ضغوط وتهديدات متزايدة.. هل تدفع انقلابيي النيجر للتراجع أم سيضطر الغرب لخيار التفاوض؟
تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT
اتفق ضيفا برنامج "ما وراء الخبر" على أن الموقف الغربي والأفريقي إزاء انقلاب النيجر جاء بصورة أكثر صرامة من المواقف تجاه الانقلابات السابقة، وأرجعا ذلك لأسباب مختلفة، لكنهما تشككا في أن يجبر ذلك الانقلابيين على التراجع.
وقال الدكتور إدريس آيت الأكاديمي والباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية إن الإدانات والتهديدات الغربية جاءت أكثر صرامة وقسوة تجاه انقلاب النيجر من أي مواقف تجاه أي انقلاب سابق في المحيط الإقليمي، ويرجع ذلك إلى مجموعة الإجراءات التي اتخذت مطلع العام الجاري، لضمان اعتبار أن الانقلابات باتت تاريخا ماضيا في القارة الأفريقية.
جاء ذلك خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/7/31) لتوالي المواقف الغربية الصارمة ضد الانقلاب في النيجر، ومن ذلك تجديد الاتحاد الأوروبي رفضه الاعتراف به، وتأكيده دعم إجراءات مجموعة إيكواس العقابية ضد قادة الانقلاب الذين أمهلتهم أسبوعا للتراجع عنه، فيما أمهلهم الاتحاد الأفريقي أسبوعين لتحقيق ذلك.
ومع تجديد فرنسا عدم اعترافها بالوضع الجديد في النيجر الذي علقت مساعداتها الاقتصادية له -تماما كما فعلت واشنطن- انضمت دول غربية أخرى حتى من بين تلك التي لا تربطها مصالح مباشرة مع النيجر، فقد أعلنت كل من بريطانيا وألمانيا تعليق مساعداتهما الاقتصادية لنيامي، فيما دعت موسكو لاستعادة حكم القانون.
أسباب الإجماعوتساءلت حلقة ما وراء الخبر عن أسباب هذا الإجماع الغربي الأفريقي على رفض الانقلاب في النيجر وتأثيراته المحتملة على مسار الأحداث في البلاد، وعن خيارات القادة العسكريين للتعامل مع العزلة الإقليمية والدولية التي تتشكل ضدهم، ومع التبعات المحتملة لوقف برامج الدعم الأوروبية والأميركية لبلادهم.
وفي حديثه لما وراء الخبر أوضح الدكتور إدريس أن الرئيس المنقلب عليه محمد بازوم كان ضمن مجموعة إيكواس التي توافقت على قرارات، من ضمنها أن تكون هناك قوة إقليمية تدحض الانقلابات غير الدستورية وحالات التمرد في المنطقة، وذلك ما يفسر حديث رئيس المجموعة عن أن أحد الموقعين هو رهينة لدى مجموعة انقلابية ولا بد من تحريره.
ولفت كذلك إلى أن النيجر تعد آخر معقل للغرب في أفريقيا، مما يدفع دوله إلى هذا الموقف المتشدد، مشيرا إلى أن دافع دول مثل ألمانيا وبريطانيا -رغم عدم وجود مصالح مباشرة- هو الجانب الأمني وتخوفها من استفحال أزمة الهجرة غير النظامية لموقع النيجر الجيوإستراتيجي في المنطقة.
واستبعد إمكانية تجاوب الانقلابيين مع تلك الضغوط، حيث يرى أنهم وصلوا لنقطة اللاعودة، معتبرا أن فرنسا ستكون هي الخاسر الأكبر في حال حصول أي تدخل عسكري، وأن خيارها الأمثل هو الذهاب لمفاوضات مع الانقلابيين.
تراكمات سابقةبدورها، قالت ليزلي فارين مديرة معهد "اليقظة" لدراسة العلاقات الدولية والإستراتيجية في فرنسا والخبيرة في الشأن الأفريقي إن مواقف الغرب المتشددة وغير المسبوقة تأتي على خلفية تراكمات ما بعد الانقلابات السابقة، ولما تمثله النيجر من أهمية بالغة، حيث لا يقتصر الوجود العسكري فيها على فرنسا وحدها بل يشمل جميع الدول الغربية.
