عربي21:
2024-07-01@17:27:03 GMT

جدلية النشوء والارتقاء في الأمم والأفراد

تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT

الله خلق الكون وفق قوانين ما زال العلماء يكتشفونها أو يضعون نظريات وتجارب فتفشل ليضعوا غيرها، فيثبت اكتشاف إحدى السنن أو الأقدار التي بنى وفقها الله هذا الخلق العظيم، فكانت المراحل (الأيام) الست التي اكتمل بها خلق السماوات والأرض وتزيين السماء الدنيا بما نرى من كواكب ونجوم. وهنا نوضح أن الأيام ليست الساعات الـ 24 التي نعتمدها زمن اليوم، فلم تك أرض ولا شمس ولا دوران كالذي عرفناه، فاليوم مرحلة قد تكون ألفا من السنين أو ملايين منها، ووضعت المقادير بما يتمكن الإنسان من إدارتها فإذا وافق سنن الكون ارتقى وإن لم يوافق السنن أخفق.



ولهذا معادلات وعوامل ولا يختص بها قوم أو تدين، وإنما فهم وتعامل مع الواقع (لا يغير الله ما بقوم). والقوم كلمة شاملة للبشرية ولا تخص فئة مسلمة أو غير مسلمة، فحينما راجعت أوروبا نفسها بدأت في الرقي المدني، وكذلك اليابان عندما سألت "ما الذي أخطأنا به لكي نكون مكروهين"، وبقينا نحن على حالنا لأننا لم نستطع أن نوجه تفكيرنا بشكل صائب ووقعنا فريسة إبراز التناقضات والمختلف عليه بدل إبراز الإيجابية والمتفق عليه. إن الأمم التي تُبرز ما تختلف عليه لا يمكن أن تكون إلا كثعبان يأكل نفسه ومصيره الموت حتما.

عوامل السعي في طلب النجاح:

1- منظومة الغايات والمخرجات.

2- التخطيط والموازنة في الظروف المتعددة الملائمة للبيئة.

3- كيفية إعادة تغذية المنظومة في النجاح والفشل.

إن كل عمل له تخطيط وكفاءة ومخرجات وإعادة تغذية هو منظومة، والإنسان نفسه مخلوق المنظومة فإن أحسن للآدمية قام بمهامه العقلية والمجتمعية وإن لم يُحسن أضحى كغيمة بيضاء عابرة قد تعيق بمرورها الشمس أحيانا
4- وتعد معايير التفكير مهمة جدا، وهي قواعد المنطق ومصدرها الملائم المتعدد الأمم والمختلف ظرفيا أحيانا.

هذه بعض العوامل التي تعتبر مهمة للفرد وللمجتمع وللأحزاب والكيانات، فهي عوامل تلخص مسار النجاح وتحتوي في داخلها على كثير من الفروع والمقاربات.

منظومة الغايات والمخرجات:

إن كل عمل له تخطيط وكفاءة ومخرجات وإعادة تغذية هو منظومة، والإنسان نفسه مخلوق المنظومة فإن أحسن للآدمية قام بمهامه العقلية والمجتمعية وإن لم يُحسن أضحى كغيمة بيضاء عابرة قد تعيق بمرورها الشمس أحيانا.

الإنسان، المجموعة، المجتمع، الحزب، الحكومة، المفكر، العامل بأي شيء مطلوب منه أن يحدد الغاية، والتي بها مراحل لكل غاية، وهذه المراحل أهداف إما أن تكون كنتيجة لخطوة أو أن بتراكمها تتحقق الغاية.. هنالك من يعرف الطريق لكنه بحاجة إلى عون ليجنّد طاقاته بشكل فاعل وعملي ليغير وضعه ووضع أمته عمليا. الفكرة والمعرفة وحدها لا تكفي، الأمنيات لا تكفي وقد تكون عائقا وسبب إحباط.

إعادة التغذية:

قد يحقق الإنسان نجاحا ما، لكن مجرد تجاوبه مع الناس أنه حقق نجاحا وأنه بلغ مركزا عاليا ولا يحاول تقديم الأفضل حتى لو كان مطربا أو فنانا أو كاتبا أو أيا مما يبرز الإنسان به نتيجة موهبة، عند توقف سعيه وتسبق نظرة الاكتفاء نظرة أنه يمكن أن يقدم أفضل فإنه سيستنزف رصيده ليعود مغمورا بعد أول إنجاز. وقد تنظر أمة إلى ماضيها وتتعلق بما تراه أنه موضع فخرها انتصار أو كارثة تاريخية، وتبقى تتفاعل معها في حاضر تجاوزها واهتم بالمدنية وارتقى فيها؛ لكنه بحاجة إلى فكر يستند إليه فلا يجده عند أناس يتباهون بما صنعه الفكر من ارتقاء ثم غاب ولا يحسون أنهم واقعا في منحدر حضاري سحيق. هذا سيقود إلى تشويه الماضي وتخلف الحاضر والعيش في أحلام اليقظة بلا مقومات ولا مؤهلات، فيكون الفرد والأمة محض فرشاة أو لوحة يرسم بها أو عليها الآخرون مشاريعهم.

