في رحلة وثقتها أيادي الصغار والكاميرا، انطلقت الفتاة النوبية حفصة، لاستكشاف جوانب تراثها القديم التي لم تكن تعرفه من قبل، و عن سر وجود التماسيح في حياة أهالي النوبة، وتعليقها على أبواب المنازل وتربيتها بداخلها، واستدلت على أسرار من مصر القديمة، من خلال ورشات وثقتها بالكتابة والتصوير بمشاركة مجموعة من الأطفال، وأطلقت عليها «كوما وايدي» أو «حكايات الماضي».

استغلت الفتاة العشرينية «حفصة أمبركاب» التنوع الثقافي في عادات وتقاليد النوبيين، والتي لا تزال مرتبطة بنهر النيل بشكل كبير، وجاء دور التماسيح، والتي لا يزال سكان القرى النوبية في أسوان يصطادونها، ويعلقونها أمام أبواب منازلهم وهي عملية تساهم في الترويج للسياحة، وزيارة معالم أسوان، والتعرف على حضارتها وتراثها الغني منذ آلاف السنين.

ترى حفصة أن قصة العلاقة بين التماسيح والنوبيين، تتعدى مجرَ صيدها، والاعتناء بها في المنازل، ولكنها قصة تعود إلى عصور الدولة القديمة، حيث كان التمساح يضع بيضه على شاطئ النيل، لمدة ثلاثة أشهر، وفي هذه الفترة، كان يحظر على الأطفال، اللهو والاقتراب من بيض التماسيح، حتى لا يتعرضون للخطر ويؤذون بيضها الثمين«من هنا بدأت العلاقة بين التماسيح وأهالي النوبة، علاقة تعايش على ضفاف النيل؛ أسلوب الحياة والتقارب واحترام البيئة كان سببًا في تعلقهم بالتماسيح؛ حالة كأنها اتفاقية نشأت بين مجتمع مرتبط بالنيل، ويعرف أسراره وبين التماسيح التي تسكن في أعماقه».

تقول حفصة لـ«الوطن» : «إن المنازل النوبية لا تزال تحتفظ بتراث النوبة القديم، بكل أشكاله وألوانه، كما يُلاحظ تماثيل التماسيح المعلقة أمام المنازل حاضرة، فهي ترمز للعلاقة الفريدة بين سكان النوبة، وهذه المخلوقات القوية التي تسكن نهر النيل، وهو امتداد لهذه العلاقة القوية بين النوبي ونهر النيل، حتى أصبحت التماسيح أصدقاءً ورفاقًا لأفراد الأسرة منذ القدم».

«خارج حدود العاصمة» رحلة توثيقية بالتعاون جوته 

الشابة التي اختارت أن توثق رحلتها، ومن خلال عملها بطرق مبتكرة، تؤكد أنها استعادت قوة السرد عبر صناعة الأفلام والكتابة والتصوير، ونقلها للأجيال الصغيرة ليعرفون ثقافتهم النوبية، وقد حظيت بدعم من معهد جوته التابع للحكومة الألمانية، الذي ساهم في تحقيق رؤيتها الإبداعية ضمن مشروع «خارج حدود العاصمة» الذي يهتم بتراث محافظات مصر «قدرت أوثق  أسرار ارتباط التمساح من خلال أفلام، وصور وحكايات بالاشتراك مع معهد جوته التابع للحكومة الألمانية».

 معبد سوبك.. رحلة إلى عالم التماسيح

ووثقت الفتاة النوبية رحلتها من داخل معبد سوبك، الذي يعود إلى أحد الآلهة الرئيسية في الثقافة المصرية القديمة، وهو على شكل تمساح، ويعبر عن قوة المصريين منذ القدم، ويقع معبد سوبك في منطقة كوم أمبو، شمال أسوان ويعتبر مركزًا حضريًا يجمع بين الحضارة المصرية ، ويحوي العديد من التماسيح المحنطة منذ عهد الدولة القديمة.

