال لي عبد الله بن عمر أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة؟،قال: قلت: نعم؛ سمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة» أخرجه مسلم في صحيحه.
القول الثاني فيها: أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين، وهو قول عبد الله بن سلام، وأبي هريرة، والإمام أحمد، وخلق. ودليله: عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرا إلا أعطاه إياه وهي بعد العصر».
وروى سعيد بن منصور في سننه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا، فتذاكروا الساعة التي في يوم الجمعة، فتفرقوا ولم يختلفوا أنها اخر ساعة من يوم الجمعة، وبناء عليه فإنه لا مانع أن يجمع المسلم بين الوقتين فيستمع للخطبة الثانية ويؤمن على دعاء الإمام فيها راجيا أن تكون هذه الساعة وأن يجتهد في الدعاء من بعد صلاة العصر حتى الغروب فيجمع بين الخيرين معا، مع مراعاة آداب الدعاء وضوابطه.
الدعاء بعد العشاء يوم الجمعةلا شك أن الدعاء هو لب العبادة ، بل إنه قد يكون عبادة، أمر الله تعالى بها في قوله تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ»، كما قد أوصى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في كل وقت وعلى كل حال، كما أخبرنا بأن هناك أوقات استجابة ، وحث على تحريها، ومن هذه الأوقات بعد الصلوات المكتوبة ، وتأتي صلاة العشاء من بينها، ومن ثم فإن دعاء بعد صلاة العشاء مستجاب، لأنه من دعاء بعد الصلاة المكتوبة، فينبغي التعرف على صيغة دعاء بعد صلاة العشاء الواردة بالسُنة النبوية الشريفة.
صلاة العشاءورد فيها أنه عندما فُرِضت الصّلاة في السّماء السّابعة، جاءت فرضيّتها على أنّها خمسون صلاةً، ثمّ خفّف الله على عباده لتصبح خمسًا في العمل، وخمسين في الأجر، وقد وُزِّعت الصّلوات على أوقات النّهار والليل؛ لتشملها ابتداءً من الفجر، حتّى آخر أوقات اليوم؛ وقت صلاة العشاء، بعد غياب الشّفق الأحمر، ولأنّ صلاة العشاء من الفرائض الخمس؛ فإنّ أداءَها واجبٌ على كلّ مسلمٍ، وهي صلاةٌ رباعيّة تتكوّن من أربع ركعاتٍ.
فضل صلاة العشاء1- وهي من أحبّ الصّلوات.
2- صلاة العشاء أكثرها أجرًا.
3- وجاء في الحديث الصّحيح قول المُصطفى صلّى الله عليه وسلّم: (مَن صلَّى صلاةَ العشاءِ والصُّبحِ في جماعةٍ فَهوَ كقيامِ ليلةٍ، وقالَ عبدُ الرَّحمنِ: من صلَّى العشاءَ في جماعةٍ فَهوَ كقيامِ نِصفِ ليلةٍ، ومن صلَّى الصُّبحَ في جماعةٍ فَهوَ كَقيامِ ليلةٍ)، ويدلّ ذلك على أفضليّة صلاة العشاء ومكانتها؛ فأداؤُها جماعةً يقوم مقام قيام نصف الليل، ومعلومٌ أنّ قيام الليل له من الفضل والأجر ما له.
4- الدعاء بعدها مستجاب ، لأنها من الصلوات المكتوبة.
صلاة العشاء كم ركعةأجمع العلماء على أنّ صلاة العشاء أربع ركعاتٍ؛ فهي من الصّلوات الرُّباعيّة، مثل: الظُّهر، والعصر، وهي صلاةٌ ليليّةٌ؛ تُؤدّى في الليل، وصلاةٌ جهريّةٌ؛ يجهر بها المصلّي في أوّل ركعتين منها، ويُسِرُّ في الرّكعتين الأخيرتين؛ سواءً كان إمامًا أو مُنفرِدًا، ويفصل بين ركعاتها الأربع بتشهُّدٍ أوسط بعد أن يصلّي ركعتين؛ حيث يجلس بعد نهاية السّجود من الرّكعة الثانية، ثمّ يُتِمّ الصّلاة حتّى يصل إلى الرّكعة الرّابعة، ثمّ يجلس للتشهُّد الأخير، ثمّ يسلّم.
وقت صلاة العشاء الشرعيقد ورد أن الفقهاء قسموا وقت العشاء إلى خمسة أوقات، أولها مِن غروب الشَّفَق الأحمر (يعني بعد انتهاء وقت المغرب مباشرة)، وثانيها وقت الجواز ويبدأ من الأذان، وثالثها وقت الوجوب، وهو عند منتصف الليل، وفيه يجب على الإنسان أن يُصلي العشاء ما لم يكن لديه عذر، ورابعًا يمتد وقت العشاء إلى قبل الفجر.
جاء بخصوص تأخير صلاة العشاء بعد منتصف الليل يُعرض الإنسان للملامة الشرعية ،حيث إن من يؤخر العشاء عن الثانية عشرة بمنتصف الليل بدون عذر يكون كأنه يرتكب خلاف الأولى، ويكون فعله غير لائق ويقع عليه ملامة شرعية".