جدلية الإحباط:

الإحباط دوما مرافق لسوء التخطيط والفهم، وهو يخفض درجة الإرادة والنظر إلى الأهداف، أي تقليص الأمل، وهذا يعني فراغ النفس والرغبة في الاستمرار. لا بد من التكامل والتكامل لا يأتي بالمؤهلات والقدرة باتجاه واحد، فالمقاتل الشجاع والمقدام ما لم يعط سلاحا ملائما وكافيا لإتمام مهمته فهو سيفشل، كذلك إن قتل فلا ينفع السلاح الكثير فلا بد من تخطيط ليحتمل هذا على سبيل المثال، من عطل الأدوات أو لم يهتم بها وتصور أن هذه من الأمور التكميلية فهو حتما رفيق الفشل، والواقع يرينا الإحباط مجسدا وهذا يؤثر على الاستقرار ولا يمكن تبريره بالمؤامرة والأعداء والمعارض والمناوئ، فهذه تحديات تأخذ تأثيراتها الدراسات وتضع لها علاجاتوعندما تريد قطع طريق صحراوي فلا بد من خرائط وأجهزة توجيه ووقود وطاقة كافية لإتمام رحلة صيد أو تخييم، كذلك الفرد في مهمته والحزب السياسي والحامل لراية الإصلاح، فهي من الأقدار وهبة الله للمنظومة العقلية. وتعليمه مفهوم التوكل لا يعني أبدا أن تترك فقرة أو خيطا سائبا، فلا بد من علم ومهارات، وفكرة أن العمل سيتم ولا يهم كيف أو بأي إنسان فكرة خطأ؛ لأن الإنسان الذي يملك علما ومهارة ليس كالذي لا يملكها ولو كان ما كان من الذكاء.

معايير المراجعة:

التفكير أن إعادة التنظيم هي محض مراجعة وأنك فشلت في التنفيد، فهذا الفشل القادم وتكرار الذات. وقد ناقشنا بإسهاب هذا الموضوع في مقال التنظير والتفكير الاستراتيجي، فلا بد أن ندرك ما يجري كل خطوة ونوثق وندرس ونبحث ونضع جداول ومعايير ونعدل الأفكار ونحن نسير نحو الهدف مرحلة ثم أخرى، وإلا فالمراجعة عملية تزيد الإحباط وضحك على النفس، فالإخلاص حرص على التتابع والإنجاز، أما فتات الوقت فلا إحسان فيه ولا إبداع، وأي عامل فرد أو حزب أو دولة لا بد أن تمتلك آلية للمراجعة كل حسب مهامه ومراكز متخصصة لإنتاج الأفكار ومتابعتها وإجراء المراجعات.

هذه آليات مهمة، ومن عطل الأدوات أو لم يهتم بها وتصور أن هذه من الأمور التكميلية فهو حتما رفيق الفشل، والواقع يرينا الإحباط مجسدا وهذا يؤثر على الاستقرار ولا يمكن تبريره بالمؤامرة والأعداء والمعارض والمناوئ، فهذه تحديات تأخذ تأثيراتها الدراسات وتضع لها علاجات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات النجاح التفكير المراجعة التفكير النجاح التطور المراجعة مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لا بد من فلا بد

إقرأ أيضاً:

فلتستيقظ الأمة

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي

 

 

 

لم يدر في خلدي يوماً أن أشاهد وأسمع وأرى ما يحدث اليوم من حولي في غزة حيث لم يتحرك ساكن ولا ضمير ولم تتحرك بنت شفاه لإيقاف أبشع جرائم حرب الإبادة البشرية في العصر الحديث وأمة الملياري مسلم تستلقي على بطنها نائمة .

في القرن الماضي قالت جولدا مائير بعد حرق المسجد الأقصى: «لم أنم طوال الليل كنت خائفة من أن يدخل العرب إسرائيل أفواجاً من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي علمت أنَّ باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده» .

إذاً باعتراف العدو وفهمه آيديولوجيات العالم العربي والإسلامي وبعد أن توغل كالسرطان في كل مناحي حياتنا علم أنَّ الأمة لن تنتفض وهذا ما حدث اليوم فلم يستقيض أحدٌ سوى الشجعان والذين كشفت عن أنيابهم غزة فهجموا كالليث الكاسر على عدو فاجر وهم فئة قليلة منتصرة بإذن الله .

أمة نائمة بائسة ذليلة تركع تحت عدو ظالم أرهب العالم بطغيانه فصمتت صمت الحملان حتى تؤكل كما أكلت أخواتها من قبل لتتجرع حسرات الذل والخنوع الذي عاشته بلا عزة ولا كرامة ولا كبرياء ولكن بعد فوات الاوان .