كوما وإيدي.. مبادرة لاكتشاف الحياة القديمة في مصر

واستطاعت حفصة بمبادرتها «كوما وايدي» نقل الثقافات المصرية القديمة للأجيال القادمة، والحفاظ على التراث، من خلال الاكتشاف والتواصل الثقافي ، وتسليط الضوء على أسرار الحضارة المصرية من خلال الكتابة والتصوير.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التراث النوبي الحضارة المصرية معهد جوته معهد جوته الألماني من خلال

إقرأ أيضاً:

تزايد اعداد التماسيح يثير مخاوف المسؤولين

السومرية نيوز – دوليات
اعلنت رئيسة وزراء الإقليم الشمالي في أستراليا إيفا لولر، إنه يتعين الحفاظ على أعداد التماسيح في الإقليم كما هي أو تقليلها، ولا يمكن السماح لها بتجاوز عدد السكان. وقالت لولر للصحفيين، وفقا لهيئة الإذاعة الأسترالية: "لا يمكننا أن نجعل عدد التماسيح يفوق عدد البشر في الإقليم الشمالي، نحن بحاجة إلى إبقاء أعداد التماسيح لدينا تحت السيطرة".   وتأتي تصريحات المسؤولة بعد مقتل فتاة تبلغ من العمر 12 عاما هذا الأسبوع، إذ اختفت الفتاة أثناء السباحة في جدول بالقرب من مجتمع بالومبا، جنوب غرب عاصمة الإقليم، داروين، وبعد بحث مكثف عثر على أشلائها في مجرى النهر. وأكدت الجروح أنها تعرضت لهجوم تمساح.   وجاء مقتل الفتاة بعد أسابيع من موافقة الإقليم على خطة مدتها 10 سنوات تتعلق بالتماسيح، والتي تسمح بإعدام الحيوانات الزاحفة بشكل مستهدف في مناطق السباحة الرائجة، لكنها لم تصل إلى حد العودة إلى عمليات الإعدام الجماعي.   لولر، التي قالت إن وفاة الفتاة كانت "مفجعة"، أوضحت أنه تم تخصيص 500 ألف دولار أسترالي (337 ألف دولار أمريكي) في ميزانية الإقليم الشمالي لضبط عدد التماسيح خلال العام المقبل.   لكن زعيمة المعارضة في الإقليم، ليا فينوكيارو، قالت للصحفيين إن "هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمارات في هذا الشأن"، وفقا لشبكة "إن تي نيوز" الإخبارية.   وتزايدت أعداد التماسيح في الإقليم منذ أن أصبحت من الأنواع المحمية بموجب القانون الأسترالي في السبعينيات، حيث زاد عددها من 3000 عندما كان الصيد محظورا إلى 100000 حاليا.   ونظرا لأن تماسيح المياه المالحة يمكن أن تعيش ما يصل إلى 70 عاما وتنمو طوال حياتها - طولها قد يصل إلى 7 أمتار- فإن أعداد التماسيح آخذة في الارتفاع.   وتعتبر التماسيح خطرا في معظم الممرات المائية بالإقليم الشمالي، لكن سياحة التماسيح وتربيتها هما المحركان الاقتصاديان الرئيسيان هناك.   وسجل الإقليم الشمالي 15 قتيلا جراء هجمات التماسيح بين عامي 2005 و2014، مع مقتل شخصين آخرين عام 2018.

مقالات مشابهة

  • كوبري دمياط التاريخي يحتضن أولى حفلاته الفنية للأطفال على ضفاف نهر النيل
  • علماء بريطانيون يطورون أجهزة لكشف أسرار المادة المظلمة
  • تزايد اعداد التماسيح يثير مخاوف المسؤولين
  • أحمد رفعت عاد من الموت ثم رحل فجأة.. رحلة مع المرض بلغت النهاية في أيام (القصة الكاملة)
  • رحلة تراثية بـ"الخيمة النجرانية".. فعاليات تعود بالأطفال إلى حياة الأجداد
  • أهالي إدفو يحذرون من ظهور تمساح بنهر النيل فى أسوان
  • حياة كريمة توفر مسكن آمن وفرصة عمل لـ«دعاء»: حسيت بالخصوصية والاستقرار
  • شاص لمواطن يلفت الأنظار خلال رحلة بتركيا .. فيديو
  • ألم الفك أو الكوع علامة على الإصابة بالنوبة القلبية
  • القنصلية المصرية بميلانو تنظم بطولة كأس القنصلية بمشاركة 12 فرقة