أشعل مقطع فيديو، يظهر قيام أستاذ بإحدى الجامعات الحكومية الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، وهو يمسح ويُمرّغ وجهه بتراب ضريح "الهادي"، بمحافظة صعدة (معقل ذراع إيران) موجة غضب وانتقادات واسعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

إذ أظهر الفيديو، الذي تداوله ناشطون بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، المدعو عبدالكريم دمدم، المحسوب عضوا في هيئة التدريس بجامعة الحديدة وهو يتمسّح ويُمرّغ وجهه متبركاً بتراب قبر "يحيى بن الحسين الرسي" الملقب ب"الإمام الهادي".

و"الهادي" هو أول إمام أعلن حصر الإمامة في البطنين أي (السلالة الهاشمية) دون غيرهم في اليمن اتباعا لجده القاسم الرسي أول من تبني الجارودية السياسية، بعد قدومه إلى محافظة صعدة.

ومنذ انقلابها، عمدت مليشيا الحوثي على بناء وتأهيل وتوسعة وترميم العشرات من قبور أئمتها، من بينها قبر "الإمام الرسي الهادي" بصعدة وقبر مؤسسها "حسين الحوثي" ووالده، وحولتها إلى مزارات ودفعت بأتباعها واجبرت موظفي الدولة على زيارتها بشكل مستمر، في مسعى لترسيخ ثقافة العبودية والانصياع لحكم وولاية القيادات السلالية.

وكرست المليشيا جهودها في هذا الصدد بناء على فكرة الحق الالهي المزعوم، والوريث الديني للحكم، الأمر الذي تسعى من ورائه إلى شرعنة حكمها اليمنيين بالقوة منذ انقلابها على السلطة الشرعية في البلاد عام 2014م.

وعبد الكريم دمدم عضو في هيئة التدريس بجامعة الحديدة الخاضعة لسيطرة حكومة المليشيا غير المُعترف بها حاصل على درجة "الماجستير" من جامعة عدن الحكومية عن رسالته الموسومة بــ(العدالة التنظيمية وعلاقتها بفاعلية الأداء والرضا الوظيفي لدى العاملين في إداراة رعاية الشباب والأنشطة الجامعية بالجامعات اليمنية) في مجال العلوم والتربية الرياضية والبدنية، وقد عمل في العام 2013 مديرا لمكتب الإعلام بمديرية الحوك محافظة الحديدة.

وأثار الفيديو، موجة استياء وانتقادات واسعة من قبل الناشطين والصحفيين والإعلاميين اليمنيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، لما يعكسه من حجم الذل والمهانة والتي عبر عنها "دمدم" لإظهار خضوعه وولائه لرموز الإمامة ومن بعدها مليشيا الحوثي في مشهد اعتبره مراقبون تكريسا لعودة الإمامة بطقوسها وخرافاتها ومحاولة تجديد استعبادها شريحة من اليمنيين بمزاعم التبرّك بأئمتها.

القطرنة عادت وبصورة أشد قبحاً ورداءة
هذا الشخص يدعى عبدالكريم دمدم وهو دكتور جامعي في جامعة الحديدة وذهب إلى صعدة من أجل أن يمرخ وجهه في تراب قبر الهادي الرسي كما تشاهدون في المقطع.
ما تعليقكم على هذا الفيديو؟! pic.twitter.com/VSW9ZBO72u

— أحمد الصباحي (@AHMED_ALSABAI) April 24, 2024

وكتب الصحفي ابراهيم عبدالقادر، في تغريدة ارفقها مع مقطع الفيديو على منصة (اكس)، "هذا هو مشروع ‎الحوثي، وهذا ما تبشر به الجماعة اليمنيين، هذا محسوب أكاديمي في جامعة ‎الحديدة، عبدالكريم دمدم، يتمسح بتراب قبر الهالك الرسي في ‎صعدة، في صورة مذلة ومهينة، فيها تكثيف لسوء وبشاعة المرحلة، التي يتزعمها هذا الحوثي اللعين، وكمية الخرافة، التي تريد هذه الجماعة إشاعتها في المجتمع اليمني".

أما الصحفي بسيم الجناني، فقد نشر الفيديو علي حسابه، وعلّق بالقول: "أمثال هؤلاء تجاوزوا الانبطاح والذل للحوثي بصورة مقرفة، أعتذر عن بشاعة المشهد".