ورأت فارين أن هذا الموقف معقد وعاطفي، فتحقيق مطلب عودة الرئيس لمنصبه ليس بالأمر المتوقع، خاصة في ظل كون الانتخابات التي جاءت به لم تكن ديمقراطية بشكل كبير، وبالتالي فهي ترى أن الانقلاب كان متوقعا.
واعتبرت أن الموقع الجيوإستراتيجي للنيجر هو السبب الرئيسي لهذا الموقف المتشدد من قبل دول الغربية، حيث الخوف المتزايد من خسارة النفوذ والوجود في غرب أفريقيا بعد الخسارات نتيجة الانقلابات السابقة، خاصة فرنسا التي تخشى أن يحدث الانقلاب تغيرا جذريا في البلاد كما حصل في مالي.
ورأت أن التهديدات الغربية تأتي في سياق استعراض القوة، وتمثل ردا عاطفيا وليس سياسيا ودبلوماسيا، ويحركها بشكل كبير الخوف من تدخل روسيا التي بدورها اتخذت موقفا أكثر بساطة كونها غير منخرطة في تلك البلد حاليا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ما وراء الخبر
إقرأ أيضاً:
هل تدفع تسلا ثمن تحالف ترامب وماسك؟ نشطاء يعلقون
ووعد إيلون ماسك بتخفيض عدد الموظفين الفدراليين البالغ عددهم 2.3 مليون موظف، إذ سرح -حتى الآن- 100 ألف موظف، في حين يعتزم فصل 400 ألف مع نهاية عام 2025.
وعمت مظاهرات غاضبة أرجاء الولايات المتحدة الأميركية احتجاجا على جهود ماسك ضمن الإدارة الأميركية الحالية لخفض التكاليف عبر تسريح الموظفين.
وبلغة الأرقام، خرجت 50 مظاهرة في عموم أميركا في محاولة لتثبيط سهم شركة "تسلا" لصناعة السيارات الكهربائية -التي يملكها ماسك- واعتقلت الشرطة 9 أشخاص من أمام مقر الشركة في نيويورك.
ورصد برنامج "شبكات" في حلقته بتاريخ (2025/3/3) جانبا من تعليقات العرب والأميركيين على الاحتجاجات المعارضة لهيئة الكفاءة الحكومية التي يقودها ماسك بدعم من دونالد ترامب.
انقسام حاد في الآراءوفي هذا الإطار، قالت كرستين "حسب الأرقام والإحصاءات يوجد تضخم وظيفي في أميركا وإجراءات التسريح واقعية ومنطقية، وتقوم بها كل الشركات لخفض الإنفاق. فتصرف ماسك على المدى البعيد سيعود بنتائج على البلاد".
وتوقعت سوسن سليمان أن يدفع ماسك ثمنا باهظا بعد تسريح الموظفين، إذ قالت "الذين سرحهم ماسك وقعّدهم (أجلسهم) بالبيت صار هو شغلتهم وكل يوم والثاني رح يطلعوا يتظاهروا عليه. صح المظاهرات مو كثيرة ببلد تعداده 400 مليون.. بس رح تأثر".
إعلانوسار رائد أبو سلمية في الاتجاه ذاته قائلا "سياسات إيلون ماسك لن تؤثر عليه وحده، بل من الممكن أن تؤثر على الشركاء في شركة تسلا، وبالتالي يجب أن يفكر المستثمرون في شراكتهم معه ويعيدوا النظر فيها".
وخالف أبو يعقوب الآراء السابقة محملا الحزب الديمقراطي مسؤولية ما يحدث، إذ قال "والله شكله الديمقراطيين لسا ما استوعبوا نجاح ترامب وبلشوا بمؤامرات وخطط".
وأضاف "مو غريبة (ليس غريبا) إذا سمعنا أن المظاهرات وراها الحزب الديمقراطي، وهو الذي عم يدفعلهم ليتظاهروا (يدفع أموالا للمتظاهرين لقاء خروجهم في الاحتجاجات".
يشار إلى أن ماسك يعتبر أغنى رجل في العالم بصافي ثروة تبلغ 400 مليار دولار، لكنه خسر منذ بداية هذا العام أكثر من 50 مليار دولار، في حين انخفضت أسهم تسلا بنسبة 27%.
3/3/2025-|آخر تحديث: 3/3/202509:38 م (توقيت مكة)