أمة نائمة لن تستيقظ وأخوانها على بعد أمتار يتلون جوعا وعطشا ومجاعة ولم تستيقظ نفوسهم ولا ضمائرهم  لنصرتهم وإمدادهم بالغذاء والدواء والماء  وهم أطفال وشيوخ وشباب أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم من عرق فلسطيني عربي مسلم فلقد عاث فيهم المجرم فتكاً وقتلاً وسحقا وهو يأمن نصرة أمتنا له أكثر من أن يأمن بني فصيلته في حربه الضروس تجاه أهل غزة وفلسطين قاطبة .

أمة نائمة لن تستيقظ بعد ما رأيناه من صور لأبشع الجرائم إبادة في التاريخ والتي استصرخت منها الأمم الأخرى ولم تستصرخ منها أمتنا التائهة في هوة عميقة مظلمة تبحث عن الأمن والأمان والسلام من شراذم الأمم الذين ولدوا بلا دين ولا أخلاق ولا مبادئ ولا ضمير وما ماضيهم الأسود ببعيد عنَّا - قاتلهم الله- .

أمة لن تستيقظ وهي في سباتها ماضية فلم توقظها أصوات المدافع والقنابل ولا أزيز الطائرات والبوارج والسفن فقد رضيت بالخنوع والصمت وهذه دلالات الضعيف في عالم كثرت فيه الكلاب التي تنهش أهل فلسطين وهذه الكلاب لا تحتاج إلا لعصا مؤمن لا يخاف أحدا إلا الله لقتلها وطردها شر طردة من أرضنا وديارنا فهي أجبن من أن ترفع صوتها بالنباح لكن السكوت علمها النباح ونهش أمة الإسلام بلا رادع أو قوة تذود بها عن نفسها فالألم كبير وفقد الشهامة والمروءة أشد في زمن العجائب .

أمة لن تستيقظ إلا إذا عادت لرشدها وكرامتها التي اختصها الله بها وإيمانها بالقادر المقتدر وأنه لا حول ولا قوة إلا بالاستعانة بالله العلي العظيم وأن ما أخذ بالقوة والجبروت لن يسترد إلا بالقوة والجبروت .

أمة تحيي ماضيها المنير بنور الإسلام واتباع سنة خير الأنام والاجتماع والاتحاد بينها على كلمة الحق والدين وإعداد العدة والعتاد لدحض أعداء الله ورسوله يومها ستستيقظ الأمة وترد اعتبارها بين الأمم وترفع هامات المجد وتقتص من قتلة الأطفال والنساء والأبرياء وتعود الحقوق لأصحابها وتعم العدالة أقطار الأرض فما يحدث اليوم هو اتحاد عالمي من قوى الشر لتطهير عرق على حساب عرق -قبحهم الله وأخزاهم - فاليوم حفدة القردة والخنازير يعيثون في الأرض فسادا وغدا بإذن الله يرد الكرة عليهم عبادٌ مؤمنون لا يخافون في الله لومة لائم فيأخذوا الحق من الطغاة ليعود الحق لأصحابه ويعم عدل الله الأرض .

أمة لن تستيقظ حتى تأخذ وتستوفي حقوقها وتعيد كرامتها فتسود العالم بعدلها ومبادئها وأخلاقها كما سادت من قبل … أمة قال الله تعالى فيها مخاطبا إياها وواصفاً حال عدوها حيث قال جل جلاله : {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ۝ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ۝ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}  .

هكذا حال الأمم من استعصم بحبل الله فقد نجا ومن عاش لملذاته فقد هلك وبإذن الله ستستيقظ أمة تميط اللثام عن صمت أمة نائمة .

اللهم ‏انصر الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر اللهم أعداء الدين وأنصر إخواننا في فلسطين المرابطين برحمتك يا أرحم الراحمين .

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تبحث غدا مع ممثلي المجتمع المدني الأفغاني قضايا حقوق النساء
  • ما هي الأدوية منتهية الصلاحية شديدة الضرر لجسم الإنسان؟
  • فلتستيقظ الأمة
  • لانا نسيبة تلتقي بمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان
  • لانا نسيبة تلتقي مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان
  • منظمات حقوق الإنسان باليمن: الأمم المتحدة تتهاون مع الحوثيين بخصوص قحطان والمخفيين قسرا
  • حملة إسرائيلية – أمريكية للضغط على حزب الله… ما الهدف منها؟
  • 30 منظمة حقوقية تتهم الأمم المتحدة بعدم ممارسة ضغط على الحوثيين في قضية السياسي قحطان
  • شركات السفر الوهمية تسرق أحلام العراقيين وتتركهم في دوامة من الإحباط
  • المفتي: تطور العلوم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال النقد الذاتي والموضوعية