عبدالكريم دمدم ، محسوب عضو هيئة التدريس في جامعة #الحديدة ، يمرخ وجهه بتراب قبر الهادي الرسي في صعدة بصورة مخزية ومهينة ، أمثال هؤلاء تجاوزوا الإنبطاح والذل للحوثي بصورة مقرفة .

أعتذر عن بشاعة المشهد pic.twitter.com/6RE3ptcKVa

— بسيم الجناني #اليمن (@Basem_Ganani) April 24, 2024

وانتقد الإعلامي فيصل الشبيبي محتوى الفيديو بالقول: "هكذا هم عبيد الإمامة حتى وإن كانوا يحملون شهادات عليا. شيء مؤسف ويبعث على الأسى". فيما علق الاعلامي محمد الضبياني على المقطع المتداول بأنه "ليس غريبا"، مؤكداً: "هذا التصرف المهين لعبيد الإمامة".

القطرنة عادت

بشكل تهكمي تقول التغريدة التي تم اقتباسها من حساب الصحفي احمد الصباحي: "القطرنة عادت وبصورة أشد قبحاً ورداءة".

واعتبر الصحفي وليد العمري المقطع المرئي المتداول "صورة صادمة لا تدل الا على مدى الخطر المحدق جراء قيام الحوثيين بتفخيخ المناهج التعليمية وتنظيم الدورات الصيفية الطائفية ونشر الخرافة وإضفاء القداسة لقيادات الجماعة ورموز السلالة والإمامة بغرض تكريس ثقافة العبودية وغرس في أذهان المجتمع اليمني أنه يجب أن تكونوا محكومين من سلالة معينة".

وحذر الصحفي معين الصيادي في تعليقه بهذا الخصوص، من توقف استكمال عملية تحرير المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، التي تركت لها ميدانا فسيحا لفرض فكرها الكهنوتي ومهّدت لإقامة صرحها على أنقاض عقول أبناء تلك المناطق، في ظل غياب الدولة ومختلف أنواع التوعية، لمجابهة هذه الخرافات والاباطيل، حد قوله.

وأشار الصيادي إلى أن استمرار هذه الجماعة بالتفرد بالحكم، لن يترك أمام السكان سوى الخرافة وتقديس قيادات وأئمة السلالة، التي تدعي أحقيتها بالولاية، كاستحقاق طائفي حصري باعتبارها الوريث الديني للحكم.

من جانبه حذر وكيل محافظة الحديدة وليد القديمي من مخاطر انتشار الخرافة الحوثية في ظل بقاء صنعاء وبقية المحافظات تحت سيطرة ذراع إيران.

وقال القديمي: "هكذا بدا أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة ‎الحديدة عبدالكريم دمدم، هؤلاء الاكاديميون فما بالكم بمن لم يدرس ويتعلم"، مشيراً إلى أن "مصير مناطق سيطرة الحوثي يسير في الهاوية، ولا بد من تحرك لتحرير كافة أراضي ‎اليمن من المد الشيعي الفارسي الإيراني الخبيث".

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی هیئة التدریس فی جامعة

إقرأ أيضاً:

دراسة: شمال غرب المحيط الهادي مهيأ لزلزال ضخم وهبوط أرضي

أفادت دراسة -نشرت في وقائع الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم- أن زلزالا في منطقة إندساس كاسكاديا بقوة تزيد على 8 درجات يمكن أن يسبب هبوطا مفاجئا في الأرض مقترنا بارتفاع مستويات سطح البحر، ومن شأنه أن يؤدي إلى توسيع السهول الفيضية الممتدة حتى 185 كيلومترا مربعا.

وقالت تينا دورا المؤلفة الرئيسية للدراسة والأستاذة المشاركة في المخاطر الطبيعية بجامعة فرجينيا للتكنولوجيا "قد نواجه كارثة بحجم كارثة اليابان عام 2011 أو سومطرة عام 2004 " مشيرة إلى أن المنطقة بها نفس نوع الصدع، الذي له القدرة نفسها على إحداث زلزال هائل وتسونامي وهبوط ساحلي.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4اكتشاف معدن "السيدريت" على المريخ يعيد كتابة تاريخهlist 2 of 4الطاقة الزرقاء.. حل واعد لمواجهة تحديات تغير المناخlist 3 of 4تغير المناخ يفاقم المخاطر على الأنظمة الغذائيةlist 4 of 4هل تسببت ظاهرة جوية نادرة بانهيار شبكة الكهرباء الأوروبية؟end of list

وقال دورا إن الغرق (الهبوط) المفاجئ للأرض قد يؤدي إلى تغيير دائم في المجتمعات الساحلية التي تتعرض للفيضانات أثناء المد والجزر أو العواصف، ولكنها قد تتعرض للغمر بشكل متكرر.

وتمتد منطقة إندساس كاسكاديا، حيث تغوص صفيحة من قشرة الأرض تحت أخرى، من شمال كاليفورنيا إلى جزيرة فانكوفر الكندية. وقد تراكمت فيها ضغوط على مدى قرون، ويتوقع العلماء أن تتحرر في نهاية المطاف على شكل زلزال كارثي.

ولا يستطيع العلماء تحديد موعد وقوع "الزلزال الكبير" شمال غرب المحيط الهادي. وأوضحت دورا أن آخر زلزال كبير على طول تلك المنطقة وقع في يناير/كانون الثاني 1700، وأن الأحداث الكبرى عادةً ما تفصل بينها فترات تتراوح بين 450 و500 عام، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الزلازل لا تتكرر بانتظام.

إعلان

وأضافت دورا "قد يحدث ذلك في أي وقت، ولكن ليس قبل عام 2100. نريد دراسة ذلك لأنه بحلول ذلك الوقت، من المتوقع أن يصبح ارتفاع مستوى سطح البحر الناجم عن تغير المناخ مشكلة أكبر على طول كاسكاديا".

وإذا أخذنا في الاعتبار ارتفاع مستوى سطح البحر المتوقع، فإن خطر الفيضانات الناجم عن زلزال كبير عام 2100 قد يكون أكثر من 3 أضعاف الخطر الموجود اليوم، حسب الدراسة.

وقالت دورا إن سكان المناطق الساحلية الذين تحدثت إليهم لم يدركوا في كثير من الأحيان تماما تداعيات زلزال كبير شمال غرب المحيط الهادي، والذي قد يتسبب في حدوث تسونامي مع أمواج يصل ارتفاعها إلى نحو 12 مترا، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.

ومن جهته، قال أندرو ميجز أستاذ الجيولوجيا بجامعة ولاية أوريغون إن إحدى الطرق للتحضير هي أخذ المخاطر المستقبلية في الاعتبار عند بناء البنية التحتية، وهي الطريقة التي تسمى "تخطيط المرونة".

وأضاف ميجز أنه إذا تجاهل المسؤولون والسكان في منطقة كاسكاديا التهديدات، فإن التأثير سيكون أكبر بكثير مما لو اخترتم الاعتراف بوجود تغير في مستوى سطح البحر في الخلفية وأن الخطر سيكون موجودا دائما.

مقالات مشابهة

  • دراسة: شمال غرب المحيط الهادي مهيأ لزلزال ضخم وهبوط أرضي
  • العجمي يوضح الأشياء السلبية التي قد يورثها الآباء لأبنائهم .. فيديو
  • تحذيرات من كارثة محتملة تهدد الأسر على سواحل عدن
  • حملات شعبية في حضرموت لإنصاف الطفل “بائع الآيس كريم”
  • الصليب الأحمر: استهداف مركز إيواء بصعدة يسلط الضوء على المأساة التي يتعرض لها المدنيون في اليمن
  • “غروندبرغ” يدعو لتحقيق شفاف في الغارة التي استهدفت مركز احتجاز بصعدة
  • مكتب “أوتشا” يعبر عن قلقه بشأن الغارات التي ضربت مركزًا لإيواء المهاجرين بصعدة
  • “أوتشا” يعبر عن قلقه بشأن الغارات التي ضربت مركزًا لإيواء المهاجرين بصعدة
  • صاحب تريند إطعام الكلاب يروي قصة الفيديو: بدأت بسبب قطة عمياء.. فيديو
  • ماذا يجري داخل الضاحية؟ شاهدوا الفيديو